كيف تحمي أطفالك من تعفن الدماغ؟ خطر يهدد قدرتهم على التركيز والتفكير العميق

شارك المقال

في هذا العصر الرقمي السريع، أصبح الأطفال يملكون وصولا شبه غير محدود إلى الإنترنت، يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، يتنقلون بين الفيديوهات والمنشورات والميمات دون توقف، قد يبدو الأمر عاديا أو حتى مسليا، لكن وراء هذا السلوك ظاهرة مقلقة تُعرف باسم “تعفن الدماغ”.

حيث انتشر هذا المصطلح بشكل واسع مؤخرا، واختارته جامعة أكسفورد ليكون كلمة العام 2024، ليصف التأثيرات السلبية لاستهلاك المحتوى السطحي والمشوش عبر الإنترنت، فالعبارات الساخرة والميمات أصبحت جزءا من لغة الأطفال اليومية، دون أن يدركوا تأثيراتها العميقة على تركيزهم ووعيهم، ولذا نستعرض كيف يمكن للآباء أن يتعاملوا مع هذا التعفن في عالم الأبوة الرقمية، وذلك وفقًا لما نشره موقع “imom”.

مصطلح تعفن الدماغ

تعفن الدماغ لا يشير فقط إلى استخدام كلمات جديدة وغريبة، بل يتعدى ذلك ليصف حالة عقلية ناتجة عن استهلاك مفرط للمحتوى الترفيهي السريع، فعندما يقضي الطفل وقتًا طويلًا في تصفح الفيديوهات والمنشورات القصيرة، دون أي مجهود ذهني حقيقي، يبدأ الدماغ بفقدان قدرته على التركيز والتفكير العميق، وتصبح المواد الطفيفة والمشوشة غذاءً فكريًا يوميًا، مما يُضعف الحس النقدي لدى الطفل ويُقلل من قدرته على التفاعل مع الواقع بشكل فعال.

دور الهواتف والأجهزة في تفشي هذه الظاهرة

في المدارس والشوارع وحتى داخل البيوت، نرى الأطفال يحملون هواتفهم، ينظرون فيها دون انقطاع، لم يعد وقت الفراغ يُستثمر في القراءة أو اللعب أو حتى الحديث مع الآخرين، بل أصبح يُستهلك بالكامل أمام الشاشات، فالأجهزة الذكية، رغم فوائدها، تحولت إلى مصدر دائم للإلهاء، تسرق من الأطفال فرصهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية، والعيش الحقيقي بين الناس، لا فقط خلف الشاشات.

التأثيرات السلبية لتعفن الدماغ على الأطفال

الطفل الذي يقضي أغلب وقته في العالم الرقمي يفقد تدريجيًا ارتباطه بالعالم الواقعي، قد يُظهر علامات ضعف في التركيز، أو يتراجع أداؤه الدراسي، أو يعاني من صعوبات في التواصل مع أقرانه، كما يمكن أن تنشأ لديه مشاعر قلق واكتئاب بسبب المقارنات المستمرة على وسائل التواصل، أو بسبب تعرضه لمحتوى غير مناسب، وقد أشار الخبراء إلى أن هذه التأثيرات قد تزداد سوءا مع التقدم في العمر، إذا لم تُتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب.

ما يمكن أن يفعله الآباء لحماية أطفالهم؟

لا يجب على الآباء الشعور بالعجز أمام هذه الظاهرة، بداية، يمكن تأخير منح الأطفال الهواتف الذكية إلى المرحلة الثانوية، وتأخير دخولهم إلى مواقع التواصل حتى عمر 16 عاما على الأقل، كما ينصح بذلك عدد من المتخصصين، وفي حال كان الطفل يملك جهازًا بالفعل، يمكن للوالدين إعادة النظر في القواعد المتبعة، ووضع حدود واضحة للاستخدام، مع متابعة تطبيقها، من المهم أيضًا أن يرى الطفل القدوة أمامه، فإذا رأى والده أو والدته يستخدم الهاتف بوعي واعتدال، سيحاول تقليد هذا السلوك.

 

اليوم السابع

مقالات اخرى