نسوان فويس- مروى العريقي
التحقت وردة سعيد بنادي رياضي لاقتناعها بأن الرياضة ضرورية لصحة نفسية جيدة، إلا أن الاقبال الضعيف على المركز بسبب قدوم فصل الشتاء كان السبب في اجبارها على التوقف بعد قضاء 3 أشهر فيه، تقول لنسوان فويس: ” تظل إمكانية المراكز الصحية في اليمن غير مشجعة على الاستمرار، كوني اختار الرياضة التي أريد ممارستها والمفترض وجود متخصصات يقدمن النصح لنا ويعرفن باحتياجاتنا، وأيضا التركيز على الممارسة السليمة للرياضة حتى لا نتعرض للأذى.
وتحكي وردة عن تجربة سيئة لها مع المدربة: تابعت نصائح عبر اليوتيوب تقول بأن تحملي وزن خفيف في البداية لعدد مرات أكثر، لكن المدربة قالت لي أنت وزنك ينفع تأخذي وزن أثقل، وحين حاولت لم أتمكن روحت وأنا أرتعش ما عرفت أحمل ملعقة الرز!!
تواصل وردة حديثها بتذمر: لا توجد لدينا محاضرات توعينا بما الذي ينقص الوزن أولاً وما الذي من المفترض أكله خلال وبعد فترة الرياضة، الشيء الوحيد الذي قيل التي تريد أن تسمن تأكل بعد التدريب مباشرة، والتي تريد أن تضعف تأكل بعد 4 ساعات من التدريب..
بُعد المراكز
لم يتحقق للشابة العشرينية رنا عبد الرحمن حلم العيش الصحي إذ كان بُعد المراكز الصحية من منزلها حجر عثرة أمام هذا الحلم، تقول لنسوان فويس : “أحب أن أتبع نظام صحي في حياتي وتكون التمارين الرياضية جزء من روتيني اليومي، لكن عدد النوادي الرياضية الخاصة بالنساء محدود وبالتالي مشكله البُعد هي من أكثر المعوقات”..
على خلافها فإن الانشغال وعدم إيجاد الوقت الكافي هو ما جعل الشابة أميرة المهدي تترك المركز الصحي بعد أن التحقت به طيلة أسبوعين تقول لنسوان فويس: سجلت بالمركز عشان أخفف وزني وأتمتع بلياقة بدنية لكن بسبب العمل والانشغال بالالتزامات اضطررت إلى التوقف”
إمكانيات محدودة
تبنت سيدات أعمال لمشاريع أندية صحية خاصة بالنساء ما شجع الفتيات على الالتحاق بهذه النوادي كونها أماكن مغلقة ومخصصة للسيدات، إلا أن توفير المكان وحده لا يلبي احتياجات النساء في ممارسة الرياضة تقول مدربة الرياضة هاجر الأغبري لنسوان فويس: إمكانيات المركز تحد من تلبية احتياجات المرأة للرياضة، كل ما توفرت أجهزة حديثة استطاعت النساء الاستفادة أكثر..
وعن استفادة النساء من هذه المراكز تقول: نساء كثر حققن استفادة على الجانب الصحي أو على الجانب النفسي فالرياضة حياة، وممارستها تخفف العبء عنا، وفي الحقيقة أنا سعيدة بالدور الذي أقوم به كمدربة في مساعدة النساء على تجاوز محنهن وتحقيق اهدافهن في هذا الجانب..
النواقص
وعلى افتتاح هذا المركز واحد تلو أخر، يتساوون في تقديم الخدمات، إلا في عدد محدود منها وغالباً ما تكون تكاليف الاشتراك باهضة ما يصعب على الكثير الالتحاق بهم، الأمر الذي يطيل المرحلة المبتدئة لهذه المراكز في اليمن، فنقص رباعية الأجهزة والمتابعات والاستقبال والكادر الطبي تعيق استمرار هذه المراكز وتطورها، تقول الأغبري: المراكز لا تهتم بإحضار أجهزة حرق الدهون، كما أنه لا يوجد تكامل في تقديم الخدمات، وكل شيء ملقي على عاتق المدربة، فالأفضل وجود مركز متكامل يحتوى على مختبر وأخصائيين تغذية لا مروجين منتجات، وأيضا أطباء، لوجود كبار سن يحتجن إلى رعاية طبية في النادي ويكون التدخل الطبي أمر ضروري قبل ممارسة أي رياضة.
الرياضة
سادت معتقدات قديمة بأن جسد المرأة ضعيف مقارنة بجسد الرجل ولا يمكنها ممارسة الرياضة بهذا الخصوص تحدث إلينا الدكتور وائل أحمد قيراط خصائي العلاج الطبيعي للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم قائلاً: الرجل يتحمل أكثر من المرأة وتكون تمارينه اقوى من تمارين المرأة لكن رياضة المرأة لا تقل نسبة عن الرجل، ولا توجد مخاطر على المرأة، اليوم تتواجد المرأة ضمن منتخبات عدة رياضات ككرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة والتنس الأرضي وتنس الطاولة وهي رياضات تتطلب جهد كبير..
وينصح الدكتور قيراط النساء بممارسة الرياضة من أجل الحفاظ على قوامهن والتمتع بصحة جيدة وعمر مديد وأيضا لنظارة بشرتهن، يضيف: الرياضة مهمة للكائن البشري بشكل عام وللمرأة بالشكل المطلوب يعني تبتعد عن ممارسة الألعاب الخطرة كالملاكمة التايلاندية أو رياضة كمال الاجسام..
ويختم قيراط حديثه مع نسوان فويس: لا يوجد ما يمنع المرأة من ممارسة الرياضة، حتى أثناء الحمل يتوجب عليها القيام بتمارين معينة كذلك بعد اجراء عمليات جراحية يجب أن تلتزم بعمل تمارين ما بعد العمليات ولا توجد حدود لذلك، فالرياضة ليست أثقل من الأعمال المنزلية التي تقوم بها المرأة في البيت..