مروى العريقي – نسوان فويس
اتخذت الأمم المتحدة من يوم ١٩ أغسطس آب يوماً للعمل الإنساني الاغاثي ، تكريماً للمتطوعين المنخرطين بهذا المجال ، و من أجل تسلّيط الضوء على مئات الآلاف من المتطوعين و المهنيين و الأشخاص المتضرّرين من الأزمات الذين يقدمون الرعاية الصحية العاجلة ، المأوى ، الغذاء ، الحماية ، المياه ، وغير ذلك الكثير، في بلادنا تقوم النساء بأدوار يمكن أن تصف بالبطولية ، نتعرف في هذا التقرير على اسهامات اليمنيات في مجال العمل الإنساني :
عبر صفحتها على موقع فيس بوك تسلط الضوء على الأسر المتعففة بهدف مساعدتهم ، تقدم شفاء باحميش خدمات عده تصل إلى فض النزاع بين الأطراف من عامة الناس تقول لنسوان فويس : ” عملي الانساني بمجهود ذاتي من خلال البحث عن الأسر التي تحتاج للوقوف بجانبها ، و بحسب احتياجها أقوم بنشر مناشدة عنها ، و ذلك بعد التحقق من وضعهم عن طريق نزولنا إليهم ، و عملي ليس مقتصر على العمل الاغاثي فقط فهناك قضايا تحتاج إلى تدخل لفض نزاع و نسعى للحد منه كي لا يصل إلى النيابة لتجنيب الأطراف الضرر المعنوي و النفسي و المادي أيضاً “
تستهدف شفاء المحتاجين في المناطق القريبة منها تقول : ” نسعى لاستهداف الجميع و بعض المناطق القريبة منا و نستهدف على وجه الخصوص النساء اللواتي لا يوجد من يعولهن ، كبار السن ، المرضى و الأسر المعدمة جداً ، التي لا يوجد لديهم دخل شهري ، و كذلك ذوي الهمم و بتعاون و تفاعل بعض الجهات المختصة مثل صندوق المعاقين ” .
لم تعق الناشطة المجتمعية شفاء سعيد باحميش وظيفتها الحكومية بمكتب الصحة في مدينة عدن عملها الإغاثي ، فهي متفرغة للعمل المجتمعي التطوعي و هدفها خدمة المجتمع و مناصرة قضايا الوطن بكل المجالات ، فهي أيضاً وسيط سلام محلي ، و مدير تنفيذي لمؤسسة لحظة أجر لتنمية المجتمع ، و عضو مؤسس بمجموعة جنوبيات من أجل السلام نسعى لأجل سلام يعم اليمن شمالاً و جنوباً ..
الشغف
لا تتذكر باحميش عدد المستفيدين فبداية عملها الاغاثي كان في حرب صيف 1994 حين كانت طالبة بالثانوية العامة و كانت أول تجربة لها على الميدان لإسعاف جرحى الحرب ، تقول : ” اتجهت لهذا العمل لشغفي بخدمة الوطن و المجتمع و تعمقت به حين شعرت أنني قادرة على أن أخدم فيه ، رغم عدم وجود أي جهة تمويليه تتبنى ما اسعي للقيام به لانتشال وضع الكثير من الأسر المعدمة ، و مع ذلك ما زلت مستمرة للعمل بالجانب الانساني و رغم وجود جهات تعمل بالجانب الانساني و لديها تمويل للعمل بهذا الجانب إلا أنهم تقريبا منحصرين بآلية عمل معينة و مع شركاء محددين ، لذلك لا يتم الوصول إلى كافة الأسر التي تحتاج إلى يد العون بظل سوء الوضع و تردي معيشة الجميع و ليس فئة واحدة ” .
غياب الخطط
تصف باحميش العمل الاغاثي بالضئيل في ظل وجود عدد من الجهات التي تعمل بهذا الجانب ، فتفاقم الوضع الانساني خاصة مع الانهيار المستمر بالخدمات و غلاء المعيشة ، و ازياد الفقر و الجوع و المرض ..
و عن أسباب غياب أثر العمل الإنساني في اليمن تقول: ” جودة العمل الانساني لم تصل الى التخفيف و الحد من معاناة الناس ، نتيجة لعدم وجود خطة استجابة عادلة لاستهداف المجتمع دون استثناء و التعاون و خلق الشراكة مع العاملين بالجانب الاغاثي و الإنساني ، وعدم حصر العمل للمعونات الاغاثية لفئة محددة عبر شركاء محددين ” .
