نسوان فويس – مروى العريقي
“زمان كان الناس للناس أما الآن ما أحد لحد” بعينين يملؤهما الحزن، ويبرز من خلالهما تعب السنين، ومرارة الأيام، تسرد لنا الأم الثلاثينة قصتها..
تعمل أم أسامة في بيع قطع القماش النسائية، تتنقل من بيت لآخر حتى تنفذ القطع لديها تقول لنسوان فويس: ” اخرج من البيت الصباح اشتري قماش واجزع البيوت ابيعهن واروح مغرب”..
بكلتا يديها تحمل عدتها لتمر بها على منازل الأحياء القريبة منها، تزور النساء وتعرض عليهن بضاعتها، تأمل أن تعود لمنزلها بحمل خفيف ومال يكفي لشراء احتياجاتها..
فقدت أم أسامة زوجها معلم اللغة العربية، بحادث سير في العام ٢٠٠٩ تارك لها راتبه الشهري و ٦ من الابناء، “بعد ما مات زوجي راتبه كان يعيشنا، لما توقف الراتب رجع كل شيء عليا”:
بعد انقطاع رواتب موظفي الدولة في سبتمبر من العام ٢٠١٦ لجأت أم اسامة إلى شراء وبيع عدد من قطع القماش على نساء الحي، كمهنة تزداد منها بعد انقطاع مصدر رزقها الوحيد..
ألقت الحرب بظلالها على المواطنين كشفت سترهم وتبدل حالهم، كحال أسر كثيرة في اليمن تدهور حال أسرة أم اسامة بعد أزمة انقطاع رواتب الموظفين تقول “الحرب قطعت رزق أولادي، كان راتب ابوهم يستر حالهم، الآن احاول اغطي مصاريفهم بما اقدر عليه”..
يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز الدكتور محمود البكاري أن مثل أم اسامة لا يمكن احتسابها ضمن سوق العمل، كون خروجها في الأساس يعد حاجه ضرورية لإعالة أسرتها وحمايتهم من الجوع والتشرد..
ونوه البكاري إلى أن المرأة اليمنية مشارك اساسي وفعال في سوق العمل منذ القدم حيث عملت في التجارة والزراعة وتربية الحيوانات، ثم انتقلت للعمل في المؤسسات الإنتاجية والمصانع والشركات وساهمت بدور كبير في تحمل الأعباء الأسرية، لافتا إلى تقبل عدد من الرجال لدور النساء في سوق العمل ما جعلها تحقق نجاحات كبيرة، فهناك نساء اصبحن سيدات أعمال ولديهن مشاريعهن الخاصة..
وأشار البكاري إلى أن كل التشريعات والقوانين تسمح وتشجع المرأة على المشاركة في الحياة العامة وتولي مناصب قيادية رفيعة في مختلف المجالات، داعيا المرأة للعمل على استغلال كل الفرص المتاحة والمطالبة بما تريد أن تحصل عليه..
وبحسب الأمم المتحدة فإن الحرب في اليمن اسفرت عن مقتل 377 ألف شخص منذ بدئها قبل نحو سبع سنوات واصابة اكثر من 26 ألف شخص ويحتاج اكثر من 20 مليون شخص إلى المساعدات الانسانية اي مايقارب ثلثي سكان اليمن..