في اليوم العالمي للعزاب..  نظرة الشابات للزواج

شارك المقال

مروى العريقي – نسوان فويس

يحتفل العزاب في مختلف دول العالم بيومهم الذي يصادف الحادي عشر من شهر نوفمبر من كل عام ، تعود جذور هذه المناسبة إلى الجامعات الصينية التي بدأ فيها الاحتفال من العام 1993 و كان اختيار هذا التاريخ (11/11) لأن الرقم “1” يمثل الفرد الوحيد و تكراره أربع مرات يعبر عن الوحدة الشديدة ، و ينظر البعض إلى أن وجود هذه المناسبة ، ما هو إلا لغرض التسويق لمنتجات الهدايا و الألعاب ..

في بلادنا يمثل الزواج ركيزة أساسية في حياة الفتيات و تُعد اليمن واحدة من البلدان التي ينتشر فيها زواج القاصرات بمختلف المحافظات ، وفقاً لبيانات صدرت عن الأمم المتحدة فإن هناك نحو 14% من الفتيات يتزوجن و هن دون سن الـ 15 عاماً ، بينما يتزوج 52% منهن و عمرهن 18 عاماً ، و قد ضاعفت الحرب من هذه الأرقام بحسب المؤسسات المدافعة عن حقوق الطفل ..

على الرغم من ذلك هناك يمنيات كسرن قواعد المجتمع و قررن الانتظار ، لأسباب مختلفة ، منصة نسوان فويس التقت عدد من الشابات اليمنيات و تحدثن حول منظومة الزواج و دوافعهن للارتباط .. 

مما لا شك فيه أن الزواج هو البوابة الرسمية و الوحيدة لتكوين الأسرة وفقاً للفطرة السوية التي جبلوا عليها بنو البشر، و جاءت التشريعات السماوية مؤكدة و داعمة لهذه الفطرة ، ما يسهل عملية الاستقرار في الحياة ، ترى هديل منور و هي أستاذة مادة الفلسفة لطلاب الثانوية العامة ، بأن الزواج استقرار للشخص و تعاون شخصين على الدفع بعجلة الحياة للأمام ، و تنظر للزواج بأنه مسؤولية كبيرة يجب إدراكها قبل الاقدام عليه..  

الصيدلانية هناء سعيد ترى هي الأخرى بأن الزواج يعني الاستقرار و هو المرحلة الثانية من مراحل الحياة بالنسبة للمرأة وفقاً لحديثها .. 

مصممة الجرافيكس أميرة المهدي تنظر للزواج بأنه علاقة طويلة الأمد و ليست لأيام أو سنوات تقول: “الزواج علاقة العمر مع الشخص الذي تختاريه لتكملي معه عمرك للأبد ، الشخص الذي بيكون أب حنون لأولادك ، و بيكون لك الأب و الأخ و الصديق و يكون سندك في الحياة ..”

 الزواج هو أهم مؤسسة في المجتمع و التي تُؤسس بناء و شكل المجتمع، بحسب جميلة العثماني و هي مدربة بناء القدرات ، تقول: “هو خطوة صغيرة بالنسبة للعالم لكنها كبيرة بالنسبة لي ، إما أن تحقق طموحي و أهدافي في الحياة أو أفضل أن لا اخوضها ..”

مواصفات و معايير 

ترسم الفتيات في خيالهن مواصفات الزوج المستقبلي ، و التي تستحدث مع مرور الأيام و السنوات بحسب هديل فإن لكل مرحلة عمرية مواصفاتها ، تقول : ” كل ما تقدمنا بالعمر نضجنا أكثر و تغيرت المعايير نسبياً ، إلا أن هناك ثوابت كأن يكون متعلم ، طيب القلب ، و متفهم ، يكون شريك حياة ، أجده الصديق و السند و ألا يتخلى عني”.

