التحرش الجنسي بالأطفال .. آثار نفسية عميقة

شارك المقال

أمل وحيش – نسوان فويس

نسمع بين حين وآخر عن قصة مؤلمة من قصص التحرش بالأطفال من كلا الجنسين، حيث أصبحت هذه الظاهرة أكثر انتشارًا وسط تعتيم أسري وخوفًا من وصمة العار التي قد تصاحب طفلهم بقية حياته، وبين غياب العقاب القانوني الرادع الذي يعمل على التصدي لهذه الظاهرة والحد من انتشارها، يظل الطفل هو الضحية لأفعال مشينة تنافي الأخلاق وتسيئ للإنسانية، حيث أن ما يتعرض له من تحرش إما أن يتسبب له في عقدة نفسية مدى الحياة، أو يجره نحو طريق الاستغلال.

تحرش ذوي القربى 

أسوأ ما قد يمر على مسمع المرء هو أن يقال فلان تحرش (بابنته) هنا ليس كلامًا من نسج الخيال بل واقع مرير حكته لنا والدة إحدى الطفلات التي تواصلت معنا لتحكي وجعها من الموقف الذي حصل لها حين تأكدت أن والد طفلتها ذات الأربعة أعوام كان يتحرش بها ما أدخلها في حالة اكتئاب.

(أم إسراء) اسم مستعار لديها طفلة في الرابعة والنصف من العمر تعيش معها في بيت أهلها بعد أن انفصلت عن زوجها والد الطفلة، تلاه الطلاق بعده بعامين عندما رفعت قضية فسخ نتيجة للمشاكل المستمرة وعدم الكفاءة الأسرية من قبل الزوج خاصة عندما لاحظت أن طفلتها حين كانت بعمر العامين تعود إليها من بيت والدها وهي في حالة أخرى، يتوشح تحت عيناها السواد، وكلما لمستها في أي مكان بجسدها تصرخ، حتى جاءت اللحظة التي صعقت الأم حين صرخت طفلتها من الألم أثناء قيام والدتها بغسلها ولمسها في المناطق الحساسة فسألتها: “من عورك؟” لترد الطفلة: “بابا” كيف لها أن تصدق كلام طفلة بأن أبيها قد يؤذيها ويتصرف تصرف الوحوش معها، ورغم القلق والشكوك التي كانت تساورها إلا أن الأب استمر بأخذ ابنته فلا أحد يستطيع منعه كون أهلها أناس مسالمون وهذا حق الأب في القانون، ومرت الأيام والشهور وحالة الطفلة تزداد سوءًا حيث لاحظت الأم تغير ابنتها، لم تعد تأكل، واللعب مع الأطفال لم يعد يحلو لها، أصبحت ذابلة، انطوائية، رغم أنها ماتزال في سنواتها الأولى فقررت الأم أن تأخذها لمختص نفسي، فشخص حالتها بالاكتئاب، ما أكد شكوك الأم بأن الأب يقترف إثمًا في حق طفلتها، خضعت بعدها لجلسات علاج نفسية حتى تماثلت للشفاء خاصة بعد أن منعت الأب الاختلاء بابنته وفي حال كان يرغب في رؤيتها ليكن في بيت أهلها وأمام الجميع. 

وما تزال الأم تأمل أن يحكم لها القاضي بثبات زيارة الأب لابنته في بيت أهلها حتى تأمن على ابنتها، وتوصي (أم إسراء) كل أم إن كانت منذ البداية ترى شرًا وعدم صلاح في زوجها فلا تكمل معه لأن السيئ معها سيكون أسوأ مع أطفاله.

طفل يتحرش بطفل

“شفته وهو جالس خلف الباب خرج عورته ويقول لبنتي امسكي” مشمئز ما يقال ولكنه واقع مؤسف أن طفل في الخامسة من عمره يتحرش جنسيًا بطفلة في نفس عمره وتكون ابنة عمه بحسب ما تحكي لنا والدة الطفلة التي تقول أنها كانت تبحث عن ابنتها في البيت وتفاجئت بأنهم خلف الباب ووقعت عيناها على الطفل وهو يخرج عورته لابنتها وسط رفض الطفلة وإخباره إياه بأن ذلك عيب، ومن هول الموقف بالنسبة للأم تقول أنها ضربتهما ضربًا مبرحًا وأخذت ابنتها وأجلستها بجانبها ومنعتها من مرافقته أو اللعب معه، واشتكت لوالدته التي هي الأخرى استخدمت ذات الأسلوب مع طفلها المتحرش وهو الضرب.

