“اسأل مجرب ولا تسأل طبيب” 

شارك المقال

وفاء صالح – نسوان فويس

“اسأل مجرب ولا تسأل طبيب” مثل يعود أصله إلى التراث الشعبي والحكمة الشعبية في العديد من الثقافات، و يستخدم هذا المثل للتأكيد على أهمية الخبرة والممارسة العملية في التعامل مع موقف معين.

 في مجال الطب، يشدد المثل على ضرورة استشارة والاستفادة من خبرة الأشخاص الذين قد مروا بتجارب وواجهوا مشاكل مشابهة، حيث أنه من المحتمل أن يكون لديهم رؤى مفيدة وتجارب شخصية تتعلق بالجوانب العملية والتحديات التي تواجهها.

يمكن أيضًا اعتبار المثل مبدأً عامًا ينطبق على الحياة بشكل عام،  فعندما نواجه مشكلة أو تحديًا في مجال ما، فإن الحكمة تقول بأنه من الأفضل أن نستشير أولئك الذين لديهم خبرة سابقة وتجارب مماثلة،  فالمجرب يمكنه توفير المشورة والإرشاد بناءً على معرفته الشخصية وتجربته الخاصة، فجوهر المثل “اسأل مجرب ولا تسأل طبيب” يعتبر تذكيرًا بأهمية الخبرة والممارسة العملية في مجال ما، وكذلك ضرورة الاستشارة من الأشخاص الذين لديهم تجارب سابقة في المجال ذاته. 

لكن الاستناد إلى تجارب الآخرين في استخدام أدوية معينة يمكن أن يكون خطرًا إذا كانت هناك تفاوتات في الحالات الصحية والجوانب الطبية للأشخاص المختلفين،  قد يواجه الأفراد تفاعلات دوائية ضارة أو تأثيرات جانبية غير متوقعة عند استخدام نفس الدواء الذي استخدمه شخص آخر، فالأشخاص الذين يرغبون في استخدام أي دواء، يجب عليهم استشارة طبيبهم أو مقدم الرعاية الصحية للحصول على المشورة الملائمة والمتخصصة،  يجب أن تعتمد القرارات الطبية على الحالة الصحية الفردية وتفاصيل الحالة والتاريخ الطبي الشخصي. 

على الرغم من أن المجربين قد يمتلكون تجارب قيمة ويمكن أن يقدموا بعض التوجيه والنصائح العامة، إلا أنه من الضروري الاتصال بمهنيي الرعاية الصحية المؤهلين لضمان الحصول على المعلومات الدقيقة والتوجيه الملائم للحالة الصحية الفردية. 

من الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها بعض الناس عودتهم _عندما يحتاجون إلى دواء لأي عارض صحي_ لأهل التجربة الذين استخدموا أصنافًا من الأدوية أو استشارة أصدقاءه أو زملاء أو كبار السن، أو أشخاص تعرضوا لنفس المرض الذي أصابه. 

 الأدهى من ذلك رجوع الكثيرين لوسائل التواصل الاجتماعي للحصول على مشورتهم أو وصفات طبية، أو البحث في محرك البحث (قوقل) عن الدواء الذي يناسب مرضه، فيعيش حالة تشتت صحي ونفسي قد تضاعف له الأعراض أو تؤدي إلى تدهور وضعه الصحي، فالناس تختلف من حيث تاريخها المرضي، وتختلف استجابة كل جسم للأدوية، غير أن الأدوية قد تسبب حساسية معينة لأشخاص دون غيرهم، لكن أيضًا _والنقطة الأهم_ أن أعراض كثير من الأمراض قد تتشابه ويصعب التعرف على المرض الذي قد يعاني منه الشخص إلا بإجراء الفحوصات الطبية والفحص السريري وغيرها من المتابعة الصحية التي قد يحتاجها المريض ولا يستطيع إجراءها إلا المختصين .

مقالات اخرى