سهير عبدالجبار _ نسوان فويس
توقفت حاوية جمع المخلفات لأشهر عدة في قرى وحواري مدينة الحوبان، وبدأت القمامة تتكتل في أطراف البيوت والمنازل وتجمعت حولها الذباب والأغنام وبدأت رائحتها بالأنتشار .
وأصبح أهالي المنازل يعبرون عن إستيائهم من ذلك ، ويمنعون أن يرمي أحد القمامة أمام منازلهم.
فقررت النساء أن تعيد الطريقة التقليدية لتصريف هذه المخلفات لكي لا تتجمع .
عبدالجليل الحميري مدير مكتب النظافة في مدينة الحوبان حول تغطية حاويات نقل القمامة والصعوبة في الوصول إلى بعض المناطق ” تعتبر جغرافية الحوبان الجبلية والصعبة عائقا لوصول حاوية نقل القمامة في بعض القرى والمناطق الوعرة والبعيدة ، مما يضطر الناس البحث عن حلول تناسب وضعهم ، نحن نعمل على توعيه الناس ونلزمهم بوضع المخلفات في عربات القمامة التى خصصناها في أطراف الشوارع ولكنها تعتبر بعيدة للكثير”
أزمة تنتج حلول
جميلة ابنة منطقة الحوبان هي من ابتكرت هذه الفكرة حيث بدأت بجمع مخلفات المواد التي تقوم أسرتها بإستهلاكها وفصل المواد العضوية القابلة للتحلل وتخلصت منها للحظيرة خلف منزلها .. أما المواد البلاستيكية والأكياس والمعلبات
قامت بإحراقها بشكل دوري في برميل حديدي .
“اجتمعت جميلة بالنساء من جيرانها وبدأت تحكي لهم تجربتها ، وبدأنا بتقليدها واصبح مرفوض جمع المخلفات وتركها ويمنع أي أحد أن يرمي مخلافاته في الشارع ”
تقول جميلة لنسوان “تعلمت هذه الطريقة من والدتي التي لم تعرف رفاهيه حاويات القمامة ، وكان عندنا عيب أن نرمي المخلفات في الشوراع أو أي مكان مكشوف”
تؤكد الدراسات والبحوث على أهمية تعزيز دور النوع الإجتماعي في برامج تنمية البيئة وتطوير الايكولوجيا والدور الاجتماعي للنساء بشكل خاص كونهن يتعاملن مع المواد بشكل مقرب ولديهن العديد من الحلول والأفكار التي قد تواجهها أثر الحروب والأزمات.
يصرح الدكتور يوسف المخرفي المختص بفلسفه العلوم البيئية والتنمية المستدامة لنسوان فويس ” للنساء دور مهم في البيئة أو مايسمى بالايكولوجيا ، بالذات نساء الريف بمجهوداتهن الذاتية يستطعن التعامل مع المخلفات الناتجة من استعمال المواد و بواقي الأطعمة والمخلفات فهن يقدمن بقية الأطعمة للحيوانات ويستخدمن المعلبات والقوارير لحفظ السمن والحقين والبهارات .
حتى الأكياس البلاستيكية فهن يعدن إستخدامها أكثر من مره إلى درجة أن تتعرض للهلاك وتفقد صفاتها .
كذلك حفاض الأطفال يقمن بغسلها وتجفيفها وإعادة إستخدامها . لهذا يمكننا القول بأن نساء الريف هن صديقات للبيئة ويتعاملن مع البيئة بإقتصاد الذي يحافظ على سلامة القرى ، وذكاء بالإستخدام يساعدهن في تحسين أوضاعهن الاقتصادية”.
أفكار جيدة
أمينة بن طالب باحثة وناشطة في مجال البيئة والتغيرات المناخية تقول في حوار لها مع نسوان فويس ” هذه المبادرة بالرغم من أنها بدائيه لكنها تعتبر عظيمة، لذا يجب الحرص أن تسلك النساء طرق الأمن والسلامة فالأهم قبل التخلص من هذه المواد والحفاظ على صحتهن بإن تستخدم النساء وقت فصل المواد أدوات لوقايه أنفسهن كقفزات تحمي أيديهن من المواد المتحللة أو الحادة وكمامات لحماية جهازهن التنفسي من المواد المنبعثة .
وفي تحليل عن طريقة تخلصهن من النفايات هل هي سليمة أم خأطئة تقول أبوطالب ” طرق التخلص من بقايا الطعام للحيوانات والقشور عبر رميها بين الأشجار صحيحة لكنها لاتعتبر الأسلم ، لأنها تجلب الحشرات والذباب والأولى إستخدام الطمر ، إما إحراق الأوراق والمواد الألكترونية فهو ليس الأفضل ولكنه بديل عن إستخدام الحطب وأوراق الشجر .
أما بالنسبه للمواد البلاستيكية والتخلص منها عبر إحراقها فهي طريقة خاطئة و مصدر لأنبعاثات الغازات الدفيئة ”
وقالت ابوطالب “يمكننا من خلال التوعية أن نعلم النساء إستخدام طرق مبتكرة بالذات المواد غير القابلة للتحلل وإنتاج مواد تستخدم للزينة بالأوراق أو الأكياس البلاستيكية والعلب التي يمكن تزيينها أو إستخدامها في أغراض أخرى”
تُعدّ ندرة الاحصائيات الدقيقة حول كمية ونوعية النفايات في اليمن من أهم التحديات التي تواجه عملية إدارة النفايات بشكل فعّال.
تشير البيانات المتاحة من الجهاز المركزي اليمني للإحصاء إلى ارتفاع كمية النفايات بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية. ففي عام 2017، وصلت كمية النفايات إلى 4.4 مليون طن، مقارنة بـ 3.7 مليون طن في عام 2011، أي بزيادة نسبتها 19%.
تشير الدراسة التي نشرتها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) في العام 2014
الى ان النفايات العضوية تشكل النسبة الأكبر من النفايات في اليمن، حيث تصل إلى 65%.
في حين يحتل البلاستيك المرتبة الثانية بنسبة 10% يليه الورق والكرتون7% ، والمعادن 6%، و 1% زجاج ، بينما تُشكل أنواع أخرى من النفايات 11%.
وتُشير الدراسة أيضًا إلى أن 35% فقط من النفايات يتم جمعها رسمياً، منها 20% يتم التخلص منها في مواقع خاضعة للرقابة، بينما يتم التخلص من 60% بطرق غير رسمية، مثل حرقها أو دفنها في أماكن غير مناسبة