المرأة اليمنية وحلم العيش بسلام

شارك المقال

أمل وحيش – نسوان فويس

السلام الذي تنشده المرأة اليمنية وتعمل جاهدة من أجل تدعيم قواعده ليس فقط السلام الوطني الذي يحلم به الجميع، بل إنها تعمل بشكل حثيث لإرساء دعائم التعايش أسريًا من خلال ترسيخ قيم الإخاء والمحبة والعطاء بين أفراد عائلتها كون هذه القيم الأسرية تعد النافذة المطلة على السلام المجتمعي الذي يحلم به الجميع.

مع مرور اليوم العالمي للتعايش بسلام 16 مايو استطلعنا بعض آراء النساء عن أهمية دور المرأة في ترسيخ مبدأ التعايش معًا بسلام على المستوى الأسري والمجتمعي، وماهي رسالتهن من أجل أن يتعايش اليمنيين بسلام بعيدًا عن الخلافات والصراعات.

صراع للعيش بسلام

“المرأة أصبحت الحلقة الأضعف للأسف في كل الصراعات فهي الثكلى والأرملة وأم الأيتام ومن تصارع من أجل العيش بسلام وحرية وكرامة” هكذا تقول الإعلامية (جميلة العزام) – صنعاء- متحدثة لمنصة (نسوان فويس) عن أهمية العيش بسلام للمرأة وتحثها على مواجهة الحياة والتغلب على ضغوطاتها خاصة في ظل الحرب والتفرقة الحاصلة بين أبناء البلد الواحد. ولتعش بسلام تؤكد (العزام) أن المرأة عليها أن تتقبل اختلافات الرأي مع كل أطياف المجتمع حتى تصل إلى السلام النفسي أولًا مع الذات ثم مع الآخرين.

تقبل بعضنا البعض

أهمية تعايش اليمنيين معًا بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم تقول عنه (العزام): “كان اليمنيون يتعايشون مع بعضهم يحافظون على الثوابت ولا يتعدونها”، وتشير إلى أن اليمنيين كانوا يتعايشون رغم اختلاف دينهم: “كان اليمنيون يتعايشون مع  يهود اليمن من صعدة وفي عمران وفي ريدة وفي صنعاء مصداقا لقوله تعالى: “لكم دينكم ولى دين” وقوله تعالى:  “ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.

“ديننا العظيم دين السلام وربنا السلام ومنه السلام وتحيتهم فيها سلام فنحن أحوج ما نكون إلى تقبل بعضنا البعض بعيدًا عن الصراعات والفتن والاختلافات والخلافات العقيمة التي دمرت وطنًا سيبقى لنا جميعًا روحًا وسكن”. هكذا تختم الإعلامية (جميلة العزام) حديثها لمنصة (نسوان فويس) وهذا ما تتمناه كل نساء اليمن أن يعم السلام أرجاء الوطن الذي مزقته الصراعات.

سلام أسري 

“التفاهم أساس السلام الأسري والتنازل من الطرفين لأي مشكلة مهم جدًا لحلها دون تدخل أي طرف آخر من خارج الأسرة لأن ذلك يساعد على حلها دون تعقيدها”.  هكذا تقول (أروى عبد الباري طاهر) موظفة في هيئة أبحاث علوم البحار التابعة لوزارة الثروة السمكية حول أهمية التعايش بسلام على المستوى الأسري الذي يعد اللبنة الأولى للسلام المجتمعي وتشيد (طاهر) بأهمية الدور العظيم الذي تقوم به المرأة ومدى صبرها وتحملها للمسؤولية خاصة في ظل الظروف التي تعيشها البلد.

ولأن تقبل الآخر جزء لا يتجزأ من مد جسور التعايش معًا بسلام تقول (طاهر): “التعايش وتقبل الآخرين بكل توجهاتهم وتقبل وجهات النظر وتقبل الوضع والتأقلم مع الظروف يساعد في استقرار النفسية للوصول للسلام الداخلي”.

القدوة

الدعوة إلى التعايش بسلام ليس بتلك السهولة التي يظنها البعض إلا أنها ليست بالاستحالة أيضًا، لذلك يبذل الكثير ومنهن النساء جهدًا كبيرًا من أجل تقريب وجهات النظر والوصول لحلول تفضي للسلام .

