نساء بين قطيعة الأهل وهجران الأزواج

شارك المقال

خديجة الجسري-نسوان فويس

فاطمة محمد 33 عاما” اسم مستعار” بنت أحدى الشخصيات الاجتماعية المعروفة الغنية  في ذمار، تزوجت رجل مغترب في قطر كان يحترمها ويأخذ في مشورتها ويعيش معها في ود وتقدير ؛ توفى والدها عام ٢٠٠٨م استولى أخوها الكبير ع كل ممتلكات والدها وبعد فترة ذهب إليها وطلب إليها وأخذ  ذهبها باسم  لكي يوفي شراء بيت ويعطيها شقة من البيت؛ لكن لم يكتب لها وثيقة بذلك ولم يكن هناك شهود، مرت الأيام لم يزر حمزة فاطمة فزارته وسألته عن البيت وذهبها فرد بعنف لفظي أن ما عنده ذهب وأن الذهب من أهلها وليس من زوجها ولن يسمح لها ذكره مرة أخرى؛ انهارت قواها ذهبت لزوجها لعله ينصفها؛ لكنه استحقرها وأهانها وقال لها إن المرأة التي لا يقدرها أهلها لا تستحق الاحترام؛ ثم اختار زوجها  الغربة وهناك تزوج بأخرى.

 فاطمة أم لأربعة أبناء، زوجها هجرها منذُ عشر سنوات تحملت  خلالها وما زالت المسؤولية، فهي تعمل حالياً في صناعة المعجنات بدعم من منظمة الأوتشا،أما الزوج فنادراً ما يرسل لأبنه الكبير، وقد قطع الأهل كل طرق الوصل، وما من سبيل إلى الرحمة.

موقف الدين الإسلامي. 

الدكتور عبدالرحمن باعباد في علوم القرآن قال لنسوان فويس”إن قاطع رحمه لا يقبل منه عمل فقد جاء عن أبي هريرة قال” قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم :إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك – ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم “اقرءوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها” وظاهر الآية أنها خطاب لجميع الكفار. 


ويواصل الدكتور بإعباد” إن أكثر الابتلاءات التي ابتلي بها مجتمعنا الإسلامي في العصور الأخيرة، هي أكل ميراث البنات، فقلما تجد مجتمعًا إسلاميًا لم تظهر به تلك الظاهرة وإذا ما أردت التأكد من ذلك، فما عليك سوى التوجه إلى المحاكم الشرعية في البلدان الإسلامية ومعاينة الكم الهائل من الدعاوى المتعلقة بالميراث.


ويضيف “المرأة بطبيعة حالها خجولة وحيّية تجاه أهلها وبالأخص الأب والأخوة، ولذلك غالبًا ما تتساهل في المطالبة بحقوقها، وأن الأسباب التي تؤدي لدفع المرأة بألا تطالب بذلك الميراث، أو تتأخر في المطالبة به، وبالتالي فإن البنت تستحق الميراث عن أبيها، بمجرد وفاة ذلك الأب، إذ تتحول ذمته المالية إلى تركة يتوجب توزيعها على المستحقين للميراث بعد وفاته. 

وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة مشددة في عدم أكل الميراث، وخاصة فيما يتعلق بالبنات والأيتام، فالله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين، فإن كنَّ نساء فوق اثنتين فلهنَّ ثلثا ما ترك، وإن كانت واحدة فلها من النصف). 

 

الحماية القانونية 

القانون اليمني مستمد معظم أحكامه من الشريعة الاسلامية كرم المرأة ووضع لها حقوق متقنة، لكن تلك الحقوق ظلت حبراً على ورق إما لجهل المرأة بالقانون أو لوصمة العار التي تلاحق اولئك اللواتي دخلن المحاكم للمطالبة بحقوقهن، إلاّ في مناطق قليلة جداً من المحافظات المتحضرة كتعز وعدن وصنعاء وبعض مديريات إب.

 
المرأة والقانون المحامية رانيا جمال قالت لمنصة نسوان فويس”نظم القانون اليمني في قانون الأحوال الشخصية المواريث بشكل عام وحق المرأة بشكل خاص بخلاص منظمة ودقيقة حيثُ جاء في النحو التالي :
في المادة ( 307)
المستحقون للتركة في هذا القانون ستة أصناف مقدم بعضها على بعض على النحو التالي:-
ا-أصحاب الفروض:
1-البنات وبنات الابن وإن نزلن.
2-الأخوات الشقيقات.
3-الأخوات لأب

مادة(309) النصف وهو لخمسة أصناف:
2-البنت الواحدة إذا لم يكن لها معصب.
3-بنت الابن الواحدة إذا لم يكن لها معصب ولم تحجب.
4-الأخت الشقيقة الواحدة إذا لم يكن لها معصب ولم تحجب.
5-الاخت للاب الواحدة إذا لم يكن معها معصب ولم تحجب.

