هدى عوض ..مسيرة ملهمة لمستقبل أفضل

شارك المقال

سبأ الجاملي – نسوان فويس

يحب الإنسان الأشياء ذات القيمة حتى أن بعض الأشخاص أصبحت قيمتهم تقاس بقدر إنجازاتهم، وبالتالي كلما زادت قيمة الفرد زاد إحساسه بالثقة بنفسه وهذا بلا شك يعد أحد أسباب السعادة والاستقرار النفسي، وهناك العديد من الإنجازات البسيطة التي تجعلك سعيداً منها احتراف مهنة معينة وتحقيق النجاح والتميز فيها.
هدى عوض صالح من أبناء محافظة المهرة واحدة من النماذج التي طورت قدراتها وامكانياتها حتى حققت لنفسها مشروعا مستقلا تميزت وابدعت من خلاله.
درست هدى وحصلت على الشهادة الثانوية بالقسم العلمي وأخذت عدة دورات في الحاسوب واللغة الانجليزية كما حرصت على الإلتحاق بالدورات التثقيفية الخاصة بالمهارات الحياتية.
هدى متزوجة وام لولد وتعمل حاليا في مكتب وزارة الخارجية فرع المهرة تقول هدى “لم استطع أكمال دراستي الجامعية لظروف الزواج والسفر التي حالت دون دخولي التخصص الجامعي الذي اردت لكني عوضت ذلك بدراسة دورات تعليمية في المعهد كذلك تعاقدت قبل أن ارتبط بعملي الحالي مع مكتب الادارة العامة لتنمية المرأة ولمدة ثلاث سنوات استفدت واخذت الكثير من الخبرات في عدة جوانب سواء فيما يتعلق بالعمل أو تطوير وصقل مهاراتي الشخصية.
كثيرمن الناس يخططون لمستقبلهم ويضعون الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، ولكن نسبة ضئيلة منهم تستطيع الوصول إلى أهدافها والسبب في ذلك تحدي الذات الذي يجعل الإنسان قادراً على تحمل المسؤولية، قوي الشخصية، ناضجاً يستطيع أن يرسم خطوات نجاحه على طريق حياته، كما تجعله شخصية إيجابية لها دور مهم وفعال في مجتمعه، فالرغبة في التحدي والقدرة عليه هي التي تجعلنا نخترق المجتمع لنثبت ذاتنا فيه، فيزيد التحدي ويزيد النضوج والانجاز.


هدى كانت من بين الأشخاص الذين تحدوا أنفسهم وحققوا إنجازات مختلفة فهي لم تكتفي بأعمالها وانشطتها السابقة بل سعت لتنشئ مشروعها الخاص في مجال التجميل وإنتاج العطور التي سجلت علامة تجارية خاصة بها واسمتها ( رشة للعطور)
تقول هدى” من صغري كنت أحب المكياج والعطور، كبرت وازدادت عندي الرغبة في العمل بهذا المجال، لكن ماعرفت من فين ابدأ و لحسن حظي أن معي إبنة خال مبدعة ومتميزة ومحترفة في مجال المكياج، كنت دائما أرافقها في عملها فكانت تعلمني وتشجعني ولها الفضل بعد رب العالمين في أن أصبح ميكب ارتست متمكنة، بعد مرور الأيام والشهور قدر الله أن تتزوج إبنة خالي وتهاجر خارج البلاد وقبل مغادرتها سلمتني عدتها وقالت لي استلمي المهمة من بعدي، استلمتها وبدأت في هذا المجال في عام 2014م، بعدها بعام اضطريت أنا أيضا للسفر إلى دولة الكويت لم أرغب بترك عملي الذي بدأت إتقانه لكن شاءت الأقدار أن أغادر لثلاث سنوات التي ما أن مضت حتى قررت العودة للمهرة ومزاولة المهنة التي احبيتها من جديد.

الأسرة الواعية هي التي تنشئ جيلاً صالحاً نافعاً لها ولمجتمعهم ولوطنهم، هي التي تربي أبنائها على القيم والمبادئ والأسس السليمة بالأقوال والأفعال وهذا ماينطبق على عائلة هدى .
حيث نشأت في أسرة متوسطة الدخل على يد رجل عصامي بنى نفسه بنفسه، والدي رحمة الله عليه هو أكثر شخص علمني الثقة بالنفس والاعتماد على الذات فكان يكرر دائما عبارة اليد العليا خيرا من اليد السفلى وهذا ما ترسخ في عقلي وايقنت أن هذه الصفة من أجمل مايمكن أن يتصف الشخص بها، أن تكتفي بنفسك بدون الحاجة لأحد.
وتضيف “لم يكن هناك عوائق أو مواقف صعبة قد تؤثر فيا لأنني لم أكن أبالي لأحد مادام أهلي راضيين عني وهذا يكفيني، فأنا استعنت بالله وبأختي الغالية الي كانت الداعم الاول والأخير لي سواء فيما يتعلق بعملي أو بحياتي الأسرية.


الحياة مليئة بالمعارك والمنافسات، لهذا يجب أن تكون لدينا الروح الرياضية في كل محطاتها، لا نغضب عند الخسارة ولا نمل من تكرار المحاولة حتى نحقق النجاح، ولا نتأثر من كلام المحبطين، نبقى دائماً متفائلين بعد أفضل ولا ننسى أبداً أن التوفيق من الله عز وجل، هدى كان لديها إرادة وثقة عالية بالنفس لاسيما أن مجتمعها الذي نشأت فيه أصبح أكثر تفاعلا مع حقوق المرأة وقضاياها.
تقول هدى “مجتمعنا أصبح الآن أكثر إنفتاح عن السابق وعلى عكس المجتمعات الأخرى، فالمهرة حاليا فيها الدكتورة والمهندسة والمديرة والوكيلة، الوضع تغير مش نفس قبل كانو شوي معقدين ومايحبوا الحرمة تخرج من بيتها، الآن الناس صارت واعية أكثر وعرفوا أهمية المرأة ومشاركتها في العمل ومساندتها للنساء من حولها وكمان معتمدة على نفسها ومعيلة لأسرتها.
الحمدلله لم أواجه الصعوبات التي تذكر سوى أنني لم أمتلك غرفة خاصة لعملي في مجال المكياج، ففي بداياتي كنت أستخدم مجلس البيت في حال كان عندي زبائن للمكياج وهذا الشيء الوحيد الذي كنت أعتبره من الصعوبات.
يجب علينا كنساء فاعلات عدم الرضوخ للعقبات، بل اعتبارها الجسر الذي يؤدي بنا إلى المجد أو بالأحرى هي عبارة عن مجموعة تجارب تسبق مرحلة النجاح، والسبيل الوحيد للوصول نحو التفوق والرقي، هو التحدي والإرادة القوية التي تعتبر بمثابة دواء فعال لكل أشكال اليأس والإحباط والقنوط فهي تقوم بتفجير الطاقة الداخلية للإنسان وتزيدها أضعافاً مضاعفة .

مقالات اخرى