وفي مثل هذه الحالة غالبًا ما يوصي المختصون بالجلوس مع الأطفال وتنبيههم إلى خطر ما يحدث والتعامل بطرق أخرى غير الضرب والتهديد لأنها تأتي بنتائج عكسية، كما يحذرون الوالدين من ممارسة أي علاقة حميمية على مرأى من أطفالهم لأنهم يدركون و يعون ذلك.

من احتفال إلى مأساة

تحرشه بابنة خالته ذات الخمس سنوات والتي تقاربه بالعمر في بيت جدهم أثناء اجتماع أفراد العائلة للاحتفال بإحدى المناسبات في إحدى مناطق صنعاء كشف لهم مصيبة أكبر كانت ستنهي حياة ابنهم. 

بحسب (أم رافي) اسم مستعار وهي من المقربين من والدة الطفل وعائلته تقول لمنصة (نسوان فويس) بأن الأم وإخوانها وأخواتها اجتمعوا في بيت العائلة ليحتفلوا جميعًا بعيد الأم وأثناء الانشغال بالعمل والترتيب، صادفت الخالة ابنة أخيها وابن أختها في الحمام وكلًا منهم ينظر لعورة الآخر، والطفلة تخبره بأن والديها يدخلون الحمام سويًا، تبلدت الخالة مما رأت وسمعت، وعلى الفور أخرجتمها وسلمتهما كلًا لوالدته واللتان لم تقصرا في توبيخهم وضربهم بعنف، ومما أفقد الأم وعيها حيث لم تستفق إلا (بأنبوب وريدي) هو عندما سمعت من طفلها بأنه لن يكرر مافعل مع ابنة خالته أو مع (محمد) ابن الجيران البالغ من العمر 17 عامًا!، بحسب كلام الطفل كان يجعله يلمس أعضائه التناسلية ويقوم بلمس الطفل في أماكن حساسة وإذا رفض يهدده بأنه سيخبر والديه ليقتلوه، ومن هنا بدأت رحلة المعاناة مع الأم وخوفها من الاعتراف للأب، خوفًا من ردة فعله تجاهها وتجاه ابنه، وكذلك خوفًا على سمعة ابنهم التي يرون أنها ستتأثر مستقبلًا.

وبعد جزر ومد وتردد وأيام ثقال تخللها السهر والقلق والقهر والخوف اعترفت لزوجها بما حدث، وتم أخذ الطفل لعمل الفحوصات اللازمة له وتم التأكد بأنه كان تحرش سطحي، لكن الأب لم يهدأ له بال فأرسل من ينتقم له من ابن الجيران، وتم ضربه حتى أصيب بكسور ورضوض أقعدته في البيت، وعلى الفور عرض الأب بيته للإيجار، وترك المنطقة وفر بأبنائه إلى منطقة أخرى، لم يعد مسموح لهم الخروج أو اللعب أو حتى الذهاب إلى سوق لقضاء حاجيات والدتهم فهي من تقوم بكل شيء وتُحكم إغلاق الأبواب، حتى أنها لم تعد تزور أحد أو حتى تسمح لأحد بزيارتها نتيجة الصدمة التي تلقتها.

