في زمن الحرب.. جهود نسوية فردية للدعوة إلى السلام

شارك المقال

 

لم تقف المرأة اليمنية مكتوفة اليدين إزاء الحرب التي تتعرض لها البلاد، فما أن شنت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية عشية السادس والعشرون من مارس 2015، سارعن اليمنيات إلى الدعوة للسلام وأطلقن المبادرات واحدة تلو الأخرى من أجل إحلال السلام المنشود مُنذ أكثر من ست سنوات على الحرب الطاحنة في بلادهن..

أدركت المرأة اليمنية التكلفة الباهظة وحجم الخسارة التي تدفعها، فهي التي فقدت عائلها في جبهات القتال، وفقدت ابناءها واقاربها إزاء قصف الطيران الذي استهدف الاحياء السكنية والأسواق الشعبية في مختلف مناطق اليمن..

في المقابل خفت صوت الأحزاب السياسية وتلاشى عن المشهد السياسي في انتظار توقف الحرب، ومع هذا التلاشي عمدت الأحزاب لإخراج المرأة من الدور السياسي، الأمر الذي رفضته اليمنيات فاتجهن الى تشكيل التكتلات النسوية والعمل عبرها..

وفقاً لموقع مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتين غريفيث فقد أنشأ المكتب، في منتصف العام 2018، المجموعة النسوية اليمنية الاستشارية المُختصّة بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومجموعة التوافق النسوي اليمني، وتضمّ المجموعة النسوية اليمنية الاستشارية المُختصّة اليوم ثماني نساء يمنيات. تمّ اختيار ثلاث منهنّ من مجموعة “التوافق” والخمس الاخريات من مكانٍ آخر (وفي منتصف عام 2020، أصبحت خمسة من أعضاء المجموعة النسوية اليمنية الفنية الاستشارية المختصّة هنّ أيضًا أعضاء في مجموعة التوافق النسوي).

في العام 2015، ومن خلال التعاون بين مكتب المبعوث الخاص وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تمّ إنشاء مجموعة التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام كآلية استشارية.

 كانت المجموعة تُدار بشكل مباشر من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث نمت لتضمّ حوالي 60 امرأة يمنية بحلول أواخر العام 2018. في العام 2016، دعا مكتب المبعوث الخاص وفدًا من سبع نساء يمنيات من مجموعة التوافق النسوي إلى الكويت على الرغم من أنّ النساء لم يكن لهنّ دور مُباشر في المفاوضات.

تتكون المجموعة النسوية اليمنية الاستشارية المُختصّة من سيدات من خلفيات متنوعة مثل الاقتصاد وحقوق الإنسان والحوكمة – إدارة المنظمات والرقابة الفاعلة عليها- وكذلك من النساء اللاتي لديهنّ خبرات في المجال السياسي. هذا وتُشارك أعضاء المجموعة النسوية اليمنية الاستشارية المُختصّة في كثير من الأحيان في مشاورات حول قضايا سياسية بناءً على خبرتهنّ الخاصة.

في سبتمبر 2018، سافرت ثماني أعضاء من المجموعة النسوية اليمنية الفنية الاستشارية المختصّة إلى مشاورات جنيفا حول اليمن، وشاركن في تقديم ثلاث أوراق للمساهمة في تلك المشاورات وهي بالتحديد حول الاقتصاد والسياسة وبناء الثقة. وفي ديسمبر 2018، كانت ستة أعضاء من المجموعة حاضرات في إستكهولم للتشاور مع الأطراف وقد التقين بالمبعوث الخاص وفريقه يوميًا.

كما انطلق الحراك النسوي اليمني في الرابع من ابريل 2013، وهو حراك فكري مهتم بالمساواة بين الجنسين وبحقوق المرأة اليمنية ومشاركتها وتمكينها بشكل فعال في شتى المجالات، حتى تحصل على جميع حقوقها كمواطنة كاملة.

ويهدف الحراك كما توضحه صفحتهم على موقع فيس بوك: إلى العمل على التوعوي لأهمية عمل المرأة وتعليمها وكذا المساواة بين الجنسين، إلى جانب التعريف بالانتهاكات التي تتعرض لها المرأة اليمنية والتعريف بالقوانين اليمنية التمييزية والمطالبة بتغييرها، ومحاربة التحرش والعنف ضد المرأة.

مقالات اخرى