مدارس بلا أنشطة رياضية،!

شارك المقال

مروى العريقي – نسوان فويس

بثقل العالم كله تتباطأ خطاها وكأن المار أمامي شخص في الستين من العمر، استوقفني ذاك الهم الظاهر على ملامحها وكأن جبالُ تتزاحم على كتفيها، ترشق بقدمها اليسرى حنان إبراهيم (13عاما) – اسما مستعار- حجرة بحجم حبة البندورة، تفصل بيني وبينها مسافة 3 أمتار، ما أن رأتني حتى ابتسمت والقت التحية، باغتها بمزاح ماذا تبيعين؟ باستغراب ترد: هذه دفاتري كنت اراجع دروسي مع صديقاتي..

تدرس حنان في الصف الثامن الأساسي بإحدى مدارس العاصمة صنعاء، وقد شارف العام على انتهائه ما يتطلب من جميع الطلاب شد الهمة والاستغلال الأمثل للوقت، كما هو حال الطالبة حنان فكل يومها تقضيه في اعداد الواجبات المنزلية ومراجعة الدروس مع زميلاتها، إلا أن غصة تظل في فؤادها الصغير تتمثل في غياب الرحلات الترفيهية والأنشطة الرياضية عن مدرستها..

تحلم صديقتنا الصغيرة بتعلم الفروسية والمشاركة بالبطولات الدولية خارج اليمن، إلا أن حلمها هذا كما تقول “مجرد خيال، نفسي افتهن باللعب حتى بالمدرسة مافيش معنا حصص رياضة، اعرف أن طموحي خيال لأني ما بقدر احققه ! وعن الدراسة تقول لنسوان فويس: ادرس بالغصب لازم ادرس وانجح حتى لو ما اشتيش، صح أن الدراسة مهمه لكن مافيش اللى يخليك تحبها”..

تعد العملية التعليمة عملية تكاملية لا تقوم على طرف واحد بحسب ما تقوله الاخصائية الاجتماعية عفاف طاهر، تقول لنسوان فويس: “كثير من المدارس تتبع استراتيجيات التعليم النشط الذي بدوره يساهم في خلق بيئة تعلم جديدة للطلاب، ولا يمكن أن نغفل دور الأسرة في تحفيز وتشجيع أبنائهم وبناتهم للدراسة، كذلك في تهيئة الجو المناسب ومتابعة مستوى تعليمهم، فالعملية تكاملية بين المدرسة والأسرة”..

عقود من الأزمان تعاقبت على اليمنيين حققت فيها النساء الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات وعلى الرغم من ذلك لازالت تفرض القيود على الفتيات ما يمنع ظهور نسويات ناجحات جدد، وكغيرها من الفتيات تعيش حنان في مجتمع يوصد الأبواب عليها بداعي الحفاظ والحرص، في حين أنها لا تريد سوى التسلية وعيش فترة طفولتها بالمرح.. 

وتعد الأمم المتحدة في اهدافها للتنمية المستدامة الرياضة من العناصر التمكينية المهمة في تحقيق التنمية والسلام بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح والاحترام ومساهمتها في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات في بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة والتعليم والاندماج الاجتماعي.

مقالات اخرى