البن اليمني و المرأة علاقة انسجام

شارك المقال

أمل وحيش -نسوان فويس

قهوة البن يا أهل الغرام

ساعدتني على طرد المنام

وأعانتني بعون الله على

طاعة الله والناس نيام

قافها القوة والهاء الهدى

واوها الود والهاء الهيام

لا تلوموني على شربي لها

إنها شراب ساداتي الكرام

هكذا كان يشدو ملحناً تغزلاً وغراماً بقهوة البن ، الشيخ الصوفي علي بن عمر الشاذلي أول من استعمل القهوة في اليمن بحسب الروايات وكان يعتمد عليها الصوفيون لطرد النعاس لإعانتهم على الطاعة والسهر من أجل  قيام الليل.

تشير المصادر أن الموطن الأصلي لنبتة البن لا يخرج عن المناطق المرتفعة في كل من الحبشة واليمن مع الأخذ في الاعتبار أن النبتة ظهرت أولاً في الحبشة ثم انتقلت لليمن، وتؤكد كثير من المراجع أن أول من أكتشف القهوة وأدخلها إلى عدن هو العلامة الصوفي

 (جمال الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد الذبحاني) ، والذي يعود نسبه إلى بلدة “ذبحان” المعروفة في اليمن بحسب حلم أخضر

ومنذ نهاية القرن الـ14، سيطرت اليمن على زراعة البن وصدرت القهوة إلى أسواق العالم من ميناء المخا غرب اليمن الذي اشتقت منه كلمة القهوة “موكا”  Mocha»

ووفقاً لمقالة بحثية للكاتبة فقد كانت أول صفقه للبن في ميناء المخا الذي اشتق منه اسم “موكا” هي تلك التي اشتراها الهولنديون في العام 1628, ثم استمروا في جلبه إلى مراكزهم في شمال غربي الهند وبلاد فارس ومن ثم إلى هولندا التي بدأ فيها بيع البن اليمني لأول مرة عام 1661م . 

ولجودته العالية ونكهاته المتعددة زاد الطلب على البن اليمني واشتدت المنافسة من أجل الحصول عليه من بينها تلك الشركات البريطانية والفرنسية والهولندية طوال خمسينات القرن السابع عشر , واستمرت المنافسة حتى القرن الثامن عشر عندما بلغ إنتاج البن ذروته عام 1720م . بعد أن أنشا الهولنديون مصنعاً للبن في المخا عام 1708م وبدأوا في تصديره.

تراجع غير مقصود

في حاضرنا تراجعت زراعة البن والاهتمام به بل وتدهورت تجارة البن ولم تعد قهوة موكا تنعش الأسواق العالمية وترفدها بالقهوة فقد ظهر منافسون عدة، ليس ذلك فحسب فاتجاه المزارعين لزراعة القات بدلاً عن محصول البن أثر سلبياً على سمعة البن اليمني الذي كان يتصدر المبيعات عالمياً، ربما لجهل المزارع بأهمية هذه الشجرة، أو لإهمال الجهات الحكومية لهذه الثروة التي كانت ذات يوم تدر أموالاً طائلة وتدعم الاقتصاد المحلي بشكل كبير.

تشير وزارة الصناعة والتجارة، إلى أن زراعة البن اليمني حتى منتصف القرن الـ 20، كانت تنتشر في المدرجات الزراعية على المرتفعات الجبلية، وكانت حينها مساحة زراعة البن تصل إلى أكثر من 110 ألف هكتار

وأن الإنتاج كان قد وصل إلى حوالي 55 ألف طن من البن اليمني. في حين أن كمية تصدير البن اليمني وصلت إلى أكثر من 44 ألف طن سنوياً، حيث كان ذلك قبل الـ 60 عام الماضية.

اليوم، وبحسب إحصاءات الزراعة اليمنية للعام 2019، فإن مساحة زراعة البن تقدر بحوالي 34 ألف هكتار فقط، ويبلغ حجم الإنتاج السنوي قرابة 20 ألف طن من البن.

تقدر المساحة الزراعية المخصصة للبن حاليا في أنحاء اليمن : 260 ,33 هكتار (إحصاءات وزارة الزراعة) ويزرع في الوديان حيث المناخ الدافئ الرطب وفي السفوح والمدرجات الجبلية على ارتفاعات تتباين من 700-2400متر فوق سطح البحر

في حين لا تتعدى نسبة ما يُصدر من البن اليمني حالياً 0.1 %، وتتراوح كمية التصدير في حدود يتراوح ما بين 3000 – 4000 آلاف طن سنوي. وتحتل اليمن المركز 42 عالمياً في تصدير البن من بين 64 دوله حول العالم.

