بشرى الغيلي – نسوان فويس
قد تكون في حارتكِ سائقة أجرة وأنتِ لا تعلمين… قد تمرّين بجوارها كل صباح تبتسم لكِ من خلف نافذة سيارتها، تختفي خلف المقود بثقة، بينما تخبّئ بين يديها قصة تحدٍ طويلة، لم يكن الطريق فيها معبّدًا، ولا القرار سهلاً..
في صنعاء، سائقات طرقن باباً للرزق غير مألوف لمن حولهن، حتى لا يكن فريسة للحاجة والعوز… ولدت فكرة لم تكن مألوفة، بل جريئة بحجم أحلام النساء. سائقات الأجرة لم يكن الأمر مجرّد وسيلة تنقّل، بل مساحة من الخصوصية، خطوة نحو الاستقلال، وإثبات وجود في مجتمع لا يزال يضع الكثير من العلامات الحمراء أمام حرية تنقّل المرأة… انتشرت في نطاق أحيائهن وحواريهن عبر مجموعات “واتساب” بشكلٍ سري جداً.
من خلال منصّة “نسوان فويس”، يتم نشر قصصهنّ: بين من اختارت المقود لحاجة، ومن صعدت خلفه لتُثبت نفسها، وأخريات وجدن في القيادة متعة تشبه امتطاء جوادٍ جامح في أزقّة المدينة…ورغم التحديات التي تبدأ بنظرة المجتمع والقيود المفروضة ولا تنتهي بعقبة “المُحرم” وغيرها من القيود …قصص تُحكى لأول مرة وتخرج عن صمتها…وكل قصة لا تشبه سابقتها، حيث أتفقت أغلب بطلات القصص التي وردت ضمن التقرير إلى تشجيع مهنتهن، وتسهيل ذلك كونها الأكثر أمانا للمرأة خاصة مع ما يتعرضن له من مضايقات وأحداث مؤسفة..
لا رجال…لا تأخير …لا أسئلة..!
لم تحلم “أم أمجد أنعم” خريجة علم نفس ـ جامعة صنعاء بأكثر من حياة كريمة تحفظ لها استقلاليتها… بدأت بقيادة سيارتها لنقل النساء والفتيات واضعة شروطًا واضحة: لا رجال، لا تأخير، ولا أسئلة. «كل ما أردته رزق بكرامة، دون الحاجة لأحد».
لكن شائعات الحارة لم ترحمها اتُهمت بنقل رجال، والعودة من مشاوير مشبوهة، ووصلت الأحاديث المغرضة إلى إخوتها، الذين لم يروا فيها سوى “شرف العائلة” المهدد.. :«ضربوني، صادروا مفاتيحي وهاتفي، وأخذوا كل ما حصلت عليه بجهدي الخاص»، تقول أم أمجد.
رغم القهر عادت إلى القيادة سرًّا لكن حادثًا بسيطًا قلب حياتها ووجدت نفسها وحيدة في مواجهة الغرامات، المحكمة، والخذلان… اليوم تعمل كمصوّرة أعراس، وتدّخر لإصلاح سيارتها التي تمثل لها أكثر من مجرد مركبة. «السيارة كانت متنفسي وملاذي»، تقول ذلك بثقة.
رغم التعب والخذلان لا تزال أم أمجد مؤمنة بأن الطريق سيعرفها مجددًا، وأن كرامتها لا تُساوَم.
كيف وضعت تغريد حدًا للاستغلال اللطيف؟
قررت تغريد مجيب الصايدي ـ يمنية الأصل وحاملة للجنسية الأمريكية، أن تستخدم سيارتها لخدمة من تحتاج من جيرانها وصديقاتها، بدافع حسن الجوار والمساعدة.
(في البداية، كنت أُوصل من تحتاج دون مقابل… كان الأمر معروفًا وبساطة بين الجيران)، تقول تغريد.
لكن مع مرور الوقت تحولت هذه الخدمة البسيطة إلى عبء ثقيل؛ اتصالات في ساعات مبكرة، طلبات متكررة، وانتظارات طويلة وكأن وقتها بلا قيمة.
