أمل وحيش _ نسوان فويس
نسيم الأهدل شابة في منتصف الثلاثينات من العمر، وأم لأربعة أطفال، مواليد محافظة تعز وتستقر منذ فترة في صنعاء، حاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال، وربما هذا ما ساعدها كي تصبح مديرة مشروع هي أسسته، وعملت على إظهاره بشكل لائق كما هو في الوقت الحالي، خاصة بعد أن مضى على بداية إنشاءه خمسة أعوام، حيث استطاعت خلال هذه السنوات أن تطور من مشروعها يوماً بعد يوم، معتمدة على شغفها وخبرتها السابقة في مجال الخياطة.
أحبت (نسيم) مجال صناعة الحقائب فكانت كلما انتهت من صناعة إحداها انبهرت من كونها تهتم بأدق التفاصيل، ما يدفعها للإفتخار بنفسها وبإتقانها لعملها وهذا ما شكل لها دافعاً معنوياً بحيث أنها كانت في كل مرة تصنع بها شنطة تتأملها وتقول :”شنطتي ماركة” فكانت تلك هي التسمية المعتمدة فيما بعد لمشروعها الصغير “شنطتي ماركة”.
بعد بحث طويل وجهد مضاعف تختار (نسيم) الجلود المستخدمة في صناعة الشنط بعناية حتى تظهر بالشكل اللائق والمتقن وبما يتناسب مع طلب العملاء وأذواقهم، كذلك تبذل مجهوداً كبيراً في إختيار الإكسسوارات التي تتناسب مع كل موديل تقوم بتصميمه أو اقتباسه من آراء ومقترحات الزبائن وتعمل على إضافة لمساتها الخاصة التي تميز منتجها بحيث يتناسب مع طلب السوق.
واجهت (نسيم) كغيرها من صاحبات المشاريع اللآتي قررن فتح مشاريعهن الخاصة العديد من الصعوبات، واستطاعت أن تتخطاها ليمضي مشروعها في طريق النجاح، ولكن أبرز تحدي كان يواجهها كأم هو التوفيق بين العمل في المشروع وبين مسؤولية الأمومة الذي تتطلب تفرغ لرعاية أطفالها الأربعة، خاصة وأنها تعمل بشكل فردي دون معاونة من أحد، وتبذل جهداً مضاعفاً لتجهيز طلبيات الزبائن في الوقت المحدد، مع ذلك استطاعت أن توفق بين شغفها ومشروعها ومصدر دخلها، وبين تحمل مسؤولية البيت والأولاد.
من ضمن الصعوبات التي تحدثت عنها (نسيم) أيضاً هي صعوبة الحصول على مستلزمات صناعة الشنط وخامة الجلد التي يختارها الزبون والألوان المطلوبة لندرة توفرها في السوق ما قد يؤخر تجهيز بعض الطلبيات.
تحاول (نسيم) أن تظهر للعالم أن هناك صناعة محلية يمنية بامتياز وإن لم تكن مكتملة كونها تحتاج للدعم، وتوفير المواد الخام من السوق المحلية ككل، إلا أن مجرد الشغل اليدوي المحلي بحد ذاته يعد إنجازاً كبيراً في ظل الأوضاع والظروف التي تعيشها البلد.
البيع لشنط ” شنطتي ماركة” يتم غالباً عبر التسويق الإلكتروني والمعتمد بالأساس على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي التي تجذب الكثير من الزبائن المعجبين بتلك النوعية من الشنط والتي تجد تفاعلا وإقبالاً كبيراً على منتجها خاصة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي.
الأمر الذي يصعب على (نسيم) توصيل الطلبيات للزبائن بحكم أنها ماتزال تعمل من البيت، وتحتاج إلى شخص متفرغ يقوم بتوصيل كافة الطلبيات للزبائن بوقت قياسي.
وتعتبر (نسيم ) أن الداعم الأساسي لها منذ البداية هو دعمها لنفسها “دعمت نفسي بنفسي” ثم يأتي بعد ذلك حسب قولها زبائنها الذين شجعوها على الإستمرار من خلال دعمهم لمنتجها وشرائهم له وثنائهم عليه، وهذا ما زاد ثقتها بنفسها وبمنتجها وجعلها تعمل على تطويره باستمرار.
حبها لصناعة الحقائب اليدوية “الشنط” وإصرارها على إظهار المنتج المحلي بصورة أجمل هو ما يجعلها تتقن عملها وذلك بشهادة عملائها، وهي بذلك تطمح لأن يكون لديها مشغلاً خاصاً بصناعة الحقائب اليدوية يضم العديد من الأيدي العاملة، ومحلاً كبيراً لعرض منتجاتها التي تأمل أن تكون محلية الصنع مئة بالمئة كي تمثل اليمن خير تمثيل في مجال صناعة الحقائب حسب قولها. “طموحي إني أكون صاحبة علامة تجارية وأمثل اليمن في صناعة الشنط”.
تختتم (نسيم الأهدل) حديثها لمنصة “نسوان فويس” بتوجيه رسالة من خلال تجربتها لصاحبات المشاريع الصغيرة بأن يكن قويات وألا يتوقفن عند أي عقبة قد تواجههن، كما تنصحهن بتنمية مشاريعهن والعمل على تطويرها باستمرار ومحاولة جعل أسعارهن مرضية ومعقولة للجميع.
الكثير من أمثال نسيم يسعين لعمل مشاريعهن الخاصة وينتظرن فقط الفرصة المناسبة للانطلاق، وحتماً لكل امرأة تسعى ستصل إلى ما تطمح إليه.
