نساء من ذوي الإعاقة ..تحديات تضاعفها الحرب.. و طموحات لا تجهضها الظروف

شارك المقال

امل وحيش – نسوان قويس

من قال ان الاعاقة إعاقة الجسد فهو مخطئ ، فالمعاق الحقيقي هو معاق ذهنياً و فكرياً و أخلاقياً ، و المجتمع يعج بهذه العينات التي تعيش بيننا حاملة مثل هذه الإعاقات التي تعمل على إعاقة حركة سير الحياة بشكل طبيعي.

” أمل هزاع علي منصر” بكالوريوس لغة إنجليزية من محافظة عمران أصيبت بالحمى الشوكية في الأشهر الأولى من عمرها ما تسبب لها بشلل نصفي أفقدها القدرة على الحركة إلا أن إعاقتها كانت حافزاً للتحليق عالياً نحو الطموحات التي و إن تأجل بعضها إلا أن كثير منها لاح في الأفق .

أمل هزاع مهتمة بالجانب الرياضي و لاعبة كرة سلة على كرسي متحرك ، بقلب و عقل يتحركان نحو الحياة بكل حب.

هي مشرفة على أول فريق كرة سلة كراسي متحركة للسيدات لعدد 30 من النساء ذوات الإعاقة التي أقامها الاتحاد العام لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة و بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر كأول فريق يقام في منطقة غرب آسيا و التجربة الأولى في اليمن. 

أيضاً رئيسة الوفد المشارك في ألعاب طوكيو 2020 – اليابان كمشاركة أولى بعد انقطاع 29 عام  لليمن في المشاركات البارالمبية العالمية ، ثاني أكبر حدث متعدد الرياضات يشارك فيه رياضيين بدرجة إعاقة متفاوتة.

كذلك هي أمين عام مساعد اللجنة البارالمبية اليمنية و أمين عام مساعد الاتحاد العام لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة من مؤسسي جمعية التحدي لرعاية المعاقات – ناشطة في حقوق النساء ذوات الإعاقة.

عن الصعوبات التي واجهت أمل خلال فترة الحرب كونها من ذوي الإعاقة و كذلك شخصية رياضية تقول أمل إن معاناة ذوي الإعاقة تضاعفت منذ العام 2011 و حتى يومنا هذا حيث أن ذوي الإعاقة قبل الحرب بحسب أمل كانوا يسعون جاهدين للتوعية بحقوقهم و مطالبة الجهات المختصة بتوفير التسهيلات اللازمة لهم و دمجهم في المجتمع لكن الحرب أفسدت ذلك ، تضيف :” في ظل الحرب أصبحت الخدمات الأساسية شبه معدومة و أنا من ضمن الأشخاص الذي أنهكتهم الحرب لأني استخدم كرسي متحرك و نزحت كثير إلى مناطق ريفية ( قريتي ) و كان البيت غير مهيأ خصوصاً الحمامات اللي ما تلائم أغلب مستخدمي الكراسي المتحركة “.

معاناة أمل ليست فردية فهي معاناة كل شخص لديه إعاقة لم يستطع الحصول على أبسط حقوقه المشروعة و أبسطها الحصول على وظيفة كون الوظائف غالباً يحرم منها المعاقين كما تقول أمل : ” في ظل الحرب انقطعت الرواتب الحكومية و التي كنت محظوظة بأن أصبحت ذات استقلالية براتبي بعد انتظار و معاناة حتى حصلت عليه و الآن من الصعب جدا الحصول على عمل لأن مستخدمي الكراسي المتحركة فرصهم قليلة جدا لعدم ثقة المجتمع بقدراتهم “. 

ليس هذا فحسب فمسألة التنقل من مكان لآخر أصبحت مقلقة في ظل الحرب و من أصعب التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة خاصة التنقل الداخلي الذي يكلف كثيراً مع ارتفاع المشتقات النفطية و هذا من السلبيات التي حالت بين ذوي الإعاقة و بين ممارستهم لحياتهم الطبيعية. 

أما في حالة قرر المعاق السفر خارج البلاد لحضور فعالية ما فإن معاناته مضاعفة نظراً لإغلاق مطار صنعاء فيضطر للسفر براً لمدة قد تصل ل 24 ساعة خاصة و هو من مستخدمي الكراسي المتحركة بحسب أمل هزاع.

