زوجة الأب..جبروت امرأة..أم صورة ذهنية مُسبقة؟

شارك المقال

أمل وحيش – نسوان فويس

هربت من المنزل

“كنت أبكر فجر أسير أسارب ماء في السبيل من الساعة خمس ونص أو ست الصبح لما اعبي لخالتي ماء، وارجع اشل المنظفات واسير أبيعهن للنسوان للبيوت، وأرجع قبل العصر أو بعد العصر وقد أنا هالكة وياليت عادها تدي لي حتى مية شقايا”.

 (ز.ع) طفلة في الرابعة عشر من عمرها، بملابس رثة، وحذاء بلاستيكي قديم، وهموم تتوشح وجهها الطفولي البريء، رمقتها من مقعدي وهي في المقعد المقابل تنتظر بشارة قد تلوح في الأفق لم أكن أدرك ماهية تلك البشارة التي تتمناها، استدعيتها لتجلس بجواري على أحد المقاعد في أحد مراكز رعاية الأسرة والطفل بصنعاء، وبادرت على الفور بتلبية الدعوة، وبدأنا الحديث الذي لم يكن مع طفلة مشرفة على باب الرابعة عشرة من عمرها، بل حديث امرأة قد بزغ فجر الهم مبكرًا في حياتها، سألتها عن سبب جلوسها وحيدة وما الذي أتى بها إلى هذا المكان فأجابتني بغصة أنها أتت لتشتكي من معاملة خالتها زوجة أبيها وقسوة والدها أيضًا الذي تحرضه زوجته عليها هي وأخواتها.

معاناة يومية

تؤكد (ز-ع) أنها كانت تعيش وأختيها الكبرى والوسطى مع زوجة أبيها بعد وفاة والدتها، لكنها لم تكن جيدة معهن بل تفننت في تعذيبهن، وجعلت منهن خادمات لها مع مرور الوقت هي وأطفالها، حتى أن أختها الكبرى تزوجت هربًا من جحيم خالتها وقسوة أبيها، لتبقى (ز-ع) برفقة أختها الوسطى يتجرعن الويلات إن غضبت زوجة أبيهن، وإن لم تغضب فهن شغلها الشاغل، جعلتهن يعملن ليل نهار لخدمتها هي وأبنائها، وحرمتهن من التعليم، بينما ابنتها التي بعمر مقارب ل(ز-ع) تواصل تعليمها.

إضافة إلى أعمال البيت الشاقة التي كانت هي وأختها يقومان بها بشكل يومي مع الحرمان من أمور كثيرة أبرزها شراء الملابس لهن ومنحهن المال كامتنان لهن لمجهودهن المبذول، فالعكس هو ماكان يحدث بحسب (ز-ع) التي أكدت بأن أختها التي تكبرها بعامين هربت من شدة التعذيب والإهانة في بيت والدها من قبل زوجة أبيها وكذلك من قبل والدها الذي كان يصدق كل مايقال له من قبل زوجته، وينهال عليهن بسيل من الشتائم والضرب لجأت لمنزل شقيقتها المتزوجة هربًا من صنوف التعذيب التي تعانيها من والدها وزوجته، لكن لم تحظى شقيقتها الصغرى (ز-ع) بالهروب معها في تلك اللحظة كونها لم تكن في المنزل فقد كانت تكمل التجوال من منزل لآخر لتبيع لزوجة أبيها المنظفات حتى لا تتعرض للمشاكل، ولكن اختها استطاعت أن تستنجد بزوج اختها ومقربين الذين ساعدوها بتقديم شكوى ضد والدها وزوجته بعد محاولات بالتدخل وديًا وسط تعنت الأب وزوجته، فما كان من الجهة التي قدمت لها الشكوى إلا متابعة قضية الفتاة وتم إيداعها أحد دور الرعاية .

محاولة النجاة

عندما يصل الإنسان إلى لحظة من الوجع لم يعد يطيق تحملها يحاول جاهدًا أن يبحث له عن مخرج للنجاة من هذا الألم، وهذا ما أقدمت على فعله (ز-ع) حيث قررت بعد يوم حافل بالتعب والإهانة أن تخطو خطوات أختها وتغادر بيت والدها الذي لم يعد آمنًا لها مستنجدة بزوج أختها عله يساعدها في الوصول لشقيقتها في ذلك الدار والعيش معًا .