تخفيف المعاناة
ترأس وردة السيدة مؤسسة يداً بيد للتنمية و التي تعمل في قطاع الأمن الغذائي منذ ثمان سنوات في عدة محافظات يمنية ، نفذت العديد من المشاريع و البرامج التنموية التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع و العمل على التخفيف من معاناة المجتمع نتيجة الظروف السياسية و الاقتصادية التي تمر بها اليمن ، حيث تعمل المؤسسة في قطاع الأمن الغذائي الذي يعتبر قطاع مهم لما يقدمه من دعم إنساني و اغاثي للمجتمع و يعمل على مساعدة الأسر و التخفيف من الأعباء المعيشية للأسر المستهدفة ..
تقوم المؤسسة قبل تنفيذ أي مشروع اغاثي بمسح ميداني و تحديد الاحتياجات للأسر المستهدفة و وضع آلية عمل و معايير اختيار الأسر حيث يتم استهداف الأسر النازحة ، الأسر الأشد فقراً ، و الأسر المهمشة ، كما أنها تعمل على استهداف الأسر التي تعولها نساء و تراعي المؤسسة في كافة أعمالها النوع الاجتماعي و الحماية ، كما تعمل المؤسسة في قطاع التمكين و التعليم و الصحة و نفذت العديد من المشاريع في تلك القطاعات ..
الأمن الغذائي
تبنت مؤسسة وردة هدف تحقيق الأمن الغذائي الذي اعتبرته المؤسسة في غاية الأهمية نتيجة تردي الأوضاع المعيشة ، تقول : ” توقف صرف المرتبات ، ارتفاع الأسعار ، تدهور العملة المحلية ، النزاعات المسلحة في بعض المحافظات ، حالات النزوح المستمرة و غياب معيل الأسرة الذي كان عليه القيام بتوفير الاحتياجات المعيشة لأسرته ، ارتفاع نسبة حالات سوء التغذية للنساء الحوامل و الأطفال الرضع ، تزايد حالات العنف الأسري نتيجة انعدام الأمن الغذائي ، إيقاف تعليم الفتاة نتيجة انعدام الأمن الغذائي و ارتفاع نسبة الزواج المبكر للقاصرات ، كافة هذه الأسباب تجعلنا نتجه إلى تحقيق الأمن الغذائي للأسر المستهدفة و التخفيف من معاناتهم ” .
و تعمل مؤسسة يد بيد في حدود الامكانيات المتاحة لها لتقديم الدعم الاغاثي و الإنساني للمجتمع ، إذ تواجه العديد من الصعوبات و المعوقات التي تجعلها تخفف من عملها في توزيع المساعدات الانسانية و الاغاثية ، و ذلك لأن الجهات الداعمة لا تقوم بتقديم الدعم المطلوب لها كمؤسسة محلية أو غيرها من المؤسسات المحلية التي تنشط في قطاع الأمن الغذائي ، بحسب وردة ..
و في صنعاء تعمل رندا احمد دغيش منذ العام 2011 كمتطوعة بالأعمال الإنسانية و هي منسقة مشاريع ، تستهدف النساء ، و الأطفال و الرجال و المسنين في مناطق الأرياف تحديداً مديريات أرحب ، سنحان ، همدان ، بني حشيش ..
و عن الأسباب التي دفعتها للعمل في هذا المجال تقول : ” هناك ناس تستحق أنك توعيهم و تساعديهم يكونوا عون للبلاد و ليس عاله عليها ، و يكون لديهم الاكتفاء الذاتي لتطور المجتمع و تحسين مستواهم المعيشي و توفير لهم المشاريع الأساسية بمناطقهم و الحد من الأمراض الشائعة ” ..
و يواجه اليمنيون أزمة اقتصادية حادة ، إذ يشير أحدث تقدير للأمم المتحدة ، إلى أن 23,7 مليون شخص ، يحتاجون لمساعدات إنسانية ، بما في ذلك 12.1 مليون في حاجة ماسة إليها ، و ذلك في مؤشر على اتساع دائرة الفقر ، و تدهور مستويات المعيشة ، مع زيادة تضخم الأسعار ، و انقطاع الرواتب ، و انهيار عملة البلد المنكوب بحرب مستمرة للعام الثامن .