“طفلي يحرجني أمام الغرباء”.. عن الممارسات الخاطئة في تربية الأطفال

شارك المقال

مروى العريقي _ نسوان فويس

ما أن وصلتُ محطة انتظار الحافلات حتى وجدت قبلِي نساء يصعدن و طفلة تجثو على ركبتيها أمام باب الحافلة تبكي بحرقة غير مكترثة باتساخ فستانها الزهري ، جاء دوري للصعود و لم يتبقى غيري فأخذت الطفلة للحافلة  ، تلقفتها والدتها و اشبعتها ضرباً و الطفلة لم تتوقف عن البكاء ، صرخ العديد من الركاب على الأم كيف تفعل هذا فكان جوابها ” البنت هذه دائما تحرجني كذا حتى بالشارع لازم تتأدب” !!

كانت تجلس بجواري سيدة في عقدها السادس و هي إحدى قريبات الأم اسرتني بأن الطفلة تعاني من زيادة في الشحنات و هو مرض ” Epilepsy ” و أن الأم لا تعترف بهذا المرض و لا تكف عن اشباع الطفلة ضربا ، في هذه الاثناء دار حوار ساخن بين رجل في الحافلة و الأم حول التربية الصحيحة للأطفال لم تقتنع الأم بحديث الرجل ، و أصرت على أن الضرب هو الحل الأمثل في نظرها.. 

تشكو عدد من النساء اللواتي التقيتُ بهن جُملة من سلوكيات أطفالهن السلبية سواء كانوا يتصفون بالعناد أو كثيري الحركة ، و هذا يجعلنا نتساءل عن مدى معرفة الأمهات بالطرق الصحيحة في التعامل مع الأطفال..

عبير سليم أم لطفلين تقول لمنصة نسوان فويس عن ولديها : ابني الكبير شقي جدًا و يسبب لي و لأبيه احراج حين يذهب بصحبتنا إلى أي مكان سواء عند الجيران أو الأهل أو في السوق و أخوه الصغير يحذو حذوه بكل شيء و يتعلم منه ، لكنه يخاف مني و يسمع الكلام حين اصرخ عليه ، أما الكبير لا فائدة مهما اصرخ أو اضرب ، فهو عنادي و ما يعمل غير الذي براسه”..

تضطر عدد من النساء إلى تعويض غياب الأب بالمزيد من إضفاء الدلال على اطفالهن ما ينعكس سلباً على سلوكياتهم كما هو حال ابتسام الرداعي، تقول : “ابني لأنه الوحيد و يتيم الأب أحاول أنني ما ازعله لكنه عصبي جداً ، و تصرفاته لا تطاق ، أي شيء يريده يطلبه بصياح على الرغم من أن لا أحد يعصب عليه”..

لا تفكر غالبية الأمهات باحتمالية إصابة الطفل بأحد الأمراض الشائعة كالتوحد ، و هذا ما قد يؤخر علاجهم في حال اكتشاف المرض متأخراً تقول نادية حُميد لمنصة نسوان فويس : “بنتي عمرها ثلاث سنوات حركية بزيادة و رغم أنها صغيرة بالسن لكن أفعالها صبيانية و هذا يحرجني في حال وجود ضيوف في البيت أو ذهبنا عند أحد الاصدقاء ، لم أفكر في أخذها للطبيب لأن كل الأطفال حركيين “..

مهما بلغ التعب أشدة ترى حنان عقلان أن وجود بناتها في حياتها نعمة تقول لنسوان فويس : ” صح انني اتعب و لا يأتي وقت النوم إلا و قد نفذت طاقتي لكن ربي يخليهن لي “

تتعامل حنان مع بنتيها بحزم و لطف معاً ما جعلهن يمتثلن لأوامرها فالممنوع لا يمكن الجدال فيه تقول حنان : ” الممنوع ممنوع مهما حصل مثلاً ممنوع مشاهدة التلفزيون إلا بعد المذاكرة أيضاً وقت الأكل كمان ممنوع التلفزيون “


الخبرة

التعامل مع الأطفال يحتاج إلى قراءة مستمرة حول أسس التربية كما توضح ذلك الصحفية المتخصصة في التعامل مع الأطفال آية خالد لنسوان فويس: “مهم أن تقرأ الأم عن شخصيات الطفل مثلاً الشخصية العنيدة لها تعامل معين الشخصية الحركية لها تعامل معين أيضاً ، و كذا الشخصية الحساسة لها تعامل مختلف و طريقة معالجة للخطأ أو السلوكيات بشكل مختلفة عن الطفل الآخر مثلهم مثل البالغين”..

و تنوه خالد إلى أن التعامل المباشر مع الأطفال يكسب الخبرة و الاطلاع المستمر مكمل له تقول :” نجد أمهات مهما اطلعت إلا أنها حين تتعامل واقعياً مع الطفل تجد أن كل شيء قرأته مختلف تماماً عما وجدته ، فالتعامل المباشر مع الطفل يكسبك أكبر خبرة من الكتب ، و الاطلاع بشكل مستمر مع تهذيب السلوك الذي نتعامل به مع الطفل كلاهما اجراءان متكاملان لأن وقت التعامل مع الطفل يجب أن تقرأ ” 

العنف

تستخدم الأمهات العنف مع الأطفال فبمجرد أن يرفض الطفل أمراً ينفذ صبر والدته سريعاً و تلجأ للعنف باستخدام الضرب أو الصراخ بعصبية مفرطة ، و في هذا السياق تقول خالد : العنف المفرط لا يبنى شخصية طفل و لا يهذب طفل و لا يربى طفل ، قبل استخدام العنف لازم نعرف شخصيته أولاً كي نستطيع التعامل معه بحكمة ، العنف لا يولد إلا عنف و لا يهذب سلوك..

طرق التعامل

تشعر الأمهات بأن أطفالهن هم المتسع الوحيد لها فتتعامل معهم كما يحلو لها في حال غضبها تفرغه عبر توبيخهم و ضربهم حتى لو لم يكونوا مخطئين ، متناسية أنهم أمانة في عنقها و أنها مسؤولة عن تصرفاتها أمام الله قبل أي شخص آخر ، و أنهم زينة الحياة و هدية وهبها الله لها و حرم غيرها ، فشقاوتهم هي حلم لدى أم أخرى..

يكثر الحديث حول استخدام العنف حين نفاذ الصبر و الاستناد إلى تربية الأمهات السابقات تقول خالد في ذلك: مواقف العنف تِعلّم بالذاكرة خاصة الأطفال من أول مرحلة عمرية من سنة أولى إلى خامسة ، الذاكرة تعمل عملية تخزين هذه المواقف ما تؤثر على شخصية الطفل على مدى اتزانه و على سلوكياته و حياته و تعامله مع الناس سواء كان في المدرسة أو في البيت أو خلال اللعب مع أقرانه أو حتى حين يكبر و يصبح أب ، ما يجعله يكرر الأخطاء التي ارتكبها والداه فيه ..

أخيراً تقدم اخصائية التعامل مع الأطفال هذه النصائح لكل أم في التسجيل التالي:

https://youtu.be/6oJJB1svUw0

 

مقالات اخرى