(ز-ع) بعد ألم وصبر قررت أن تلحق بأختها حسب ماقصت لنا أنها ذهبت للمنقذ الوحيد الذي لن تستطيع أن تلجأ إلى إليه وهو زوج أختها الذي حاول بدوره الجلوس مع الوالد ومحاولة توضيح المعاناة التي تمر بها بناته، إلا أنه أصر على تعنته، وحين أتى لأخذ ابنته الطفلة من بيت ابنته الكبرى طلب منه زوجها أن يدخل كي يتفاهم مع بناته ويحاول أن يستوعب المشكلة والألم الذي تعيشه البنات وأغلق عليهم الباب معتقدًا أن الأب سيرق قلبه أو يرجف جفنه، إلا أنه تفاجئ بصراخ البنات وفتح الباب على الفور ليجد عمه يضرب ابنته الصغيرة، وحين حاولت الأخت المتزوجة أن تدافع عن أختها تعرضت للضرب بشدة “رجمها بالثلاجة حق الشاهي وهي ملان”. 

أمان مفقود

بعد محاولات شتى لإقناع الأب بأن يحتوي بناته وأن يسمع لهن، ويدافع عنهن من أفعال زوجته، ورفضه وإصراره على أنهن مخطئات في حق زوجته، رأى زوج ابنته بأن عمه لا يسمع صوت أحد سوى صوته وصوت زوجته المتسلطة، فقرر أن يحمي الطفلة بتقديم شكوى للقسم بتهمة التعدي والتعنيف على طفلة من قبل زوجة الأب والأب نفسه، هذا القرار جاء بموافقة زوجته أخت الطفلة التي تتألم لرؤية أختها الثانية تتألم وتبكي وتحرم من أبسط حقوقها وهي بين يدي (خالة) زوجة أب لا ترحم، رفض الأب وزوجته مرارًا الاستجابة للقسم 

وعندما تكررت الشكوى جاء متهمًا إياهن بقلة الأدب، ومتهمًا زوج ابنته باختطافهن

قضية الطفلة الآن في أحد المراكز التي تهتم بشؤون الأسرة والطفل بصنعاء، وينظر في قضيتها حتى يتسنى لهم ضمها لدار الرعاية الذي تسكن فيه أختها الأكبر منها والتي سبقتها إليه بعد معاناة .

( ز-ع) تتمنى أن تلتحق بأختها في دار الرعاية حفاظًا عليها من بطش والدها وزوجته، لأنها لو عادت للبيت لن تلقى خيرًا وستعيش أتعس مما كانت، وإن سكنت في بيت أختها المتزوجة فوالدها وأولاد عمها لن يتركوها وشأنها هي وأختها وزوجها، لذلك فهي بحسب زوج أختها ستكون في مأمن في الدار.

قصة (ز-ع) من أبسط قصص التعذيب الجسدي والنفسي من قبل (الخالة) زوجة الأب ،فهناك الكثير من القصص التي واجهناها أو سمعنا بها وتختلف من شخص لآخر في درجة التعذيب أو سوء المعاملة.

زوجات أبي!

تحكي فاطمة لمنصة (نسوان فويس) أنها عاشت مع زوجتي أب، حيث توفيت والدتها بمرض مفاجئ وكانت لاتزال هي وأختها وأخيها طفلين صغيرين، فقرر والدها أن يتزوج ليأتي بها لخدمتهم، ولكنها لم تكن كما كان يأمل أو يرغب، فقد كان لديها ابنًا كبيرًا من زوجها الأول، وكانت تسمح له بالمجيء لبيت زوجها في غياب والد فاطمة، الأمر الذي كان يثير خوفها على نفسها وأختها، وبحسب عمتها فإن بنات أخيها كن يتعرضن للتحرش من قبل ابن زوجة الأب، كما أنها كانت تتعامل معهن بقسوة وإهمال، ونظرًا لكثرة المشاكل بينها وبين زوجها إضافة إلى أنها لم تكن تقدر أحدًا من عائلة زوجها أو تعتني ببناته، تدخلت عمة الأولاد وطلبت من أخيها أن يطلقها لأنها لا تصلح كزوجة تحافظ على بيته وأولاده حسب قولها، فكان الطلاق،  ثم الزواج بأخرى.