مادة(310) الربع ويستحقه ثلاثة أصناف:- 

وارث.
مادة(312) الثلثان وهو لأربعة أصناف:-
1-البنتان فاكثر اذا لم يكن معهن معصب.

الآثار النفسية
المرأة كائن لطيف، حساس وعاطفي، فثلاثة أرباع عقل المرأة يرتكز على العاطفة والمشاعر والأحاسيس، وكان ذلك تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “إنهن ناقصات عقلٍ ودين»، فالمعنى المراد والمقصود من قوله أنّ المرأة يغلب على تعاملها وتفكيرها المشاعر والعواطف، أكثر من العقلانية، وليس كما يفسر البعض على هواه، أنهنّ ناقصات ذكاء وإدراك، فمن ربّت وعلمت وأنشأت أجيالا، هي أعظم وأسمى من أن ننعتها بهذا اللفظ.

يقول الدكتور صخر الشداد اخصائي أمراض نفسية لمنصة نسوان فويس: إن المرأة التي يقاطعها أهلها ويرى زوجها ذلك عيب ويهجرها ويبدأ يسوء معاملتها يبان عليها حمل ثقيل يبدأ الزوج ينتقدها، يحدث عندها نقص تقدير الذات وخوف وقلق من المستقبل وعدم الشعور بالأمان فتخل عندها بعض السلوكيات فتزداد عندها الضغوطات النفسية مما يجعلها دائما عصبية ومنفعلة وغير هادئة أو محسبة لتصرفاتها بسبب الضغوط النفسية والقلق من المستقبل.

الآثار الاجتماعية 

الأخصائي الاجتماعي الدكتور صلاح الحقب قال لمنصة نسوان: الحديث عن الآثار الاجتماعية عادة يدفعنا للبحث اولاً عن الأسباب، إن السبب الأصلي وراء “قطيعة الرحم”في ظل الوضع الذي تمر به بلادنا، قد تكون اقتصادية بالدرجة الأولى، حيث الكثير منشغل بالبحث عن مصدر الرزق، إن الفوضى التي نعيشها ونعايشها تفقد المرء الكثير من الحس وبالتالي عدم مراعاة الجوانب القيمية والدينية، أما الآثار التي تخلفها هذه القطيعة فتكمن بالاتي:
– فقدان المجتمع رمزية التعاون و التعاضد والتماسك والإخاء.
– شعور أبناء المرأة بالحنق والغضب والحقد والكراهية تجاه اخوالهم، الأمر الذي يدفع نحو التناحر في كثير من القضايا أهمها قضية الإرث.
– ميل الزوج الى التسلط والتقصير وعدم التقدير للزوجة.

كوني قوية 

بشرى السعدى مدير مؤسسة معاً نرتقي لرعاية المرأة والطفل قالت لمنصة نسوان فويس”أشد أنواع الظلم الاجتماعي عندما تكون المرأة محرومة من أهلها الذين يكونوا المفروض هم العزوة والسند، وتوجد نفسها تتعرض للهجر والإهانة من زوجها فهي تصبح في وضعية صعبة للغاية ،وتفتقر فيها الأمان والدعم اللازمين لحتى أنهم يتحملوا هذا العبء العاطفي الاجتماعي فهي التي تتحمل هذا الشيء بمفردها.

 تقول بشرى رسالتها اولاً “للأسرة والأهل أنهم ما يتركوا بناتهم في قطيعة وعرضة للظروف هذه التي قد تنال من كرامتهم، وإن دعم الأسرة في أوقات الشدة مش مجرد فضل منهم بل واجب وحق أساسي”. وتضيف السعدي”إن الزوج مهما كانت علاقته بزوجته يجب أن يكون لها سند وليس سبب في كسرها، أما النساء اللاتي يرين أنفسهن في هذا الموقف مهما كانت التحديات فلا بد تعلمي أنكِ لستِ وحيدة أبداً، واستمدي قوتك من نفسك، وكوني مستعدة دائماً للبحث عن دعم مجتمعي أو قانوني يحميك ويحفظ حقوقك والقوة والدعم دائماً تأتيان من الداخل.

تختتم بشرى رسالتها للنساء عبر منصة نسوان فويس”نعم الظروف اليوم صعبة للغاية والمحيط اليوم تعيس، ولكن لازم تكوني مؤمنة بنفسك وقدرتك في التصدي لهذه الظواهر ودائماً تبحثي عن أشخاص مساندين يساندوك سواء صار لهم نفس المواقف أو منظمات أو مؤسسات متعلقة بهذا الجانب”.

مقالات اخرى