(كان لا بد من وضع حد، فقررت: من تُريد مشوارًا، تدفع، ولا مشاوير ليلًا، وللنساء فقط، ولظروف محددة)، تضيف بثقة.
ورغم أنها ليست بحاجة مادية، تغتنم تغريد الفرصة لتدخر جزءًا من المال الذي تجمعه من هذه المشاوير، تخطط به لبناء بيتها، خطوة بخطوة، دون أن تُثقل كاهل زوجها المغترب.
(أُساعد لأني أُقدّر، وأُحاسب لأني أُخطط… وأعلم أولادي أن احترام الوقت والمجهود يبدأ من البيت)، تقول.
تغريد ليست سائقة أجرة، لكنها امرأة تعرف متى يتحول المعروف إلى استغلال، ومتى يجب أن تضع حدودًا تحفظ وقتها وكرامتها، وتُبقي على المحبة في حدود الاحترام.
كل شي بحسابه
بين أزقة صنعاء القديمة تسير أم محمد ـ إعلامية بإحدى الإذاعات المحلية بخطوات واثقة تحمل بين يديها حكاية امرأة أدركت أن الحياة ليست مجاملة على حساب نفسها وحقوقها سيارة صغيرة اشترتها مُنذ عامين كانت بالنسبة لها حلماً تحقّق، لكنها مع الوقت أصبحت عبئاً بسبب المواقف الاجتماعية والضغوط التي لم تكن في الحسبان.
تقول أم محمد: “في البداية، كنت أوصل صديقاتي وزميلاتي بدون مقابل.. ما كنت أحسبها.. قلت هذي عشرة ومعروف.. بس مع الوقت، صار الموضوع استغلال مش مجاملة”.
تجربة عامين جعلتها تُعيد التفكير، فالمشوار ليس مجرد توصيل، بل مصاريف بنزين، وصيانة، وأعطال تظهر فجأة، ولا أحد يتحمّلها غيرها.
تضيف: “قررت أقسم مبالغ المشاوير ثلث لي، وثلث للسيارة لو احتجت صيانة أو بنزين، وثلث لولديّ في الجامعة.. أنا مطلّقة وكل شي على رأسي ما في أحد بيساعد”.
لكن هذا القرار لم يأتِ بسهولة لأم محمد فقد حاول البعض إحراجها من زميلاتها وحتى قريباتها.
“حاولوا يحرجوني.. أختي، زوجة أخي، بعض الصديقات.. بس خلاص، ما استحي.. اليوم كل شي بحسابه”.
مشكلتها الأكبر ليست مع الناس، بل مع أولادها، اللذين لا يقدّران قيمة السيارة، كما تقول، ويقودانها بلا مسؤولية، تسببا في عدة حوادث دفعت هي ثمنها.
تقول: “صحيح.. أولادي يحبوا السيارة، بس ما يعتنوا بها.. يعملوا حوادث، وأنا أدفع الغرامة.. قلبي ما يطاوعني أزعلهم.. بس تعبت”.
كان والدي يشجعني سراً..
«عندما جلستُ خلف مقود السيارة لأول مرة، شعرت وكأنني أركب جوادًا وسط الصحراء، لا تقيدني الأعراف ولا الحدود كان عمري 17 عامًا حين علمني والدي القيادة على سيارته الشاص القديمة، ومنذ تلك اللحظة تغيّر شيء داخلي.»
ذلك ما بدأت به قصتها التربوية جميلة المحويتي. في البداية كانت القيادة بالنسبة لها وسيلة لقضاء مشاوير عائلية محدودة لكنها مع الوقت أصبحت ملاذًا خاصًا ومساحة للهروب من ضغوط الحياة.
«لم تكن السيارة مجرد وسيلة نقل، بل مكان أشعر فيه بالحرية والاستقلالية» ومع مرور الوقت بدأت جارات جميلة في الحي يطلبن منها توصيلهن خاصة للمستشفيات والمناسبات الضرورية.