زوجة ثانية 

تزوج والد فاطمة بامرأة أخرى وأتى بزوجة أب جديدة وتقول فاطمة إن زوجة والدها الثانية لم تكن أحسن حالًا من الأولى، فوالدها بدأ يتغير من ناحيتهن، وبينما زوجة أبيها كانت تارة تتعامل معهن بأسلوب جيد، وتارة أخرى تكشر عن أنيابها، ولذلك عندما جاء أحدهم لخطبتها وافقت فورًا على الرغم من أنه كان متزوج ولديه أطفال، وهي لم تكمل ال17 عشرة.

مع ذلك تقول فاطمة بأن هناك ظلم لزوجات الأب فهي بحسب قولها تعرف زوجات أب يتعاملن بكل حب وحنية مع أبناء وبنات أزواجهن “مش كل الخالات شريرات فيه خالات زوجات أب طيبات، وتحسي إنها أمك مش خالتك لا نظلم الكل، مثلما فيه خير فيه شر”. 

صورة ذهنية

ترسخت في الأذهان صورة نمطية سلبية عن زوجة الأب، حتى في حكايات الأطفال التي كنا نتابعها ونحن صغار وماقصة سندريلا إلا شاهدًا على ظلم وجبروت زوجة الأب، وقصة فلة والأقزام السبعة التي حاولت مرارًا خالتها قتلها والتخلص منها فقط لأنها أجمل منها.

زوجة الأب التي رسمت لها صورة شريرة في كل زمان ومكان ليست كذلك في كثير من الحالات ،فتجدها صادقة في تعاملعها، حنونة في طبعها مع أطفال زوجها، وتتعامل معهم وكأنها أم لهم، وإن لم تكن كذلك فهي لا تحاول إيذائهم على الأقل. 

كما هو الحال مع أم (رغد) التي تزوجت برجل يكبرها ب٢٠ عامًا، ولم يكن قرارًا سهلًا أن تتزوح برجل أكبر منها ولديه أبناء وأحفاد أيضًا، لكنها اقتنعت بأن هذا هو نصيبها، وحاولت أن تكسب ضرتها وأبناءها حيث سكنت معها في نفس المبنى بشقة منفصلة، وفي بداية الأمر تحكي لنا (أم رغد) بأنها كانت تتعامل بكل حب وعلى طبيعتها العفوية مع أولاد زوجها ومنهم كبار ومنهم أطفال، فكانت تذاكر للصغار وتشتري لهم الملابس وتهتم بهم، حتى زادت المشاكل بين زوجها وزوجته الأولى فطلقها، وتكفلت هي بأطفال ضرتها وأحفادها الصغار واعتنت بهم لفترة وسجلتهم في مدرسة أهلية وكانت تذاكر لهم باستمرار حتى تحسن مستواهم الدراسي، وبعد عامين من المشاكل ومحاولة زعزعة زواجها من قبل ضرتها وابنائها الكبار، زادت حدة التوتر حيث تم نشر رقمها من قبل ابن زوجها، وتعرضت للمضايقات، واقتحموا شقتها بغيابها، والكثير من الأذى الذي تعرضت له، وبعد تقديم بلاغ بالقسم تعهدوا بعدم التعرض لها، ومع ذلك يعودون إليها لتخدمهم في أمور معينة، ويستعينون بها في عرس أحدهم، ويزورنها إن احتاجوا إليها وتستقبلهم بكل حب وترحب بهم فهو بيت أبيهم كما تقول “من كان معي طيب ومحترم كنت معه أكثر من ذلك”. 