و عن دور الجهات المختصة في دعم المعاقين تقول أمل هزاع: ” الجهات المختصة دورها محدود بسبب الوضع اللي نعيشه أما من ناحية الجانب الرياضي فهو شبه معدوم بسبب قلة الوعي بأهمية الرياضة و لأن المجتمع يرى بأن الرياضة جانب ترفيهي ففيه جوانب أخرى لها أولوية أكثر و خصوصا للأشخاص ذوي الإعاقة و النساء تحديدا “. ترى أمل أن الرياضة مهمة للنساء ذوات الإعاقة كونها تعالج المشاكل النفسية و الحركية كما أن الرياضة تساعد النساء ذوات الإعاقة على الترويح عن أنفسهن عن طريق ممارسة الرياضة. 

أمل تمنت في ختام حديثها لمنصة “نسوان فويس ” أن يعم السلام و تنتهي الحرب: ” أتمنى أن يعم السلام في بلادي لان أكثر معاناة من هذه الحرب هم الأشخاص ذوي الإعاقة و خصوصا النساء ذوات الإعاقة “.

الإعاقة إعاقة القلب

حينما تغتال الفرحة حمى لعينة تجعل الوالدين عاجزين عن إنقاذ طفلهما من معاناة أبدية و يظنون أن الألم مستمر بينما الله خير معين ، و ما أخذ شيء إلا ليعوض بأحسن منه كما هو الحال مع ” عائشة جباري ” التي باغتتها الحمى الشوكية و هي في الثالثة من عمرها فأفقدتها السمع و النطق لتعيش ضمن فئة الصم و البكم ، لكن حياتها لم تتوقف لأنها فقدت حاستي النطق و السمع فقد عوضت ذلك بعزيمتها و إصرارها على البقاء و بقوة متحدية الصعوبات و المعوقات التي تواجه أي معاق بدءاً من المدرسة و حتى بعد تخرجها من الجامعة و اندماجها في المجتمع بشكل كبير ، حتى أصبحت ناشطة و مؤثرة في البيئة المحيطة بها.

تتحدث عائشة لمنصة “نسوان فويس” عن الصعوبات التي واجهتها كإنسانة من ذوي الإعاقة قائلة: ” الصعوبات التي تواجهني صعوبة التواصل مع المجتمع المحيط خصوصاً عندما لا يكون لدي مترجم متطوع ، خاصة أن أغلب المنظمات تطلب منك مترجم على حسابك مالم لن تقبلك في البرنامج أو الزمالة ، و كذا قلة الدعم و الأنشطة التي تستهدف الصم و البكم “. 

 أما عن دور الجهات المعنية فتؤكد عائشة أنه دور ضعيف و يكاد يكون شبه معدوم و تشير إلى أن معظم الأنشطة التي نفذتها هي و مبادرتها سلطت الضوء على قضايا الصم و البكم و معاناتهم و لفت الانتباه إليها من قبل المعنيين.

صعوبات جمة مرت على عائشة لكنها لم تستسلم أو تتخلى عن كونها إنسانة لديها طموحات و أحلام تود أن تحققها و تضع بصمتها فقد تغلبت على تلك الصعوبات بتطوير نفسها للأحسن : ” تغلبت على الصعوبات أولا ببناء قدراتي و ثانيا بمساعدة زوجي مترجم لغة الإشارة الذي يرافقني بكل مكان “.

زوجي اللسان الذي أتكلم به

عن زوجها لسانها الناطق الذي يوصل صوتها للناس و يوصل صوت الناس إليها من خلال عمله كمترجم لفئة الصم و البكم تتحدث بحب فهو السند لها بعد الله ” أحمد الأكحلي ” مترجم لغة الإشارة الذي تعرف عليها في أكاديمية السعيد لطلاب الصم و البكم في تعز حيث كانت الطالبة التي غيرت نظرته عن الزواج  كامرأة صماء حيث  توجد صعوبة و عدم فهم للحياة بين الزوجين لكن هذه النظرة تغيرت بحسب قوله : ” أدركت أن المرأة ما فيها أي عيب سواء عيب الأخلاق و القيم فقط أما الإعاقة مش عيب”. 

