في اليوم العالمي للمعلم.. معلمات يضئن درب الأجيال لعقود رغم الظروف

شارك المقال

امل وحيش – نسوان فويس

بمناسبة اليوم العالمي للمعلم الذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام  يحتفل العالم بمعلميهم  و يهدف يوم المعلم العالمي إلى التركيز على تقدير و تقييم و تحسين أداء المعلمين و تكريمهم و الاحتفاء بهم ، و نحن في منصة نسوان نحتفي بالمعلمات من خلال اختيار نماذج مشرفة تعمل كخلية نحل في الميدان دون توقف منذ سنوات طويلة لتعطي أفضل ما لديها لتنشئة جيل قادر على الاستمرار و العطاء دون نتوقف رغم الظروف.

شمعة مضيئة منذ25 عام

أميرة سعيد معلمة في مدرسة الرحمة  للبنين منطقة السنينة ، تعمل في مجال التعليم منذ ما يقارب 25 عاماً  كمعلمة ، تخرجت بدبلوم معلمات عام 1996 و بعد فترة من العمل في الميدان التحقت بالجامعة في العام 2000 لإكمال البكالوريوس تخصص علوم قرآن و لغة عربية ، متزوجة و أم لبنتين و ٤ أبناء ..

تعمل في مجال التدريس منذ العام 1996م حيث بدأت عملها في مدرسة معاذ بن جبل ما يقارب 10 سنوات من 1996 إلى 2007 ثم انتقلت للعمل في مدرسة الرحمة الحكومية في منطقة السنينة و تعمل كمعلمة لمادة القرآن الكريم للصف الثامن و التاسع بنين منذ العام 2007 و حتى اليوم.

تقول الأستاذة أميرة لمنصة نسوان فويس : ” أعشق مهنة التعليم كوني معلمة ذات قلم و رسالة و هذه مهنة الأنبياء و هي مهنة عظيمة “.

صعوبات كثيرة تواجهها المعلمات اليمنيات خاصة في المدارس الحكومية ، منها صعوبة الحصول على الكتب المدرسية لكل طالب ، بالإضافة إلى ندرة وجود الوسائل التعليمية التي تساعد المعلمة أن تؤدي عملها بالطريقة العلمية الحديثة : ” كمعلمة في مدارس حكومية أكثر صعوبة تواجهني هي توفير الكتاب للتلميذ ، كذلك صعوبة في توفير الوسائل التعليمية مثل السبورة المناسبة التي أكتب فيها”

تضيف :” قمنا بجهود جبارة في ظل عدم توفر الكتاب فكنا نحن الكتاب قمنا بتلخيص كامل ما في الكتاب على السبورة “.

أساليب مختلفة تسعى أميرة لاستخدامها لإيصال المعلومة للطالب بسهولة و يسر منها استخدام التعليم النشط كالعصف الذهني و تشكيل حلقات المعلم الصغير ، و استخدام أسلوب النقاش و الحوار مع الطلاب لترغيبهم في الحفظ و الاستيعاب و غيرها من الأساليب الحديثة التي تحاول الأستاذة أميرة أن تدخلها رغم شحة الموارد الخاصة بالأنشطة في المدارس الحكومية. 

رغم انقطاع الراتب

أميرة حالها كحال بقية المعلمات و المعلمين الذين يعملون بدون تقاضي رواتب منذ سنوات بسبب الحرب و لكنها لاتزال مستمرة في العطاء رغم  ذلك ، عن عملها و مواظبتها رغم انقطاع الراتب تتحدث الأستاذة أميرة : ” عندما انقطعت الرواتب لم نجد رواتب نتيجة الحرب فكنا نحن الجبهة الداخلية في ظل هذه الظروف الحالكة كان يجب علينا أن نكون الجبهة الداخلية التي تشتغل في الميدان و لا نعطل المؤسسة التعليمية فهذا هو الواجب” تكمل : ” لا يوجد معي راتب لكنني لن أترك وظيفتي و لن أترك تلاميذي و لن أترك مدرستي يجب علي أن أكون في هذا المكان ، أن أكون الأم الحنونة التي تستقطب تلاميذها في وقت الشدة و المحن ، أن أكون الجندي المجهول المناضل الذي يعمل في الميدان وقت المحن “. 

بحثت أميرة عن حرفة أخرى تساهم في سد الثغرة التي تركها الراتب في حياة كثير من المعلمات و مثلها مثل كثير من اليمنيات عملت على إيجاد فرصة تدر دخل يساهم في تخفيف أعباء الحياة :” تغلبنا على موضوع الراتب خرجنا للعمل من الصباح للظهر في المدرسة ، بعد الظهر أتعلم الخياطة كي أحصل على أجر في مكان آخر ، تعويض و لو جزء بسيط”.

و تضيف : ” خرجت المرأة اليمنية تعمل في كل المجالات لسنا الوحيدون دون مرتب بحثنا عما يسد هذا الأمر في مكان آخر”.

