أريج: بين جدران الغربة، أضاءت شمعة الأمل، وحققت حلمها في أن تصبح طبيبة

شارك المقال

تعد فرصة الدراسة في الخارج حلم كل شاب وفتاة، إلا أن الفتاة اليمنية تجد صعوبة كبيرة في تحقيق هذا الحلم، ونادراً ما نجد فتيات استطعن تخطي القيود المجتمعية والانطلاق نحو حلم التعليم في الخارج ليصبح الحلم حقيقة كما هو حال الطالبة (أريج خالد) 22 عاماً التي تدرس طب بشري في جمهورية مصر حيث تقول إن الدراسة في الخارج بالنسبة لها كان حلماً لكنه أصبح واقعاً وهو ما يعني لها الكثير على الصعيد الشخصي حيث تقول عما أضافته لها الدراسة في الخارج خاصة وهي بعيدة عن بلدها وعائلتها:” قدمت لي الكثير على الصعيد الشخصي ، حيث صقلت شخصيتي ،و تعرفت على ذاتي أكثر ،و عرفت نقاط قوتي ،و ضعفي ،و كيفيه التعامل مع المشكلات مهما كانت صعوبتها ،قدرت النعم التي كانت توفرها لي أسرتي و أصبحت أوفرها لنفسي ،كونت صداقات تعينني في المناسبات الدينية و الاجتماعية التي أحن لها في غربتي”

وتضيف … بأن دراستها خارج اليمن جعلتها تتعرف على ثقافات مختلفة، وتتعرف على جنسيات متعددة :” تعرفت على جنسيات أكثر عرفت أن البشر متشابهين مهما اختلفنا”.

ورغم اغترابها وابتعادها عن الوطن إلا أنها تؤكد بأن الغربة من أجل الدراسة في الخارج جعلتها ترتبط أكثر بوطنها كما تقول:” ارتبطت أكثر بأصولي اليمنية وعلمت أن اليمن ليس فقط وطن، وإنما هوية أحملها أين ما ذهبت”.

لم يكن خبر حصول (أريج) على منحة دراسية أمراً عادياً ويمكن تقبله بسهولة، فقد كان والدها غير متقبلاً للأمر ليس لأنه معارضاً لتعليم الفتاة وسفرها، ولكن لأنه يحب ابنته كثيراً وفكرة أن تبتعد عن أسرتها ليس بالسهل بالنسبة له ولبقية أفراد العائلة:” كانت عائلتي في البداية غير موافقه خصوصا الوالد وعلى الرغم من أنه كان طالب مبتعث ، وشخصيه محبة للعلم ولكن شعوره الأبوي كان يمنعني من السفر ولكن أقتنع بعد ما تحدثت معه بعقلانية عن أن هذه فرصه منحها الله لي وأريده ألا يمنعني ويحرمني إياها”.
بعد أن أقتنع بترك الفرصة لابنته بتحقيق حلمها ولثقته بتربيته ها هو اليوم سعيداً من أجلها ومطمئناً خاصة بعد أن أصبحت أكثر قوة من ذي قبل في البلد الذي تعيشه، وهي على تواصل دائم بعائلتها، وتولي دراستها الاهتمام الكبير.


وعن لوعة الغربة تقول:” الغربة شيء جميل وموحش ولكن هي مرحله أعتقد أن على الكل تجربتها في فتره ما من حياته”.
على الصعيد العلمي تعلمت (أريج) الكثير في مجالها واستفادت من خبرة كبار الأكاديميين والعباقرة كما تصفهم، وتقول إنها تعاملت مع نظام دراسي مختلف عما هو في اليمن ولكن استيعابه وفهمه ليس مستحيلاً.
صعوبات جمة تواجهها المبتعثات، أو الدارسات في الخارج، قد تكون مرحلة استخراج جواز السفر هي الأصعب فيها كون سفر الفتاة لوحدها يعد معيباً من وجهة نظر مجتمعية، إضافة إلى القلق الذي يصاحب الخروج من الوطن إلى بلد آخر” الصعوبات كانت في اليمن أولا من ناحية المعاملات والجواز، وتوتر عما يخبى لي المستقبل، وبعدها كانت هناك صعوبات في البلد المستضيف من حيث السكن وتقدير المصروفات الشهرية ولكن كلها تجاوزتها مع مساعده من الطلاب اليمنيين المرحبين دوماً بالمساعدة”.
قرار الفتاة السفر من أجل إكمال التعليم في بلد آخر، يعد مسؤولية كبيرة تجاه نفسها فهي هنا ستصبح شخصية مستقلة تماما، مسؤولة عن نفسها من كافة النواحي و من العقبات التي تواجهها في بداية مشوارها إلا أنها مع الوقت تصبح أكثر ثقة بنفسها، وأقدر في الاعتماد على نفسها في الغربة.

مقالات اخرى