ميادة المقطري، رحلتي إلى الدكتوراه..عزيمة وطموح لاينتهي

شارك المقال

 

تمتلئ الحياة بالرحلات والتحديات، وفي بعض الأحيان تأتي الفرصة لنعيش تجارب لا تُنسى تحمل في طياتها الإلهام والإنجازات العلمية.

هذا مقتطف من قصة رحلتي من اليمن إلى تونس في سعيي لتحقيق الدكتوراه في مجال اللسانيات الإنجليزية (فنولوجي)، رحلة شكّلت تحديًا وفخرًا في الوقت نفسه.

حصلت على الدكتوراه بتقدير مشرف جدا في تخصص اللسانيات الإنجليزية (فنولوجي) من جامعة منوبة، تونس. كانت فرحتي و فرحة عائلتي لا توصف، وكانت لحظة إعلان النتيجة في المناقشة العلنية للدكتوراه تمثل النجاح والفخر الذي أسعد قلوبهم وجعلهم فخورين بإنجازي.

هكذا كانت ختام رحلتي الأكاديمية في تونس ليعود بي الزمن إلى أول لحظة قررت فيها خوض رحلتي العلمية في الدكتوراه.

كان قراري بالسفر إلى تونس لمواصلة دراستي العليا ليس سهلاً.

كانت هناك العديد من المخاوف والشكوك التي تراودني، وكانت أوضاع بلدي و نيران الحرب… تضعف ثقتي وتثقل كاهلي، ولكن عائلتي كانت هناك لتهدئة تلك المخاوف ودعمي في قراري.

قدموا لي المشورة والتوجيه، ومنحوني الفرصة لمواصلة دراستي من خلال دعمهم المعنوي والمالي اللازم لتغطية تكاليف المعيشة والسفر إلى عدن، ثم مصر، ثم تونس، قبل أن أحصل على مستحقات المنحة المالية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اليمنية. دعمهم المعنوي والمادي كان له تأثير كبير على ثقتي وإصراري وأعطاني الدافع والقوة للمضي قدمًا وتخطي التحديات التي واجهتني.

وكانت فرحتي لا توصف بتواجد أخي معي في تونس.

توفقنا في التسجيل في الدراسة كلاً منا في مجاله. لقد كان دائمًا صديقًا ورفيقًا مخلصًا لي.

معًا، تخطينا العقبات والصعاب التي واجهتنا أثناء السفر والدراسة بالتعاون المتبادل.

بالطبع، لم يكن كل شيء سهلاً. كانت هناك أوقات صعبة خلال عملي البحثي، حيث كان عليّ الغوص في المصادر وجمع وتحليل البيانات. تمثلت إحدى أبرز الإنجازات التي حققتها خلال رحلتي الأكاديمية في تونس في إجراء أطروحة مميزة حول موضوع دقيق في الفنولوجي بعنوان:
“Contextual Deletion in English and Arabic: An Optimality Theory Account”.
لقد استغرق الأمر عدة سنوات من العمل الجاد والتفاني لإجراء التحليلات وجمع البيانات وصياغة النتائج.

كان هذا التحقيق العلمي تحديًا كبيرًا، ولكنه أيضًا فرصة لي للتعمق في مجالي وتقديم إسهامات فعالة في المعرفة العلمية. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في عدة أيام دراسية ومؤتمرات وندوات علمية في تونس وخارجها، حيث قدمت أبحاثي وتبادلت الأفكار مع الباحثين من مختلف الجنسيات.

كانت هذه التجارب القيمة تعزز من ثقتي بنفسي وتتيح لي فرصًا للتعلم والتعرف على أحدث التطورات في مجالي.

بفضل الله تعالى، ثم دعوات عائلتي وتوجيهات مشرفي، البروفيسور شكري السماوي، وجهودي الشاقة والمستمرة في البحث العلمي، تمكنت أخيرًا من استكمال أطروحتي، وحانت لحظة مناقشتها العلنية.

كانت تلك لحظة حاسمة ومهمة في حياتي الأكاديمية. حصلت على تقدير مشرف جدا، وهذا هو ما يمكنني تقديمه للتعبير عن امتناني وتقديري لعائلتي.

إن رحلتي العلمية من اليمن إلى تونس في الحصول على الدكتوراه في اللسانيات الإنجليزية (فنولوجي) شكلت جزءًا لا يتجزأ من هويتي الأكاديمية. تعلمت الكثير عن قدراتي العلمية والإبداعية. كما زادت رؤيتي العلمية وتوسعت شبكة اتصالاتي في مجال اللسانيات الإنجليزية بشكل عام.

لذلك، عندما أتذكر رحلتي في الدكتوراه، لا يمكنني إلا أن أشعر بامتنان عميق تجاه عائلتي التي كانت الركيزة الأساسية التي استندت عليها رحلتي الأكاديمية والشخصية. ولن أنسى امتناني لوزارتي التعليم العالي والبحث العلمي اليمنية والتونسية، وسفارة اليمن في تونس، وجامعتي تعز ومنوبة، ولجميع أساتذتي اليمنيين والتونسيين، وصديقاتي اليمنيات والتونسيات كلًا باسمه وصفته. لقد كانوا دعمًا كبيرًا ومصدر إلهام لي طوال رحلتي الأكاديمية.

بفضل توجيهاتهم وتشجيعهم، استطعت تجاوز التحديات والصعوبات والوصول إلى تلك اللحظة المهمة في حياتي الأكاديمية.

د. ميادة نجيب المقطري

مقالات اخرى