يمنيات من ذوات الإعاقة.. عزيمة كسرت قيود المجتمع

شارك المقال

 أمل وحيش – نسوان فويس 


يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة وهو يوم خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992، ويهدف إلى التوعية والفهم لقضايا الإعاقة، كما يركز على زيادة الوعي في أهمية إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وكافة جوانب الحياة، ولا شك أن للأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن وضعًا آخر مليئًا بالمعاناة، وتفاقمت معاناتهم في ظل الحرب الدائرة منذ العام 2015، وتعتبر النساء من ذوات الإعاقة أكثر الفئات تضررًا من آثار تلك الحرب.
ومن وسط زحام الحياة، وتراكمات الحرب، ونظرة المجتمع، برزت أسماء نسائية كثيرة من ذوات الإعاقة، استطعن أن يتغلبن على العديد من الصعوبات كي يصلن إلى مبتغاهن ويحقق ولو جزءًا من أحلامهن يتحدين بذلك الظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلد، ونظرة المجتمع القاصرة تجاه المرأة المعاقة.
منصة (نسوان فويس) أجرت بعض اللقاءات مع نساء من ذوات الإعاقة استطعن تجاوز مصاعب كثيرة ليحظين بجزء من حقوقهن الحياتية.

بطلة تنس الطاولة

تقول عن نفسها بأنها كأي فتاة عادية في المجتمع، لكن طموحها وموهبتها وحبها للرياضة وتحديدًا رياضة تنس الطاولة لم يجعلها فتاة عادية فقد استطاعت بعزيمتها أن تستخدم يدها الأخرى لتصل لبطولات عديدة في هذه الرياضة بجهد ومشقة نظرًا للظروف المحيطة الصعبة، إلا أنها تجاوزتها بفضل قوة الإرادة.
(نيروز أمين محسن) ذات ال33 عامًا خريجة تقنية معلومات، ولدت بإعاقة حركية في اليد اليسرى بنسبة عجز 75%، وكانت بداية (نيروز) في المجال الرياضي من نادٍ بسيط في العاصمة صنعاء، وعملت على تطوير نفسها يومًا بعد يوم لحبها الشديد لهذه الرياضة، إلى أن جاءت الفرصة للمشاركة في بطولة داخلية لجمعية المعاقين حركيًا فرع تعز وحصلت فيها على المركز الأول، وبعد فترة وجيزة أقيمت بطولة الجمهورية للتنس في صنعاء وتم ترشيحها من قبل جمعية المعاقين في تعز واستطاعت أن تحصل أيضًا على المركز الأول، وتوالت البطولات محليًا وكانت تحرز المراكز الأولى، ما ساهم في ترشيحها للمشاركة دوليًا لبطولة البارالمبية التي أقيمت في الأردن للمعاقين وحصلت فيها على المركز الثاني فردي والثالث في الفرق.

مجتمع معيق

واجهت (نيروز) منذ بداياتها صعوبات جمة كان من ضمنها حسب قولها لمنصة (نسوان فويس) نظرة المجتمع المعيقة الذي كان يصعب عليه تقبل وجود امرأة تمارس الرياضة تحقق مراكز متقدمة، إضافة إلى التمييز من قبل المسؤولين على الرياضة بينهم وبين الفرق الأخرى من غير ذوي الإعاقة المتمثل بعدم الاهتمام برياضة ذوي الإعاقة من خلال التكريم والرعاية، والتدريب أسوة بالفرق الأخرى، رغم ذلك لم تستسلم ( نيروز) وعملت على تطوير نفسها من خلال شراء الأدوات والبدلات الرياضية والكثير من التكاليف لهذه الرياضة وبمساعدة ودعم والدتها استطاعت أن تثبت وجودها في عالم تنس الطاولة: “أغلب الأشياء كنت أدعم نفسي من نفسي من أدوات وبدلات رياضية ومصاريف والحمدلله على اللي وصلت له وهذا كان بجهد و دعم أمي لي اللي وقفت معي وآمنت بموهبتي الرياضية”.

