الخيانة الزوجية .. قصص نساء تعرضن للخيانة و آثرن البقاء مع أزواجهن حباً في أبنائهن

شارك المقال

أمل وحيش – نسوان فويس

لا شك أن لانتشار وسائل التعارف على شبكات الانترنت دور كبير في الخيانة الزوجية خاصة و أن الزوج يبحث باستمرار عما ينقصه في شريك آخر و إن كان خارج إطار الزواج بمعانيه المختلفة و أبرزها العلاقة العاطفية و إن كانت عن بعد.

في هذا التقرير قابلنا بعض النساء اللاتي تحدثن عن معاناتهن مع أزواجهن و كيف تعرضن للخيانة لكنهن اخترن البقاء رغم الوجع ليس حباً في الزوج و إنما حباً و خوفاً على ضياع الأبناء في حال طلبن الطلاق.

سبع سنوات زواج 

“بعدما دخّل بنت في بيتي بغيابي و كسر قلبي و قهرني خلاص كل شيء حلو بيننا انتهى و أنا جالسة عنده عشان عيالي بس ، و لو معي أحد يحتويني أنا و هم و بيت يلمنا مستحيل أجلس عنده دقيقة ” هذا ملخص الوجع الذي تعيشه ” أم هيا” اسم مستعار و هي تتحدث عن الحزن الذي عاشته عندما علمت أن زوجها يخونها مع جارتها التي اعتبرتها أختاً لها و وثقت بها إلا أن الأيام أثبتت لها عكس ذلك فلم يأتيها الوجع سوى من الأقرب لها الزوج و الجارة ، تحدثت ” أم هيا” اسم مستعار لمنصة نسوان فويس عن زواج استمر منذ ما يقارب سبع سنوات تخلله العديد من الخلافات و المشاكل المتعارف عليها بين أغلب الأزواج حسب قولها ، لكنها في كل مرة كانت تترك المنزل لأيام ، تعود بعد أن تهدأ النفوس رغم أنها كانت تلاحظ على زوجها انعزاله معظم الأحيان و انهماكه بالساعات  في استخدام الهاتف المحمول و لأكثر من مرة تكتشف بأنه على تواصل مع فتيات ، لكنها كانت تتجاهل حفاظاً على بيتها و أولادها و إن تناقشت معه يُلقي اللوم عليها بالإهمال ، مع تأكيدها أنها تحاول أن ترضيه بشتى الطرق و لكن الطبع غلاب كما تقول و ما كان يصبرها حسب ما قالت هو أنها علاقة إلكترونية تعتبر نزوة ، أي لحظة سيترك و تضيف” رغم انه غلط وعيب يسوي اللي يسويه بس كنت أقول أهم شيء انها بعيد”.

إلى أن جاءت اللحظة التي قطعت حبل المشاعر فيما بينهما تماماً عندما اكتشفت أن زوجها على علاقة بجارتها الشابة و على تواصل مستمر عبر الواتساب و اتصالات أثناء غياب  الزوجة ، عرفت ذلك بالصدفة عندما لمحت رسالة في هاتف زوجها خارجة عن  حدود الأدب باسم غير محفوظ فبحثت عن صاحبة الرقم حتى تأكدت أنها جارتها ، التي كانت تعتبر مزاح جارتها معها عن خطفها لزوجها منها مجرد مزاح  بين صديقتين و جارتين ، لم يخطر ببالها أنها كانت تخطط للإيقاع به بحسب “أم هيا” لكنها لم تسكت و واجهتها ، و هي لم تنكر بل أكدت لها أنها معجبة به و تريده فكانت الصدمة بالنسبة للزوجة التي تشاجرت مع زوجها و تركت البيت بعد أن قرأت مرة أخرى في الرسائل أنها قد دخلت إلى بيتها و انفردت بزوجها و هنا توقف حبل تفكيرها و استرجعت كل لحظات الوجع و وضعتها بكفة و هذا الوجع لوحده بكفة أخرى حسب وصفها.

مرت الأيام و تركت المنطقة التي كانت تسكن فيها بعد المشاكل التي حدثت، و اعتذر الزوج و وعدها ألا يكرر فعلته ، فكرت بأنه لا جدوى من طلب الطلاق و بأن أبنائها سيحرمون من والدتهم فقررت البقاء لأجلهم.

 رغم أسلوب زوجها العنيف في التعامل ، و عدم تحمله لمسؤولية أطفاله و بيته بالكامل  فحتى قبل خيانته لها كانت تتحمله و تعمل جاهدة للوقوف بجانبه و مساعدته في مصاريف البيت و الأولاد لأنها كانت لاتزال تحبه و تحمل له في قلبها مشاعر ود إلا أن هذه المشاعر كما أكدت انتهت بعد أن كسر قلبها لم تعد تستطيع أن تحبه أو تكن له المشاعر و إنما مجرد زوج له احترامه بعيداً عما فعله ليس حباً فيه و إنما حباً و رأفة في أبنائها  تختم حديثها قائلة : “بعدما دخل بنت في بيتي بغيابي و كسر قلبي وقهرني خلاص كل شيء حلو بيننا انتهى و أنا جالسة عنده عشان عيالي بس و لو معي أحد يحتويني أنا و هم و بيت يلمنا مستحيل أجلس عنده ولا دقيقة “.