ماضي مؤلم وحاضر متقلب

استضافهم والدها في دكان قريب من بيته، وأدخلهم بيته وأكرمهم الثلاثة كونهم طلاب علم جاءوا للمدينة من أجل إكمال التعليم الجامعي، لكنهم لم يحترموا العيش والملح وحاولوا مرارًا انتهاك عرض من أكرمهم من خلال التحرش بأطفاله الثلاثة، قصة من القصص المحزنة التي رصدتها منصة (نسوان فويس) جاءت على لسان (أم فرح) اسم مستعار تحكي عن معاناة صديقتها المقربة مع التحرش هي وإخوانها أيام الطفولة ما سبب لها حالة توتر وقلق وأرق دائم تعاني منه حتى اليوم رغم أنها أصبحت أُم، تروي “أم فرح” أن صديقتها كانت آنذاك في الصف الخامس لديها شقيقة في الرابعة من عمرها وأخٌ في الثالثة، جاء من قريتهم ثلاثة شبان للدراسة الجامعية فاستأجر  والدهم دكان قريب من بيته لإسكان الطلاب فيه، وسمح لهم بأن يدخلوا متى ماشاؤوا للمنزل من أجل الاستحمام وغسيل ملابسهم، وبدل أن يقابلوا المعروف بالمعروف حاولوا أكثر من مرة التحرش بالفتاة وإخوانها الصغار، على الرغم من إبلاغ والدتها إلا أنها لم تصدق ابنتها واستنكرت اتهامها الشبان بذلك الاتهام وأسكتتها وكان السكوت قاتل، فقررت الفتاة أن تكون هي الحامي لنفسها ولإخوانها وعلى مدار سنوات والشبان يحاولون التحرش بها وبإخوانها، لكنها في كل مرة كانت تتغلب على سوء صنيعهم، حتى أنها في يوم لاحظت أن أحدهم أخذ أخاها الصغير وأقعده في حجره وبدأ بمداعبته بطريقه مشمئزة ولمسه في أماكن حساسة بحضور والدها لكنه لم ينتبه بحسب (أم فرح) فغضبت من ذاك التصرف وأخذت أخيها من حجره، وماكان من الأب إلا أن ضربها لأنها بنظره تصرفت بقلة أدب مع ضيوفه، وكانت القاضية بالنسبة لها عندما عادت من البقالة لتجد أحدهم في غرفة إخوانها بينما والدها منهمك في مجلس القات مع الشباب الكبار الذين طلبوا منها أن تذهب للبقالة بينما يستفرد أحدهم بالأطفال، لم تحتمل منظر المعتدي خالع لبنطاله ويتحسس أختها الطفلة وعلى الفور أغلقت الباب وهجمت عليه بشراسة، اشتكت لزوج أختها والذي بدوره تحرك للتحقيق معهم وضربهم وطردهم من الدكان إلى غير رجعة، وما كان يؤلمها أكثر هو عدم تصديق والدها لها حتى أن زوج أختها لم يخبره بشيء وكأنه كان مغيب عن أطفاله. 

ولأن عواقب التحرش الجنسي وخيمة فما يزال الأثر ظاهر حتى اليوم على هذه السيدة، حيث أنها بحسب صديقتها على الرغم من أنها متزوجة إلا أنها تخاف من زوجها وكلما اقترب منها فجأة تتوتر وتنفعل وقد تدخل في نوبة غضب و بكاء دون قصد ثم تعود إلى طبيعتها، لكن علاقتهم الزوجية متأثرة.

المتحرش حُر

لاتعرف إن كانت “عذراء” وتحاول جاهدة أن تستمر في مسيرة الحياة لكن الوجع القديم لا يفارقها كلما رأت المتحرش بها حر طليق ويرتب لحفل زفافه بينما هي تموت في اليوم ألف مرة، هذه قصة لفتاة في ال19 من عمرها طالبة في بداية مشوارها الجامعي لكنها توقفت قبل أن تبدأ نتيجة ارتباطها بذكريات سيئة جرتها إلى دائرة الاكتئاب الطويل بسبب التحرش أثناء الطفولة بحسب إحدى المعالجات النفسيات والتي أكدت بأن الشابة تعاني من حالة اكتئاب حاد خاصة بعد أن تم إعلان قرب زواج ابن خالتها الذي كانت تظن بأنها ستتزوجه ليستر عليها بعد فعلته بها وهي صغيرة حتى أنها إلى الآن غير متأكدة إن كانت عذراء أم لا فوالدتها المطلقة والتي تسكن في بيت أهلها وخالتها والدة المتحرش لم تهتم لها بعد أن كشف أمرهما على يد إحدى قريبات الطفلة، وبعد مشكلة كبيرة بسبب هذا الأمر لم تأخذ الأم طفلتها لتكشف عليها بل حاولت تغطية الأمر حتى لا يتسبب في فضيحة كما هو العرف الاجتماعي، وبحسب المختصة مضى الأمر وكأن شيئًا لم يكن حتى كبر الشاب وأكمل تعليمه الجامعي وها هو على مشارف الزواج، بينما الفتاة تتلوى من الألم بين خانة الذكريات الأليمة، وبين الحاجة والفقر اللذان بسببهما ظلت والدتها تخدم في بيت أهلها ليلًا ونهارًا حتى انشغلت عنها ولم تستطع أن تأخذ لها حقها ممن أذاها.