دمج

تدعو( نيروز) إلى ضرورة دمج المرأة من ذوات الهمم في المجال الرياضي وغيره من المجالات مؤكدة على أنهن قادرات على المنافسة وعمل المستحيل، بل قد يكن أفضل بكثير من الأشخاص السليمين حسب قولها، وتطالب النساء من ذوات الإعاقة أن يتحدين إعاقتهن وأن يبدعن فهن قادرات على فعل ما يرغبن وبحب.
يذكر أن آخر بطولة لعبتها (نيروز) كانت في العام 2009، بعدها جاءت أحداث الحرب والصراعات ولم يعد يهتم المعنيين لأمر الرياضة كثيرًا خاصة رياضة ذوي الإعاقة.

 

بطلة شطرنج

“من حسن الحظ أنني لاعبة شطرنج، لأن التدريب أصبح أسهل عبر تطبيقات يتم تحميلها على الموبايل”. متحدثة عن الصعوبات التي تعانيها المرأة بشكل عام ومن ذوي الإعاقة على وجه الخصوص خاصة المرأة الرياضية تقول (منال علي الأشول) بطلة في لعبة الشطرنج ومن الأشخاص ذوي الإعاقة من فئة الصم: “للأسف لا يتم الاهتمام بالفتيات الرياضيات في اليمن والاهتمام يقل بالنسبة لذوات الإعاقة”، كما نوهت إلى انعدام الأندية الرياضية التي تهتم برياضة المرأة في اليمن لتمكينها من ممارسة الرياضة التي تحبها، وتشيد بدور المراكز الصيفية التي قد تساهم في تحفيز الفتيات على الاهتمام بالمجال الرياضي إلا أنها لا ترى أن لذوات الإعاقة نصيبًا كبيرًا حيث يتم تحجيم مشاركتهن اجتماعيًا بشكل عام حسب وصفها.


وتؤكد أن العوائق كانت ولا تزال كبيرة أمام المرأة الرياضية من ذوي الإعاقة التي إن استطاعت بصعوبة اللحاق بأحد النوادي الرياضية: “يوجد ألف عائق من لحظة خروجها من البيت إلى وصولها إلى قاعة التدريب”.
ولكن تلك الصعوبات لم تعق عزيمتها وإرادتها الحديدية فقد لمعت العديد من الأسماء الرياضية من ذوات الإعاقة كما تقول (الأشول) وتشدد على ثقتها بأن الفرصة لو أتيحت لهن أكثر وحصلن على دعم حكومي أكبر سيتمكن من تحقيق إنجازات أفضل.

 

استقلالية

من خلال تجربتها الحياتية والتعليمية ومشاركتها في بطولات محلية وعربية للشطرنج، ترى (الأشول) أن الاستقلالية والسفر للعمل أو الدراسة في الخارج يعد حلم الجميع، وفي نظرها لا مانع قد يعيق الفتيات ذوات الإعاقة من العمل والدراسة خارج الوطن خاصة وأن أغلبية الدول كما تقول تولي اهتمامًا بفئة المعاقين وتحترم حق الاستقلالية وحق التنقل وإمكانية الوصول.
تضيف: “التكنولوجيا الآن أصبحت تسهل علينا الوضع كثيرًا، وأنا أشجع الفتيات والنساء من ذوات الإعاقة على استغلال أي فرصة ممكنة لتحقيق أحلامهن مهما كانت بسيطة”.
بعيدًا عن الرياضة عملت (منال الأشول) وهي من مواليد محافظة تعز على تنمية قدراتها واستطاعت أن تتجاوز إعاقتها وأن تكمل تعليمها الجامعي ودراسة الماجستير وها هي اليوم طالبة دكتوراه تخصص طفيليات طبية، كما أنها عملت في عدة أعمال منها معلمة في مدارس الدمج لفئة الصم في محافظة تعز منذ العام ٢٠٠٤ لمادتي العلوم والأحياء ولغة الإشارة بالإضافة لعملها في مكتب التربية كرئيس قسم لذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب عملها التطوعي في عدة جمعيات ومنظمات نسوية خاصة بذوي الإعاقة منها جمعية السعيدة للفتيات الصم، والمؤسسة الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة والمنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والاتحاد العالمي للصم المسلمين.
آخر بطولة شاركت فيها (الأشول) كانت بطولة آسيا للصم في الأردن في مارس الماضي، وكان من المفترض أن تشارك في بطولة كأس آسيا في ديسمبر الجاري وبطولة العالم لشطرنج الصم في العام القادم لكن انعدام الدعم يشكل عائقًا أمام المشاركة.

