قيادة المرأة للسيارة مساحة آمنة لا تخلو من المضايقات   

شارك المقال

أمل وحيش – نسوان فويس

تعد قيادة المرأة للسيارة من الأمور المسلم بها في اليمن ، و أضحت كثير من النساء يقدن السيارة بعد أن كسرن حاجز الخوف من نظرة المجتمع الذي كان يعارض بل و يستنكر على المرأة قيادة السيارة و كأن هذا الأمر مشروع للرجال دون النساء.

في الآونة الأخيرة لوحظ تزايد عدد النساء اللواتي يقدن السيارة خاصة في المدن و هذا ما يعتبره الكثير حق من حقوقهن بل و يعتبر مساحة آمنة لهن من التحرش و الاعتداءات التي قد تحصل في وسائل المواصلات العامة و كذلك عند طلب سيارة أجرة ما قد يعرضهن للخطر ، و مع ذلك لاتزال بعض النساء يتعرضن للمضايقات .. نتعرف على تفاصيل أكثر في التقرير التالي :

السواقة ضرورة 

أميرة علي خريجة جامعية من الفتيات اللاتي لا تركب وسائل المواصلات العامة فطيلة فترة دراستها الجامعية كان والدها أو أحد أخوتها هو من يوصلها للجامعة و بعد أن تخرجت و بدأت تعمل شعرت أنها بحاجة ماسة إلى أن تمتلك سيارتها الخاصة لتريح والدها و إخوانها من عناء توصيلها لعملها فقد آن الأوان أن تعتمد على نفسها ، لكن دون عواقب .

اشترت سيارة و بدأت بتعلم السواقة حتى تمكنت من ذلك في غضون أيام و بدأت تعتمد على نفسها ذهاباً و إياباً دون مرافق أسري و هذا من الأمور الذي تعتبره أميره مهم جداً فقيادة السيارة تعتبر مساحة آمنة لها و لأي امرأة تخاف أن تستقل وسائل المواصلات العامة نظراً لقصص التحرش و المضايقات التي تسمع بها.

منذ  ما يقارب 7 سبعة أشهر و أميرة تقود السيارة بإتقان تعترف أنها متأنية في السواقة لا تحب السرعة و هذا شيء إيجابي ، لكن يراه الرجال شيء مزعج بالنسبة لهم فهم دائماً يتذمرون من قيادة المرأة لأنها بطيئة و قد يحدث أن تخطئ في بعض الأوقات إلا أن هذا لا يعطيهم الحق في مضايقتها و شتمها وسبها لكونها بطيئة ، كما تقول أميرة التي تتعرض لبعض المضايقات اللفظية و الشتم فمنهم من يقول بحسب أميرة:” الله يلعنه من علمك السواقة ” و منهم من يراها تقود بشكل جيد فينظر إليها بابتسامة خبيثة و يقوم بمسابقتها حتى تضطر للتأخر كي تتيح له المجال فهي لا تحب المشاكل خاصة إذا كانت مع أناس لا يحترمون  الطريق و لا يحترمون المرأة  حسب قولها 

من أبرز المضايقات التي تعرضت لها أميرة في إحدى المرات حينما كانت تريد أن تخرج بسيارتها من أحد المواقف الخاصة بالسيارات و كان خلفها باص رفض أن يفسح لها المجال كي تخرج سيارتها و بعد أن تدخل أحد السواقين في ذات المنطقة بدأ بتشغيل باصه و تعمد أن يدوس بقوة على دواسة الوقود و تدوير إطارات سيارته  في المكان المجاور لسيارتها حتى طارت الحجارة الصغيرة و تسببت ببعض الخدوش بسيارتها ، لم تعلق لأن هذ التصرف لا يصدر إلا من قليل أخلاق كما تقول.

الأدهى أن تأتيك المضايقة من امرأة تقود سيارتها في ذات الخط لكنها تتعمد ألا تمشي مع أن الخط خطك كما تقول أميرة وهي تصف أحد المواقف التي تعرضت لها من إحدى السائقات :”اشتي ألف و الخط واقف و أنا في اللفة البنت مصممة إنها تمشي أشرت لها تمشي قبلي رفضت و لما تحركت كنا بنسوي حادث بسبب تصرف سلبي من واحدة مش عارفة سبب تصرفها قد يكون سوء فهم بالسواقة أو عناد”.

