تعرف المرونة النفسية بأنها القدرة على التكيف والتعافي بنجاح في مواجهة الشدائد، الصدمات، التهديدات، أو مصادر التوتر الكبيرة (مثل مشاكل الأسرة، صعوبات العمل، أو الأزمات المالية).
ليست المشكلة بحد ذاتها هي ما يحدد مصيرنا، بل استجابتنا لها. إن تبني عادات بسيطة مثل الحديث والتوقف المؤقت والانغماس في شغف ما، هو استثمار مجاني وقوي في صحتنا النفسية. فالمرونة النفسية تبدأ بالاعتراف بأن لديك الحق في أن تتوقف لترجع أقوى.
التحدث مع شخص موثوق
هذه الخطوة تعني عدم كتمان المشاعر أو المشكلة بداخلك. عندما تتحدث بصوت عالٍ مع شخص تثق به، فأنت لا تبحث بالضرورة عن حلول فورية، بل تقوم بـ “تفريغ شحنة” القلق والغضب.
إن هذه العملية لا تُخفف الضغط النفسي فحسب، بل تساعدك أيضاً على تنظيم أفكارك ورؤية المشكلة من زاوية مختلفة. الحديث هو صمام أمان ضروري للعقل.
إعادة ضبط الدماغ
عندما تتعرض لضغط شديد، يدخل دماغك في حالة طوارئ ويصبح تفكيرك مُشتتاً وغير فعال. إعادة الضبط تعني أخذ فاصل زمني قصيراً ومتعمداً (مثل 5 أو 10 دقائق) للابتعاد جسدياً وذهنياً عن مصدر المشكلة.
هذا الفاصل يسمح للجهاز العصبي بالهدوء ويُعيد للدماغ قدرته على التفكير المنطقي والإبداعي، مما يجعلك تعود للمشكلة بتركيز أفضل وقرارات أحكم.
استعادة السيطرة
الشعور بفقدان السيطرة هو أسوأ ما تسببه المشكلات الكبيرة. استعادة السيطرة تتم عبر تخصيص وقت لـ ممارسة نشاط تستمتع به وتجيده.
عندما تمارس هوايتك (كالرسم، القراءة، الطبخ، الرياضة)، فإنك تُركز انتباهك على شيء إيجابي ومُنجَز تحت إرادتك.
هذا الشعور بالتحكم في جزء من يومك يمنحك دفعة من الثقة والطاقة الإيجابية، ويُذكّرك بأنك ما زلت قادراً على الإنجاز بعيداً عن ضغط المشكلة.
علينا تذكر أن التعافي من الصدمات ليس وجهة نصل إليها، بل هو رحلة مستمرة من النمو والمرونة. قد تترك الصدمة ندوبها، ولكنها لا تحدد من نحن. فقوتنا الحقيقية تكمن في قدرتنا على استخدام هذه التجارب الصعبة كجسر للعبور نحو فهم أعمق للذات.
المصدر: مواقع طبية