التجارب العاطفية الفاشلة.. كيف تجاوزتها النساء؟

شارك المقال

مروى العريقي – نسوان فويس

الخذلان، الصدمة، شعور غريب، كل تلك المشاعر تصفها النساء اللواتي تعرضن للهجر المفاجئ من الجنس الآخر، تجارب عاطفية سيئة غيرت مجرى حياتهن، أصبن بالاكتئاب، والخوف، وفضلن الانعزال، منصة نسوان فويس التقت بعدد من الفتيات اللواتي فتحن قلوبهن لأول مرة وتحدثن عن هواجس وخواطر ببالهن بعد مرورهن بتجارب عاطفية لم تكتمل ..

تعيش زهرة -3٣ عاما- (اسم مستعار) حالة من التقبل بعد ترك خطيبها لها قبل نحو سبعة اشهر تقول زهرة لنسوان فويس: “اشعر بمرارة الخذلان، تعلقت به جدًا وشعرت أنه يبادلني نفس الشعور فكيف تتغير المشاعر فجأة دون حدوث أي شيء، كأن الذي حدث موته..

تنتظر زهرة خبر زواجه..

ثلاث سنوات من الانتظار افقدت زهرة ثقتها بكل الرجال، انهاء العلاقة بشكل مفاجئ اظهر مدى هشاشة تلك العلاقة على الرغم من طول مدتها، وغياب زهرة عن مستقبل خطيبها منذ البداية، تقول: “لم نكن نلتقي وكان تواصلنا الهاتفي في حدود ضيق يتعلق بأمور العمل أو السؤال عن الحال والأهل وأمور تتعلق بترتيبات الزواج كالتكاليف  وأثاث المنزل الذي كنا سنسكنه، فجأة حل الصمت ولم نعد نجد أي موضوع نتحدث به وإذا لم اسأل عنه فهو لا يكترث، وبعد إلحاح مني لأجل اخباري قال لي “تزوجي فأنا لن أستطيع اسعادك!”  تتنهد ثم تمسح دمعها قائلة: “هناك شيء أجهله إلى اليوم”..

أما أماني -40 عامًا- (اسم مستعار أيضا) التي لا تعرف المتقدم لها و لم تسمع عنه من قبل، تقول: “جاءت أمه لخطبتي وأبلغت أمي أن ولدها يريد أن يقتنع بي أولًا و إذا لم يقتنع لن تتم الخطوبة، وهذا ما حدث فعلًا بعد أن رآني بالحجاب اعتذر عبر اتصال هاتفي “على الرغم من مرور زمن طويل على هذه الحادثة إلا أن مرارة الرفض بتلك الطريقة لا زالت تؤلم قلبي ولا أتمنى أن تتكرر مع أي فتاة”

وجرت العادة في اليمن تغطية النساء لكافة اجسادهن، وتسمح بعض العائلات للخاطب أن يرى الوجه والكفين للفتاة التي يريد الزواج بها، ويكون ذلك في منزل العائلة بتواجد محارمها.

كيف تجاوزن هذه التجارب؟

بعد انكسار قلبها ظلت أماني ترفض فكرة الزواج على مدى سنوات ولا يستطيع أحد أفراد أسرتها أن يفاتحها موضوع قدوم عريس جديد لها، تقول لنسوان فويس: “ابلغوني أنه يريد رؤيتي وإذا لم يقتنع لن يقبل بي، أهلي وافقوا وأنا كذلك ظننت أن الأمر سيكون عادي، وفعلًا انتهى الموضوع دون شيء مزعج، لكن مع تقدم عرسان آخرين كنت ارفض الزواج تمامًا لدرجة أن كل ما يقدمن نساء لزيارة أمي ارفض رؤيتهن واذهب للجلوس عند الجيران، لا أريد رؤية أحد ولا أريد لأحد أن يراني حتى لا يأتيني ذلك الشعور الغريب “.. 

