امل وحيش – نسوان فويس
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثاني عشر من أغسطس يوماً دولياً للشباب و يهدف للتوعية بقضايا الشباب و المشاكل و الصعوبات التي يواجهها كلا الجنسين ، كما يحتفل بإمكانات الشباب كشركاء فاعلين في المجتمع العالمي ككل .
و للشباب اليمني إسهامات كثيرة يسعى من خلالها إلى خدمة المجتمع و إثبات ذاته في ظل واقع سيء أفرزته الحرب و قضى على طموحات و آمال كثير من الشباب اليمني من كلا الجنسين ، و منها الظروف الاقتصادية التي انحدرت كثيراً فما كان من بعض الشباب و الشابات إلا أن اعتمدوا على ذواتهم و آمنوا بمواهبهم و قدراتهم ليصنعوا من ألم اليوم أمل الغد لهم و لمن حولهم . و بمناسبة اليوم العالمي للشباب اخترنا نماذج من الشابات اللواتي وضعن بصمة لأنفسهن في المجتمع من خلال محاولتهن الثبات في معترك الحياة و إثبات الذات.
تمكين اقتصادي
صفية عابد ذات ال22 عاماً من محافظة الحديدة طالبة في الجامعة فنية أسنان استطاعت أن تقهر الظروف و تصمد كونها طالبة و تحتاج تكاليف كثيرة لمواصلة دراستها و كذلك طموحها و شغفها هو من يجعلها تبتكر مشاريع من العدم و إن كانت مؤقتة إلا أنها تفي بالغرض لتلك اللحظة التي من أجلها خاضت غمار هذا المشروع.
أبرز مشاريع صفية التي تتمنى أن يتطور و يصبح معمل متخصص من نوعه هو مشروع أسمته “شغف” لشدة ولعها و شغفها بالتطريز الذي يعتبر فن لا يتقنه إلا أشخاص لديهم حس عالٍ في الرسم و حلاوة الخط.
“شغف” هو مشروع التطريز الذي أنشأته صفية و هو عملية الرسم و التطريز بطريقة جذابة و ملتفة و مرتبة تقول صفية عن حبها للتطريز : “حبيت فكرة التطريز لأنها مشابهة جداً للـرسـم و هي نقل الأشياء الخيالية و الأفكار الغير ملموسة إلى أشياء ملموسة و بصـورة جميلة و مبهجة و يمكن المزج بين الغرز لرسم الرسوم المطرزة ، كما يمكن نقل التراث القديم و الأشياء الجميلة عبر التطريز “.
لم تكن فكرة بداية مشروعها الشخصي مخطط لها فقد صادف أن والدتها أهدتها مجموعة من أدوات التطريز كهدية عيد ميلادها و لم يخطر ببالها أن مشروعها سيبدأ من هنا في عام 2020/4/25 اشتغـلت صفية أول تطريزها و نشرتها في القصص (ستوري) و لم تتوقع أن تجد كمية إعجاب و تعليقات شجعتها على أن تضع فكرة مشروع خاص في رأسها و من هنا بدأت مشروع التطريز الذي يلاقي استحسان كثير من أصدقائها و متابعيها و ممن يطلبون منها أعمال لمناسبات معينة.
بعدها بفترة قصيرة صنعت مجموعة من الأعمال المطرزة و باعتها ، و لم تتوقف فقررت أن تطور من نفسها و تدعم موهبتها بالإتقان و الفهم أكثر فحضرت دورات متخصصة حتى أصبحت محترفة في فن التطريز و حالياً تعمل مدربة أونلاين عبر الإنترنت في مجال التطريز و الرسم على القماش.
التطريز تحول مـن موهبة عادية بالنسبة لصفية إلى حلم تتمنى فتاة طموحة مثلها أن تحققه و تصر على ذلك فهذا كما تقول شعور جميل أن تصل لما تريد لأنك إنسان طموح تسعى و تبذل قصارى جهدك للوصول إلى الهدف المنشود.
