صابرين..بين فتك السرطان لجسدها وبين خُذلان زوجها وزواجه بأخرى

شارك المقال

امل وحيش – نسوان فويس

وقوف والدتها وإخوانها وأقاربها إلى جانبها يقويها في أحلك الظروف التي تمر بها فإصابتها بالمرض الخبيث أفزعتها وكل محبيها لكنها حمدت الله وشكرته على الابتلاء ،وكان عزاؤها هو وقوف زوجها وأهلها إلى جانبها في محنتها لتصبح أقوى وقادرة على مواجهة المرض،إلا أن القدر لم يشأ أن تتحسن فقد بدأت بأخذ جرعات الكيماوي بقرار الأطباء ،ولا يعرف ما تعنيه تلك الجُرع إلا من تلوى ألماً بسببها، مع ذلك فهذه الجرع لم تكن أشد ألماً من لحظة علمها بزواج زوجها عليها والتخلي عنها وتركها وحيدة في وقت هي بأمس الحاجة لوجوده بجانبها كونه زوجها و والد طفليها ..لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

مرض وخذلان

صابرين علي مصلح الشبيبي من محافظة إب مصابة بورم سرطاني في الغدد اللمفاوية بعد أن كان التشخيص الأولي لمرضها من قبل الأطباء في أحد مستشفيات مدينة إب   (تي بي) وتم إعطائها أدوية لا علاقة لها بحالتها بدأت تسوء صحتها أخذت إلى مستشفى آخر وهناك  شخص الأطباء حالتها بأنه سرطان و ليس (تي بي)

 من يرى صابرين اليوم بهيئتها النحيلة، وعجزها عن الحركة أو المشي يتراءى له أن خبث هذا المرض الذي لا يرحم صغيراً و لا كبيراً شاباً أو شائب كل ما يُعرف عنه أنه ينتهك الجسد ويقتل ما في الروح من حياة، إلا أن صابرين ماتزال قوية الروح وإن أُنهك الجسد. تقاوم صابرين مرضها بمعية والدتها وإخوانها وكان معهم زوجها ،لكنه لم يكمل المسيرة معها بل قرر أن يتخلى عنها في أشد حاجتها له فها هو الذي وعدها بأنه لن يتركها أبداً  قد نفذ صبره وبدأ يتذمر ويتوعد بأنه سيتزوج بأخرى وقد تزوج بالفعل وأسكن عروسته الجديد في ذات البيت الذي أسسته صابرين وتعبت كثيراً فيه من أجل أولادها ،لا ينكر أحد أن هذا من حقه لكن من حقها عليه أن يراعي حالتها النفسة وهي تعاني مرض قاتل وفي الوقت الذي يحتاج فيه المصاب بهذا المرض إلى أن تكون حالته النفسية جيدة كي ترتفع معنوياته ويستطيع أن يصمد أمام هذا المرض ويقاوم الجرعات الكيماوية التي تخترق الأنفاس ،وتذهب بالمريض إلى عالم مليء بالألم ..هنا لم يدرك زوج صابرين أنه يعجل بموتها في الوقت الذي يستطيع هو أن يكون مساهماً في تعافيها وتجاوزها لهذه المحنة فهو الشريك الذي قضت معه 16 عاماً وأنجبت منه طفلين.

جرعة ألم

“قصتي زوجي تزوج” تقولها صابرين والدموع تغرق عينيها لم تكن صدمتها أنه تزوج لطالما ذكر لها موضوع الزواج وأظهر التذمر المستمر بأنه تعب من مرضها على الرغم من أنه حسب قولها وقف معها منذ البداية ووعدها أنه لن يتركها أبداً مع ذلك لم يكمل جميله معها،وكانت الصدمة الحقيقية بالنسبة لها هو التوقيت الحرج الذي علمت فيه بموضوع زواجه بعد أن تركها في صنعاء قبل قرابة شهر وغادر إلى إب دون  أن يترك لها أي مبلغ من المال ولم يعد يسأل  عنها.

تقول صابرين: “قلت له صبرت لما قد أنا مقدرش أمشي وفلتني ؟ من يحملني ويطلعني وينزلني قال لي:  معك أخوك..”.

بعد مغادرته صنعاء متوجهاً إلى إب علمت بأنه تزوج وأسكن عروسته الجديدة في منزلها الذي أفنت أعوام تحلم ببنائه واكتماله وتؤثثه قطعة قطعة كما تخبرنا فهو مأواها من تقلبات الحياة هي و ولديها رؤى و مصعب 

صابرين لم تعترض على رغبة زوجها بالزواج من أخرى كونها مريضة على الرغم من إخفائها ألمها بسبب هذا القرار الذي سيسعد طرف على حساب الآخر ،تقول صابرين:” هو كلمني من جهة الزواجه وقلت يتزوج بس مش لبيتي أنا وعيالي..” لم يلبي رغبتها للأسف، بل لم يعلمها بأنه تزوج في هذه الفترة الصعبة التي تعاني هي منها من مرض أنهكها نفسياً وجسدياً فجاء خبر زواجه كجرعة نهائية أنهت طاقتها التي هي بأمسّ الحاجة لأن تكون أقوى وأشد كي تستطيع الصمود أمام هذا المرض اللعين.

والدة صابرين تتألم لرؤية ابنتها بهذه الحالة ولكنها في خضم وجعها لرؤية ابنتها وما آلت إليه حالتها بعد أن كانت شعلة من الحيوية والنشاط، تقول أم صابرين:” الحمد لله على كل حال قدر الله وما شاء فعل” وتواصل “أنا معاها لما نموت أنا ولا هي ما بفلتها لها الله  أكرم من كل كريم”. لكن أكثر ما أوجع والدة صابرين هو ذات وجع  ابنتها المضاعف وهو زوج ابنتها الذي كانت تعده أحد أبنائها  وتشيد بوقوفه مع ابنتها في البداية  إلا أنه خذلها وتركها وتزوج  في الأيام الحرجة التي تمر بها ، هي مرحلة من المراحل التي تحتاج فيها إلى زوجها أكثر من أي وقت مضى.

حول ما نشر بأن زوجها تزوج بمبلغ المال الذي جمعه من التبرعات التي يجمعها أهل الخير للمساعدة في نفقات علاجها

تؤكد صابرين أنها لا تعلم مصدر المال الذي تزوج به وبأنها لا تستطيع أن تشهد حول شيء لم تره أو تعلم به وإنما هذا ما وصلها من الناس حسب قولها ..و وسط وجعها وألمها المضاعف تكتفي صابرين بتفويض أمرها للخالق تشكو الله من قهرها.

فاعلي الخير 

صابرين الآن طريحة الفراش ولا تقوى على الحركة بعد أن انتشر المرض في الصدر بشكل كبير و هزل جسدها و فقدت وزنها وحالتها النفسية تسوء بحسب أحد أقاربها الذي يعمل على إيصال حالة صابرين إلى فاعلي الخير لمعاونتها والوقوف إلى جانبها للمساعدة على نفقات علاجها المُكلفة، ويؤكد لنسوان أن العامل النفسي لدى المريضة صابرين سيء ويعمل على تدهور الحالة بشكل كبير خاصة بعد أن علمت بخبر زواج زوجها وإدخال زوجته الجديدة لبيتها وهذا ما آلمها أكثر حد قوله. ويدعو فاعلي الخير لمؤازرة صابرين والوقوف معها لتتخطى المرض وتواجهه بقوة.


مقالات اخرى