يتحتم على زهرة الخروج من الحالة التي تعيشها عبر الحديث مع المقربات لكنها ترفض ذلك لعدم استعدادها كما تقول: “لم اتحدث إلى أحد عما اعيشه، لا أحد يعرف ما بداخلي حتى هو -مش سهل أنك تتكلمي أو تقولي شيء -اعرف أنه لن يعود وليس برضاي أعيش حياة جديدة، لا اريد الاقتراب منه، لم أعد اهتم بردة فعله لأنه في الأصل يريدني أن انساه والتفت لحياتي هو يظن أنه يساعدني ولا يعلم أنني اتألم”.. 

الخوف من المستقبل

 دخول الانسان في علاقة عاطفية يؤثر إيجابًا على ثقته بنفسه شعوره بالسعادة والانجاز وأيضا علاقته بالآخرين بشكل عام، وفشل هذه العلاقة يعرضه لصدمة عاطفية و نفسية تهدد كيانه النفسي، والاجتماعي، والصحي أيضًا خاصةً إذا كانت امرأة في مجتمعنا اليمني تحديدًا والعربي بشكل عام، كما توضح ذلك البروفسور نجاة خليل -أستاذ علم النفس بجامعة صنعاء-  في حديثها لمنصة نسوان فويس: “تعتقد المرأة أن فشل علاقتها العاطفية هو نهاية العالم بالنسبة لها، وأن الأحلام التي رسمتها لتأسيس حياة سعيدة مع الطرف الآخر أصبحت بالنسبة لها كابوس وعلاقة مؤلمه تسبب لها الكثير من المشاعر السلبية، وذلك نتيجة التنشئة الاجتماعية التي تتعرض لها فتبدأ تستسلم لمشاعر الفشل والهزيمة والخوف من المستقبل خصوصًا حين يغيب عنها المجتمع الذي يقدم لها الدعم النفسي ما يؤثر عليها بشكل سلبي”.. 

وتلفت نجاة إلى الدور الهام الذي تلعبه التنشئة الاجتماعية في غرس مفهوم تحقيق الذات قائلة: “العلاقة العاطفية لابد أن تسودها مشاعر الاحترام المتبادل وإذا لم تضيف هذه العلاقة شيء إيجابي للمرأة فهي ليست مهمة، لأنها علاقة أخذ وعطاء متبادل، وفي حال أن أصبحت هذه العلاقة مدمرة للمرأة فالأفضل الابتعاد عنها، والإنسان لابد أن يسعى لتحقيق ذاته من خلال ذاته، وهذه العلاقات إنما تكمل جوانب في حياة المرأة” 

فشل مجتمعي

وسيلة العمري -اخصائية اجتماعية- تعتبر الفشل في تجاوز العلاقات العاطفية غير المكتملة فشل مجتمعي يقع على عاتق المجتمع، تقول في حديثها لمنصة نسوان فويس: “عدم القدرة على الانخراط في المجتمع يؤجج ويفاقم من المشكلة فتتحول إلى أمراض نفسية وقد تصل حالات منها إلى الإقدام على الانتحار”..

هو ذات الحال مع إقبال (اسم مستعار) التي تعاني اليوم من اكتئاب إزاء الصدمة والإهمال اللذان تعرضت لهما كما تحدثت شقيقتها لمنصة نسوان فويس: “بعد خمس سنوات من زواجها طلقها فجأة لم يحدث شيء ،جاءت بيتنا في عرس أختي، وكانت تنتظره يأتي لأخذها بعد اتصاله لها بأن تجهز نفسها، وبالفعل تجهزت وكانت بانتظار طرق الباب كي ترتدي العباءة، لكنه أرسل بورقة طلاقها”.. 

ترى العمري بأن حل هذه المشاكل دائمًا يتم بمساعدة الأفراد من خلال احتوائهم لمن تعرضت لقطع العلاقة أو الرفض، حتى يمكنوها من الاندماج في المجتمع..

وتقدم البروفسور ه نجاة صائم خليل ، أستاذة علم النفس بجامعة صنعاء، عدد من النصائح للنساء اللواتي مررن بتجارب عاطفية سيئة في التسجيل التالي:

https://youtu.be/9cJ6Zy-BTgE

مقالات اخرى