تجربة حملت معها جانبًا جميلًا من المساعدة لكنها لم تخلُ من المواقف الصعبة والانتقادات. “بعض الناس بدأوا يسيئون الظن أمي كانت تخشى أن أُكُثر من الخروج، وأبي كان يحذرني لكنه في الوقت نفسه كان يشجعني سرًّا”.
جميلة لم تتراجع لكنها وضعت قواعد تحميها: التوصيل للضرورة فقط، مقابل البنزين، وعدم الخروج في ساعات متأخرة… ورغم كل شيء، تعرضت لمواقف صعبة، كان أبرزها انفجار إطار السيارة أثناء مشوار إنساني. «اضطررت لإصلاح السيارة من مالي الخاص، لم أسمح للعقبات أن توقفني، بل تعلمت كيف أواجهها وأدير حياتي بذكاء.»
اليوم، تؤكد جميلة أن القيادة أصبحت جزءًا من شخصيتها، واختبارًا يوميًا للاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار. «السيارة ليست مجرد وسيلة، إنها جزء مني، ومساحتي الخاصة، ولن أسمح لأي شيء أن يقيّدني».
رسائل احتيال…!
لم تعد قيادة السيارة بالنسبة للنساء في صنعاء تحديدا مجرد وسيلة تنقّل بل تحوّلت إلى معركة يومية ضد التحرش والتنمر وانعدام الأمان، هكذا تصف رجاء الشرعبي_ محاسبة بإحدى شركات الصرافة، تجربتها الشخصية كسائقة تقدم خدمة توصيل الفتيات خارج أوقات عملها، لكنها واجهت مفاجآت غير متوقعة، تبدأ من رسائل احتيالية وتنتهي بانتهاك الخصوصية والتنمر.
«تفاجأتُ برسائل من أشخاص يطلبون توصيل فتيات، لكن عند الوصول يتضح أنهم شباب…! لا يعتذرون بل يضحكون، وبعضهم صوّر سيارتي ونشر الصور في فيسبوك بهدف التنمر» تقول رجاء بأسف.
ورغم تدخل الجهات الأمنية وحذف تلك المنشورات، إلا أن المشكلة الأعمق لا تزال قائمة، حيث تتعرض النساء السائقات لتحرش ممنهج في الشوارع والجولات، وغالبًا ما يجدن أنفسهن مطاردات بسيارات يقودها شباب مستهترون.
«نضطر للتوقف عند أقرب نقطة عسكرية ليحمونا، وبعدها يهرب المتحرشون بسياراتهم.. لكنه مشهد يتكرر بشكل مقلق». تضيف رجاء.
ولم تقف المعاناة عند التحرش، فمشاكل المواقف تعقد الوضع أكثر، مع استيلاء الرجال على معظم أماكن التوقف أمام المطاعم والمستشفيات والمولات، وحتى افتعال عرقلة لحركة سيارات النساء أحيانًا.
«أحيانًا يسدّون علينا الطريق بسياراتهم، ويمنعوننا من الخروج بطريقة مستفزة، وهذا يحدث كثيرًا نطالب بتخصيص مواقف خاصة للنساء حفاظًا على كرامتهن وسلامتهن». تختم رجاء حديثها.
صديقة الطريق والأمان
في شوارع صنعاء المزدحمة وجود خلود الشجاع إلى جانب صديقاتها يجعل كل مشوار مختلفًا حسب صديقاتها.. فهي ليست مجرد سائقة بل مصدر أمان وراحة لهن أينما ذهبن.
«مشاويرنا معها لا تُنسى»، تحكي عنها صديقتها أميرة الجبري ـ طالبة «قيادتها تمنحنا شعور الأمان والفرح دائمًا».
تعمل خلود في إحدى شركات الطعام، لكنها رغم انشغالها، تبقى متواضعة وودودة مع الجميع. سيارتها أنيقة، وحديثها يجعل الوقت يمر سريعًا.
«اكتشفنا أنها تحب القيادة لأجل نفسها»، تضيف أميرة، «التجوال في صنعاء يريحها رغم صخب الشوارع».
