إرشادات للصحفيين للتحقيق في قضايا تهريب الآثار

شارك المقال

قدّمت شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)، جلسة حول “التحقيق في قضايا تهريب الآثار” في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أدارتها مجدولين حسن وهي محررة النسخة العربية في الشبكة الدولية للصحافة الاستقصائية GIJN، وشارك فيها الأستاذ إسبر صابرين رئيس منظمة التراث من أجل السلام الذي تحدّث عن كيفية نهب الآثار من الدول وخاصة الدول العربية  التي تعاني من الصراعات والحروب، وتطرّق إلى الطرق التي يستخدمها مهربو الآثار والدور الذي يقوم به الصحفي الاستقصائي في كشف واسترجاع القطع الأثرية.

لفت انتباه

قال صابرين إنّ الهدف من الندوة هو لفت انتباه الصحفيين في العالم العربي إلى أهمية هذا الموضوع ودورهم الكبير كصحفيين استقصائيين في رفع الوعي بهذه المشكلة، والعمل معهم ودعمهم من أجل الحصول على صحافة بناءة من خلالها نكون قادرين على رفع الوعي في مجتمعاتنا لمواجهة هذه الكارثة التي نتعرض لها؛ لذلك نحن حريصون على أن نعمل معًا في حماية موروثنا الثقافي.

كيف تتمّ سرقة الآثار وفي ظل أي ظروف؟

اعتبر صابرين أنّ “منطقتنا العربية هي مهد الحضارات والأديان، لذلك سعت الدول الاستعمارية إلى نهب تراثنا وتدمير حضاراتنا فالمتاحف الكبرى في العالم لديها أهم المنحوتات والآثار التي أتت من الوطن العربي من سوريا والعرق ومصر واليمن، ولا زال النهب مستمرًا، خاصة في تلك الدول التي تعاني من نزاعات وحروب”.

وأشار أيضًا إلى ارتباط تهريب الآثار بشكل كبير بالحقائب الدبلوماسية التي لا تخضع للرقابة والتفتيش في المطارات والموانئ قبل سفرها الى الخارج، فضلًا عن الدور الكبير الذي لعبته بعض الأنظمة.

رئيس منظمة التراث من اجل السلام تحدث أيضًا عن عوامل سرقة أو نهب الآثار والظروف التي تتم فيها حيث تختلف بحسب المنطقة الجغرافية، وهي مشكلة موجودة منذ بداية التاريخ، إذ كانت الحضارات تحاول دائمًا أن تجد دلائل على الحضارات الأخرى لذلك نحن الآن نعاني من هذه الظاهرة في بلادنا العربية.

وذكر أن هناك آلاف من المواقع التي لا نعرف عنها أي شيء وهي تمثل حضارات كثيرة وبحاجة إلى أبحاث ودراسات معمقة. وهذه المواقع غير مكتشفة وغير مسجلة في السجلات الأثرية لذلك تعاني من السرقة والنهب لأنها غير موثقة وهذا خطر كبير. فإذا خرجت القطعة من الموقع تفقد الكثير من المعلومات المهمة والتي تمثل غالباً حضارات كثيرة.

وتابع: “هناك أيضًا الكثير من المتاحف في منطقتنا العربية التي تعرضت للسرقة والنهب الذي يتم بطريقة ممنهجة بسبب وجود الأزمات وضعف الحماية الأمنية فالنهب يتم من خلال المواقع الأثرية المعروفة وغير المعروفة والمتاحف”.

سرقة مشرعنة

تطرق صابرين إلى أن المشكلة الكبيرة التي نعاني منها هي تزوير وثائق بيع واستيراد القطعة الأثرية في أصل المنشأ بسبب الثغرات القانونية في الكثير من الدول، ومعرفة التجار الكبار بهذه الثغرات، إضافةً إلى ضعف الخبرة عند الجمارك الذي أسهم بشكل كبير في تسهيل تهريب تلك الآثار.

وأوضح أنّ المتورطين بالسرقة قد يكونون أشخاصًا محليين يعانون من الفقر وفقدانهم لعملهم بسبب الصراعات، بالإضافة إلى جماعة الجريمة المنظمة التي تنتشر في مناطق الصراع، مستفيدةً ممّا تُسهم به الإيرادات في تمويل الحروب.

المنظمات ودورها في حماية التراث

بخصوص اليونسكو واتفاقية حماية التراث الموقعة عام 1972، قال إنها ركزت على تحديد مواقع التراث العالمي وصونها حيث تتعهد الدول الموقعة على الاتفاقية ببعض الخطوات التي من شأنها منع تهريب الاثار وعمل قوائم ومسوحات للقطع الاثرية الموجودة في متاحفها.  

وأضاف: “نحن نلاحظ أنّ عددًا من بلداننا لا تمتلك قوائم بالممتلكات الثقافية ولا توجد قاعدة بيانات، لذلك سيكون من الصعب جدًا معرفة أصل هذه القطعة لأنها غير مؤشرة كذلك يوجد الكثير من الدول العربية التي قد تكون وقعت على سير الاتفاقية لكنها غير مفعلة وهذه مشكلة قد تكون سببًا في عمليات نهب التراث”.

كما تحدث عن المجلس الدولي للمتاحف ودوره في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية والحاق الضرر بالتراث وخاصة في مناطق الصراع، من خلال إنشاء المجلس القائمة الحمراء لكل بلد وهي أدوات مصممة من أجل مساعدة الشرطة والجمارك والمختصين في التراث، لكنّ هذه القوائم لا تحل المشكلة فهناك تشابه كبير بين بعض القطع مثل سوريا والعراق، بحسب صابرين.

ولفت الانتباه إلى المزادات الالكترونية عبر شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنّ عددّا من ناهبي الآثار يقومون بإنشاء مواقع ومجموعات من اجل بيع تلك الآثار.

نصائح للصحفيين المهتمين بهذا المجال

قدّم صابرين بعض النصائح للصحفيين المهتمين بهذا المجال، منها العمل بحذر وسرية تامة خاصة في مناطق الصراع وتوثيق القطعة المسروقة بطريقة غير شرعية والحصول على الصور من السكان المحليين في المناطق التي تعرضت للنهب، من أجل التمكّن من عمل مقارنة لهذه القطعة وإثبات أصل المنشأ. إضافةً إلى نشر المادة الصحفية تحت اسم مستعار إذا كان الموضوع يعرض حياة الصحفيّ للخطر.

كما يمكن للصحفي في حال تمكن من إثبات وجود قطعة في أحد المزادات العالمية أو في متحف وهو غير قادر على تحديد بلد المنشأ لتلك القطعة التواصل مع المنظّمة، من اجل مساعدته وربطه مع المختصين.

وأوضح رئيس منظمة التراث من أجل السلام أن الاسترجاع ليس عملية سهلة وتستغرق الكثير من الوقت، كما أن هناك الكثير من القنوات الدبلوماسية التي تعمل من أجل ذلك وأهمها السفارات. واستشهد بأكبر عملية استرجاع لـ17الف قطعة عراقية من الولايات المتحدة.

رابط المقال

https://buff.ly/32O8rIW

مقالات اخرى