تقول صيفة : ” حققت جزء بسيط من حلمي و ساعدني عملي و مشروعي الشخصي في تحقيق أشياء كثيرة على الصعيد النفسي و المادي ” و تضيف :” شغفي و حبي للعمل بيخلي منـي إنسانة لامعة و اجتمــاعية إنسانة بتصنع قيمتها بنفسهـا لأن قيمتي هي الي تحددني و ترسمني كل ما كنت طمـوح و تتعب على نفسك و مجتهد كل ما برزت في المجتمـع و صارت شخصيتك باهرة و هذا اللي مخليني مصره على تحقيق أحلامي و إيجاد كياني كأنثى “.
كما هو الحال في كثير من القصص فإن الداعم الرئيسي لأي موهبة هم الأبوين و الأهل كما هو حال صفية فقد شجعها والديها و إخوانها و صديقاتها المقربات التي توجه لهن تحية لوقوفهن إلى جانبها و مساندة موهبتها.
و عن الصعوبات التي واجهتها كهاوية لفن التطريز و طالبة في الجامعة تقول : ” أكيد تجربتي ما خليت من الصعاب في البداية كانت الصعوبات على قدي صغيرة و كل ما أطور مشروعي كل ما تزيد الصعـاب أولهـا وقتي صار ضيق جـداً و بصعوبة قدرت أرتب وقتي و حياتي ما بين دراستي و عملي و الحمـد الله توفقت ، و صعوبات أخرى مثل عدم توفر المواد المطلوبة بالجودة الممتازة بتعب كثير في توفيرها و خصوصـا هذي الفترة مع الحرب “.
صفية و صلت بمشروعها “شغف” فن الرسم على القماش و التطريز إلى مرحلة تجعلها فخورة بنفسها كشابة في ريعان شبابها تدرس و تعمل و تناضل من أجل أن تثبت ذاتها التي تؤكد أنها تعتبرها ناجحة و مع الأيام ستكمل ما ينقصها من آمال و طموحات ، فأحلامها تـزداد كل يوم و شغفها يزداد أكثر و أكثر و تطمح أن يكون لها معمل خاص تستقبل فيه الطلبات و يكون لديها موظفات لتوسيع العمل ، كما تسعى للتقديم في مراكز مختصة كمدربة تطريز محترفة و تمتلك موهبة الرسم و الخط .
في ختام كلامها وجهت صفية عابد رسالة جميلة للفتيات تركناها كما جاء نصها : ” رسالة أوجهها إلى جميع الفتيات اكتشفي ذاتك و اعرفيها جيداً بعيد عن حكم الناس عليكِ عشان تعرفي مـن أنت و ما مدى قوتك الحقيقة ، عمــرك جنسيتــك و من أين لا تخليــها عائق أمام أهدافك و طمـوحاتك ، تعلمي الإحساس بذاتك عشان تفعلي كل شيء كان مستحيل باعتقادك و كوني نسخـة لنفســـك دوري ع أشـياء تسعـدك و تمسكي فيهـــا لا تنتظري أحد يكملك أنت كملي حــالك عشــان الأشياء الي حولكِ تكمـل فيكِ “.
بائعة الأحبار
كواليتينك للأحبار هو مشروع خاص ليسرى أحمد المحفدي في منتصف الثلاثينات من العمر تخصص بكالوريوس إدارة أعمال في جامعة صنعاء و تكاد تكون أول من يعمل في هذا المجال و هو الترويج و بيع الأحبار للشركات و المؤسسات مجال لا يعمل فيه إلا الرجال ، لم نسمع من قبل عن امرأة تروج للأحبار كمشروع خاص بها لتوفير و بيع جميع أنواع الأحبار.