و كعادته يقف بجانبها في كل أمورها فقد شجعها و ساندها كثيراً حتى استطاعت أن تغير النظرة السلبية عن الشخص المعاق تقول عائشة عن زوجها : ” أحمد أذني التي أسمع بها و لساني الذي أتكلم به ، و اشكر الله أن رزقني رجل مثل احمد ، فهو لا يكل و لا يمل عن تشجيعي و مساندتي و الوقوف بجانبي مهما كانت ظروفه و يتحمل أعباء فوق طاقته من أجل أن يفي بالتزاماتي “

بدوره يثني أحمد الأكحلي على زوجته و بطموحها و شغفها ما جعله يقف بجانبها دائماً حتى استطاعا معاً تأسيس مبادرة وئام الشبابية التي تهدف إلى تقديم الدعم اللازم لفئة الصم و العمل على بناء قدرات الأشخاص من فئة الصم و البكم و تأهيلهم ليكونوا فاعلين في المجتمع “

 عن تأسيس مبادرة “وئام” للصم و البكم تقول عائشة : ” تأسست المبادرة بجهود مني أنا و أحمد بعد أن حصلت على تأهيل كافٍ إلا أن ذلك كلفنا الكثير من الصبر في البداية حتى وصلنا إلى القمة ، من أجل تحقيق هدفي الذي أنشده في إدماج الأشخاص الصم في المجتمع “.

تطمح عائشة أن يتم تحقيق العدالة الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة و ليس المساواة الاجتماعية ، لأن العدالة الاجتماعية هي توفير الاحتياجات اللازمة للفئات الضعيفة لتكون قادرة على المشاركة بشكل فعال كما تقول.

و في رسالتها التي و جهتها للأشخاص ذوي الإعاقة حثتهم ألا يستسلموا و يجتهدوا لنيل حقوقهم كاملة ، كما أنها وجهت رسالة لأهالي المعاقين قالت فيها : ” رسالتي لأهالي المعاقين ساندوا أبنائكم و بناتكم لكي يكونوا فاعلين في المجتمع “.

عائشة جباري ناشطة مؤثرة في المجتمع من خلال دعمها لفئة الصم و البكم التي تنتمي إليهم ، شاركت في العديد من الفعاليات و المؤتمرات ، كما شاركت في اجتماع مع المبعوث الأمريكي الخاص لليمن لمناقشة إشراك الشباب في مفاوضات السلام.

تم تكريمها بدرع منظمات المجتمع المدني في العام ٢٠٢١ بمناسبة اليوم العالمي للمرأة على جهودها المبذولة في خدمة المرأة.

تم تكريمها من مؤسسة العون للتنمية عام ٢٠٢٠ على جهودها المبذولة في نشر الوعي لدى الصم حول الوقاية من كوفيد 19 و غيرها من الفعاليات و الأنشطة و شعارها دائماً الإعاقة ليست في الحواس و الجسد الإعاقة فقط في القلب.

معاناة كفيفة

ليس الجميع يستطيع أن يمضي قدماً كما يحلم ويتمنى، وليس الجميع يجد من يسانده ويدعمه كي يواصل التحدي خاصة إن كان فقد نعمة البصر كما هو حال” ابتكار” التي فقدت بصرها منذ الصغر لكنها لم تفقد بصيرتها هي و أمثالها من ذوي الإعاقة أصحاب الهمم و العزيمة التي لا تطفئها معوقات الحياة.

” ابتكار أحمد الدرواني ” طالبة في كلية التربية مستوى رابع جامعة صنعاء قسم لغة عربية تتحدث لمنصة “نسوان فويس” 

عن معاناتها في الجامعة كطالبة من أسرة بسيطة تسكن في السكن الجامعي الخاص بالطالبات تبدأ حديثها بالشكر للمركز الثقافي للمكفوفين بجامعة صنعاء الذي يساندهم ويمد لهم يد العون في كل أمر يسعون للوصول إليه 

” طبعا الحمد لله في المركز الثقافي والله انه بذل عننا جهد كبير خاصة بتسجيل المنهج الخاص بالطلاب المكفوفين”.

من الصعوبات التي تواجه ابتكار في الجامعة خاصة أنها في المستوى الرابع و آخر سنة دراسية لها في الجامعة حيث تتطلب بحوث و تكاليف و تطبيق في الميدان الأمر الذي تواجه فيه ابتكار صعوبة بالغة من نواح عدة منها صعوبة تقبل المدارس لوجود طالبة كفيفة تعمل كمدرسة لديهم وهذا ما أكدته ابتكار حين زارت بعض المدارس ، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى مرافق يدلها على الطريق و هذه من أكبر المعوقات التي تعترضها دائماً.

أما عن تسجيل المنهج للطلاب فهذه ضمن الصعوبات التي يواجها جميع المكفوفين فمن النادر أن يجدوا متطوعا يقوم بتسجيل المواد الدراسية لذلك يعمل المركز الثقافي للمكفوفين على البحث باستمرار عن متطوعين محاولاً تيسير حصول الطالب الكفيف على المنهج لمواصلة تعليمه دون حواجز.