تهمة باطلة

أما (أبو أنس) فهو يرفض الظلم الذي تتعرض له زوجات الأب ويؤكد أن النساء لا يتساوين في التصرفات والطباع ويرى أن زوجة الأب التي تتعامل بعنف وسادية مع أبناء زوجها تعتبر امرأة مصابة بمرض نفسي ومكانها المصحة النفسية حد قوله، ويضرب لنا مثالُا مدافعًا عن زوجة الأب في زوجته الثانية التي تزوجها بعد وفاة زوجته الأولى وكان لديه طفل رضيع، وزوجته الثانية هي من ربته وكبرته وهو الآن في المرحلة الإعدادية ويناديها أمي حبًا فيها، ويضيف بأن زوجته تتآمر عليه مع ابنه من زوجته الأولى في حال هددها بالزواج مازحًا أو أغضبها في شيء، ويرى (أبو أنس) بأن هناك ظلم حدده المجتمع من خلال نظرة مسبقة عن زوجة الأب، ويؤكد بأن أصابع اليد لا تستوي حسب قوله وبأن ذلك يعتمد على حسن اختيار الزوج لشريكة حياة جديدة يجب أن يختارها تخاف الله فيه وبأولادها ويخاف الله هو فيها ويقدر لها صنيعها.

دوافع 

المختصة الاجتماعية (حنان الرداعي) باحثة ومهتمة في شؤون المرأة والطفل ترى أن من أهم اسباب تعامل زوجة الأب بقسوة وعنف مع أبناء زوجها هو عدم وجود الوازع الديني، إضافة للغيرة من وجودهم معها كونهم يشاركونها زوجها خاصة عند إنجابها أطفال فهي تفضل أن يكون كل شيء ملك لها ولأبنائها فقط.

وتقول بإن هذه الصورة النمطية موجودة بالفعل لدى كثير من زوجات الأب ولكن تتدرج وتختلف من حالة لأخرى.

عنف مزدوج

تقول (حنان) بأن ظاهرة تعنيف زوجة الأب لأبناء زوجها يدل على عدم التوازن في شخصيتها، فهي تتعامل مع طفل محروم من حنان الوالدين معًا كون الأب أحيانًا يكون عدو لابنه ويتضامن مع زوجته ضد أبناءه من زوجته الأولى وذلك بعد معلومات مغلوطة وجائرة ألفتها الزوجة عن الأبناء وصنعت للزوج الصورة التي تريد هي أن يراهم عليها، وهي صورة مليئة بالافتراءات على أطفاله مايتسبب بحرمانهم من حقوقهم الإنسانية والاجتماعية بحسب المختصة الاجتماعية.

تأثير العنف المنزلي

وترى المختصة الاجتماعية (حنان الرداعي) بأن العنف من قبل زوجة الأب وتساهل الأب أيضًا معها وتعنيفه سواء لفظيًا أو جسديًا أوغير ذلك من الممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة تتمثل معظمها في الانحراف الأخلاقي لدى الأبناء والبنات على حد سواء، كما يمكن أن يؤدي بهم إلى الانجرار وراء تعاطي المخدرات والتشرد والهروب من المنزل، وفي أضعف الحالات ستظطر الفتاة للقبول بأي زوج رغم صغر سنها هربًا من عنف منزل أبيها الذي لم يعد آمنًا لها.

خير وشر

بما أن هناك خير وشر في الحياة فلا شك أن زوجات الأب لسن كلهن مجرمات، ومعنفات لأبناء أزواجهن أو يكرهونهم، بل العكس ترى المختصة الاجتماعية بأنه لا يزال هناك حالتين لزوجة الأب حالة تمثلت في ما ذكر سابقًا من عنجهية وتسلط، والحالة الثانية تتمثل في كون زوجة الأب في أحيان كثيرة تستطيع أن تقوم بدور الأم بل أحن، فهي بحسب رأي (حنان) وإن كانت قليلة الخبرة بالأمومة تستطيع أن تكون أم مثالية وتؤدي واجبات الأم من كافة النواحي تجاه أبناء زوجها.

كما أنها تؤكد أن هناك حالات معاشة وواقعية في المجتمع تشهد لمثل هذه االنماذج التي تراها نماذج راقية لزوجة الأب وعكست صورة إيجابية عنها.