فكرة مشروع يسرى اقترحها عليها زوجها الذي يعمل في إحدى الشركات و شجعها للعمل فيها و فعلاً بدأت و كان هناك اندهاش من قبل الجهات التي تعرض عليهم خدماتها كونهم لم يعتادوا أن يروا امرأة تبيع الحبر فهذا بنظرهم عمل يختص به الرجال لكنها تخطت هذه النظرة و استمرت و بدأت تكون لها قاعدة عملاء منذ عامين .
تواجه يسرى صعوبة في توفير المواد الخام و كذلك رأس المال مضني بالنسبة لها كمبتدئة في مشروع فريد من نوعه و تتمنى أن ، تستورد الأحبار من الخارج فذلك حسب قولها سيكون أرخص من سعر السوق و بالتالي تستطيع أن تحمي مشروعها من التوقف في حال عدم وجود الحبر في السوق فإنها تضطر لتوقيف نشاطها.
يسرى ترى أن من أبرز الصعوبات التي تواجه أي شاب يريد أن يبدأ بمشروعه الخاص هو عدم وجود تسهيلات للمشاريع الصغيرة
تطالب يسرى الجهات الرسمية بأن يكون هناك مصداقية في توزيع حصص التوظيف في الحكومة و أن يتم منح خريجي الجامعات الذين يرغبون في إنشاء مشاريع خاصة قطعة أرض أو تسهيل الإجراءات لأخذ قروض بدون فوائد حتى يستطيع الشباب و خاصة الشابات الانطلاق في المشاريع التي يطمحن بها.
يسرى المحفدي وجهت رسالة للشابات اليمنيات بمناسبة اليوم العالمي للشباب ” لا تيأسي ابداً أو تتوقفي حتى لو أمامك جبل من الإحباط أو إعصار من الاحتقار مهما حصل ثقي في الله و لن يخيبك ابداً “. كما تمنت التوفيق لكل فتاة تسعى للنجاح و العطاء
عُلا العزب و رحلة ليلاس
عُلا العزب” شابة جامعية في منتصف الثلاثينات من محافظة تعز أم لثلاثة أطفال أكبرهم ليلاس التي تحمل اسم مشروع والدتها الخاص و هو مشروع إنساني مارست عبره شغفها في النشاط الخيري ، الحقوقي ، الإعلامي ، و التوعوي ، كما أنها مارست فيه هواياتها في الكتابة و التأليف و التوثيق و التصوير الفوتوغرافي منذ تأسيس المشروع الإنساني في مطلع العام 2010.
مبادرة “ليلاس الشبابية للتطوع “هي مبادرة أسستها “علا” و بدأت بتفعيلها أثناء أحداث ما يسمى ثورة الشباب في العام 2011؛ و ذلك بعد أن خسرت عملها كسكرتارية لدى شركة السي للمشروبات الغازية في تعز.
أدركت “علا” حجم الكارثة الإنسانية و الاقتصادية و السياسية بعد الأحداث الدامية التي حصلت في البلد ، خصوصا في تعز التي تعتبر منبع شرارة ثورة الشباب .
قررت عُلا أن تتعلم دورة في الإسعافات الأولية و كانت والدتها هي من شجعها لتكون عوناً لمن يحتاج العون من الضحايا ، و بعدها بدأت علا بالدفاع عن المتأثرين من الصراع الدائر خاصة الأطفال الذين ركزت عليهم كونهم أبرز من يتأثر سلباً ، و منهم طلاب المدارس و الباعة المتجولون الذين لا يفقهون شيئا و يتم استقطابهم للمظاهرات من كل الأطراف و تعريضهم للخطر.
و بالفعل أسست عُلا مبادرة “ليلاس الشبابية للتطوع” و بدأت بأنشطتها حيث قامت بداية بحصر عدد الأطفال و الباعة المتواجدين في ساحات الاعتصامات و شرعت بإقامة دورات توعوية في المدارس بمضار و مخاطر الفترة الراهنة .