الفتاة بحسب المعالجة النفسية غير قادرة على نسيان الماضي والبدء من جديد، حتى أنها لا تجرؤ أن تتحدث إلى والدتها لتعبر لها عن خوفها وقلقها فاستسلمت للانعزال والبكاء وحبس نفسها بين مخالب ماضي التحرش، رافضة أن تكمل تعليمها لكي تنشغل وتنسى تلك الذكريات الموجعة.

ما هو التحرش؟

الكوتش والمستشار الأسري (نجلاء الكوماني) متخصصة في تحرير الصدمات العاطفية والمشاعر السلبية تُعرف التحرش بأنه “أي اعتداء أو سلوك جنسي مباشر أو غير مباشر لفظي أو جسدي، بصري، سواء الطفل وافق عليه أولم يوافق عليه”. وتعني بعبارة وافق عليه أي أنه شعر بشيء من الحب والاهتمام عن طريق اللمس والاحتواء دون استيعاب القصد من وراء هذا التصرف. 

أسباب

 وعن الأسباب التي تدفع للتحرش بالأطفال وتنامي هذه الظاهرة تقول (الكوماني) بأن الفراغ العاطفي، و إدمان المواقع الإباحية، من أبرز هذه الأسباب إضافة إلى نقطة مهمة تطرقت لها وهي أن الأهل يجبرون أطفالهم على عمل أشياء غير مرغوب بها كالتقبيل وأخذه بالأحضان من المقربين وحتى من الغرباء، كذلك شددت على خطورة الثقة الزائدة التي تمنحها الأمهات للمقربين الذين بحسب (الكوماني) ومن خلال الحالات التي تصلها وتعمل على علاجها هم أول المتحرشين بأطفالهم.

عواقب وخيمة 

تقول المستشارة (نجلاء الكوماني) متحدثة عن الآثار النفسية والجسدية الوخيمة التي قد تلحق بالطفل الذي تم التحرش به بأن الصدمة القوية التي تعرض لها الإنسان قد تؤثر فيه على المدى البعيد وتضيف شارحة مدى هذا التأثير حيث تقول: “تخيلوا إن به شيء اسمه الجسد الفكري يضرب تمامًا عند الطفل، الجسد العاطفي يضرب تمامًا عند الطفل، و كذلك الجسد المادي بسبب تعرضه للتحرش”. وتؤكد (الكوماني) أن الأم هي المصدر الأول للأمان بالنسبة للطفل ففي حال تعرض الطفل للتحرش وأتى لوالدته ليخبرها ووجد منها صد فإن ذلك يعني ضرب الأمان لديه كذلك الأمر مع الأب المتحرش ما يعمل على إنهاء مصدر الأمان تمامًا، وهذا ما تؤكده لنا من خلال الحالات التي تتلقاها يوميًا خاصة من قبل النساء اللاتي لديهن ذكريات أليمة مع التحرش أيام الطفولة من قبل الأب . 

نتيجة مؤسفة 

نتائج التحرش وخيمة على الشخص المتحرش به وهو طفل لا يفقه شيء مما يدور، ومع مرور الأيام يصبح الشخص الذي تعرض للتحرش شخصية هشة، ومضطربة، وتفتقد للأمان، بحسب (الكوماني) كما أن من تعرضوا للتحرش في الطفولة يصبحون أشخاص اتكاليين، ومدمنين لأشياء سلبية كثيرة كالمواقع الإباحية والسجارة والمخدرات، كما أنهم يتعلقون بالمتحرش”.وبالنسبة للفتيات اللاتي تعرضن للتحرش منذ الصغر فإنهن أكثر تضررًا في المستقبل لأن معاناتهن بعد الزواج تتمثل بالعلاقة الحميمية التي تصبح متوترة ويشوبها الاضطراب ما يؤدي إلى الكثير من المشاكل الزوجية.

