تطور حضور المرأة اليمنية في الدراما التلفزيونية عبر العقود

شارك المقال

مروى العريقي – نسوان فويس

يقدم هذا التقرير تحليلاً لتطور حضور المرأة اليمنية في مجال الدراما التلفزيونية على مر العقود، بدءًا من أول مشاركة نسائية في عمل درامي وصولًا إلى التوسع الملحوظ في أعداد الفنانات المشاركات في أحدث الإنتاجات.
ويسعى التقرير إلى تتبع هذا النمو الكمي، مع إبراز المحطات الهامة والأعمال البارزة التي شهدت مساهمات نسائية لافتة، من النشأة وحتى عامنا الحالي.

تتبع مشاركة الفنانات اليمنيات في الأعمال الدرامية التلفزيونية من النشأة حتى عام 2025

المراحل التاريخية لحضور المرأة في الدراما اليمنية:
السبعينات: البداية المنفردة
سجلت الدراما التلفزيونية اليمنية أول مشاركة نسائية في مسلسل “الوجه المستعار” (إنتج 1976)، حيث قامت الفنانة لطيفة الكوكباني بأداء دور البطولة، لتكون بذلك الرائدة التي فتحت الباب أمام مشاركة المرأة في هذا المجال.

الثمانينات: خطوات أولى نحو التوسع (1983-1989)
شهد هذا العقد زيادة تدريجية في عدد الفنانات المشاركات:
الفجر (1983): ضم أربع فنانات هن: زهرة طالب، مديحة الحيدري، فوزية الأصبحي، وهديل الأصبحي.
المهر (1989): شاركت فيه ثلاث فنانات هن: نجيبة عبد الله، شكرية الهمداني، وأمل إسماعيل.

التسعينات: عقد التأسيس وظهور الكفاءات النسائية (1991-1999)
تميزت هذه الفترة بزيادة ملحوظة في عدد الفنانات وظهور أول مخرجة منفذة في تاريخ الدراما اليمنية، وهي سميرة عبده علي.
حكايات دحباش (1991-1993): شاركت فيه الفنانتان: نجيبة عبد الله وصفية غالب.
حكاية سعدية (1994): تناول قضية حق المرأة في الميراث، وضم ثلاث فنانات هن: مديحة الحيدري، زهرة طالب، ونجيبة عبد الله.
حسن وضعك (1995): شاركت فيه الفنانات: مديحة الحيدري، نجيبة عبد الله، وسحر الأصبحي.
الثأر (أواخر التسعينات): شهد مشاركة سبع فنانات هن: مديحة الحيدري، نرجس عباد، سحر الأصبحي، فتحية العمراني، فوزية الأصبحي، وعبير الكحلاني.

عقد الألفين (2000-2010): ذروة المشاركة الكمية وتنوع الأدوار
شهد هذا العقد طفرة كبيرة في عدد الفنانات المشاركات في الأعمال الدرامية، حيث بلغ العدد الإجمالي 28 فنانة عبر مختلف المسلسلات:
قد كان ما كان.. كان (2000): شاركت فيه: سحر الأصبحي، فوزية الأصبحي، وفتحية العمراني.
كيني ميني (2001-2005): ضم كلاً من: منى الأصبحي، سحر الأصبحي، ورضا الخضير.
أشواق وأشواك: شهد مشاركة واسعة لـ 12 فنانة.
شر البلية (2004-2008): شاركت فيه 6 فنانات في الجزء الأول، 3 فنانات في الجزء الثاني، 7 فنانات في الجزء الثالث، 8 فنانات في الجزء الرابع، و5 فنانات في الجزء الخامس.
أصحاب” (2010): ضم غيداء جمال، منال المليكي، منى علي، هدى حسن، ونور عبد الله.
همي همك” (2009-2012): شاركت فيه عدد من الفنانات عبر أجزائه الأربعة.

ما بعد عام 2010: استمرار النمو وتنوع الأدوار الفنية
تشير المعلومات المتاحة إلى استمرار هذا النمو في العقد الثاني من الألفية الثالثة وما بعده، مع بروز أسماء جديدة وتوسع أدوار المرأة في مختلف جوانب الإنتاج الدرامي.
طريق المدينة (2022): قمة المشاركة النسائية
يمثل هذا المسلسل علامة فارقة في تاريخ الدراما اليمنية من حيث مشاركة المرأة، حيث بلغ عدد الفنانات المشاركات فيه 21 فنانة.

العام (2025) حضور متزايد
واصلت الفنانات اليمنيات تأكيد حضورهن القوي والمتميز، سواء أمام الكاميرا بأدوار متنوعة وغنية، أو خلفها في مجالات التأليف والإخراج والإنتاج الفني.
المخطط التالي يوضح نسب مشاركة المرأة في الأعمال الدرامية والذي يبين مشاركتها في أعمال جديدة كمشاركتها في تأليف وغناء الشارة لعدد من المسلسلات.

 

مخطط (2) يوضح مشاركة المرأة اليمنية في الدراما اليمنية للعام 2025

هذا العام، تبرز أعمال درامية جديدة تسلط الضوء على مواهب النساء وقدراتهن الإبداعية، وتعكس تزايد الوعي بأهمية تمثيل المرأة اليمنية وقضاياها في الفضاء الفني.

طريق إجباري: شهد مشاركة واسعة لـ 20 فنانة في التمثيل بالإضافة إلى مساهمات نسائية في السيناريو والحوار، مساعدة الإخراج، وتصميم الأزياء والمكياج ومتابعة الإنتاج.
درة: يضم 17 فنانة في التمثيل بالإضافة إلى مساهمات نسائية في مجالات أخرى مثل مساعد التلوين، الإخراج الفني، المكياج، تصميم الأزياء، وكتابة وتلحين الشارة.
دروب المرجلة: ضم 17 فنانة في التمثيل بالإضافة إلى مساهمات نسائية في المكياج وتصميم الأزياء.
الجمالية: ضم 11 فنانة في التمثيل بالإضافة إلى مساهمات نسائية في التأليف، غناء الشارة، والمكياج وتصميم الأزياء.
حارس البحر: ضم 7 فنانات في التمثيل.
أواب: ضم 4 فنانات في التمثيل بالإضافة إلى مساهمة نسائية في السيناريو والحوار.

يُظهر التتبع التاريخي لحضور المرأة اليمنية في الدراما التلفزيونية تطورًا ملحوظًا، من مشاركة فردية في سبعينيات القرن الماضي إلى مشاركة واسعة النطاق في الأعمال الدرامية الحديثة.

ويُعد وصول عدد الفنانات المشاركات إلى أكثر من 21 فنانة، مؤشرًا قويًا على تنامي دور المرأة اليمنية ومساهمتها الفاعلة في هذا المجال الإبداعي الهام.

ويعكس هذا التطور ليس فقط زيادة في الأعداد، بل أيضًا تنوعًا في الأدوار وتوسعًا في مجالات العمل الفني الأخرى خلف الكاميرا، مما يبشر بمستقبل واعد للمرأة اليمنية في صناعة الدراما.

تجدر الإشارة إلى صعوبة الحصول على معلومات حول مسلسلات يمنية قديمة كمسلسل الحنين الذي بثه التلفزيون اليمني من تسع حلقات مأخوذة قصته من روايات القاص والكاتب والأديب اليمني الكبير محمد عبد الولي.

مقالات اخرى