امل وحييش -نسوان فويس
ميول وهواية
الميول والهواية التي يكبر المرء وتكبر معه لا يمكن أن توقفها الظروف أو تعيقها الصعوبات ويصعب على العادات أن تقهرها.
هذا هو حال تهاني الخضر علي مهندسة IT استطاعت أن تثبت وجودها في مجال يكاد محرم على النساء في مجتمع ذكوري ويرى أن هذه المهنة لا يصح أن تكون إلا للرجال. لكنها كسرت القاعدة وأثبتت أن المرأة قادرة أن تكون في كل ميادين العمل إلى جانب شقيقها الرجل.
هوايتها غلبت تخصصها فبدأت تهاني الخضر ابنة محافظة أبين التي عاشت مع أهلها في دولة الإمارات لفترة من الزمن ثم عادوا ليستقروا بعدها في عدن وفي عمر 21 بعد عودتها من الغربة والاستقرار في عدن قرر والدها أن يمنحها هي وأخواتها مبالغ مالية كي يبدأن مشاريع صغيرة تعيلهن ويعتمدن على أنفسهن في هذه الحياة المتقلبة مقابل أن تعود له هذه المبالغ بعد نجاح مشاريعهن تشجيعاً منه.
تهاني اختارت أن تنصاع لميولها الذي كان يرافقها طيلة حياتها فهي تعشق التصوير منذ الصغر وغالباً ما كانت تستعير كاميرات زميلاتها في الصف لإلتقاط الصور التذكارية.
أخذت تهاني التصوير كحرفة فترة دراستها الجامعية وكان شغفها في التصوير يكبر حتى أنها اختارت أن تطور نفسها في هذا المجال لتصبح مدربة محترفة في مجال التصوير الفوتوغرافي في عدن ، وأصبحت تقيم العديد من الدورات التدريبية للطلاب المهتمين بالتصوير بالتعاون والتنسيق مع معاهد ،وتطور الأمر حتى أصبحت تدرب موظفي منظمات وسفارات في مجال التصوير الفوتوغرافي.
بداية المشروع
في العام 2016 وبعد تأجيل الفكرة بسبب الحرب قررت تهاني أن تقوي عزيمتها وتبدأ بمشروعها الخاص وهو استديو خاص بالتصوير واسمته “استديو ماديرا” وكانت بداية الاستديو فقط للنساء بعد معارضة الأهل أن يتم تصوير الرجال فامتثلت لرغبتهم واستمرت لفترة من الزمن تصور فقط السيدات دون الرجال وكانت فكرة أن يكون هناك استديو خاص بالنساء والموظفات فيه جميعهن من النساء بمثابة الخبر السار لكثير من الأسر التي ترفض ذهاب بناتهن في كل المناسبات لجلسات التصوير للذكرى
بعد ذلك توسع الاستديو إلى أن أصبح يستقبل خدمات الطباعة وتجهيز اللوحات الإعلانية كما أصبحت ماديرا ماركة ولها منتجات خاصة
مشروع آخر
دعم الأهل منذ البداية ووقوفهم إلى جانب ابنتهم يزيد من ثقتها بنفسها ويشجعها على الاستمرار والمضي قدماً نحو التطور والنجاح
لم تكتفي الخضر بمشروع أستديو التصوير الذي مضى عليه قرابة 6سنوات منذ تأسيسه ،فقد عملت تهاني بمساعدة وشراكة زوجها المتخصص في إدارة الأعمال على البدء بمشروع آخر في السنتين الأخيرة فدخلت عالم التجارة وفتحت محلات خاصة بالملابس النسائية بالإضافة إلى بيع ماركة عطور تشوك جوزال فمؤازرة زوجها الذي تقول أنه الداعم الأبرز بعد أهلها فقد شجعها وساعدها كي تكبر بمشروعها وتبدأ مشروع آخر من خلال ملاحظاته ودخوله معها كشريك في مشروع الملابس والعطور.
صعوبات
الصعوبات والمعوقات التي واجهت تهاني الخضر هي بعد المكان عن الأماكن السكنية ، بالإضافة إلى اشتراط أهلها عدم تصوير الرجال الأمر الذي كان في البداية صعب للغاية لكن مع الوقت أصبح للمكان سمعته وتغيرت نظرة الأهل واصبح متاح التصوير للجميع .كما أن أصعب مافي التصوير بحسب الخضر أنه يأخذ الكثير من وقت الإنسان وجهده كون المشاريع الخدمية ليست دائمة
وبسبب فارق سعر الصرف وارتفاع الأسعار تقول الخضر: “دخلنا يقل والتضخم والقدرة الشرائية تقل فنحن نجاهد عشان نكمل”.
التدريب والتطوير
تعشق الخضر التدريب في مجال التصوير الذي بدأت فيه منذ 9 سنوات 2012 وتعتبره مشروع مستقل بحد ذاته و تتمنى أن يتطور مجال التصوير في عدن وينافس بقوة.
فقررت الخضر منذ عام أن تنشئ لها قناة عبر اليوتيوب للتدريب لقناعتها بأن التكنولوجيا تشهد تطوراً ملحوظاً وأن التدريب والتعليم عن طريق النت أصبح لابد منه وستصل لما تسعى إليه من خلال التفرغ لهذه القناة لبعض الوقت والعمل عليها بشكل حديث يتناسب مع التطور الحاصل في المحتوى الذي يمتلئ فيه اليوتيوب ويعتبر من ضمن المشارع التي تدر دخلاً مربحاً إن اشتغل عليها المرء بذكاء ومجهود أكبر.فهي تقرأ كثيراً وتطور من نفسها باستمرار وتتابع كل جديد في عالم التصوير وتسعى لأن تصل لأكبر عدد من المهتمين وتستطيع أن تضع بصمتها في هذا المجال.
تقليد أعمى
في كلمتها التي وجهتها للراغبين بعمل مشاريع خاصة بهم عبر “منصة نسوان” دعت الخضر كل من يفكر في إنشاء مشروع أن يبتعد عن التقليد الأعمى لكل شيء ،تقليد الأفكار،تقليد التسعيرة، وتضيف :”مشكلتنا أن لدينا استنساخ للمشاريع والأفكار وللمجهود ولكل شي ولذلك لا نكبر بسرعة”.
تشجع الخضر على متابعة المحترفين في العالم المختصين في عالم التصوير لكل من لديه هواية التصوير ويود أن يحترفها خاصة الفتيات.
رسالتها للمصورة الفوتوغرافية أن تكون مصورة مثقفة ملمة بعالم التصوير بشتى أنواعه حتى تستطيع أن تبدع .
تطمح تهاني الخضر أن يكون لها بصمة تذكر مستقبلاً في مجال التدريب والتصوير وان يكون لها كتب وأعمال في مجال التصوير مستقبلاً، كما تتمنى أن يتطور مجال التصوير في عدن وأن يكون لها بصمة في هذا التغيير.