طموح و آمال اليمنيات تقتلها الحرب !!

شارك المقال

مروى العريقي- نسوان فويس

في بيئة استوطنتها الحرب و أثقلت تبعاتها حياة الملايين من اليمنيين ، بات البحث عن فرصة عمل أمراً صعباً للغاية ، بل إن العاملين مهددون بالإيقاف نتيجة للوضع الاقتصادي المتردي في البلاد ، في هذا التقرير نرصد قصص مختلفة لعدد من الفتيات اختزلت واقع الحال في عيون اليمنيات ..

الخبرة

ما أن أنهت خلود عبد العزيز (33 عاماً) دراستها الجامعية سارعت الانخراط في العمل المدني كمتطوعة بحثاً عن الخبرة التي تنقصها آنذاك ، و بحماسة الشباب افتتحت مع أختها مؤسسة خاصة بتأهيل النساء و الأطفال ، لم يستمر عمل المؤسسة طويلاً فالخبرة و التأهيل لم يسعفا خلود في مواصلة مشروعها فأغلقت المؤسسة أبوابها لعدم وجود مشاريع مستدامة ، تقول لنسوان فويس : ” العمل مع نفسك هو أفضل من العمل مع الآخرين لكن عليك تقبل الخسارة برضى حتى تستطيع الوقوف مجدداً ، و كل تجربة تقدم لك شيء يجب أن تستفيد منه مستقبلا ” ..

البحث عن الذات

ما أن يبدأ الإعلان عن بدء التسجيل في الجامعات يتهافت الجميع إلى التخصصات التي يرغبون بها ، و تظل قلة عالقة أمام الاختيار الصحيح ما يجعلها تسارع إلى اختيار أقرب  الكليات حتى لا تفقد سنة من العمر فتكتشف أنها أضاعت أكثر من ذلك ، و بين اختيار التخصص الصحيح و إمكانية الحصول على وظيفة تلجأ عدد من الفتيات إلى دراسة تخصص آخر بعد التخصص الذي أنهته ، كما حدث ذلك مع حنان عدنان (26عاما) التي تدرس الصيدلة بعد أن أنهت دراسة الإعلام تقول لنسوان فويس : بعد أربع سنوات لم أجد نفسي في الإعلام ، تخرجت بشهادة فقط ، لذا قررت دراسة تخصص آخر اخترته بعناية ، لا أعرف كيف غاب عني من قبل ..

فيما تعمل لميس فؤاد معلمة لمادة الرياضيات مُنذ خمس عشرة سنة إلا أنها بعد هذه السنوات تشعر برغبة في التغيير و ممارسة عمل آخر تقول لنسوان فويس : أخذت دورات في مجال الحاسوب لأطور من نفسي ، اقتنيت جهاز حاسوب محمول و بدأت التعلم على برامجه ، لازلت أبحث عن عمل آخر غير التدريس ، و في هذه الظروف يصعب الحصول على فرصة عمل جيدة ..

الدراسة بديل

تتذمر منيرة الطيار (27 عاما) من بقائها عاطلة عن العمل ، على الرغم من عدم حاجتها الماسة له كونها تعيش في كنف والدها ، إلا أن جّل اهتمامها الحالي هو الحصول على عمل في مجال تخصصها ، اختارت منيرة تخصص الصحافة لشغفها بالكتابة و العمل الصحفي و ما أن تخرجت من كلية الإعلام بجامعة صنعاء بدأت تبحث عن عمل لكن دون جدوى ، و لعشقها الأزلي بالصحافة فقد واصلت دراسة الماجستير فيها ، لعلها تجد فرصة عمل أفضل و لإيمانها بأهمية التعليم العالي..

قبل التحاقي بالجامعة كانت لي أحلام وردية بأني سأمتلك الأموال و أغدق نفسي بكل ما أريد ، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، تتحدث داليا المعمري (27 عاما) عن تجربتها في العمل فقد جاءت رياح سفنها بعكس ما تشتهيه تقول لنسوان فويس : ” حين لا تجدي عمل تضطري لقبول أي عمل حتى لو كان بعيداً عن مجال تخصصك أو من الأعمال التي تعد متدنية ، فتشعري أن مؤهلك الجامعي لم يفِ بالغرض و أنه يتوجب عليك إتمام التعليم العالي أو دراسة تخصص آخر ” ..

احتياج سوق العمل

في حديثه لموقع العربي الجديد يؤكد الباحث الاقتصادي أحمد السلامي أن اليمن يعاني من مشكلة مزمنة ساهمت الحرب بتفجيرها لتتحول إلى أزمة كارثية يصعب تلافيها ، و هذه المشكلة تتمثل في اختلال التوازن بين الطلب و العرض في سوق العمل ، فمصادر الطلب على العمل محدودة تواجهها مصادر عرض وفيرة . و يرى السلامي أن مخرجات التعليم متزايدة و دون تأهيلٍ كافٍ ، كما أن الداخلين إلى سوق العمل من الفئات العمرية الأدنى لا يحصلون على تأهيل مطلق ، مما يجعل النسبة الغالبة من قوة العمل تعد في نطاق العمالة غير الماهرة .

أرقام

لا توجد احصائيات رسمية عن أعداد نسب البطالة في اليمن ، سوى تقرير مسح القوى العاملة يعود للعام 2013-2014 صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء ، كشف بأن معدل بطالة المرأة مثل نسبة (26.1 %) و هو يفوق ضعف معدل بطالة الرجل (12.3 %) ، كما وجد التقرير بأن نسبة العاملات من أصل جميع اليمنيات في سن العمل تبلغ 4.5 % فقط !

و تظل الحرب هي العامل الأبرز في شحة فرص العمل إلا أن معترك الحياة لا يتوقف بأي حال من الأحوال ، فبمجرد الانتهاء من محطة يتوجب عليكِ الاستعداد لمحطة جديدة تختلف عن سابقتها في الهيئة و قد تتساوى في النتيجة .. 

مقالات اخرى