و تضيف ابتكار أن هناك مشكلة تواجهها هي عدم تفهم بعض الدكاترة الذين يكلفونهم بتكاليف و يريدونها في مدة زمنية محددة بينما هي تحتاج وقت أطول كي تبحث عمن يتطوع لمساعدتها لإنجاز التكاليف المطلوبة ، بالإضافة إلى أن بعض الدكاترة يتأخرون في طرح الملزمة الخاصة بمادتهم حتى يتسنى لها إيجاد من يسجلها لها و مذاكرتها.

معاناة ابتكار هي تجسيد لمعاناة جميع الكفيفات ، يضاف إليها صعوبة التنقل من مكان لآخر دون مرافق أو دليل يرشدهن.

” ابتكار” فقدت البصر إلى أنها لم تفقد البصيرة و حب التعلم و شغف الوصول إلى مراتب علمية كبيرة مثلها مثل المبصرين الطموحين ، فهي تتمنى أن تنهي الجامعة و تحصل على معدل امتياز كونها من الفتيات المتفوقات ، من طموحاتها دراسة اللغة الإنجليزية و تحضير التوفل و الماجستير و الدكتوراه والأهم من ذلك هو أن دراسة القراءات و الإجازة كونها تحفظ القرآن الكريم كاملاً بفضل الله.

مركز إعلامي لذوي الإعاقة

في الوقت الذي يعد الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي هو الثورة الحديثة التي يتواصل العالم عن طريقها و تنجز الأعمال بواسطتها كان من الضروري أن يكون هناك حاضنة تحتضن ذوي الإعاقة و تنطق باسمهم و تناضل من أجل نيل حقوقهم

و هذا ما أخذه على عاتقه “دارس البعداني”  أحد الإعلاميين من ذوي الإعاقة ناشط و مؤثر في المجتمع حيث قام بإنشاء مركز إعلامي خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة تحت اسم “المركز الإعلامي لذوي الإعاقة”. وعن أهمية تأسيس هذا المركز يقول “دارس البعداني “لمنصة “نسوان فويس” : ” من زمان لا توجد أي مبادرة أو لا يوجد أي منبر إعلامي متخصص في قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة و المعاناة التي تعاني منها هذه الفئه من ظلم و تهميش و حرمان من أبسط الحقوق تحصل دونما أي صوت يتحدث عن هذه الحقوق و يوثق أيضا الانتهاكات التي تحصل ضد هذه الفئة خصوصاً فترة الحرب لذلك كان مهم أن يكون هناك صوت إعلامي يقف مع مظلومية هذه الفئة و لن يكون هذا الصوت من خارج الفئة إنما من الفئة نفسها شعورا منا نحن ذوي الإعاقة أنه يجب أن نتحدث عن الفئة ككل و أن نوصل أصواتنا “.

المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة يعتبر أول مؤسسة إعلامية حقوقية تهتم بمناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة و التحدث بلسان هذه الفئة و تصحيح النظرة النمطية التي يتم تناول قضايا المعاقين فيها في وسائل الإعلام.

واجه المركز صعوبات كثيرة أبرزها التمويل لأن المركز يعمل بجهود ذاتية بهدف إيصال رسالة ذوي الإعاقة و نقص التمويل يعرقل طموحات كثيرة بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة بحسب البعداني.

يطمح رئيس المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة و فريقه أن يتوسع نشاط المركز بشكل أكبر لكن عقبات التمويل تقف أمامهم إضافة إلى قلة الوعي و جهل المجتمع بأهمية الالتفات إلى فئة الأشخاص ذوي الإعاقة ، يضيف دارس ” : هذا يجعلنا أمام تحد كيف نوصل رسالتنا للمجتمع بشكل انه احنا لا ندعوهم  للبكاء و التباكي بل ندعوهم للوقوف معنا ما بندعوهمش للشفقة و الرحمة ندعوهم انه هؤلاء الأشخاص ذوي الإعاقة اذا ما أتيحت لهم فرصة فإنهم سيبدأو”

