( بشرى علي مؤنس الشميري) مواليد محافظة تعز، التي تخصصت في العام 2008 في رياض الأطفال، وعملت كمعيدة في كلية التربية بجامعة الحديدة بقسم رياض الأطفال حتى العام 2014، وهو العام الذي حصلت فيه على قرار تعيين في الجامعة، واستطاعت بصبر ومثابرة أن تستمر في عملها بدون مقابل حتى العام2018 ، إلى أن جاءت اللحظة الأجمل في حياتها وهي خبر حصولها على منحة تبادل ثقافي لدراسة الماجستير في دولة تونس الشقيقة جامعة قرطاج المعهد العالي لإطارات الطفولة تخصص(الطفولة والوسائط الفنية).
لم يكن هيناً على (الشميري) أن تسافر وهي تحمل في أحشائها طفلة في شهرها السادس، وحلماً كبيراً، لكنها اتخذت قرارها وعزمت أمورها، وحزمت أمتعتها وبدأت رحلة سفرها من الحديدة، ثم مصر حتى استقر بها المقام في تونس الخضراء، وبالرغم من معاناتها في تأخر التأشيرة لما يقارب شهر إلا أن لكل شدة مدة :
“كان موعد السفر وأنا في الشهر السادس من الحمل وسافرت من الحديدة في رحلة دامت 23 ساعة وبعدها السفر إلى مصر وانتظار التأشيرة لمدة شهر والسفر لتونس وصلت وأنا في الشهر السابع والدراسة بدأت
ومن ثاني يوم وصلت تونس وبدأت الحمدلله الدراسة”.
السند في الغربة
بعد أن انتهى الفصل(السداسي) الدراسي الأول وحصلت (الشميري) على الترتيب الأول رغم معاناتها من مشقة الحمل ، وتغير المناخ، والطقس البارد، إضافة إلى اختلاف اللغة، حيث تقول إن أغلب المدرسين كانوا يتحدثون الفرنسية، إلا أنها تجاوزت وبجدارة ، وذلك بفضل جهودها وإرادتها ولاشك بفضل إيمان زوجها بقدراتها ودعمه الدائم لها :” رفيق دربي زوجي الغالي شجعني ووقف بجانبي وكان سند وعون بعد الله والحمدلله”.
انتهى الفصل الدراسي الأول من مرحلة الماجستير بالنسبة لبشرى، وجاء الربيع حاملاً معه نفحات الإجازة ومشاعر الأمومة، فقد وضعت طفلتها التي سافرت بها وهي في أحشائها، وكان مارس 2019 ميلادا للكثير من الإنجازات التي ترغب (الشميري ) بتحقيقها.
لم يمر شهر على وضعها لحملها، حتى عادت متحمسة لقاعات المحاضرات للبدء في دراسة الفصل الثاني، وهكذا حتى انتهت السنة الأولى بحصولها على الترتيب الثاني بين أقرانها بمعدل 14.30.
تؤكد (الشميري) أن السنة الدراسية الثانية في مرحلة الحصول على الماجستير كانت أخف من السابقة كونها اعتادت على أشياء كثيرة،و استطاعت أن تحصل على درجة الماجستير في ديسمبر 2021م.
ولكنها لم تكتفِ فحلمها الأكاديمي ما يزال يكبر، خاصة وأنها تدرس تخصصا يعنى بشريحة الأطفال
فبعد حصولها على تقدير حسن جداً من جامعتها في تونس مع إشادة اللجنة بالأطروحة، بدأت مرحلة التفكير بمشوار جديد وهو إكمال الدكتوراه في ذات التخصص، فكانت الفرحة فرحتان الأولى بالموافقة على قبول تسجيلها لإكمال الدكتوراه ، والفرحة الثانية كانت خبر حملها بطفلها الثاني، وكانت مرحلة مختلفة بكل تفاصيلها إلا أنها اليوم طالبة دكتوراه سنة ثالثة، وذلك لم يكن لولا عزيمتها وصبرها ومساندة المحبين لها. وتقول إنها ستكمل المشوار العلمي برفقة زوجها الذي يعد الداعم الأول لها بعد الله حسب قولها.
” أدرس سنة ثالثة دكتوراه وإن شاء الله نستمر في المشوار العلمي برفقة زوجي واطفالي. ونعود للوطن نحمل الحلم الذي سعينا لأجله”.
تبقى الأحلام هي الأشياء التي لا يستطيع الإنسان التخلي عنها، ولكن قلة من يضع لها أهدافاً لتحقيقها والوصول إلى ما كان يطمح إليه مستقبلا، وهؤلاء لاشك هم أصحاب العزيمة والإرادة القوية.