الخيانة طبع

“أكثر الأحيان أقوم من النوم و هو جالس جنبي بالسرير يجابر بالتلفون بنات ، و تلفونه لما ينساه بالبيت افتحه و كل رسايله مع بنات” من هنا بدأت “أم محمد” حديثها عن الخيانة الزوجية و عن معاناتها مع زوجها الذي يعتبر هذه العلاقات عابرة و بأن زوجته هي الأصل و أن من يتواصل معهن مجرد صديقات . “أم محمد” بدأت مشاكلها مع زوجها منذ بداية زواجها قبل 13 عام  فزوجها “يعجبه النسوان” حسب لفظها  و هو لا يتوب عن التعرف على النساء عبر التلفون أو عبر النت و على تواصل معهن أمامها دون خجل و في بعض الأحيان يجبرها على الحديث معهن ظناً منه أنه يثق بنفسه و أن كل شيء على مرأى و مسمع من زوجته أم أولاده ، بينما هو لا يدرك كم الألم النفسي الذي يعتري زوجته جراء هذه التصرفات بحسب ما شرحت لنا عن وجعها .

و تقول أم محمد عن المرات التي تركته و أقسمت ألا تعود له أبداً لأنه “حق نسوان” وفق تعبيرها ، تأخذها العَبرة في كل مرة تتخيل ترك أبنائها الأربعة ، فتضطر للبقاء من أجلهم ، حتى أنها وصلت لمرحلة اللامبالاة و البرود في المشاعر بعد أن أنهكت صحتها و هي في خلافات مستمرة معه حول الخيانة ، فكم من مرات تستيقظ من نومها و تسمعه يحادث أخرى من على سريرها ، و على الرغم من الفرص التي  تركتها له كي يتغير إلا أنه لا جدوى لذلك ، ففضلت العيش من أجل أبنائها خاصة بأنه لا يتحمل المسؤولية الأسرية كما ينبغي  فقد كان كل اعتماده على والده قبل وفاته.

خيانة مبكرة

لم تكن الفتاة ذات التاسعة عشرة من عمرها التي لم أستطع التعرف على اسمها تظن أن الزواج سينهكها و هي لاتزال في بدايته. 

سبعة أشهر منذ أن تزوجت شاب لا يكبرها إلا بعام ، و بحسب وصفها لامبالي ، و اتكالي ، كل اعتماده على أهله حتى إيجار المنزل تدفعه والدته ، والده و إخوته يدفعون له تكاليف الجامعة ، و مع ذلك غير مقدر أو مهتم ، لا بمستقبله و لا حتى بحياته الزوجية حسب وصفها.

تحدثنا أثناء عودتنا للمنزل فقد صادف أنها تسكن في نفس الحي الذي اسكن فيه ، حدثتني أنها رغم صغر سنها إلا أنها تتحمل مسؤولية نفسها و زوجها بالإضافة إلى أنها تساعده في المذاكرة أيضاً هي تذاكر دروسها بنفسها كونها لاتزال تدرس في الثانوية ، و تعتبر نفسها كبرت قبل أوانها فهي معرّضة للانتقاد باستمرار من قبل أهل زوجها خاصة والدته بأنها لا تضغط عليه و لا تهتم لأمره و لا تطلب منه أن يذاكر و يهتم بمستقبله ، بينما ما يحدث هو عكس ذلك .

كل هذا لا يعني لها شيء و ستتحمل في مقابل أنه سينهي دراسته الجامعية و سيعقل حسب قولها ، إلا أن ما يؤلمها هو خيانته لها على الرغم من أنها لاتزال عروس جديدة لم تكمل العام بعد ..” يغلق تلفونه واصل و لما أقول له افتح لي تلفونك اتصل يتوتر أو يطلب مني ما أدخل الواتس أو الرسائل ” لكن كما يقال كل ممنوع مرغوب تفتح الشابة الرسائل لتكتشف أنه على تواصل جديد قديم مع جارتهم السابقة و هذا سبب سؤالها أثناء مكالمتها ..هل حظرتها؟

أقنعها أنه حظرها ، و لكن الأيام أثبتت لها عكس ذلك ، لتتأكد أنه ما يزال على تواصل حميم مع “حبيبته السابقة” حسب تعبيرها ، و قد تشاجرت معه كثيراً لكن دون جدوى و طلبت منه حظرها و وعدها بذلك لكنه كما تقول لا يفي بوعده.

