التنمر الزوجي.. صدع صامت يهدم أركان الأسرة

شارك المقال

العلاقة الزوجية هي أساس كل أسرة، تقوم على دعائم قوية من الاحترام، التقدير، المحبة، والمودة. هذه العناصر ليست مجرد تفاصيل، بل هي الركائز التي تُبنى عليها هذه الشراكة الأبدية. متى ما شعر أحد الزوجين بفقدان هذه الأسس، يبدأ صدع كبير في الظهور، وقد تتحول المشاكل والخلافات إلى ناقوس خطر يُنذر بانهيار العالم الساحر للزوجين، ويترك آثاراً وخيمة على الأبناء، جيل المستقبل.

ما هو التنمر الزوجي؟

التنمر الزوجي هو شكل من أشكال العنف، يتجلى في تصرفات وسلوكيات تُفقد أحد الشريكين شعوره بالتقدير والاحترام. إنها مشكلة خطيرة لا يستهان بها، وتؤثر عميقاً في جودة الحياة الزوجية واستقرارها النفسي.

غالباً ما تظهر علامات التنمر على الرجل في فترة الخطوبة، خاصة إذا كان قد عانى من هذا السلوك في طفولته، أو نشأ في بيئة عائلية يسودها التنمر، مما يجعله يحاول تطبيق هذا النمط منذ بداية الارتباط. أحياناً، قد لا تظهر سلوكيات التنمر إلا بعد الزواج، وقد يكون ذلك نتيجة لضغوطات نفسية كبيرة يمر بها الزوج، كشعوره بالفشل في تلبية توقعاته أو كونه زوجاً كامل العطاء في شؤون الأسرة.

دور الزوجة في مواجهة التنمر الزوجي

عندما يكون الزوج متنمراً، وتُحب الزوجة زوجها وتحرص على استقرار أسرتها، يتطلب الموقف منها خطوات حاسمة ومدروسة:

  1. المواجهة والبحث عن السبب: يجب على الزوجة مواجهة المشكلة بجدية، ومحاولة فهم السبب الكامن وراء سلوك التنمر لدى زوجها. قد يكون هذا نتيجة ضغوط نفسية أو أزمات يمر بها.
  2. الدعم النفسي والاحتواء: مساعدة الزوج ودعمه نفسياً لتجاوز الضغط أو الأزمة التي يمر بها، والتي قد تكون السبب في تحوله إلى شخص متنمر.
  3. فتح قنوات الحوار: تشجيع الزوج على البدء بالحديث ومنحه فرصة للتعبير عن ما يدور في خاطره.
  4. الحوار الهادئ والمختصر: محاولة الزوجة إدارة حوار هادئ ومختصر، مع تجنب التصعيد.
  5. تشجيع الهوايات والاهتمامات: من المفيد أن ينشغل الزوج بمزاولة أي هواية يحبها، فهذا قد يساعده على تفريغ طاقاته السلبية.
  6. تعزيز الشعور بالأهمية:
    • إشراكه في المهام والأمور المنزلية: جعله يشعر بأهميته ودوره الفاعل في المنزل.
    • التعبير عن الحاجة إليه: إشعار الزوج بأهميته في حياة الزوجة وحاجتها له ليمنحها الأمان والحب، مما قد يجعله أكثر لطفاً وحناناً.
  7. المدح والثناء: الإثناء على الزوج ومدحه، سواء في الخلوة أو أمام الآخرين، يُعزز من ثقته بنفسه ويُقلل من سلوك التنمر.
  8. الاحتواء العاطفي والجنسي: إشباع رغبات الزوج العاطفية، ومحاولة استيعاب ما يمر به من مشاكل صحية أو نفسية قد تكون سبباً في ضعف أو فتور العلاقة الحميمة بينهما.

متى يكون العلاج النفسي هو الحل؟

إذا شعرت الزوجة بأن المشكلة قد تفاقمت، واستنفذت جميع الطرق والجهود مع زوجها، وما زال مستمراً في أسلوب التنمر، فإن اللجوء إلى المعالج النفسي أو السلوكي يصبح أمراً حتمياً.

إن العلاج النفسي يُمكن أن يساعد الزوج على تغيير أفكاره وسلوكه الخاطئ، كما يُقدم للزوجة الدعم اللازم لتجاوز هذه الأزمة بأقل الأضرار. الأهم من ذلك، أن المعالج يُقدم الدعم النفسي المناسب للزوجين والأطفال، ليعود الأمن والهدوء إلى كنف الأسرة.

 

من مقال د. هلا السعيد على موقع Epsycho 

مقالات اخرى