إكرام فرج-نسوان فويس
في ظل تسارع التطورات التكنولوجية ودخولها في مختلف المجالات، برزت الشابة التشكيلية روان ابن إسحاق في حضرموت ذات ال19 عاماً، كنموذجاً للإبداع الحديث من خلال دمجها الفريد بين الفن والتكنولوجيا المتقدمة.
استطاعت روان لفت الأنظار بأسلوبها الذي يجمع بين جمال الفن التقليدي وإمكانيات التكنولوجيا الحديثة، مما يشكل فرصة لاستعراض كيفية دمج العلم والفن لتعزيز الابتكار.
الأعمال والمشاركات
ليبقى للفن وقع خاص يبدأ من ريشة الفنان وترجمة أفكاره ومشاعره وينتهي بإبهار المتلقي أو المشاهد للفن بطرقه العديدة، في حديثها الخاص”لمنصة نسوان فويس “قالت أنها تحب الفنون منذ طفولتها وقدمت أعمال في مجال الرسم، و انتقلت إلى مجال الخط العربي لفترة من الزمن من خلال محاكاتها لبعض اللوحات لأساتذة في الخط.
لتعود بعد انقطاع دام لقرابة الأربع سنوات لتجد نفسها مشاركة بمعارض أخرى محلية ودولية وتشير إلى العمل الفني الأخير الذي قدمته”ثروة الأرض” والذي شاركت به في معرض تكنوسكيتش المحلي في حضرموت والدولي بالأردن بعد أن خاضت التجربة في العام الماضي بين جدران متحف بروكلين في نيويورك.
و يعد “ثروة الأرض” هو إحدى الأعمال الفنية التقنية والتي برز فيها استخدام التقنيات الحديثة والبرمجة ليحاكي الفكرة الأساسية للعمل، كما استخدمت التقنية في -مرحلة الاستلهام- من خلال برنامج pinterest عن طريق التغذية البصرية الدائمة، انتقالًا للقيام ببعض التعديلات لكي يحاكي العمل فكرته الأساسية عن طريق برنامج photoshop، ثم بدء العمل على النموذج الأولي للعمل من خلال البرمجة الإبداعية، انتقالًا لتطبيقه على أرض الواقع باستخدام الخيوط والمسامير.
وفي أعمالها الفنية، تجسد رَوان روح الإنسان كمصدر أصيل للجمال والثراء الحقيقي في هذا العالم، حينما يكون محاطًا بمبانيه الطينية التي شيدها منذ القدم وهي ليست مجرد هياكل معمارية، بل تمثل شاهدًا حيًا على تاريخ البشرية، وكل حجر فيها يحمل بصمة الإنسان وتاريخه العريق، انتقالًا إلى اختيار مباني شبام التاريخية “مانهاتن الصحراء” والتي بقيت شامخةً منذ قديم الأزل كعلامة واضحة دالة على مصدر الثراء الحقيقي ألا وهو الذي عمرها “الإنسان”.
وتعبر عن تجربتها وسعادتها كونها قدمت رؤى جديدة ومبتكرة من خلال دمج التقنيات الحديثة بالفن التقليدي المتعارف عليه لإنتاج لوحة فنية مختلفة في مضمونها وطريقة التعبير عنها.
دمج الفن بالتكنولوجيا
تضيف روان بأن التقنيات الحديثة المستخدمة في دمج الفن بالتكنولوجيا عديدة ولكن تعد البرمجة الإبداعية وبرامج الذكاء الإصطناعي والتجسيم ضمن أبرز الوسائل المستخدمة في هذا المجال وهو بمثابة فرصة استكشاف أبعاد جديدة للتعبير عن الفن باستخدام التقنية الذي يستطيع إضافة طبقات متعددة من العمق والتعقيد لأعمال الفنان بالنسبة للرائي و غير دور الرائي فلم يعد مشاهدا فقط بل أصبح مشاركًا فعالًا في العمل الفني، فيمكنه التفاعل معه بحيث يصبح جزءًا من العمل الفني.
ويقول الأستاذ سام البحيري مدير مؤسسة ميون الثقافية أنه من المهم أن يدمج الفن بالتكنولوجيا، فهي تساعد الفنان في تقديم أعمال فنية وإبداعية مع الحفاظ على الطابع التقليدي في الأعمال ولكن تماشياً مع التطورات التكنولوجية فاستخدام الفن بالتكنولوجيا أصبح من الأشياء الضرورية.
وفي إشارة الفنان التشكيلي ماجد باحشوان عن دوره البارز في دعم وتشجيع الشباب أنه يعمل على توسيع المدارك والرؤية غير المحدوده بكل المجالات فضلا عن الفن ، وما يحتاجه الشباب اليوم هو الدعم والتوجيه وزيادة الوعي لاستخدام قدراتهم الاستخدام الأفضل في كل مجالات اهتماماتهم التي تنعكس على المجتمع بشكل إيجابي.
“ويمكن للفن الرقمي إحداث أثر على المجتمع ويأتي ذلك من خلال الحضور الجماهيري والنشر عبر وسائل الانترنت وإتاحة الفرصة للمشاركة وخلق حلقة تواصل بين الفنان والجمهور وتثير له التفاعل وأبدأ الآراء والتقييم والمحاكاة لمشاعر المجتمع ” بحسب البحيري.
و للمرأة دور حاضر وملهم وتوجد العديد من التجارب النسائية في اليمن والذي أثبت فيه على وجود الحس الفني والذي يمكنها من إبداء وإظهار الجانب الإبداعي بشكل منفرد، حيث تساهم النساء في الابتكار والحلول والمشاركة وكسر الصورة النمطية والسلبية عنها، وذلك من خلال التدريب والتأهيل وصقل مواهب نساء جديدة مما يجعل الطاقات الإبداعية النسائية تظهر وتبرز بشكل لافت من خلال الأعمال الفنية والإبداعية في اليمن.
و تسترسل في حديثها عن مستقبلها تنوي بأن تستمر في المجال الفني، وتحديداً الفني المدموج بالتقنية، و أن تكون أعمالها قد شجعت الشباب على المشاركة في المجال الفني، وتطوير مهاراتهم الإبداعية وأن يسهم هذا التنوع في اضافة قيمة للمشهد الفني، وإلهام الآخرين لاستكشاف إمكانياتهم الإبداعية “
فتمثل روان جيلًا جديدًا من الشباب الذين يستخدمون التكنولوجيا كأداة للتعبير الفني ووسيلة لدفع الحدود الإبداعية، فقصتها ليست مجرد قصة نجاح شخصي، بل هي دليل على كيف يمكن للعلم والفن أن يتحدا لتعزيز الابتكار وتحفيز الإبداع في مجتمعاتنا.