حتى في المواقف الصعبة لا تفقد خلود شجاعتها، ففي إحدى المرات لجأت لنقطة عسكرية لحمايتهن من ملاحقة شبان في الشوارع.
رغم كل التحديات لم تتوقف خلود عن القيادة، بل زاد حبها لها، ولا يخلو أي مشوار معها من الضحك والأحاديث. «هي ليست سائقة فقط، بل صديقة تمنحنا الأمان والفرح».
خدمة توصيل آمنة للنساء
في زمن أصبح فيه الخوف جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية تأتي قصص مثل قصة فاطمة الدبعي وشقيقتها سارة، لتؤكد لنا أن التحديات ليست سوى فرص متخفية..
فتاتان من حي المطار في صنعاء كان يمكن أن تظلا أسيرتين للظروف، لولا أن شجاعتهما دفعت بهما إلى الشارع ليس للمطالبة بشيء، بل لتقديم خدمة توصيل آمنة للنساء باستخدام سيارة تبرعت بها فاعلة خير من سلطنةِ عُمان.
لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالمواقف الصعبة والمضحكة في آنٍ معًا. فاطمة تروي بابتسامة لا تخلو من السخرية على نفسها:
“تخيلي أنسى أعبي بنزين وأوقف في نص الطريق! قلت لنفسي بدل ما أتوتر أجرب المشي شوية.. وضحكوا الناس بدل ما ينزعجوا.”
أما سارة التي كانت تحاول إيقاف السيارة في موقف ضيق فسمعت تعليق شقيقتها الذي لا يخلو من الطرافة: “أنتِ مثل الوردة في الريح.. تدوري وما تثبتي!”
لترد عليها سارة بضحكة حقيقية لا تحمل أي ضيق: “واضح أني محتاجة دورة تدريب.. أو يمكن أحتاج صبر أكثر!”
أكثر ما يلفتني في قصتهما ليس المشروع ذاته، بل قدرتهما على مواجهة نظرات الاستهجان والتعليقات السلبية، خاصة من الرجال الذين استغربوا فكرة أن امرأتين تقودان سيارة نقل في صنعاء لكن رد فاطمة كان كفيلًا بإسكات الجميع:
“نحب التحدي.. وإذا عندكم نصائح يمكن تصيروا شركاء لنا في الورشة!”
ورغم بساطة الفكرة لم تغفل الأختين عن التفاصيل الصغيرة التي تعبّر عن مسؤوليتهما، حتى قامتا بخياطة كيس واقٍ للسيارة ما أثار دهشة المارة الذين ظنوا أن السيارة تحولت إلى حقيبة سفر… فاطمة علّقت ببساطة تخفي خلفها وعيًا عميقًا: “مش حقيبة سفر بس نحميها من مفاجآت الطريق!”
مشروع صغير بحجم سيارة، لكنه بحجم الأمل أيضًا تجربة فاطمة وسارة ليست مجرد عمل لكسب لقمة العيش فقط، بل رسالة واضحة أن المرأة اليمنية قادرة على شق الطريق، حتى في أصعب الظروف وبابتسامة صادقة، تسبقها ضحكات خفيفة، لكنها تحمل في عمقها الكثير من الإصرار والكرامة.
خطوة نحو الأمان..
لم تكن قيادة السيارة لسمية الحسام ـ ناشطة اجتماعية – مغامرة أو تحديًا اجتماعيًا، بل كانت ببساطة وسيلة لحماية نفسها واحترام وقتها، في ظل واقع معقد يفرض على النساء خيارات محدودة..
تقول سمية إن التجربة لم تكن بدافع إثبات الذات، بل لحاجة يومية بسيطة، “كنت فقط أبحث عن وسيلة تحميني، وتحترم وقتي، وتمنحني شيئًا من الاستقلال… لم يكن الهدف إثبات شيء لأي أحد.”
مُنذ أن بدأت قيادة سيارتها، واجهت مواقف متعددة… البعض مرّ بهدوء، دون تعليق، بينما لم يخفِ آخرون استغرابهم وحتى تضييقهم.
