امل وحيش – نسوان فويس
أزمة الغاز الخانقة التي تعصف باليمنيين أزمة ليست عابرة فهي تصاحبهم منذ سنوات اندلاع الصراع في اليمن، لكن في كل مرة يرتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي تتفاقم فيها معاناة الناس.
المرأة هي الأكثر معاناة لأن شؤون المطبخ توكل إليها وبالتالي فهي المسؤولة الأولى عن توفير وجبات الطعام لأفراد العائلة ويجب عليها أن تتصرف حتى لا تترك أطفالها يتضورون جوعاً، فتلجأ لبدائل تقليدية أهمها تحضير الطعام عن طريق الحطب “الموفا أو التنورالبلدي” أو عن طريق الآلات الكهربائية التي هي الأخرى أصبحت تكلفتها باهضه نظراً لارتفاع تسعيرة الكهرباء التجارية
تعتمد النساء في اليمن بشكل كبير على استخدام الغاز في تحضير الطعام، وارتفاعه بهذا الشكل الجنوني يزيد من حدة المأساة التي تعانيها المرأة اليمنية خاصة الآن في شهر رمضان المبارك.
كملت الدبة
كملت الدبة وانا اخبز لعيالي وما بش معي غيرها..هكذا تقول أم عبدالرحمن أم لخمسة أطفال نفذ غاز الاسطوانة وهي تعد الخبز لأفراد عائلتها المكونة من 7 أفراد، ومنذ ثلاثة أيام وهي تبحث عمن يعيرها أسطوانة غاز سألت العاقل والجيران والأصدقاء ولكن دون جدوى فالكل يشتكي من ذات الحال.
تقول أم عبدالرحمن:” احنا بنموت جوع يوم أطبخ الرز عند جارتي، وأسوي الشاهي عند جارتي الثانية، ويوم نشتري زبادي وخبز وبألف ما يكفيش وقد الروتي الواحد سع اصبع اليد ما بش بركة”.
وتضيف أم عبدالرحمن:” سنين واحنا نفس المعاناة وصابرين وفوق هذا تطلع لهذا المبلغ من أين ندبر احنا زوجي بغير راتب، ومعانا مصاريف مدارس،ورمضان ذلحين أين نسير؟!
احنا تعبنا
أم عبدالله هي الأخرى تشكو ذات الهم فهي أم لولد وبنت وتعول والدتها و والدها الذي يعاني أمراض عدة، ووجود الغاز في بيتها يعني الحياة لهم، فحين ينقطع الغاز يعني أيام سيئة تعيشها الأسرة فهي لا تسطيع أن تشتري كل يوم مستلزمات البيت بمبالغ طائلة وتدعو الله أن تفرج هذه الأزمة أو أن يوجد حل وتضيف:” بدل ما يرخصوا ويوفروا الغاز قبل رمضان زادوا رفعوه احنا الصدق تعبنا ما عاد لها إلا الله كل يوم جرعة كل يوم قهر.. حسبنا الله ونعم الوكيل”.
موت بطئ..!
أما أم أسامة فتلخص معاناتها بعبارة: “هذا موت بطيء” فهي منذ أسبوعين تنتظر دورها عند العاقل كي يتم تسجيل اسمها لتحظى بأسطوانة غاز تقول إنها لا تمكث ثلاثة أسابيع معهم كونهم أسرة كبيرة بالبيت ومعظم الخبز من السوق حسب قولها. الأمر الذي يضطر أم أسامة أن تجمع الكراتين وقطع الخشب من الشارع أو من ورشات النجارة واستخدامها كوقود لتصنع لعائلتها الشاي أو الوجبات الخفيفة وهي تنتظر تحت وطأة الدخان ساعات حتى تستوي.
معاناة المرأة اليمنية مع توفير أسطوانة الغاز تتفاقم مع شهر رمضان الكريم، الأمر الذي يشكل عبئاً ثقيلاً إلى جانب ارتفاع الأسعار للمنتجات الغذائية والمشتقات النفطية التي أثقلت كاهل الجميع فما بالك بالمرأة التي تعتبر بمثابة العصا التي يتكئ عليها جميع أفراد الأسرة.