بعد ذلك كبرت أنشطة المبادرة و توسعت .. و بدأت فكرة تأسيس مبادرة تخص نشاطها الجديد المجتمعي و الحقوقي لرصد انتهاكات الطفولة و إقحامهم في المظاهرات أو اصطحابهم لأماكن الاعتصامات و الخيام و هي التي تعتبر مساحات غير آمنة بتاتاً لهم .
تقول علا: “جاءت الحرب و زاد عدد الضحايا من الأطفال ، منهم من تم تجنيدهم و منهم من تعرض لنوبات هلع و جنون مفاجئة بسبب المتفجرات و الدماء و منهم من تم اغتصابهم في ظل الانفلات الأمني الملحوظ أيامها و منهم من تم تجنيدهم لبيع الهيروين و الممنوعات … الخ”.”.
بعد عدة أنشطة نفذتها مبادرة ليلاس الشبابية تم الاعتراف بها و تم إدراج اسم المبادرة في أكثر من مؤتمر وطني و دولي كونها من المبادرات الفاعلة في الجانب الإنساني و الاجتماعي.
واجهت عُلا صعوبات جمة أثناء عملها أبرزها وفاة أخوها الذي كلما همت عُلا بالخروج للعمل في المجال الإنساني وجدت والدتها تخاف عليها متذكرة ما حدث لأخيها بلال و حاولت منعها من الانخراط أكثر في الأنشطة التي تقوم بها مبادرتها خاصة المواضيع المتعلقة بقضايا الطفولة المنتهكة ، و كانت تمنعها من السفر إلى صنعاء لحضور المؤتمرات أو الدورات التدريبية خوفاً عليها من الأوضاع .
و هذا يعد من أبرز التحديات كونها تخاف على والدتها و لا تريد أن تحزن أكثر، و لأنها ترغب في ممارسة ما يمليه عليها طموحها و شغفها الإنساني .
أما التحدي الآخر الذي واجهته عُلا فهو من أبرز التحديات التي يواجها الشباب و تحديداً الشابات و هو شحة الدعم المالي الذي يحد من توسيع أو حتى القيام بأهم الأنشطة التوعوية .
تحدٍ ثالث تواجهه مبادرة ليلاس هو الأحزاب و التكتلات السياسية فكل جهة كانت تسعى لسحب مبادرة عُلا إلى طرفها ، لكنها لم تفعل.
أما التحدي الأبرز بالنسبة لعُلا وهو على الصعيد الشخصي كأنثى تعمل في ظل ظروف محرجة فقد عانت كثيراً و تقول أن ما عانته بسبب نشاطها لا يوصف و هو ما جعلها تدفع الثمن غالياً و تهاجر خارج اليمن تقول : ” إلى الآن أدفع ثمن هذا النشاط و أعيش نزوحي و اغترابي عن بلدي الذي في ظاهره أنها هجرة إرادية و الله وحده يعلم أنها هجرة إجبارية و نزوح لابد منه خاصة بعد تقييد اسمي و مبادرتي بقائمة الخزي و العار كما سمتها جهة معينة حينها و تم نشر القائمة و تصدرت الصحف الإلكترونية الإخبارية و الإذاعات و القنوات الحزبية “.
التحديات كثيرة بالنسبة لعُلا خاصة في غربتها ، لكنها لم تنس أن تضيف أن من أبرز التحديات التي عانتها هو عدم قدرتها على التصريح قانونياً لمبادرتها لتصبح مؤسسة مجتمعية معترفا بها.
في الغربة
بدأت عُلا رحلتها مع الغربة مع مطلع الحرب في اليمن 2015 و ذلك بعد ست سنوات من النشاط المجتمعي و الحقوقي و الإعلامي الذي قامت به المبادرة ، و قد تأثرت مبادرتها و أنشطتها ، لكن ليس بشكل كلي حيث تؤكد عُلا لمنصة “نسوان فويس” أنها استأنفت أنشطتها من ماليزيا في العام 2020 بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره ، و هذا ما حرك بداخلها “عُلا” الناشطة المبادرة في خدمة من حولها فاستطاعت أن تحصد العديد من الجوائز و شهادات التقدير من عدة جهات و مؤسسات للجالية اليمنية في ماليزيا .