لم يقتصر الأمر عند ذلك تقول أميرة إن أسوأ أنواع المعاكسات التي تعرضت لها هي من الرجال كبار السن :” “أخس المضايقات اللي تضايقني هي من الشيبات يعاكسوا بطريقة غير لائقة لعمرهم”. و تسرد لنا قصة أحد كبار السن الذي حاول مضايقتها: “مرة واحد شيبة أكبر من أبي أنا أمشي وهو يمشي أمامي كم خطوة و يطفي السيارة و انا ما بش مجال أتحرك رجعت أشرت له يمشي ، مشي قبلي و أشر للسيارات الباقية يغلقوا عليا الشارع عشان ما امشيش و هذا استفزاز يجيك من شخص كبير في السن في مقام أب وفي الأخير يخرج راسه من السيارة و يشوف لا عندي و يضحك”. 

و أخيراً تقول أميرة أنها تجاوزت كل المضايقات و المعاكسات و لا ترد غالباً على المستفزين من الرجال بل تتجاهل هذه الأصوات كي تستمر في السير و تركز في طريقها و تختم كلامها: “أحس إني أنجزت و كسرت حاجز الخوف و التردد و بدأت استقل بذاتي و أريح أهلي من هم توصيلي كل يوم”.

مغامرة

من يمتلك سيارة و يقودها في شوارع اليمن و تحديداً في شوارع العاصمة صنعاء يعي ماذا تعني قيادة السيارة في اليمن هي مغامرة بل و مجازفة في ظل المخالفات و التجاوزات التي يرتكبها السائقون و هذا ما تؤكده (منال محمد) التي تعلمت قيادة السيارة منذ ما يقارب العام : “السواقة في اليمن تجاوزات و مخالفات و مزاحمات تحديداً من أصحاب المترات و بعض السائقين الذين يبدون انزعاجهم من قيادة المرأة للسيارة”.

منال شجعها زوجها على أن تمتلك سيارة تقودها هي بنفسها بعد أن كانت مترددة بسبب ما تراه من مضايقات أثناء القيادة لكنها تشجعت و قررت أن تعتمد على نفسها بعد أن كانت تنتظر زوجها حتى يعود من عمله ليوصلها إلى مشاوريها 

و إن لم يكن متواجد كانت تستقل وسيلة مواصلات عامة لكنها كانت قلقة جداً و خائفة من وسائل المواصلات العامة بسبب التحرش و الاعتداءات التي تسمع عنها و قد تصل في بعض الأحيان للاختطاف حسب قولها.

ترى منال أن خطوة تعلمها لقيادة السيارة خطوة مهمة و تشعرها بالأمان و تؤكد أنه من الأفضل و الأكثر أماناً أن تتعلم الفتاة قيادة السيارة تجنباً للمضايقات .

عن المضايقات التي تتعرض لها كامرأة تقود السيارة تقول منال:” بالنسبة للمضايقات كثيرة ليست فقط لي بل لكثير من النساء اللاتي يقدن السيارة يتعرضن للكثير من تلك المضايقات منها تجاوز خط السير من قبل الرجال بغرض المزاحمة و المضايقة “. لكنها تصر على أن هذه المعوقات سيتم تجاوزها إن وجدت الإرادة.

خبرة سنوات 

أم سلا خبيرة في قيادة السيارة منذ أكثر من سبع سنوات تقول إنها تتعرض كثيراً للمضايقات خاصة من أصحاب الدراجات النارية (المترات) كما أن بعض سائقي السيارات يباشروا بالشتم :”بعض سائقي السيارات يباشروا بلعننا نحن و من علمنا السواقة بحجة أننا بطيئات بينما نحن لا نحب السرعة ، كما أن هناك سيارات تتعمد معارضتنا و أوقات نتجاهلهم و أوقات ننفعل و نرد على سوء تصرفهم ، لكن خلاص تعودنا في الغالب نطنشهم”.