بصيرة الإرادة


أن تواصل الكفيفة حياتها بشكل طبيعي مثلها مثل المبصرين فذلك يعد انتصارًا على اليأس والإحباط ونظرة المجتمع الدونية التي ربما تغيرت نوعا ما مع الوقت، إلا أن الفتاة التي تعاني إعاقة تعاني من إعاقة فكر الكثيرين من حولها ولكن هن كثر من مضين قدمًا دون الالتفات إلى الوراء، كما فعلت (مايسة عبدالله أحمد بن هامل) من محافظة حضرموت التي تحدت الإعاقة وتخطت الحواجز المجتمعية واستطاعت أن تكمل مسيرتها التعليمية وطمحت إلى الدكتوراة ووصلت إليها ولا تزال تناضل من أجل نيل حقوقها، ومن تلك الصعوبات التي واجهتها هي ندرة فرص التأهيل والتدريب كونها تعمل كمعلمة من ذوات الإعاقة ما يصعب عليها التواصل مع الطلاب أثناء أداء الحصة، أضف إلى ذلك تعسر تحضير المادة العلمية مسبقًا وصعوبة شرحها للطلاب مع شحة الوسائل التعليمية، ولم تغفل (مايسة) أبرز تحدي كانت ولا تزال تواجهه وهو صعوبة التنقل بمفردها لضرورة وجود مرافق في أغلب الأحيان، وصعوبة التعامل مع الحاسوب وإعداد البحوث كونها طالبة دراسات عليا، كل تلك كانت عوائق وبعضها ما زال إلا أنها كما تقول تجاوزتها : “بفضل الله أولًا ثم عائلتي الكريمة ودعمهم المادي والمعنوي استطعت ولله الحمد الوصول إلى ما أنا فيه والتغلب على هذه المعوقات والحمد لله أنا راضية تمام الرضا ونسأل الله المزيد من فضله وكرمه”.

كفيفة ليش تخرجي”


تصل إلى مسامع (مروة عبدالحليم الحباري) وهي كفيفة الكثير من الكلمات الجارحة التي تصادفها في الحياة خاصة أثناء عبورها الشارع، من ضمنها عبارة “كفيفة اجلسي في البيت” هذه العبارات مزعجة جدًا بالنسبة لها ولغيرها من الكفيفات، أضف إلى عراقيل وصعوبات لا حصر لها تواجهها الكفيفات في اليمن تتمثل أبرزها بحسب (الحباري) بقلة الوعي لدى المجتمع المتنمر الذي كان ومازال ينظر إلى ذوات الإعاقة على أنهن عبئًا على المجتمع، وتشير (الحباري) إلى أن الكفيفة كانت في السابق تشكل عبئًا وحرجًا كبيرًا للأسرة وكان الاعتقاد السائد بأن الكفيفة أو المعاقة ابتلاء لأسرتها، وربما كانت هذه النظرة والاعتقاد أكثر تأصلًا قبل وجود الجمعيات والمؤسسات التي تعتني بالمعاق، وخاصة الكفيفات حتى جاءت جمعية الأمان للكفيفات التي أنشأتها فاطمة العاقل والتي كانت نقلة نوعية لعالم الكفيفات حيث تقول (الحباري) بأنها ساهمت في إخراج الكفيفات من الظلام على النور.
معاناة الوصول
“بدأت الكفيفة تخرج للعلن وبدأت الصعوبات، ولا يخفى عليك أنك في مجتمع ذكوري فهو يرى أن للمرأة الجلوس في البيت، فما بالك إذا كانت هذه المرأة كفيفة أو معاقة ستكون المشكلات هنا مركبة”، وتضيف (الحباري) أن الحديث عن الصعوبات بالنسبة للكفيفات شيء مؤلم وموجع وغالبًا ما يرتطم بالجدار على حد تعبيرها، وتطالب بإعطاء مساحة للكفيفة للعبور وإنجاز ما خرجت لأجله كما تطالب بحق المعاقين في الاندماج والتوظيف أسوة بالأصحاء.
(مروة عبد الحليم الحباري) بكالوريوس آداب انجليزي وطالبة ماجستير تنمية دولية ونوع اجتماعي، حاصلة على دبلوم في إدارة منظمات المجتمع المدني، وصلت لهذه المرحلة التعليمية بمساندة عائلتها، وثقتها بنفسها، وإيمانها بأهمية الحصول على مراكز تعليمية متقدمة، وحقها في التعليم الذي كفلته لها الدولة والقوانين الدولية مثلها مثل أي مواطن عادي.
لاقت ( الحباري) العديد من الصعوبات في الوصول لهذه المراحل المتقدمة من التعليم، وعند قرارها مواصلة التعليم العالي نظرًا للميزة التي كانت تُمنح لذوي الإعاقة في الدراسات العليا وهي خصم 50% من تكاليف دراسة الماجستير، إلا أنها فوجئت بأن هذه الميزة تم إيقافها بسبب الحرب، ما زاد العبء المادي عليها، ولكن ذلك لم يعق إرادتها بل استمرت في إكمال مسيرتها التعليمية آملة أن تصل الكفيفات إلى أعلى المراتب التعليمية والقيادية وأن ينلن حقوقهن المشروعة دون قيد أو شرط.
تعمل (الحباري) حاليًا في المركز الثقافي للمكفوفين بصنعاء كمسؤولة للتدريب والأنشطة، وكانت عضوة لعشر سنوات في الاتحاد العربي للمكفوفين كمسؤولة لجنة المرأة والطفل، وحاليًا عضوة في الشبكة الوطنية لذوي الهمم، كما شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية الخاصة بذوي الإعاقة.