رسالة للفتيات
تقول عُلا أن الشابات هن الأساس لتنشئة جيل جديد لليمن غير ملوث بأفكار التطرف و التسلح و توجه لهن رسالة أن يرفعن المظالم عنهن و المطالبة بتمكينهن تعليمياً و اجتماعياً و اقتصادياً كما أنهن بحاجة لنظام الكوتا كي تتحقق لهن مشاركتهن و نشاطهن و إسهاماتهن بحسب قولها
و تختم عُلا العزب حديثها بمناسبة اليوم العالمي للشباب بعبارة : ” أقول لهن أنتن كتلة لا يمكن تجاهلكن “.
أول شركة استشارات و بحوث تديرها امرأة
هناء مسعد السماوي خريجة كلية الشريعة والقانون تخصص قانون تجاري من محافظة ذمار و مستقرة في صنعاء منذ سنوات ، متزوجة و أم لطفلة.
أسست هناء شركة تيا للاستشارات التنموية والإدارية وهي المدير التنفيذي للشركة التي تختص في دعم و تطوير الأعمال وفق أفضل الممارسات العالمية و معايير الحوكمة و مختصة في جانب الدراسات و الأبحاث المتعلقة بالعمل الإنساني فقط .
تعتبر شركة تيا أول شركة في اليمن متخصصة بتقديم الخدمات و الاستشارات و الدراسات و البحوث و التقييم لمجال منظمات المجتمع المدني المحلية و الدولية في المجال الإنساني فقط.
من أهم المشاريع التي تقدمها الشركة هي خدمة الدراسات الاجتماعية و الإنسانية ، و دراسة تقييم الاحتياجات للمشاريع الإنسانية كذلك التطوير المؤسسي و إعداد اللوائح و السياسات و النماذج المؤسسية بالإضافة إلى عمل التقييم المؤسسي و تقييم الأداء الوظيفي و الأثر الوظيفي للمنظمات و كل ما يتعلق بالدراسات الخاصة بالعمل الإنساني للمنظمات المحلية و الدولية.
بدأت هناء السماوي بتأسيس شركتها مطلع العام 2019 مستعينة بالخبرة التي اكتسبتها خلال فترة عملها في المنظمات الناشطة في العمل الإنساني منذ العام 2010 و هي في هذا المجال حتى قررت الاستقلال و بدء مشروعها الخاص.
تقول : ” اشتغلت مع عدة منظمات في عدة مشاريع إنسانية في مجال التمكين الاقتصادي ، و رصف الطرقات و مشاريع المياه وغيرها و من خلال احتكاكي مع المنظمات أخذت خبرة أنا و زملائي ، بنفس الوقت لاحظت انه ما فيش شركات متخصصة بالعمل الإنساني في اليمن و بحثت في الإنترنت وجدت إن فيه شركات تقدم خدماتها فقط في إطار العمل الإنساني ما تتشعب و هذا يجعلها أكثر تخصصية و بالتالي أكثر جودة في أداء مهماتها و خدماتها للعملاء و هذا ولد عندنا فكرة أن نفتح شركة تكون الأولى من نوعها متخصصة فقط بتقديم الخدمات في مجال العمل الإنساني سواء دراسات بحوث استشارت تطوير مؤسسي و غيره ” ، بدأت هناء مع فريقها لأول مرة بتقديم خدمة جديدة ضمتها لخدمات شركة تيا و هي خدمة إعداد كراسة المناقصات للمنظمات الدولية و المحلية كما تقول.
