لميس الصوفي – نسوان فويس
“الإعاقة لا تعني العجز، بل هي رسالة ربانية خفية معناها: هذه فرصة لنا لنثبت لأنفسنا ولغيرنا قوّتنا وقدرتنا في التغلب على الصعاب”، هكذا تقول أماني الجوباني عبر نسوان فويس
(أماني عبدالباقي سيف الجوباني) ذات ال٣٧ عانت ومنذ كانت في ال٩ من عمرها من إعاقة في أطرافها السفلية جعلتها تواجه كغيرها من الأشخاص ذوي الإعاقة صعوبات وتحديات شتى، لكنّها نجحت في تجاوزها، وحصلت على شهادتين (دبلوم، وبكالوريوس).
تحمل (الجوباني) دبلوم في تقنية المعلومات، وبكالوريوس في المحاسبة المالية من جامعة تعز، وأثبتت خلال مسيرتها أن إعاقتها والصعوبات التي مرّت بها لم تمثّل عائقًا أمام أحلامها بل مضت قُدمًا في حياتها بعكازين، لتثبت للعالم أن العقل هو المحرك الأساسي للإنسان نحو تحقيق الأحلام وليس الجوارح فقط.
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة
تحكي (أماني) لـ(نسوان فويس) عن بدايتها قائلة: “كانت البداية عند التحاقي بجمعية تأهيل المعاقين كعضوة في العام 1997، إلا أن تفاعلي وانخراطي في أنشطتها وأعمالها التطوعية بدأ عقب إنهائي المرحلة الثانوية”.
ونظرًا لجهودها الفاعلة التي بذلتها أثناء مسيرتها في الجمعية تم تعيينها مسؤولة مالية وإدارية في جمعية رعاية وتأهيل المعاقين عام 2007م، تقول (أماني): “لم تكن المهمة سهلة بالنسبة لي كطالبة جامعية في تخصصين مختلفين لكن بفضل الله وبعون بعض الزملاء استطعت أن أكون فردًا فاعلاً في الجمعية إلى جانب كوني طالبة جامعية أدرس تخصصين في الوقت نفسه”.
أشواك في الطريق
لم تكن طريق (أماني) نحو تحقيق أحلامها مزروعة بالورود، بل عاشت أوضاعًا أمنية واقتصادية صعبة فرضتها الظروف التي تمرّ بها اليمن، وألقت بظلالها على جميع المواطنين.
تقول (أماني): “كان الوضع الأمني الصعب الذي مرّت به محافظة تعز آنذاك من أبرز التحديات التي واجهتها خلال مسيرتي إلى جانب الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة التي عانيت منها خلال تلك الفترة،
لكن كشخصية عنادية فقد جعلت من هذه الصفة كحافز ومحرك أساسي لي لأواصل المضي قدمًا حاملة شعار (لن أستسلم لليأس وسأمضي نحو تحقيق أهدافي)”.
في التسجيل الصوتي التالي توضح أماني التحديات التي واجهتها:
مسيرة مكلّلة بالنجاح
لم تكتفِ (أماني) بعملها في جمعية رعاية وتأهيل المعاقين بل تنقلت في وظائف متعددة وكانت فردًا فعالًا في منظمات المجتمع المدني كالصندوق الاجتماعي للتنمية ومنظمة أجيال بلا قات.
ورغم توقفها بسبب تردي الوضع الأمني في محافظة تعز لمدة سنتين استأنفت نشاطاتها حتى عام 2019، كما كان لها الأسبقية في تأسيس وإدارة مؤسسات مختلفة كمنظمة سياق للتنمية، مركز يمن كايزن للاستشارات والتدريب، وحاضنة أعمال (انطلاقة)، وتشغل حاليًا منصب المدير العام لجمعيتها.
أحلام لا حدود لها
“طالما لديك حلم فلا سقف ولا حدود له”. باختصار هذه هي نظرة أماني للحياة.
ونحو مجتمع يعترف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ودورهم الفعّال تسير (أماني) بخطى واثقة، وتحقق نجاحًا يتبعه نجاح متجاوزةً الظروف والعقبات.
تختتم (أماني) حديثها لمنصة (نسوان فويس) بابتسامة ونصيحة تقدّمها للشباب في مجتمع يواجه ظروفًا صعبة في مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية قائلة: “لا تستلموا وامضوا بخطى وإرادة من حديد نحو تحقيق أحلامكم”.
تضيف: “بالتأكيد ستواجهون الكثير والكثير من المصاعب، وفي كل مرة تشعرون فيها باليأس.. تذكّروا أن في الاستسلام هزيمة”.