 و عن السبب الذي يجعلها تتحمل البقاء مع شخص لا مسؤول و لا يحترم الحياة الزوجية باستمراره في علاقته مع فتاة أخرى و هو متزوج ، تجيب بتنهيدة مصبوغة بالحكمة ” المشكلة أنا حامل بالشهر الثالث وما ينفعش أتركه فين بروح و أيش  بيقولوا الناس بعدين كل ما افكر أقول عاده طايش بكره يحس بالمسؤولية و يتغير “.

ربما يكون رأيها عقلاني و سيتغير الشاب و تعتبر علاقته و خيانته لزوجته مجرد نزوة كما تتمنى ، لكن يظل الرابط في قصصنا أن قرار البقاء مع الزوج بعد الخيانة المتكررة هو الأبناء و خوف الأم عليهم من التشتت و الضياع.

بعيش حياتي

أخذنا رأي عينة من النساء من لم يتزوجن بعد حول ما إذا تعرضن للخيانة هل سيبقين مع أزواجهن أم سيتركنهم ؟

“أم نور” اسم مستعار  شابة في بداية الثلاثينات تؤكد أنها لو كانت قد أنجبت فإنها ستبقى مع أطفالها و هو لا يعنيها وجوده من عدمه المهم حد قولها هو أن يصرف عليها هي و أولادها و أن تعيش كما يحلو لها كأنه غير موجود خاصة إن كان الأهل غير مقدرين لابنتهم في حال قررت طلب الطلاق . أما في حالة تعرضت للخيانة و هي لم تنجب بعد فالرأي مختلف فهي مع أن تتركه لأن من يخون مرة يخون كل مرة و هذا سيدخلها في دوامة هي بغنى عنها.

فرصة أخيرة

لجين اسم مستعار متزوجة و تقول عن زوجها في حال اكتشفت أنه يخونها” ممكن أسامح و أعطيه فرصة أخيرة لو أنا متأكدة انه نظيف من داخله بس حصلت نزوة و في واحدة  أثرت عليه و تراجع عن غلطه سهل ببدأ صفحة جديدة أما أنه يجلس يعمل علاقات و تواصل و يستمر بالخيانة و أنا أعطي فرص غلط ، مثلما هو مش مقدر لي أنا ما بقدره و بتركه و كل واحد يعوضه الله على نيته”.

لماذا يخون الرجل ؟

سألنا بعض الرجال عن السبب الذي يجعل الرجل يخون زوجته و يقوم بعلاقات خارجة عن إطار الزواج كالعلاقات العاطفية التي انتشرت في الآونة الأخيرة بسبب سهولة استخدام وسائل التواصل التي أصبحت بوابة للتعارف بشكل عام.

“في اعتقادي أن من أسباب الخيانة على سبيل المثال هو الفراغ العاطفي و الجنسي يصحبه ضعف القيم و الأخلاق و الوازع الديني” هذا هو رأي “صادق” موظف في إحدى المؤسسات.

أما “أحمد” متزوج و أب فقد اعتبر أن عدم اهتمام الزوجة بزوجها و دلعها و أنوثتها يعد سبب كبير للخيانة أو البحث عن أخرى .

و ربما المعاملة السيئة من قبل الزوجة هي ما تدعوه للخيانة ، كما أضاف تخمين آخر للخيانة و هو ربما فضول لدى الرجل بخوض تجربة علاقة جديدة قد تفضي للزواج حسب رأيه.

خلاصة

مفهوم الخيانة يختلف بحسب من الخائن و من الشخص الذي تعرض للخيانة ، بل إن البعض لأتفه المواقف يسمي ما تعرض له خيانة، لكننا هنا تناولنا الخيانة الزوجية “خيانة الزوج” و الخيانة تعتبر ظاهرة اجتماعية سلبية موجودة في مختلف المجتمعات ، و بحسب كتاب “عمون” للكاتب أحمد الطراونة الذي تطرق إلى الخيانة الزوجية ذكر أن الخيانة تنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعية التي تربط بين الأزواج و من الأسباب التي تؤدي إلى الخيانة(التفكك الأسري، غياب أحد الزوجين، عدم التكافؤ الزوجي، الفقر ،الدخل المعيشي، اختلاف العمر، المستوى التعليمي، انعدام الثقة بين الزوجين، الأهم انعدام الوازع الديني).

و أياً تكن الخيانة و أسبابها فهي تصرف مرفوض و منبوذ دينياً و أخلاقياً ، فمن حق الزوجة أن تعيش بأمان مع شريك حياتها دون أن تتعرض للعنف النفسي المتمثل بخيانتها و تعدد العلاقات التي تؤذيها نفسيا، كما أن للمرأة دور في الحفاظ على بيتها و زوجها و مناقشة الأسباب مع زوجها للوصول لحلول ترضي كل الأطراف و حتى لا يكون الأبناء ضحية للتفكك الأسري.

مقالات اخرى