صعوبات
عن الصعوبات و العراقيل التي واجهت هناء السماوي أثناء فترة عملها كمؤسس و مدير تنفيذي للشركة لم تكن كثيرة بحسب قولها لأن المشروع نجح و عمل بشكل جيد و هذا ما شجع هناء للاستمرار و التطوير و استطاعت السماوي أن تكسب ثقة عملائها ، إنما المعوق الأكبر من وجهة نظر هناء هو أن مجال الاستشارات في اليمن بشكل عام ما يزال الوعي فيه و بأهميته ضعيف : ” مجال الاستشارات سواء في شركتنا أو الشركات الأخرى في اليمن بشكل عام ما يزال الوعي به ضعيف بينما كثير من الدول حتى العربية انتقلوا نقلة نوعية في موضوع الاستشارات و بدأوا يهتموا بعمل الدراسات و البحوث و الاستشارات و التطوير المؤسسي و اللوائح و السياسات لكن في اليمن مازال الوعي بالذات في إطار المنظمات نوعا ما يعتبر ضعيف بأهمية مثل هذه الشركات التي تقدم هذه الخدمات “.
و فيما يتعلق بالتراخيص و إجراءات معاملات الشركة كيف تجاوزتها تقول السماوي : ” من ناحية استخراج التراخيص واجهتني صعوبة في استخراج رخصة البلدية البطاقة الضريبية و الزكوية كان فيه نوعا ما بعض العراقيل أني امرأة و أغلب العاملين والموظفين هم من الرجال بالتالي عندما تروحي تعاملي تصبحي زي النكرة ما فيش خصوصية للمرأة أو احترام أنها جاءت تعامل لنفسها “.
ترى السماوي أنه ما يزال هناك نوع من الصعوبة في التعامل مع المرأة العاملة ، تضيف : ” أحيانا نسمع بعض الكلمات مثل اجلسين بالبيت ما عتفعلين اللي ما فعلوه الرجال “.
ما يلفت النظر بحسب هناء هو أن أكثر ما يستغرب له الموظفين أو المعنيين أو حتى الأفراد هو نوعية مثل هذه المشاريع التي تعد حكر على الرجال فقليل من النساء جداً كما تقول يستخرجن تراخيص تخص مشاريع غير نمطية مثل مشاريع الاستشارات و البحوث و هذا مجال نوعاً ما جديد على المرأة أن تخوض غمار هذا التحدي لأن النظرة النمطية المأخوذة على مشاريع النساء أنها مشاريع مألوفة كالكوافير و صناعة البخور و غيره “.
تضيف السماوي من ضمن الصعوبات نظرة بعض العملاء : ” أحياناً تجد صعوبة مع بعض العملاء عندما يعرفون أن التي تدير الشركة امرأة ينظر لها بنظرة ان هذه الشركة لن تكون بالجودة المطلوبة و كأنه عقلية المرأة أضعف من عقلية الرجال و هذا يشكل تحدي لنا “.
أما عن الصعوبات التي تواجهها ترى السماوي أنه لا توجد امرأة عاملة لم تتعرض لصعوبات ، ضغوط ، تحديات ، أو كلمات جارحة”.
عندما يكون الزوج سند
هناء السماوي بحكم خبرتها في العمل الإنساني ، كذلك بحكم تخصصها و معرفتها بالقانون استطاعت أن تنطلق بمؤسستها و كان أبرز الداعمين لها و الذين ساندوها و شجعوها أن تؤسس شركتها الخاصة هو زوجها الذي وقف إلى جانبها بعد أن رأى شغفها و حبها للمجال : “زوجي لما شاف شغفي في مجال الدراسات و الاستشارات و البحوث حب انه يدعمني عشان أحقق ذاتي عشان أوصل للحلم اللي احب أوصل له عشان المعلومات و الدراسات اللي درستها من قبل ما تضيع سدى و تخرج للمجتمع يستفيد منها الجهات و الأفراد ” .