صورة ثالثة

وبحسب المختصة الاجتماعية فإن هناك حالة ثالثة من العلاقة بين زوجة الأب وأبناء زوجها وهي علاقة عكسية، فأبناء الزوح هم من يخططون ويكيدون لزوجة الأب خاصة إن تزوجها والدهم وهو في سن كبير، وربما يعود ذلك لخوفهم من أن ترث، لذلك بحسب المختصة فإن هناك حالات واقعية حدثت فكانت الضحية هي زوجة الأب وتم تدبير المكائد لها وتعرضت للكثير من المشاكل من قبل أبناء زوجها، حتى اضطر زوجها إلى طلاقها رحمة بها بحسب قولها.

علاقة إيجابية 

يظن البعض بأن توطيد العلاقة بين زوجة الأب والأبناء ليس بتلك السهولة، ولهذا تقول المختصة الاجتماعية إنه من الضروري أولًا وقبل كل شيء على من ستوافق على الزواج برجل متزوج أو مطلق أو أرمل ولديه أطفال أن تعلم أن الحياة مع هذا الزوج ستكون فيها إثارة، وحمل كبير ستحمله على عاتقها، وتؤكد على ضرورة أن تراعي الله في زوجها وأبنائه وتحاول بقدر ماتستطيع أن تخلق علاقة جيدة فيما بينها وبين الأبناء من خلال المدح والثناء، وإظهار المحبة لهم في وجود أبيهم أو في عدم وجوده، وتشدد على ضرورة أن يعمل الزوج على خلق حالة من التواصل بين زوجته وبناته وأبنائه أيًا كانت أعمارهم ليصلوا لحالة من التوافق الإنساني والروحي بين الطرفين، وتوجه رسالة للزوج أن يراعي الله في زوجته وأبنائه وأن يتصرف بحكمة لإرضاء الطرفين.

 

خلفية سيئة 

من القصص المؤسفة التي كانت حديث الرأي العام العام المنصرم 2022م هو ماحدث للثلاث الشقيقات زهور وليان وأميرة اللاتي تعرضن لأبشع جريمة مدبرة هزت الشارع اليمني، حيث تعرضن لاغتصاب متكرر واستغلال جنسي من قبل أربع رجال بالغين، كانت بقيادة زوجة أبيهم المغترب والذي تركهن أمانة لديها بعد وفاة والدتهن وذهب ليبحث عن المال ليعولها ويعولهن، وقد وصفت تلك القضية قضائيًا بأنها قضية (دعارة وزنا واغتصاب).

كذلك تابعنا قضية مقتل الطفلة العنود ذات السبعة أعوام، من العدين- إب، طفلة لأب يمنيّ وأمّ أردنية حيث انفصل والديها، وعاد بابنته وابنه إلى اليمن، ليتزوج بأخرى، وترك الطفلين في بيته مع زوجته الثانية، وذهب إلى صنعاء للعمل، وفي اليوم نفسه الذي ماتت فيه طفلته جراء التعذيب تلقى اتصالًا للعودة إلى القرية لدفنها، ادّعت (الخالة) بأن العنود ماتت موتًا طبيعيًّا، وبعد أيام من دفنها كشف أخاها (12 سنة) أن زوجة أبيه هي من قامت بخنق أخته حتى الموت.

قصص التعنيف والتعذيب التي قد تصل حد القتل التي تمارسها زوجة الأب تجاه أبناء وبنات زوجها كثيرة وهذا يدل على أن هناك امرأة تمتلك من الشر والجبروت ما لا يمتلكه أحد غيرها.

في المقابل هناك زوجات آباء يعاملن الله قبل أن يتعاملن مع أبناء أزواجهن، فيعملن جاهدات للاعتناء بهم، وإن اعترضوا أو أساءوا لهن إلا أنهن يقمن بواجبهن ومن منبع أنهم أمانة لديها، وهن بذلك يعكسن الصورة الذهنية الإيجابية عن زوجة الأب التي ترسخت منذ عصور في أذهان الناس.

 

مقالات اخرى