الحاجة فريدة العرشي.. تربوية متقاعدة تواصل الكفاح بمشروع (يا ربي رضاك)

شارك المقال

 أمل وحيش – نسوان فويس 

 

 

 

تقابلك بابتسامتها الساحرة ووجهها البشوش وكأنها تعرفك منذ زمن، الحاجة (فريدة علي العرشي) شمالية الهوى جنوبية السكن والمأوى، تركية الأم والملامح، تعشق عدن وعدن تعشقها، مريحة في التعامل، وحديثها مليء بالثقة، ومشبع بالتفاؤل والتوكل على الله.
منصة (نسوان فويس) التقت الحاجة (فريدة) في حديقة (عدن نيو) بمحافظة عدن أثناء وقوفها على عربة رزقها التي تسميها ( كافتيريا ياربي رضاك) لتنال رضا ربها بكسب لقمة عيشها من عرق جبينها هي وابنتيها اللتان تساعدانها في صناعة تحضير المأكولات والتي تشمل وجبات سريعة منها (الكشري، الشوارما، الفاهيتا، البرجر، الكباب، وكافة أنواع المعجنات) وغيرها من المأكولات التي تلاقي رواجًا لدى زوار الحديقة، وبعزة نفس وشموخ تتحمل مشقة الجلوس لساعات لتبيع بضاعتها على أن تمد يدها لأحد أو ترى الشفقة بعيون الناس “أنا من النوع اللي ما احبش أطلب أحد
.
البداية

بدأت الحاجة(فريدة) مشروع الكافتيريا منذ أكثر من 8 سنوات فقد كانت تبيع في أحد المحلات القريبة من مدرسة الطويلة بكريتر روضة الصهاريج، إضافة إلى عملها كتربوية، وقد مضت على خطى والدها المرحوم( علي محمد العرشي) مالك مطعم وفندق البحر الأحمر بكريتر المشهور سابقًا بتميزه وفرادته بتقديم الأكلات المتنوعة والشعبية منها السلتة والفحسة آنذاك قبل أن يغلق أبوابه.

وتقول الحاجة (فريدة) بأنها تعلمت الكفاح من والدها وأخذت نفس الطبخ منه: “تعلمت الكفاح من أبي ومشيت على خطاه، دائمًا كنت أروح لا عنده واشوف أيش الذي يعمله وحبيت هذه الطريقة ومشيت بنفس الطريق”.
حتى وهي في عمر65 عامًا لم تجعل الحاجة (فريدة) السن حاجزًا بينها وبين الاستمرار في العطاء والكسب خاصة بعد أن أحيلت للتقاعد، فقد اعتادت على العمل والنضال منذ سنوات طويلة، فهي التربوية التي عملت في سلك التربية والتعليم ما يقارب 34 عامًا، وهي الأم التي اضطرت إلى كفالة طفلتين في سن مبكر حيث توفي زوجها، وابنتها الكبرى كانت في عمر الثامنة من عمرها والصغرى في الثالثة، وشاءت الأقدار أن تتكفل هي بتربيتهما وتعليمهما حتى تخرجتا من الجامعة إحداهما بكالوريوس إدارة أعمال، والأخرى بكالوريوس محاسبة.

ما تزال الحاجة (فريدة العرشي) صاحبة مشروع (كافتيريا ياربي رضاك) تأتي يوميًا إلى الحديقة منذ أربع سنوات لتعرض بضاعتها التي سرعان ما تنفذ من قبل الزوار، وغالبًا ما يكون هناك طلبيات لمناسبات مختلفة يتم تجهيزها عن طريق التواصل مسبقًا معها.

ترى الحاجة (فريدة) أن الصعوبات كثيرة في الحياة خاصة لدى النساء اللاتي لديهن مشاريع صغيرة ولكن العلاقات الجيدة والكلمة الطيبة هي من تيسر لها أمورها وتجنبها المشاكل حسب قولها “العلاقة الكويسة والكلمة الحلوة تبعد المشاكل”.
تأمل الحاجة (فريدة) أن تفتح محل خاص بالكافتيريا في مكان قريب من سكنها فذلك سيجنبها مشقة الذهاب يوميًا إلى الحديقة وتجهيز الكافتيريا بالمتطلبات يوميًا، كما أنه مكان مستقل ومريح بالنسبة لها.
“أتمنى أوسع الكافتيريا، لو معي محل خاص بي يكون أفضل وأريح لي”.

 


في ختام حديثها المقتضب لمنصتنا وجهت الحاجة (فريدة) رسالتها للفتيات والنساء المكافحات اللاتي يحلمن بتأسيس مشاريعهن الصغيرة ألا ييأسن وأن يطورن من أنفسهن، فكما تقول فإن الكفاح يبدأ من الصفر ثم يتوسع مع الأيام وتضيف: “مهما كانت الصعوبات والمشاكل لازم تطوري نفسك ولا تيأسي”.
قصة كفاح الحاجة (فريدة العرشي) قصة ملهمة لكثير من النساء لمواجهة صعوبات الحياة، والبدء بجدية بمشاريعهن الصغيرة لضمان الوصول للاكتفاء الذاتي والاستقرار المادي.

مقالات اخرى