فيما تحدد أميرة مواصفات أخرى تتعلق بالالتزام الديني ، و حبه لأهله و احترمه لمكانتها كشريكة حياة ، و فيما يتعلق بأخلاقه لا تتنازل أميرة عن كونه طيب القلب و كريم النفس و أن يحتويها ببشاشة ، و يكون على استعداد لتحمل المسؤولية ..   

أما جميلة المعترضة على صياغة السؤال تقول : ” فارس الأحلام مصطلح مأخوذ من الروايات و قصص ديزني التي اضاعت حياة مئات البنات ، لكن ممكن نقول مواصفات شريك الحياة تكون رؤيتنا و مبادئنا متماثلة ، و نكون متفاهمين حتى باختلافنا..”

الاحترام أساس كل العلاقات في الحياة كما تقول هناء: “مهم أن يكون إنسان يحترمني و يحترم عملي ، و يعي لمسؤولية الزواج و بناء الأسرة..”

الصفات السيئة

سألنا الفتيات عن الحالة التي لن يقبلن الزواج فيها ، فاتفقت اجاباتهن على الأشخاص سيئين السمعة  البخلاء و الاتكاليين ، و أضافت جميلة: ” من الصعب قبول الرجل الذي ليس لديه طموح أو هدف في الحياة “، فيما استصعبت هديل رؤية نفسها زوجة ثانية ، و اعتبرت غياب التوافق سواء الفكري أو الروحي مانعاً جوهرياً لفكرة الزواج.. 

 يفوتني القطار و لا يدهسني

الشائع أن الفتيات يخشين من أن يفوتهن قطار الزواج ، إلا أن عدد منهم لا يعرنه ذاك الاهتمام ، و لعل ذلك يعود إلى المستوى التعليمي و الثقافي اللذان يحظيان به ، تقول هديل لمنصة نسوان فويس :” ليفت القطار طالما لا يتجه إلى المكان الذي اريده ، قطار يسير بغير وجهتي لماذا اصعد فيه !! إنما الخوف من الاختيار الخاطئ ..”

فيما ترى جميلة أن الزواج ليس قطاراً ، و إنما محطة في قطار الحياة إن كانت مناسبة نزلنا فيها أو نواصل السير ، فمن غير المعقول أن تتجرعي السم لأنك خائفة من العطش !

كذلك الحال مع أميرة تقول :” لا أخشى أن يفوتني القطار لأني أؤمن بمقولة (يفوتني القطار ولا يدهسني) ، يجب اختيار الشخص المناسب الذي سأكمل معه حياتي كاملة ، أما الخوف من أن يفوتني القطار سيجعلني اقبل بشخص غير مناسب ، فإما سأعيش حياة عذاب مدى حياتي أو سأتطلق ، و كلتا الحالتين تجارب سيئة لذا فوتان القطار أهون من دهسه لي ..”

خاضت هناء تجربتيّ خطوبة و عقد و انتهيا بالانفصال قبل إتمام الزفاف ، ما جعلها تدرك أن انتظار الشخص المناسب أفضل من العيش إنسانة بلا روح و أن تُنعت بألفاظ جارحة ، أفضل من العيش مع رجل لا يحمل لزوجته مشاعر الاحترام ، و يتعامل معها كأنها مجرد جارية له، بحسب قولها..

الحرب 

ازاحت الحرب الستار عن جرائم العنف ضد النساء في اليمن ، و التي شهدت ارتفاعاً في الحالات دون حصول الناجيات على حماية قانونية أو تعويض ، و لعل هذا ما دفع بفتيات إلى إلغاء فكرة الزواج كحالة نسرين التي طلبت أن تتحدث إلينا باسم مستعار، تقول :” لا أريد من الله غير الصحة و العافية ، ما عاد أشتي زواجه هذه تلقت ضرب وهذه انفصلت و هؤلاء انتهت قصة حبهم قبل الزواج ، أُفضل العزوبية من إنني أكمل حياتي مع شخص اكتشف أنه مريض نفسي ” و عن أحلامها تقول:” أحلامي كثيرة ، و لكن سلمتها بيد الخالق وحده..”

مقالات اخرى