لاتسكتي طفلك!

تحذر ” نجلاء” الأمهات من خطورة إسكات الطفل عند الحديث عن مضايقة تعرض لها من قبل أحدهم نتيجة خوفها من الناس أو من الأب الذي قد يكون عنيف في التعامل وتؤكد أن إسكاتها لطفلها ومنعه من الحديث سيؤثر مستقبلًا على حياته.

كيف تتصرف الأم؟

“أنا لا بد كأم أن أكون صديقة لأولادي لأن رد فعل الأهل له دور 50% من الحل صداقة الطفل والسماح له بالحديث هو أهم حل”، وتشدد (الكوماني) على أهمية تصديق الطفل بما يقول من أجل تعزيز ثقته بنفسه كي يستطيع مواجهة المعتدي بقوة، كما أشارت إلى ضرورة تثقيف الأطفال جنسيًا بطرق بسيطة ودون حياء لأن إخفاء هذه المواضيع والكذب بشأنها عواقبها وخيمة وتنصح (الكوماني) بتثقيف الطفل جنسيًا من سن السابعة  بدون تخويف للطفل من خلال أسلوب النهي والمنع الدائم دون أن يدري لماذا؟

 “علميه أن جسده هذا شيء مقدس لاتجبريه على السلام والقبل إذا كان لا يرغب”، إضافة  ضرورة الاحتواء للطفل والعمل على غرس الثقة لديه كي يستطيع أن يتحدث ويعبر عن مشاعره حتى يستطيع التصرف مع أي تحرش قد يتعرض له.

بعد التحرش 

“دور الأم عندما يتعرض الطفل وهو في سن صغير للتحرش لا تذكره خالص بهذا الموقف لو جلست تزن عليه بالأسئلة يعلق الحادث في ذاكرته” هكذا توجه المعالجة  النفسية (أماني عبدالتواب) التي تعمل في مجال الإرشاد النفسي نصيحة للأمهات اللاتي تعرض لهن طفل من أطفالهن للتحرش كما تشدد على أهمية أن تبذل جهدها من أجل أن ينسى الطفل ما حدث له حتى يستطيع أن يكمل حياته بشكل طبيعي “حاولي ان تكون عينك عليه وانسي الموضوع تمامًا و مع الكبر بينسى وركزي عليه وانتبهي تبعدي نظرك عنه وراقبي نومه حتى لا يصاب بحالة اكتئاب نفسي نتيجة ما تعرض له”.

و تقدم الكوتش الكوماني نصائح للأمهات في كيفة احتوى الأبناء بدون شروط .

https://youtu.be/F5s-9_u4qp4

قانون الفعل الفاضح ..مُبهم!!

عرَّف المشرع اليمني الفعل الفاضح المخل بالحياء في المادة (273) من قانون الجرائم والعقوبات بأنه: “كل فعل ينافي الآداب العامة أو يخدش الحياء ومن ذلك التعري وكشف العورة المتعمد والقول والإشارة المخل بالحياء والمنافي للآداب”.

كما نصت المادة(274) من نفس القانون على أن: “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بالغرامة كل من أتى فعلًا فاضحًا علانية بحيث يراه أو يسمعه الآخرون”، إلا أن النص مبهم ولم يذكر التحرش الجنسي نصًا، والعقوبة ليست كافية لردع المتحرشين بشكل عام.

لا احصائيات محلية !

لا توجد أرقام واحصائيات رسمية حول عدد الأطفال المتحرش بهم، وذلك يعود لمجموعة أسباب أهمها أن الأهل يخافون من وصمة العار المجتمعية ويتكتمون على الأمر، ولا يتقدمون ببلاغ أو شكوى للقسم أو إدارة حماية الأسرة المتواجدة في مختلف المحافظات الأمر الذي يصعب رضد حالات التحرش.