أوقفوني بحجة غياب المحرم
تمني سعيد ـ ربة بيت – عادت من السعودية في 2018، ظنت أن بداية مشروعها الخاص بتوصيل النساء داخل صنعاء في 2022 سيكون خطوة نحو الاستقلال، لكنها فوجئت بأن الطريق مليء بالعقبات.
(كنت أشتغل بسيارتي وأساعد النساء… ما توقعت أن المجتمع نفسه يكون أكبر عائق لمشروعي)، تقول تمني.
رحلتها تعثرت عند أول نقطة تفتيش خارج صنعاء، عندما أوقفوها بحجة غياب “المحرم”، رغم أنها تقود سيارتها الخاصة وتملك الوثائق التي تثبت أوراق الملكية.
(شعرتُ بالإهانة… كأنهم يسحبون مني حريتي وأنا فقط أشتغل بشرف) تضيف.
تمني ترى أن هذه المواقف تعكس قيودًا اجتماعية تلاحق النساء وتمنعهن من الاستقلال والعمل بكرامة.
(لازم هذا الوضع يتغيّر… ما راح نسكت)، تختم حديثها بإصرار وعزيمة.
لا يوجد نص قانوني يمنع قيادة المرأة
رغم التحديات الاجتماعية والنظرة التقليدية، بدأت بعض النساء في صنعاء يخترن كسر الصورة النمطية ويجلسن خلف مقود سيارات الأجرة، في مشهدٍ لم يكن مألوفًا حتى وقت قريب.. ورغم كل ما يقال، من الناحية القانونية، لا يوجد نص صريح يمنع المرأة في اليمن من العمل كسائقة أجرة أو امتلاك سيارة تاكسي. هذا ما أكدته لـــ(لنسوان فويس).. المحامية مشيرة العريقي التي أوضحت أن القوانين واضحة في هذا الجانب، حتى وإن كان الواقع الاجتماعي أكثر تعقيدًا.
تقول العريقي: “القانون اليمني وبالتحديد قانون العمل لا يتضمن ما يمنع النساء من العمل في هذا المجال باستثناء الحالات التي يثبت فيها أن طبيعة العمل ضارة بصحة المرأة أو تتعارض مع القيم الاجتماعية السائدة”.
وتشير المادة(55) من قانون العمل اليمني بوضوح إلى أنه لا يجوز للمرأة العمل في وظائف “ضارة بها” وهو ما يبقى مفهومًا عامًا يعتمد على تفسير المجتمع والجهات الرسمية، إلا أن قيادة سيارة أجرة من حيث المبدأ لا تدخل ضمن تلك الوظائف الضارة.
لكن على أرض الواقع تبقى العادات والتقاليد أحد أبرز الحواجز أمام النساء الراغبات في دخول هذا المجال. فالمجتمع اليمني الذي لا يزال محافظًا قد لا يتقبل بسهولة فكرة رؤية امرأة تقود تاكسي في شوارع صنعاء.
وتعلق العريقي: “من الناحية القانونية البحتة لا يوجد ما يمنع المرأة من امتلاك سيارة أجرة أو العمل عليها لكن بطبيعة الحال على المرأة أن تأخذ في اعتبارها حساسية العادات والتقاليد المجتمعية لأنها قد تواجه صعوبات أو رفضًا اجتماعيًا، وهو ما يتطلب شجاعة وإصرارًا لتجاوز هذه الحواجز”.
يذكر أن بعض المبادرات الفردية بدأت تظهر خلال السنوات الأخيرة حيث قررت نساء في صنعاء كسر الحاجز إما بسبب الحاجة الاقتصادية أو رغبة في إثبات الذات، ليقدن سيارات الأجرة رغم نظرات الاستغراب وربما الانتقاد.
ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تقبل المجتمع لهذه الفكرة بشكل واسع إلا أن وجود قانون لا يمنعهن من ذلك يعطي بصيص أمل، ويطرح سؤالاً مهمًا: هل يكفي وجود القانون إذا لم يتغير الفكر السائد؟