المرونة النفسية (Psychological Resilience) هي مجال واسع وعميق في علم النفس، وتفوق كونها مجرد “قوة داخلية”. فهي ليست صفة تولد مع الإنسان، بل هي مجموعة من العادات البسيطة.
لا تعني المرونة أن الشخص لا يشعر بالألم أو لا يتأثر بالصدمة، بل تعني قدرته على: امتصاص الصدمة، أي تحمل الضغط دون الانهيار الكامل. التعافي السريع، ويتمثل بالعودة إلى حالة التوازن النفسي والعاطفي بعد فترة من المعاناة. وكذا الخروج من التجربة الصعبة بمهارات أو قوة لم تكن موجودة من قبل، ويسمى هذا أحياناً النمو ما بعد الصدمة.
المرونة النفسية ليست صفة وراثية، بل هي مجموعة من السلوكيات والمهارات وطرق التفكير التي يمكن لأي شخص تعلمها وتطويرها. ونستطيع القول بأنها قدرة الفرد على التكيف بنجاح مع ضغوط الحياة والتحديات والصعوبات، والنهوض مجدداً بعد النكسات والمصائب.
كما تمكن العوامل الوقائية من منع ظهور أي حالة من المخاطر والتهديدات قبل حدوثها، وتقليل آثارها في حالة حدوثها. هذا مرتبط بتنمية مهارات التكيف لدى الفرد. تساعد الوقاية من المخاطر والتهديدات في تقليل تأثير المشكلات التي تتم مواجهتها. بهذه الطريقة، يشعر الفرد بأنه أفضل وأقوى. يجعل الفرد نفسه أكثر مرونة في مواجهة الصعوبات.
و يتفاعل كل فرد بشكل مختلف مع المشاكل والمتاعب التي يواجهها. بينما يمكن لبعض الأشخاص التغلب على مشاكلهم بشكل جيد للغاية، فقد لا يتمكن بعضهم الآخر من التغلب على نفس الظروف ويعانون من مشاكل صحية نفسية. المرونة هي قدرة الفرد على الصمود ومحاربة جميع الظروف.
الخصائص التي تلعب دوراً أساسياً في تكوين المرونة النفسية هي كما يلي:
- الاعتدال، الذي يشير إلى تقدم الحياة والخبرات مع بعضهما البعض بشكل متوازن ومتناغم.
- التصميم والعزم، الذي يشير إلى الرغبة في إعادة بناء الحياة واستمرارها.
- الثقة بالنفس، والتي تشير إلى إيمان الشخص بنفسه وبقدراته.
- القدرة على إكساب معنى، والتي تشير إلى الإيمان بأن الحياة لها هدف.
- التسامح والقبول، وهو فهم أن مسار الحياة يتقدم بطريقته الخاصة للجميع.
كيف يمكن بناء المرونة النفسية؟
يمكن تطوير المرونة من خلال ممارسة عادات يومية بسيطة:
- تقوية شبكة العلاقات: بناء علاقات وثيقة وموثوقة مع أشخاص إيجابيين يدعمونك.
- تحديد أهداف واقعية: التركيز على مهام صغيرة قابلة للإنجاز لتوليد شعور بالتقدم والسيطرة.
- الاعتناء بالذات: الاهتمام بالصحة الجسدية (النوم، التغذية، الرياضة)، فهذا يدعم الصحة العقلية بشكل مباشر.
- التفكير بمرونة: تحدي الأفكار السلبية والتشاؤمية ومحاولة صياغة بدائل إيجابية لها.
- التعلم من الماضي: تذكر الأزمات السابقة وكيف تمكنت من تجاوزها، واستخلاص الدروس منها.
المصدر: مواقع طب نفسي