الناشطة (بشرى السعدي) رئيسة مؤسسة معًا نرتقي لرعاية المرأة والطفل -أبين- تتحدث لمنصة (نسوان فويس) عن أهمية دور المرأة في ترسيخ مبدأ السلام على مستوى الأسرة والمجتمع: “لازم تكون المرأة قدوة لمجتمعها بأن تكون مرسخة لقواعد السلام الذاتي في سلوكياتها، في معاملاتها في أدوارها المجتمعية نحو السلام”. 

تجاوز الضغوطات

 ولأن ضغوطات الحياة متشعبة فإنه يُلقى على كاهل المرأة الكثير منها فكيف تواجه هذه الضغوطات خاصة إذا كانت ناشطة في مجال المرأة والطفل وداعية للسلام تجيب (السعدي): “نحن كنساء في العمل المجتمعي وخصوصًا كوسيطات سلام أو كمدافعات عن حقوق الإنسان نمر بضغوطات ومشاكل كبيرة، سواء على النطاق الأسري أو المجتمعي، لكن الضغوطات الأسرية أكبر لأنها تؤثر علينا من الداخل”.

السلام النفسي

أن تخذل من المقربون هذا هو مصدر الألم الأكبر بالنسبة لأي امرأة عن هذا تقول (السعدي): “كنساء دائمًا نطمح أن يكون من حولنا جيدون لكن مع الأسف نُخذل”، ولكن مواجهة الخذلان لها حل لدى (بشرى السعدي) التي واجهتها بالسلام النفسي الذي وصلت إليه بعد صراع طويل مع المقربون أولًا ومع المجتمع ثانيًا: “أصبحت خلال الفترات الماضية متصالحة مع نفسي أكثر وأعيش الواقع كما هو”.

ثقافة الحوار 

“الحوار هو أساس التفاوض وأساس التفاهم فهو لغة السلام، ومتى ما كان هناك حوار منظم لدى اليمنيين بشكل عام فنحن قادرين أن نعيش معًا بسلام “. أبسط طموحات هذا الشعب هو أن تنتهي الحرب ويحل محلها السلام وذلك لن يكون إلا بثقافة الحوار بحسب رأي الناشطة (السعدي).

صانعة سلام

لا سلام بدون النساء، فمتى ما كانت النساء متواجدات في أي محافل في الوطن تكون هي منبع السلام والمرأة تحتبي وتثق بنفسها بأنها دائمًا صانعة سلام وهي صانعة قرار ونصف المجتمع إن لم تكن أكمله”.

هكذا تؤكد الناشطة (بشرى السعدي) في نهاية حديثها لمنصة نسوان فويس وتوجه رسالة للمرأة التي تناضل من أجل العيش بسلام: “أوجه لها وقفة تقدير وإجلال لنضالها في تاريخ الوطن فهي التي ناضلت من أجل حقوق الشعب سواء كان المشاركة الآمنة أو الحياة السياسية فقد كانت ظهيرة أساسية للحركة النسوية في الوطن وحققت مكاسب كثيرة وساهمت في تشكيل وعي لأدوار النساء خارج الأطر التقليدية ودفعت الثمن من حريتها وأمنها وسلامتها”. وتضيف: “استمري وكوني كما أنت مؤمنة بقضيتك، فالمرأة ليست عدو المرأة بل مساندة لها، فنحن النساء قد نختلف ولكن دائمًا غايتنا واحدة نحو السلام”.

يبقى العيش بسلام هو الحلم الذي يأمل الجميع تحقيقه من أجل أن تستقر الأوضاع المعيشية والنفسية لكافة أبناء الوطن الذين أثقلت الصراعات والحروب كاهلهم خاصة النساء اللواتي فقدن الكثير والكثير من قواعد السلام الداخلي لذلك فبمجرد وصول البشارات حول مفاوضات السلام بين أطراف الصراع فإنهن يستبشرن خيرًا بأن الشغف بالحياة سينهض من جديد، ويعشن بسلام مع ذواتهن وأسرهن في وسط مجتمع يتغنى بالسلام، فهل يحدث ذلك عما قريب أم أن المشوار ما يزال طويلًا؟

مقالات اخرى