أمل وحيش – نسوان فويس
منذ مايقارب أربع سنوات يستضيف ميدان التحرير بصنعاء كل يوم خميس سوقًا يضم الكثير من المنتجات المحلية الصنع التي تتفنن في صناعتها أيادٍ يمنية وبحرفية عالية وبأسعار مناسبة.
يشكل السوق تجمعًا نشطًا لكثير من الأسر المنتجة وعلى رأسهن النساء اللواتي يعرض منتجاتهن اليدوية والمصنوعة محليًا وتعكس جلها الهوية اليمنية ويبرز ذلك جليًا من خلال بعض المنتجات كالملبوسات والحقائب اليدوية، والبخور والعطور، والاكسسوارت، والمنظفات، والمعجنات، والمخللات، والبن وغيرها.
ويعتبر السوق فرصة ترويجية للعديد من المنتجات التي غالبًا ما تصنعها النساء وتبيعها في السوق.
منصة (نسوان فويس) زارت سوق الخميس في ميدان التحرير بصنعاء واستطلعت بعض الآراء حول أهمية السوق للنساء والأسر المنتجة.
عطور واكسسوارات
(منى) إحدى النساء المرابطات في سوق الخميس منذ أربع سنوات التي تعتبر السوق متنفس لها ولزميلاتها من ذوات المشاريع الصغيرة للترويج لبضاعتهن، وتعمل منى في صناعة الإكسسوارات والعطور والبخور ذات الرائحة المميزة والتي تدوم لفترة طويلة، وقد أصرت على أن نجرب منتجها الذي كان له رائحة مميزة وثابتة لأيام، وهذا يدل على شغفها وحبها لعالم الروائح الفواحة، وترى (منى) بأن هناك إقبال كبير على السوق وشراء المنتجات اليدوية التي تصنعها هي وزميلاتها، كونها منتجات ذات جودة عالية وأسعارها مميزة.
إعالة أسرة
غالبًا ما تبحث الأمهات عن مصدر دخل يساندهن لمواجهة تحديات وظروف الحياة الصعبة خاصة في ظل الحرب وانقطاع المرتبات، كما هو الحال مع (أم ريتاج) التي تعمل في صناعة وبيع العطور والبخور كون هذه المهنة سهلة التعلم والمواد الخام الخاصة بها ليست بتلك التكلفة .
تأتي (أم ريتاج) إلى سوق الخميس برفقة إحدى بناتها لتساعدها في بيع منتجاتها، بينما تجلس هي على طاولة أخرى كمندوبة لأحد المشاغل الذي يقوم بإنتاج الملبوسات النسائية، وتقول (أم ريتاج) إنها تعول ابنتين وتساعد زوجها المريض، ويعتبر السوق بالنسبة لها مكانًا آمنًا للبيع والشراء بأريحية دون تدخل من أحد، كما أنه يؤمن دخل جيد للأسرة.
سوق دائم
(أروى) صاحبة مشروع صغير وإحدى المنتِجات البارزات في سوق الخميس منذ تأسيسه، ومتخصصة في تصنيع العطور والبخور بمختلف أنواعها، تقول إن السوق من الأشياء الجميلة والمهمة للمرأة لأنه أتاح لها عرض منتجاتها خاصة المنتجات التي تعتمد على الإنتاج اليدوي، ولكنها تتمنى أن يكون دائمًا بدلًا من يومًا واحدًا في الأسبوع وتطالب بإيجاد حل لجعله دائمًا بحيث يتسنى لصاحبات المشاريع الصغيرة عرض مشاريعهن ومنتجاتهن في مكان واحد، ويتيح لهن الفرصة لزيادة المبيعات لأن ذلك سيحفزهن على الإنتاج بشكل أكبر.
ليست أروى فقط من تتمنى ديمومة سوق الأسر المنتجة، فمعظم من قابلناهن يرغبن في بقائه دائمًا لأنه صنع فرقًا في حياة الكثير من النساء والأسر المنتجة على الصعيد المادي، وديمومة السوق بالنسبة لهن ستزيد من فرص الدخل الدائم لهن ولأسرهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلد، كما أنه سيعمل على تحقيق مبيعات أكثر الأمر الذي يشجع الأسر المنتجة على التوسع في إنتاجها للصناعات المحلية، إضافة إلى أن تلك المنتجات المحلية الصنع تعد رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني.
معرض دائم
(نبيل مجاهد شاكر) منسق الأسر المنتجة لسوق الخميس يؤكد على أهمية السوق للأسر المنتجة وللمرأة على وجه الخصوص كونه سوق مفتوح تعرض فيه الكثير من المنتجات اليدوية المحلية النظيفة حسب قوله.
وحول ما إذا كان هناك عراقيل تواجه السوق يقول إنه لا توجد عراقيل كبيرة كون السوق يُفتح ليوم واحد في الأسبوع، وحول المطالبة بتحويل سوق الخميس في ميدان التحرير إلى سوق دائم أكد (شاكر) بأنه لا يمكن أن يكون سوق دائم كون المكان مؤجر لشخص آخر من قبل الدولة، ولكنه أكد على أن هناك جهود تبذل من أجل تجهيز معرض دائم يجمع كل المنتجات المحلية وكذلك كل مصنوعات الأسر المنتجة “نحن الآن في صدد تجهيز معرض دائم يجمع كل المنتجات المحلية وكذلك الأسر المنتجة”.
ووجه (شاكر) رسالة للنساء المنتجات الغير قادرات على استئجار محل صغير لعرض منتجاتهن بأن يتوجهن إلى سوق الخميس للأسر المنتجة الذي تقيمه أسبوعيًا مؤسسة بنيان للتنسيق من أجل عرض منتجاتهن، وأضاف بأن هناك توجه من قبل الدولة والهيئة العامة للمشاريع الصغيرة بتبني ودعم هذا المشروع.
يعد سوق الخميس بميدان التحرير فرصة ترويجية تمكن العديد من النساء من عرض أعمالهن ومنتجاتهن للحصول على مقابل مالي يساعد في مجابهة ظروف الحياة، ولكن يظل الأمل كبير بديمومة هذا السوق وتوسعته حتى يتمكن الجميع ممن لديهم مشاريع صغيرة محلية الصنع ببيع منتجاتهم دون الحاجة للانتظار لأسابيع حتى يأتي دورهم.
يذكر أنه يتم التنسيق بين المنتجين لعرض منتجاتهم بالتناوب، نظرًا لعدم وجود أماكن كافية، بسَببِ ضيق السوق.