يوم النظافة الوطني.. وثالوث الحرب، والفقر، وقلة الوعي البيئي

شارك المقال

 

وفاء صالح – نسوان فويس 

الثاني عشر من ديسمبر هو يوم النظافة الوطني في اليمن، ويُعد يومًا وطنيًا للوعي بأهمية النظافة وكيفية الحفاظ عليها، والذي تأسس في العام 2013م، بمبادرة من الشهيد عبد القادر هلال، أمين العاصمة السابق، ويتزامن مع ذكرى وفاته. 

في هذا اليوم يتم تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات، مثل حملات النظافة في الشوارع والأسواق والحدائق، وفعاليات التوعية بأهمية النظافة، وبرامج إعادة التدوير، في وقت تعاني فيه المدن اليمنية من مشكلة تراكم النفايات، حيث لا تتوفر المرافق المناسبة لجمع ومعالجة النفايات. 

المدن الكبرى مقر النفايات الأكبر  

و فيما تنتشر النفايات في جميع أنحاء البلاد، إلا أنها تكثر في المدن الكبرى، مثل صنعاء، وعدن، وتعز، والحديدة، حيث أنها تنتج كميات كبيرة من النفايات، بسبب الكثافة السكانية العالية والأنشطة الاقتصادية المتزايدة.

و لا يعني هذا أن المناطق الريفية آمنة، لكن النفايات  تنتشر فيها بشكل أقل من المدن، ولا تزال تشكل مشكلة كبيرة، بسبب نقص الوعي البيئي وضعف البنية التحتية لجمع ومعالجة النفايات. 

و تتراكم النفايات أيضًا في المناطق الساحلية، بسبب التخلص غير السليم من النفايات البحرية مما يزيد من  التهديدات الحقيقية للحياة البحرية على الشواطئ اليمنية. 

ارتفاع نسبة النفايات 

وتوضح بيانات الجهاز المركزي اليمني للإحصاء، أن  نسبة النفايات في اليمن، ارتفعت  إلى نحو 4,4 ملايين طن في العام 2017، مقابل نحو3,7 مليون طن في 2011، حيث وصلت نسبة التغير خلال الفترة ذاتها، إلى زيادة بنسبة 19%، احتلت عدن فيها المرتبة الأولى بنسبة 23% ثم صنعاء 22%. 

مما تتكون هذه النفايات؟ 

توضح دراسة نشرتها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) في العام 2014، أنواع النفايات المتراكمة في المدن اليمنية، حيث تشكل النفايات العضوية ما نسبته 65% من النفايات، في حين يحتل البلاستيك ما نسبته 10%، يليه الورق والكرتون بنسبة 7%، و6% معادن و1% زجاج، فيما تحتل النفايات الأخرى غير المحددة 11%.

التحديات التي تواجه يوم النظافة الوطني 

ويواجه يوم النظافة الوطني في اليمن بعض التحديات، منها: 

الحرب

 التي أدت إلى تدمير البنية التحتية البيئية، مما جعل من الصعب تنفيذ الأنشطة البيئية، بما في ذلك يوم النظافة الوطني. 

الفقر 

هل هناك علاقة تربط بين النظافة والفقر؟ دائما ما نسمع بهذا السؤال و فعلا كلما انتشر الفقر كلما انتشر التلوث البيئي وقلت النظافة، و يعاني معظم اليمنيين من الفقر، مما يجعل من الصعب على شريحة كبيرة منهم، من الوصول إلى الموارد اللازمة للحفاظ على النظافة مثل الماء والصابون ومرافق الصرف الصحي، غير أن الفقراء يعيشون غالبًا في ظروف غير صحية، مثل الأحياء الفقيرة أو في مخيمات النازحين، حيث تكون فرص انتشار الأمراض المعدية أعلى. 

قلة الوعي البيئي 

ويعد قلة الوعي البيئي من أبرز الأسباب، حيث يعاني معظم اليمنيين من الافتقار إلى الوعي البيئي، مما يجعل من الصعب عليهم فهم أهمية الحفاظ على البيئة. 

مخاطر صحية و اجتماعية تسببها قلة النظافة  

وتتسبب انتشار النفايات في زيادة انتشار الأمراض المعدية حيث أن قلة النظافة ترتبط بانتشار العديد من الأمراض المعدية، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية والسعال الديكي، والتي تنتج عن تلوث الهواء. 

أمراض الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والكوليرا والتسمم الغذائي، والتي تنتج عن تلوث المياه والتربة. 

أمراض الجلد ، مثل الأكزيما والصدفية، والتي تنتج عند التعرض للمواد الكيميائية الضارة. 

و يمكن أن تؤدي قلة النظافة إلى انخفاض الإنتاجية، حيث أن الناس الذين ليسوا في حالة صحية جيدة يكونون أقل إنتاجية، بالإضافة إلى المشكلات الأخرى، مثل الازدحام، والحشرات، والروائح الكريهة.

مقالات اخرى