متابعات – نسوان فويس
نفذت السلطات القضائية في محافظة حضرموت، الأربعاء، حكم الإعدام رميًا بالرصاص بحق المدان محمد الجفري، وذلك بعد إدانته بارتكاب جريمة قتل بشعة بحق زوجته مروى البيتي، حيث أقدم على حرقها عمدًا داخل منزل الزوجية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وقد هزت هذه الجريمة المجتمع اليمني آنذاك وأثارت موجة غضب واستنكار واسعة، لتضاف إلى سجل العنف المتصاعد ضد المرأة في البلاد.
جرى تنفيذ الحكم العلني في ساحة السجن المركزي بالمكلا، بحضور ممثلين عن الأجهزة القضائية والأمنية وجمع من المواطنين، وذلك بعد استيفاء كافة الإجراءات القانونية، وصدور الحكم النهائي من المحكمة العليا للجمهورية، وتصديقه من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
يُذكر أن محكمة غرب المكلا الابتدائية كانت قد قضت بإعدام الجاني قصاصًا وتعزيرًا في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2021، وهو الحكم الذي أيدته محكمة الاستئناف في مطلع يونيو/حزيران 2023، ليُسدل الستار بتنفيذ حكم الإعدام.
الجريمة تفتح جراح العنف ضد المرأة
أعادت قضية مروى البيتي إلى الواجهة قضية العنف المتفشي ضد المرأة في اليمن، حيث سلطت الضوء على أشكال العنف الأسري المروعة التي قد تتعرض لها النساء، والتي غالبًا ما تفضي إلى نتائج مأساوية. إن قيام زوج بقتل زوجته بهذه الطريقة الوحشية، من خلال حرقها وهي داخل منزلها الآمن، يمثل قمة العنف ويؤكد على هشاشة وضع المرأة في ظل غياب حماية قانونية واجتماعية كافية.
تنفيذ الإعدام.. هل يضع حدًا للعنف؟
وترى الأخصائية الاجتماعية وسيلة العمري أن تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل مروى البيتي يمثل انتصارًا للعدالة وتحقيقًا للقصاص، لكنه في الوقت ذاته يطرح تساؤلات حول مدى كفاية هذه الإجراءات لوقف نزيف العنف ضد المرأة في اليمن. ففي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وتصاعد حدة النزاعات وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، غالبًا ما تجد النساء أنفسهن أكثر عرضة للعنف والانتهاكات.
وتضيف في حديثها لمنصة نسوان فويس: إن هذه القضية المروعة تستدعي وقفة جادة وتضافر الجهود من كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني، لتبني استراتيجيات شاملة تهدف إلى حماية المرأة من جميع أشكال العنف.
وتواصل: ويتطلب ذلك تفعيل القوانين الرادعة، وتوفير آليات دعم وحماية للضحايا، وتغيير المفاهيم الثقافية والمجتمعية التي تكرس دونية المرأة وتشجع على العنف ضدها.
إن العدالة لمروى البيتي تحققت بتنفيذ القصاص من قاتلها، ولكن يبقى الأهم هو العمل على ضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم البشعة وحماية أرواح وحقوق جميع النساء في اليمن.