تُشير دراسات متعددة إلى وجود فجوة بين دعم الرجال المعلن وغير المعلن للمرأة في بيئة العمل. فعلى الرغم من أن أغلبية الدراسات، مثل استطلاع “إكيموندو” الذي أكد فيه ثلثا الرجال أن النساء ما زلن يواجهن عوائق كبيرة في المجالات المهنية، إلا أن هذا الدعم لا يترجم دائمًا إلى مواقف علنية أو حليفة. وتشير دراسة لشركة “كاتاليست” إلى أن 59% من الرجال سيناهضون التحيز الجنسي لو كان لذلك تأثير فعلي، مما يوحي بأن الدعم قد يكون مشروطًا بفاعليته الملموسة.
واقع التمييز ودور القوانين
تؤكد نجوى عتيقة، مؤسسة مجموعة المحاميات العربيات في الشرق الأوسط، أن التمييز بين الجنسين في مكان العمل هو واقع عالمي يمثل تحديًا جادًا تواجهه النساء في القطاعين العام والخاص.
وتبدأ عملية دعم المرأة بتوفير قوانين وتشريعات تمنع التمييز في الحصول على الوظائف، والترقيات، والتدريب، وغيرها من الحقوق المهنية.
مساهمات مؤثرة وحساسيات متوقعة
خلافًا للاعتقاد الشائع بأن الرجال يكتفون بالمشاهدة، فإن مساهماتهم في دعم المرأة تُحدث فرقًا كبيرًا. يمكن للرجل أن يكون داعمًا قويًا للمرأة من خلال خلق بيئة عمل تعاونية تعزز فرصها في الوصول إلى الوظائف التي تتناسب مع كفاءتها، وتُقلل الفجوة في الأجور بين الجنسين. وتُساهم السياسات التي تضمن للمرأة نفس الفرص المتاحة للرجل في تحقيق المساواة المهنية مع مرور الوقت.
ومع ذلك، تظهر بعض الحساسيات تجاه تقدم المرأة في استلام الوظائف واعتلاء المناصب القيادية، والتي غالبًا ما تعود إلى الخوف من المنافسة، على الرغم من تميز المرأة وكفاءتها في العديد من المجالات.
مهارات نسائية استثنائية وتزايد في الإنجازات
تتمتع النساء بمهارات استثنائية تشمل الصبر والمثابرة، بالإضافة إلى القدرة الفطرية على الاستماع النشط وحل النزاعات، مما يجعلهن يتمتعن بقدرة عالية على التكيف بسرعة وكفاءة. هذه المهارات، إلى جانب الجهود الإضافية التي تبذلها النساء لمواجهة تحديات التقدم المهني، تساهم في تحقيق نتائج ملموسة بشكل أسرع.
يُلاحظ تزايد أعداد الخريجات من كليات العلوم والتكنولوجيا، مما يعكس اكتساب الطالبات للمعرفة بوتيرة أسرع في كل من المدارس والجامعات.
أهمية الدعم المتبادل وتجاوز النمط الثقافي الذكوري
لا يقل دعم الرجال للنساء في مكان العمل أهمية عن الدعم الذي تقدمه النساء لبعضهن البعض، وهو جانب يتطلب أيضًا التحسين.
إن سيطرة النمط الثقافي الذكوري في التعامل والنظر إلى المرأة غالبًا ما تكون ناتجة عن الجهل، بينما الواقع يتيح لجميع النساء فرصة التميز والتفرد والنجاح. الدعم، سواء في مكان العمل أو خارجه، يجب أن يكون عاملًا مساعدًا للطرفين بدلًا من الصد أو الاضطهاد.
وفي سوق العمل، حيث قد تكون الترقيات محدودة، غالبًا ما يحدث تنافس بين النساء للحصول على الفرص المتاحة. لذا، ينبغي على المرأة أن تكون على دراية بسياسات الموارد البشرية في المؤسسة التي تعمل فيها، وأن تطلب توضيحًا بشأن مستقبلها المهني، بما يشمل متطلبات الوظائف، وفرص التدريب والترقية المتاحة. ويتعين عليها التحلي بالوعي وإجراء مراجعة دائمة لمواكبة التطورات والفرص المهنية داخل المؤسسة.
يُذكر أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في عدد النساء المشاركات، سواء عبر التعيين أو الانتخاب، في مواقع صنع القرار التشريعي، مما يعكس التطور المستمر في دور المرأة.
سكاي نيوز عربية