رسائل أمل رغم الحرب

ترسل الأستاذة أميرة سعيد رسائل ملؤها الأمل للمعلمات : “رسالتي إلى كل معلمة أنت الشمعة المضيئة التي تحرق نفسها لتضيء للآخرين، آثار الحبر على يدك أو خشونة أصابعك من الطباشير وسام شرف لك و شهادة لك أمام الله أنك قد أعطيتي و أبدعت بالعطاء و افنيتي عمرك في تقديم رسالة و خدمة عظيمة لهذا الوطن أنت الأمل أنتِ المجتمع بكله ، أنتِ الأم أنتِ مربية الأجيال”.

أمنيات تبعثها الأستاذة أميرة عبر منصة نسوان فويس : ” أمنيتي كمعلمة أن أرى التعليم في بلادي غير ما هو عليه الآن ، أن يضع المسؤولين اهتمامهم في التعليم و أن يكون من أولويات أعمالهم، أمنيتي أن أرى الطالب يملك الكتاب في المدارس الحكومية و أن أرى الوسيلة التعليمية و السبورة المناسبة ، أمنيتي أن يتغير حال المعلم إلى الأفضل لأن المعلم هو الأساس إن اهتممت به ستنشئ أجيال صالحة لمجتمعها و إن أهملته سيكون العكس ، أتمنى أن يعود اليمن سعيد أن يتوقف نزيف الدم في بلادي و أن أرى التقدم و الازدهار “. 

17 سنة عطاء

هناء محمد حسن العفيف معلمة في الأربعين من عمرها ، متزوجة و أم لابنة في الثانوية العامة ، تعمل هناء في مجال التدريس منذ 17 عاماً

عملت هناء خلال مسيرة عملها في مجال التدريس في مدرسة الخلود في حي الزراعة بصنعاء و مدرسة فن العلوم الحديثة في السنينة ..

تُعرف الأستاذة هناء بين زميلاتها المعلمات بالمرح و خفة الدم و يصفنها بشعلة من النشاط ، كما أن الطالبات و الطلاب يثنون على طريقة تدريسها و اسلوبها الشيق في إيصال المعلومة.

هناء العفيف تتحدث لمنصة نسوان فويس عن حبها لمهنة التعليم و عن أهمية وجود المعلم خاصة المعلمات لإنشاء جيل متسلح بالعلم :” أهمية وجود المعلم في بناء الجيل مثل الربان في السفينة لو مش موجود بتغرق أكيد ، و المدرسة بدون معلم لا فائدة لها كجسم بدون رأس”.

تستطيع هناء التعامل بسهولة مع طلابها و ضبط الفصل كونها تدرس الفئتين في مختلف الفصول ذكور و إناث و لا تجد صعوبة في ذلك :” ما أحصل صعوبات هذا بالنسبة لي لأني أفهم طلابي و اتعامل معهم بطرق مختلفة و حديثة و أثناء التدريس نستخدم أسلوب التعلم النشاط و التعلم التعاوني الذي ينمى مهارات القراءة و الكتابة لدى الطلاب و يحببهم في المادة و ما يحسوا بملل أثناء الدرس”.

عن الاستمرار في التدريس و الرواتب و انخفاضها خاصة في المدارس الحكومية تقول العفيف : ” عندنا الرواتب موجود لأنها مدرسة خاصة ما بش انقطاع إلا في العطلة ما بش رواتب لكن الحمد لله مستمرين”.

رسالة الأستاذة هناء العفيف للمعلمات الاستمرار في تقديم رسالتهم رغم الحصار و قلة الرواتب لأنهن بناة المستقبل و رسل الله في الأرض و على أيديهم تتخرج كوكبة من المهندسين و الأطباء و المخترعين و كل شيء حسب قولها.

أما رسالتها للطلاب : ” رسالتي إلى الأجيال أن يحافظوا على التمسك بكتاب الله و سنة رسوله و أن يهتموا بأنفسهم بعيداً عن وسائل الفساد من النت و التلفون و أصدقاء السوء”.

أمنيتها للمعلمين بمناسبة اليوم العالمي للمعلم :” أتمنى لكل معلم الصحة و العافية و الرزق و طول العمر لهم جميعا “.

24 عام في المدارس الحكومية

الأستاذة نبيلة لطف الزبيري 48 عاماً أم لابن و ابنة ، أفنت من عمرها 24 عاماً كمعلمة لمادة الجغرافيا لطلاب الثانوية في صنعاء في عدة مدارس حتى استقر بها المطاف منذ سنوات في مدرسة رقية للبنات في منطقة مذبح بصنعاء.

تسعى جاهدة لإيصال المعلومة بسهولة لطالباتها رغم شحة الإمكانيات و ظروف الحرب و انقطاع الرواتب ، حيث تعمل على مخاطبة طالباتها بأسلوب التشجيع و التحفيز و التقرب إليهن لتحفيزهن على مواصلة التعليم بتفوق و نجاح. 

تحظى الأستاذة نبيلة باحترام و حب لدى طالباتها و كما تصفها إحدى  طالباتها في المدرسة : ” الأستاذة نبيلة حبوبة و متواضعة و متفهمة للطالبات رغم إننا نجنن بها بس نحبها و هي تتحملنا “.

رسالة الأستاذة نبيلة الزبيري للمعلمات في اليوم العالمي للمعلم عبر منصة نسوان فويس :” أتمنى أن يعطي كل مدرس ما تحمل من أمانة لأنها رسالة فالتعليم أساس عمود البلاد”.

مقالات اخرى