ملهمة 

بحسب تقرير منظمة (هانديكاب) الدولية للمعاقين فإن عدد المعاقين في اليمن قبل اندلاع النزاع المسلح، كان يقدر بنحو 3 ملايين معاق، فيما تجاوز العدد حتى مطلع العام الماضي نحو 4.5 مليون شخص، وقد يكون العدد أكبر من ذلك.
المراكز المتخصصة بدعم المعاقين وتأهيلهم شحيحة جدًا، وإن وجدت فهي لا تكاد تستوعب هذا العدد الكبير من المعاقين في اليمن، إلا أن بعضها يسعى جاهدًا لأن ينتزع حقوق المعاقين انتزاعًا مستندًا إلى القوانين والأعراف الإنسانية والدولية، ومن ضمن هذه الجهات (الشبكة الوطنية لمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الهمم) التي ترأسها الملهمة الشابة (الرميصاء يعقوب) الناشطة في مجال المرأة والشباب والتي تنتمي إلى هذه الفئة كونها من ذوي الإعاقة الحركية والتي استطاعت أن تلهم الكثير بعزيمتها الفولاذية ونشاطها الدؤوب في مجال الدعم والمناصرة لقضايا الشباب والمرأة بما فيها مناصرة قضايا الأشخاص ذوي الهمم(الإعاقة).
تقول (الرميصاء) متحدثة لمنصة (نسوان فويس) بأن الأسرة هي النواة والداعم الاستراتيجي الأول للمرأة بشكل عام وذوات الإعاقة بشكل خاص فهم حسب قولها الركيزة التي تستند عليها المرأة المعاقة، معرجة على أن العجز الجزئي الذي خلقن به ليس عيبًا وإنما هو شيء من الله كما تقول، ولكن العيب هو عدم المحاولة والسعي.

(الرميصاء) الشابة الطموحة التي تجاوزت بإرادتها وعزيمتها كل الإعاقات عملت جاهدة ولا تزال من أجل دعم ومناصرة قضايا المرأة والشباب، ومن خلال الشبكة الوطنية لمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الهمم (الإعاقة) وهي شبكة حقوقية تنموية تعمل على عدة برامج وأقسام وهناك قسم لذوات الإعاقة للرابطة الثلاثية (السلام ، التنمية، الإغاثة) والتي تقوم الشبكة من خلالها بتقديم المساعدة والتأهيل والإشراك للمرأة ضمن الاتفاقيات الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة المحددة بمواد الإشراك والتأهيل و قرار 1325 وغيرها، ولدى الشبكة فروع في عدة محافظات من ضمنها العاصمة صنعاء.
تقول (الرميصاء) أن الشبكة استطاعت تأهيل الكثير من ذوات الإعاقة سواء تعليمهمن حرفة، أو منحنهن تدريب تطبيقي عملي في مجالات عدة، كما تم إنشاء فريق نسوي لتنس الكراسي المتحركة بتعاون اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتعمل الشبكة على عقد شراكات مع جهات مختلفة منها (اللجنة الوطنية للمرأة) و(اتحاد نساء اليمن)، وبعض التكتلات النسوية وغيرها.
وبعبارات تملؤها الثقة بأن درب النجاح ليس سهلًا ولكنه ليس مستحيلًا تقول (الرميصاء) لذوات الإعاقة في يومهن العالمي: “حياتنا من صنع أفكارنا عندما تتقبل نفسك كما أنت يراك العالم.. تألمي، وتعلمي، وتغيري، وتطوري..”. وتضيف بأن الحياة تحتاج إلى المزيد من الصبر والإيمان مغلفة بالطموح لتصل المرأة إلى ما تصبو إليه: “ثقي بنفسك وقدراتك وسيعطيك على قدر سعيك وأخذك بالأسباب ولا تنسي الدعاء فهو على كل شيء قدير”.