أم أحمد هي الأخرى تقف خلف مقود السيارة منذ سنوات وتكمن أهمية امتلاكها سيارة أن تقودها لأنها أم لأطفال في المدرسة و هي من يقوم بتوصيلهم للمدرسة ، كما أن أغلب مهام أهل زوجها هي من تقضيها لهم ، بالإضافة لمشاويرها الخاصة التي تجد صعوبة في حال استقلت وسائل المواصلات العامة و تؤكد أنها تعرضت هي وابنتها للتحرش أكثر من مرة عندما كن يتنقلن بواسطة  المواصلات العامة بعد أزمة البترول الخانقة ما اضطرها للعودة لسيارتها و تحمل أعباء المشتقات النفطية على أن تتعرض للأذى هي و ابنتها ، و عن تعرضها للمضايقات أثناء القيادة تقول أنها تتعرض للمضايقات سواء من سائقي الدراجات النارية  أو من بعض سائقي السيارات المتهورين الذين يسابقون الزمن إلا أن أبرز المواقف التي مرت بها حسب قولها هو عندما جاءت إحدى السيارات من الخط الآخر بينما كانت هي تمشي بانتظام في خطها وصدمتها السيارة حتى أصيبت هي و تحطمت سيارتها ، لكن ما آلمها هو أن المرور اعتبرها هي المخطئة و طلب منها أن تدفع مبلغ من المال كي ينقلوا لها سيارتها إلى الورشة بينما تركوا الفاعل يذهب كأنه هو المتضرر و ليس بحسب ماروت لنا.

سواقة بضوابط

” من الضرورة اقتناء المرأة للسيارة و استخدامها الاستخدام الذي يليق بطبيعتها و تكوينها الاجتماعي” هكذا يبدأ حديثه معنا محمد عبد الله جسار نائب القيادة و السيطرة في إدارة المرور بصنعاء حيث يقول لمنصة (نسوان فويس) بأن هناك أهمية لاستقلال المرأة و قيادة السيارة لكنه يرى أن هناك جانبين سلبي و إيجابي لقيادة المرأة من وجهة نظره فمن ناحية إيجابية فإن قيادة المرأة للسيارة لا يعرضها للتحرش و المضايقات و السرقة و قد تتعرض للاختطاف و قيادتها للسيارة تحميها من بعض النوايا الإجرامية التي قد تتسبب في أذيتها.

أما من ناحية سلبية فهو يرى أن المرأة التي تقود السيارة و هي لامبالية بقواعد المرور و لا حتى بالأدب العام و إنما تقود من باب التباهي و لفت الانتباه فهذا مرفوض و شرط قيادة المرأة للسيارة هو تحشمها ، و خفض صوت مسجل السيارة أثناء القيادة من باب الحياء سواء للمرأة أو الرجل و يكمل قائلاً : ” نحن مع الاستخدام الأمثل لقيادة المرأة للسيارة الذي يتناسب مع المرأة كأنثى بالتالي المرأة بحسن سلوكها تلزم الآخرين باحترامها “.

أما عمن هم أكثر ارتكاباً للمخالفات الرجال أم النساء يؤكد لنا محمد جسار أن النساء أكثر التزاماً و انضباطاً في خط السير، إضافة إلى أن أغلب النساء لا يقدن في الخطوط الطويلة و بالتالي نسبة الحوادث التي تتسبب بها النساء لا تكاد تُذكر 

فيما يخص إجراءات استخراج الرخص فهو يؤكد أنه من حق أي امرأة استخراج رخصة قيادة و تتم الإجراءات القانونية المعترف بها في الإدارة العامة للمرو و لا يوجد أي تعقيدات تخص المرأة.

رخص ممنوحة

بحسب موقع خبرخير  الإلكتروني في تقرير له نُشر منتصف العام 2021م فإن عدد الرخص الممنوحة للنساء في عدن خلال العام ٢٠١٠م و حتى  إبريل 2021م هو حوالي ٢٠٠٠ رخصة “ليسن”، و تستثنى من هذه الإحصائية النساء اللواتي يقدن السيارات من دون استخراج رخصة قيادة، كونهن يقدن سيارات ذويهن.”

 و وفقاً للموقع فإن عدد رخص القيادة الممنوحة للنساء بلغت 5000 رخصة تصدرت فيها صنعاء المرتبة الأولى تلتها محافظة عدن.

مقالات اخرى