من أشهر الأمثال اليمنية هذا المثل “الصبوح الروح والغدا ما تيسر والعشاء جاء وإلا يروح”
يبين هذا المثل مدى تقديس اليمنيين لوجبة الإفطار التي يجدون أنها أهم وجبة .
ربما يرجع سبب ذلك لكون هذه الوجبة تمدهم بالطاقة اللازمة والتي يحتاجونها في بداية يومهم الشاق، فأغلبهم كانوا يعملون في الزراعة أو الصيد أو التجارة أو النجارة أو غيرها من المهن الصعبة والشاقة بالإضافة لصعوبة البيئة اليمنية ووعورتها التي تزيد من صعوبة أعمالهم خاصة في الأرياف.
هذا المثل دفعنا للبحث في الدراسات العلمية للتأكد من صحة هذه المقولة.
تشير كثير من الدراسات العلمية إلى أن وجبة الصباح هي الوجبة الأهم في اليوم وأن تناولها يعتبر عاملًا هامًا للحفاظ على الصحة العامة، فتناول وجبة الإفطار يمد الجسم بالطاقة اللازمة للشروع في الأنشطة اليومية، كما يساعد في تحفيز الأيض وتنظيم مستويات السكر في الدم، مما يعود بالفائدة على الصحة العامة ويساعد في التحكم بالوزن.
وتظهر أيضًا بعض الدراسات التي تؤكد أن الإفطار قد يساعد في تحسين الذاكرة والتركيز، وخاصة إذا تم تناول وجبة الإفطار التي تحتوي على المواد الغذائية المناسبة، مثل البروتينات والألياف والفيتامينات والمعادن، وفي العديد من الدراسات، تم الإشارة إلى أن الأفراد الذين يتناولون وجبة إفطار متوازنة يسجلون نتائج أفضل في الاختبارات الذهنية والعمليات الذهنية الأخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات أيضًا إلى أن الأطفال الذين يتناولون وجبة إفطار صحية يقومون بأداء أفضل في المدرسة ويكونون أكثر فاعلية في الأنشطة اليومية.
لذلك يوصى بتناول وجبة الإفطار المتوازنة والغنية بالمواد الغذائية الصحية باعتبارها جزءًا مهمًا من نمط حياة صحي ومتوازن.
دراسات حديثة تثبت العكس
ورغم أن الإحصاءات العلمية تؤكد أن الأشخاص الذين يواظبون على تناول وجبة الفطور الصباحية يتمتعون في العادة بصحة أفضل ويكونون أنحف من أولئك الذين لا يلتزمون بهذه الوجبة، لكن الدراسات الحديثة تقول بأن وجبة الفطور ليست السبب وراء ذلك، ولا يعني صحة المثل الشائع الذي يؤكد أن الفطور الصباحي هو أهم وجبة غذائية على الإطلاق.
في دراسة جديدة نشرت نتائجها مجلة American Journal for Clinical Nutrition المختصة، أن الأشخاص الذين لا يتناولون فطورهم الصباحي يكونون أقل استهلاكًا للحريرات خلال يومهم، وأن وجبة الفطور لا تتسبب بحد ذاتها في تقليل استهلاك الطعام خلال اليوم ولا تمنح صحة أفضل ولا تسرع العمليات الاستقلابية وحرق الدهون والسكريات في الجسد بحسب ما هو شائع.
رغم أن الباحثون وجدوا أن الأشخاص الذين يلتزمون بهذه الوجبة يكونون بالفعل أكثر نحافة ويتمتعون بصحة أفضل، لكن ذلك يعود لأسبابٍ أخرى، منها أن أولئك الذين يتناولون فطورهم يكونون أيضًا أكثر التزامًا بالتوصيات الصحية الأخرى، كاختيارهم لنوع المأكولات التي يتناولونها وكميتها إضافة لتقيدهم بالرياضة، و يكونون أكثر نشاطًا في ساعات الصباح وخلال اليوم، ويحرقون بنشاطهم سعراتٍ حرارية أكبر بمقدار 442 سعرة حرارية مقارنة بأولئك الذين لا يتناولون وجبتهم الصباحية، كما أن قياسات السكر في دمائهم تكون أكثر ثباتًا خلال اليوم.
ويقول جيمس بيتس، القائم بالدراسة، إنه لم يتناول وجبة الفطور في حياته، وإن الناس رغم اختصاصه اعتادت أن تقول له إن عليه أن يعرف أكثر عن فوائد هذه الوجبة.
وفي تجربة أخرى خرجت لنفس النتائج، كانت التجربة قد قسمت أشخاصًا لثلاثة مجموعات، قامت إحداها بالتوقف عن تناول الفطور الصباحي، والتزمت الثانية به، في حين استمرت المجموعة الثالثة في نمطها الغذائي المعتاد قبل التجربة، وأظهرت النتائج بعد أربعة أشهر عدم وجود فروقات بين المجموعات الثلاثة من حيث الوزن.