مواجهة و إصرار في زمن الحرب
” رغم أضرار الحرب و الصراعات الموجودة ، و رغم التحديات الاقتصادية و السياسية والأمنية التي نواجها إلا أن المجتمع بدأ يتقبل خروج المرأة للعمل بدعم و إسناد من الأهل نقدر نقول أنه خلال سنوات الحرب المجتمع تقبل أن المرأة تخرج للعمل و تساعد و تساهم في ثبات البيت و استمراريته ” تقول السماوي
فتحت هناء السماوي مشروعها في العام 2019 بعد سنوات من الحرب مع قليل من التخوف من أن يفشل المشروع و لكن كما تقول هناء :” تخوفت من هذا الموضوع لكن إذا ظلينا نخاف من التحديات الموجودة فما بنفعل أي شيء و لا بنتقدم خطوة و رغم كل الظروف لو كل شخص قال لما تنتهي الحرب أنا ببدأ بتنتهي الحياة و لسه ما بدأ “.
كثير من المشاريع الصغيرة و المتوسطة بدأت و انطلقت و نجحت في ظل الحرب نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي وصلت لها البلد ، وضع المشاريع الصغيرة أثناء الحرب زادت و نجحت ، و هذا يجعل الشخص أكثر إصراراً و ثبات فكلما زادت التحديات زاد الإصرار على النجاح .
دور الشباب
عن رأيها في دور الشباب و الشابات تقول السماوي : ” ألاحظ أن الشباب و الشابات على وجه التحديد لهم دور بارز في الوضع الاقتصادي و النهوض بالاقتصاد الوطني من ناحية المشاريع الصغيرة ، كثير من النساء اتجهن نحو المشاريع الصغيرة و أنا كاستشارية للمشاريع الصغيرة في المجال القانوني دربت مجموعة كبيرة في مجال المشاريع الصغيرة في الإطار القانوني و استخراج التراخيص و الجوانب الضريبية و غيرها فلاحظت الحماس و الإصرار و الاهتمام رغم كل الصعوبات رغم كل التحديات إلا أنهن أثبتن وجودهن بشكل ملحوظ “.
في ختام لقاءنا مع هناء السماوي مؤسسة شركة تيا للاستشارات التنموية و الإدارية وجهت رسالتين للشباب و رسالة للجهات المعنية :
” أوجه كلمتين الأولى للشباب من الجنسين بالذات الشابات مهما كانت التحديات و الصعوبات و الأوضاع استمري و انجحي و أن تنجحي في ظل هذه الأوضاع الصعبة هنا نجاحك نجاحين نجاح في مشروعك و نجاح انك تحديتي الصعب “.
الكلمة الثانية للجهات المعنية و الجهات الحكومية و المختصة : ” صحيح أن هناك تعاون في الفترة الأخيرة حتى على مستوى الإعفاء الضريبي للمشاريع الصغيرة أيضاً نافذة رواد الأعمال التي تم فتحها مؤخرا في وزارة الصناعة و التجارة هذه من الأشياء التي دعمت و شجعت الشباب و المشاريع الصغيرة ما زلت أدعوهم للاستمرار في مثل هذا الدعم الاستمرار في المساندة و التوجيه و الإرشاد للشباب و دعم الاقتصاد “.
أخيراً تطمح هناء السماوي أن تتوسع شركتها أكثر و تكبر على مستوى النطاق الجغرافي و على مستوى العملاء و التطور في الخدمات و الجودة .
نسب و أرقام سكانية
في اليمن قُدر عدد سكان الجمهورية اليمنية في عام 2020م بنحو 29.826 مليون نسمة ، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة
و يتوزع سكان اليمن حسب الجنس في عام 2020م ، بنسبة 50.37% للذكور، و49.63% للإناث ( 15.024 مليون ذكر، و14.802 مليون أنثى)، وبنسبة نوع 101.5 ذكراً لكل 100 أنثى.