لوحة فنان على قارعة الطريق.. عن ملابس النساء في اليمن

شارك المقال

مروى العريقي – نسوان فويس

تقول الروايات وكتب التاريخ أن المرأة اليمنية قديما كانت تتزين بملابس ملونة متنوعة بتطريزاتها التي تحاكي الطبيعة، ومنذ القدم لكل مدينة يمنية زي خاص بها يميزها عن غيرها من المدن..

اليوم ترتدى اليمنيات حين الخروج من المنزل “العباءة” وهي قطعة قماش سوادء تغطيها من رأسها حتى أسفل قدميها، وفي الثمانينات كانت النساء اليمنيات ترتدي الشرشف المكون من قطعتين تنورة تُلبس من الخصر وقطعة تُلبس من فوق الرأس تسمى بالجناح ويغطى الوجه باللثام واشتهر في المدن، أما في الريف فيختلف لباس النساء، فلم تعرف الريفيات العباءة ولم تستخدمها إنما كانت تكتفي بلباسها العادي..

تصادفنا أسماء كثيرة للأزياء النسائية في كل منطقة، وفقا لمقال منشور للدكتورة بلقيس محمد علوان وضحت من خلاله تباين مسميات الملابس من منطقة لأخرى، “في تعز هناك عرج النخلة والحجرية ورجل الحمامة والمدرجات، وسلاسل المطر، وغرز الرياحين، ولكل منطقة أزياؤها وتصميماتها ومسمياتها، وألونها البهية المبهجة، وهكذا حيثما يممت وجهك تستطيع تمييز المنطقة التي تنتمي لها كل امرأة من ملابسها التي ترتديها، في الجبل أو الساحل أو الصحراء بانوراما من الجمال والتنوع والألوان صمدت لقرونٍ وكانت آية في الاحتشام والأناقة والتميز والخصوصية”.. 

ولما يمثله التراث الشعبي اليمني من تميز فريد، لاحتوائه العديد من الجوانب الحياتية للإنسان اليمني، وما زال هذا التراث قائماً إلى اليوم حيث نشاهد جمال وروعة صوره المتعددة، في مناسبات الأفراح خاصة في الأزياء النسائية والتي لا زالت تتجلى صورها في القرى والأرياف اليمنية، ولا تزال هذه الموروثات التي تظهر في الملابس التراثية تحظى بشعبية كبيرة رغم تقدم الحياة وتطورها.. 

وعن الملابس النسائية وأنواعها المتعددة والمختلفة بتعدد واختلاف مدن ومحافظات اليمن، وحول بعض أنواع هذه الملابس قالت الأستاذة نادية الفقيه لموقع وزارة السياحة اليمنية وهي إحدى المهتمات بالأزياء النسائية اليمنية القديمة: من الملابس النسائية اليمنية الثوب الدوعني وتلبسه نساء المناطق الشرقية ويلبس عليه حزام حضرمي ويلبس في المناسبات كالأعراس؛ وهو لبس نساء حضرموت ودوعن وتتزين المرأة بالحزام الفضي وبالخلخال.

كذلك هناك اللباس الصنعاني الذي تلبسه نساء صنعاء وضواحيها وهو مكون من فستان يسمى «الزنة» وعليها العصبة أو «المصون» والتي توضع على الرأس وهو مزين بالحلي الفضية ويسمى الرش. وبالنسبة للزي الصنعاني للفتيات الصغيرات فهو يتكون من: الزنة: وهي قصيرة ويلبس تحتها السروال المطرز من أسفله وعلى الرأس يوضع القرقوش وهو غطاء للرأس وهذا ما يفرق بين البنت الصغيرة والمتزوجة.

ولا يغيب الثوب الشحري عن المناسبات وتلبسه نساء المدن الساحلية وهو نسبة إلى مدينة الشحر بحضرموت وتلبسه نساء “المكلا – غيل باوزير – الشحر – الماحي – بروم”؛ وهو قصير من الأمام طويل من الخلف ويحاك من قماش القطيفة المشجر وتوجد عليه زخارف وتطريز والرقبة على شكل العين ويلبس ثاني أيام الزواج ومعه مروحة من سعف النخيل. ويلبس عليه حزام من الفضة صغير وخفيف.

نأتي للحديث عن «الدرع» وهو ثوب من القماش الخفيف، ويلبس تحته لباس من القطن عبارة عن قطعتين مهمتهما ستر جسد المرأة (الفوطة وتلبس من الخصر حتى أسفل القدمين وصدرية ) ومؤخرا ظهر لباس من الحرير يسمى “الشلحة” استبُدلت عن تلك القطعتين، تلبسه نساء تهامة والجنوب ويلبس أثناء الجلوس في المنزل أو الزيارات النسائية المعتادة.

هناك أيضا زي نسائي يسمى «الثوب المجيب» وتلبسه نساء مدن يون – كنينة – محمدة – حجر بحضرموت ويتكون من 4 قطع وهو ثوب مطرز بالخيوط الملونة وبعض الفضة ويلبس عليه حزام صغير.

ولدينا الثوب السيئوني نسبة إلى مدينة سيئون وتلبسه النساء الصغيرات في السن وعليه حزام كبير من الفضة ويسمى الحزام «الحقي من الفضة»، والمرأة الكبيرة تلبسه وتلبس عليه حزاماً صغيراً من الفضة.

كذلك هناك الطراني: وهو زي تلبسه نساء مناطق تهامة أثناء قيامهن بعملهن في المزارع، وهو يتكون من فوطة وصديرية ومن فوقها شيلة من التل وعلى رأسها غطاء من السعف. تحميها من حرارة الشمس.

اختلفت اشكال وألوان ملابس النساء اليمنيات في مختلف مدن اليمن، لكنها جمعت بين الحشمة والاناقة، وهذا ما وضحه  الدكتور محمد منصور عوض باعليان -أستاذ آثار وحضارة اليمن بجامعة عدن- في كتابه (الملابس في اليمن القديم دراسة من خلال التماثيل والآثار) فيقول: “يتألف الثوب النسائي عادةً إما من قطعة قماش واحدة تستر البدن من الرقبة حتى أعلى القدمين، أو من قطعتين تستر بهما المرأة جسمها بطرق مختلفة، فإما أن يكون اللباس عبارة عن ثوب طويل تعلوه عباءة تلتف على البدن، أوقد يتكون الثوب من قطعتي قماش إحداهما تستر أعلى الجسم حتى الخصر والأخرى تستر الجزء السفلي منه، وتلتحمان أو تلتقيان على منطقة الخصر، إضافة إلى ذلك  هناك عناصر مكملة لرداء المرأة، كأغطية الرأس والحلي والنعال”..

واشتهرت النساء في صنعاء بحياكة ملابسهن وكذا صناعة الفضيات المطرزة بالأحجار الكريمة والعقيق اليمني، فقد كانت أزياء الحلل والبرود اليمانية والمصانف التهامية والأنسجة الحضرمية واللحجية والعقود السحولية هي أشهر سلع الأزياء اليمنية في أسواق العرب، لكنها تضاءلت مع مرور الوقت حتى التي كان يلبسها رجال الدين وهي مصنوعة باليد وفيها إبداع جميل لنساء صنعاء وفيها تناسق ألوان فريدة من الزخرفة يضفنها النساء إليها..

مقالات اخرى