الفتيات ذوات الإعاقة جزء لا يتجزأ من صناعة القرار

عن اهتمام المركز الإعلامي بالفتيات من ذوي الإعاقة خاصة في ظل الحرب يقول البعداني : ” الفتيات أكيد تأثروا بالحرب بشكل كبير، الخدمات قلت أو انعدمت ، و أحيانا الحصول على الخدمة الصحية أصبح صعب ” و يضيف : ” هناك فتيات من ذوي الإعاقة تحتاج إلى علاج متواصل هذا الشي الحرب أثرت عليه كثير، و الفتيات كان لهن الحظ أو النصيب الأوفر للأسف الشديد من المعاناة منها معاناة أثناء النزوح حيث تعرضوا للعنف ، تعرضوا للظلم و التهميش “

يضيف دارس أن رغم ما ذكر فإن كثير من الفتيات بشكل عام و الفتيات ذوي الإعاقة أثناء الحرب اثبتوا أنهم مكافحات و الكثير منهن أنشأن مشاريع صغيرة لإعالتهن و إعالة أسرهن.

وعما يقدمه المركز الإعلامي للفتيات ذوات الإعاقة يؤكد دارس البعداني بأن الفتيات من ذوي الإعاقة هن جزء لا يتجزأ من صنع القرار في المركز : ” بالنسبة للمركز يقدم الكثير للفتيات ذوات الإعاقة أولاً هن جزء لا يتجزأ من صناعة القرار في المركز كذلك كل إنتاجاتنا و تقاليدنا و الفيديوهات و البودكاست “البرامج الصوتية” تعمل في حسابها وجود ذوات الإعاقة و قضاياهن ليس هذا فحسب بل إن المركز أطلق مسابقة صحفية للصحفيين اليمنيين بشكل عام و كان موضوعها قضايا المرأة ذات الإعاقة و حصل الموضوع على تغطية إعلامية  كبيرة و مشاركات من معظم الصحف اليمنية و المواقع الإلكترونية

يقول دارس : ” المرأة حاضره في كل أنشطتنا في حملات المناصرة التي نقيمها أو التي ننفذها فالمرأة موجودة فيها بقوة وعملنا على حملات مناصرة مختلفة لقضايا نساء تعرضن للعنف أو التهميش سواء في محافظة تعز أو في صنعاء و غيرها “

في ختام حديثه لمنصة ” نسوان فويس ” يوجه رئيس و مؤسس المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة ” دارس البعداني كلمة للفتيات من ذوات الإعاقة قائلاً : ” الكلمة التي أحب أوجهها للفتيات ذوات الإعاقة انه أنتن رغم الحرب و رغم المعاناة إلا أنكم أثبتوا إنكن قادرات على تحدي المعوقات و الواقع و نظرات المجتمع ، و الدليل الكثير من المشاريع التي نشأت و الكثير من الإبداعات التي ظهرت للنساء ذوات الإعاقة في ظل الحرب و أقول أيضا للجميع إن الحقوق لا توهب إنما تنتزع لذلك يجب أن نكافح و نناضل من أجل الحصول على حقوقنا صحيح أن المرحلة صعبة و النضال لازال مستمر لكن بالتأكيد أملنا كبير و تفاؤلنا كبير جدا و سنصل إن شاء الله إلى ما نصبوا إليه و سننتزع حقوقنا أكيد”. 

أربعة ملايين و نصف معاق

بحسب منظمة ” العفو الدولية” في تقرير نشرته في العام2019  قالت فيه إن ملايين الأشخاص من ذوي الإعاقة في اليمن قد تحمَّلوا سنوات من النزاع المسلح ، بل و كانوا من أكثر الفئات تعرضاً للإقصاء في غمار تلك الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

و يُعتبر اليمن من الدول الأطراف في “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” ، و لديه قوانين تهدف إلى حماية الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن ، و البالغ عددهم ما لا يقل عن أربعة ملايين و نصف المليون نسمة أي حوالي 15 بالمئة من عدد السكان ، وفقاً لتقديرات “منظمة الصحة العالمية”. وهناك ندرة شديدة في البيانات الموثوقة ، و يعتقد بعض الخبراء أن عدد أولئك الأشخاص أكثر من ذلك ، بالنظر إلى تأثير النزاع الجاري.

و بحسب المنظمة فقد تأثر قطاع الرعاية الصحية العامة و الضمان الاجتماعي تأثراً شديداً بالحرب في اليمن و بالانهيار الاقتصادي ، مما أدى إلى تقاعس متواصل عن ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

و وفقا لتقرير لجنة الصليب الأحمر الدولية ، أصيب حوالي 6 ألف مدني بإعاقة نتيجة الأعمال المسلحة بعد عام واحد فقط من بدء الصراع في اليمن. 

مقالات اخرى