ولكن هناك احصائيات قديمة أممية صادرة عن لجنة حقوق الطفل في يناير 2014 كشف أن عدد حالات ضحايا الاستغلال الجنسي للأطفال المبلغ عنها عام 2011 في تسع محافظات يمنية من أصل 22 محافظة بلغ 182 حالة، وأبلغ عن 202 حالة استغلال جنسي لأطفال ما بين الخامسة و18 من العمر في 17 محافظة عام 2012.

ارتفاع معدلات التحرش بسبب الحرب

” للأسف لا توجد احصاءات بمعنى احصاء حتى للجرائم الجسيمة الأخرى التي لا عيب في الإفصاح عنها كالقتل والاختطاف فما بالك بجرائم معيبة وتمثل عارًا ووصمة مدمرة للضحية والمتهم”.

هكذا يقول (أحمد القرشي) رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة مؤكدًا لمنصة (نسوان فويس) ارتفاع معدلات العنف والتحرش والاستغلال الجنسي خلال سنوات الحرب لأسباب عديدة: ” أهمها ضعف منظومة العدالة والانقسامات العسكرية والسياسية الحاصلة في البلد. وانهيار الاقتصاد وملايين النازحين والمهجرين قسريا في ظروف لا تؤمن الكثير من متطلبات الأمان والحماية للفئات الضعيفة والأضعف”.

ويضيف القرشي أن تلك الأسباب تضاف إلى ثقافة (الستر) والتكتم وعدم الإفصاح خوفا من الفضيحة تؤدي إلى سهولة الافلات من العقاب، ما يتسبب في تشجيع المجرمين ويجعل ملايين الأطفال عرضة لتلك الجرائم الجسيمة حسب قوله

وعن سبب تدني نسبة الإبلاغ عن جرائم التحرش فإن دور منظمة سياج لحماية الطفولة كونها تعمل بجهود ذاتية بحسب  القرشي: “دورنا في سياج هو تلقي البلاغات والتحقق من صحتها والتواصل مع ذوي الضحية وتقديم الاستشارات القانونية لهم، ومناصرتهم بالطريقة التي تجعلهم أكثر قدرة على ملاحقة المتهمين قانونيًا”. 

احصائيات عالمية

حسب منظمة اليونيسف، يتعرض 1من 5 فتيات، و1 من 20 فتى، للتحرش الجنسي سنويًا

كما شهدت حوالي 15 مليون فتاة مراهقة، تتراوح أعمارهن بين 15و19 سنة للممارسات الجنسية بالإكراه، وتشير بيانات من 28 بلدًا إلى أن 9 من كل 10 مراهقات تعرضن للإكراه على ممارسة الجنس، قمن بالإبلاغ عن وقوعهن ضحية من قبل شخص قريب ومعروف لهن، واستنادًا إلى بيانات من 30 بلدًا، فإن 1% فقط من الفتيات المراهقات اللاتي تعرضن لممارسة الجنس بالإكراه، قد توصلن للحصول على مساعدة مهنية.

بحسب منظمة الصحة العالمية، أشارت معظم الدراسات إلى أن المعتدي يكون غالبًا شخصًا يعرفه الطفل، فنسبة 70% من المعتدين هم أشخاص مقربون من الطفل، وهو غالبًا شخص موثوق للطفل، يقدم له المال أو الهدايا، أو من خلال الإيحاء أنه يحبه ويهتم به.

كما يُشير مختصون، إلى أن 70% من حالات التحرش بالأطفال، لا يمكن اكتشافها إلا بعد اعتراف الطفل بالحادثة.

ووفقًا لأحدث الإحصائيات في ألمانيا، فإن ٧٠٪ من الأطفال في العالم قد تعرضوا للتحرش الجنسي، كما أن نسبة التحرش الجنسي بالطفل قد تصل إلى ١٢-١٥٪ أي ما يعادل ٢٠٠ ألف سنويًا

يبقى التحرش والاستغلال الجنسي بجميع أشكالة جريمة وعمل مشين ترفضها المبادئ والقيم الإنسانية، وتجرمها جميع القوانين والأعراف الدولية على الرغم من تناميه في مختلف بقاع الأرض إلا أننا أمام مسؤولية مجتمعية وفردية وأسرية تتمثل بالعمل جاهدين لحماية أطفالنا من التحرش والاستغلال الجنسي بشتى الطرق.

مقالات اخرى