تمييز ودعم

أصدرت اليمن العديد من الأطر التشريعية والمؤسسية التي تكفل حقوقًا متكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة تجسد ذلك في صدور عدد من القوانين والقرارات واللوائح ومن أهمها القانون رقم 61 لسنة 99 بشأن رعاية وتأهيل المعاقين وهناك القانون رقم 2 لسنة 2002 ومصادقة اليمن على الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في العام 2008م
هذه القوانين بحسب رأي الناشط الإعلامي والحقوقي بقضايا ذوي الإعاقة (فهيم القدسي) لا تطبق على أرض الواقع وهذا ما يشكو منه أغلب ذوي الإعاقة، وللأسف فدور الدولة غالبًا ما يقتصر على سن التشريعات والقوانين مع غياب تفعيل هذه القوانين وتعزيز دورها في رسم السياسات وكيفية التنفيذ والمتابعة والرصد بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني المعنية بذوي الإعاقة.
يرى (القدسي) أيضًا أن النساء والفتيات المعاقات قد يتعرضن أكثر من غيرهن إلى أشكال مختلفة من التمييز، وبذلك تقر الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بضعفهن في التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي بالتحديد، ومع كل ذلك لا توجد قوانين أو سياسات في اليمن تتطرق وبشكل خاص إلى مشكلة العنف والتمييز الموجه للنساء ذوات الإعاقة بل أن مجرد الحديث عن العنف أو التمييز ضد المرأة يعتبر من الأمور المحظورة على جميع مستويات المجتمع بحكم العادات والتقاليد السائدة حسب قوله.
دور الأسرة
“بكل تأكيد هناك دور كبير للأسرة في اكساب الأبناء الكثير من الثقة والتغلب على كافة الصعاب فهي النواة الأولى بل والدافع الحقيقي للنجاح”، هكذا يولي (القدسي) دور الأسرة أهمية كبرى في الدعم النفسي والمعنوي والمادي لابنتهم المعاقة، ويؤكد أن هناك نماذج كثيرة من ذوات الإعاقة اللاتي استطعن أن يصلن إلى النجاح بجدارة ويعود السر إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الأسرة في دعم ومؤازرة ابنتها المعاقة.
رسالة
ويوجه الناشط الإعلامي والحقوقي (فهيم القدسي) رسالة للمجتمع إلى ضرورة التنبه لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة والاهتمام بها كونها من أهم القضايا المجتمعية التي يجب أن توضع لها سياسات تكون ضمن الإطار العام للدولة، وتوفير كل التسهيلات اللازمة التي تسمح لذوي الإعاقة بالاندماج في المجتمع بكل يسر وسهولة.
ولذوات الإعاقة يقول: “أنتن لديكن من القدرات الكثير فقط يجب أن تؤمن بتلك القدرات وسوف تصلن إلى تحقيق كل الطموحات التي ترغبن بها يجب أن يكون الأمل هو مفتاح النجاح لكنّ”.
كما شدد على ضرورة منح الأسرة الثقة لأبنائها من ذوي الإعاقة، وعدم عزلهم أو جعلهم يشعرون بالنقص أو العجز ما يسهم في تكوين شخصية قوية لديها دافع لتحطيم وكسر قيود وحواجز ذوي الإعاقة.

مقالات اخرى