أماكن زراعة البن وأصنافه

مهما تراجعت تجارة البن في اليمن إلا أنه لا أحد ينكر امتلاك البن اليمني العديد من الميزات التي لا ينافسها أي صنف عالمي، فهو متفرد في مذاقه وتعدد نكهاته وما يزال مصنف على أنه أفضل أنواع البن في العالم من حيث جودته ومذاقه كما أنه الأعلى سعراً من بين الأصناف العالمية الأخرى ومن المناطق التي تشتهر بزراعة البن الموزعة على محافظات الجمهورية وأشهرها:

منطقة بني مطر يافع , حراز , الحيمتين الداخلية والخارجية , برع , بني حماد , عمران ….وغيرها, ويتكون من أشكال وأحجام مختلفة ومن عدة أسماء وأنواع وذلك نسبة إلى المناطق التي يزرع فيها , ومن أشهر أنواع البن اليمني : المطري , اليافعي , الحيمي الحرازي أو الإسماعيلي , الأهجري ، المحويتي ، البرعي ، الحمادي ، الريمي، الوصابي ، الآنسي ، العديني ، الصبري والصعدي وغيرها من الأصناف.

كان يعمل في زراعة وتصدير البن في التسعينيات ما يقارب المليون يمني، وفقًا لإحصائيات وزارة الزراعة اليمنية. لكن ذلك العدد تراجع خلال السنوات القليلة ما قبل الحرب وذلك لعدة أسباب أهمها ندرة المياه في اليمن، وعدم تطور الأساليب الزراعية المتبعة في إنتاج البن، وانتشار زراعة القات التي يراها المزارع مربحة وغير مكلفة أو مجهدة.

القهوة وطقوسها عند المرأة اليمنية

ارتبطت القهوة كثيراً بالصباح خاصة لدى المرأة اليمنية والريفية على وجه الخصوص، فمنذ أن تستيقظ الأم في الريف لا تنسى وهي تحضر الفطور لعائلتها أن تضع براداً خاص بالقهوة إلى جانب الشاي لتحتسي هي قهوتها التي تعينها على مشاق يومها وتجعل من يومها أجمل دون أن تشعر تأثيرها إلا أنها اعتادت أن يصحبها كأس البن ، وإن لم يوجد، قهوة قشر في كل صباح كي يكتمل جمال يومها. ً

الخالة “أمة الرحمن” لا يمر يوم دون أن تحضر لها ابنتها كأس البن المعتاد قبل الفطور فلن يكون ليومها قيمة إن لم تشرب كأس البن الذي يعدل مزاجها ويجعلها تصحصح حسب قولها، من ثم تتناول بعد ذلك فطورها وتنطلق لعملها.

طالبات في الجامعة لا يفوتن شرب القهوة في الصباح كما تقول أثير أنها تعطيها النشاط ولديها اعتقاد بأن اليوم سيكون جميل هكذا عودتها والدتها أن تصنع قهوة الصباح وتضعها في ثلاجة لوالدها فجربتها مرة واعتادتها مرات خاصة وأن من تعدها هي أمها.

سمية خريجة جامعية تكاد تجزم أنها إن لم تشرب كأس البن في الصباح فإن يومها لن يكون مرضياً.

وتضيف “أنا والبن مش بس بالصباح في كل وقت كلما صدعت اشرب بن، كلما تضايقت اشرب بن كلما كنت مبسوطة أشرب بن”.

ولاتزال القهوة على علاقة وثيقة بالنساء الكبيرات في السن فهن لا يبرحن مكان اجتماع في بيت إحداهن إلا والقهوة حاضرة كرفيق للجلسات، وهذا يؤكد ارتباط اليمنيين العميق بالساحرة القهوة.

عيد موكا ودور المرأة

من يعشق البن لا يحتمل أن يراه يتراجع ويخفت صيته عما كان عليه في السابق، وسيعمل جاهداً لكي يعيد للبن هيبته ومجده.

هذا ما قام به مجموعة من الشباب الغيورون على البُن اليمني والذين قرروا أن يبتكروا يوماً خاصاً للبُن اليمني ويعيدوا البن للصدارة كإنتاج قومي لليمن ، واختاروا تحديداً 3 مارس من كل عام لأن شهر مارس يعرف عنه أنه بداية فصل الربيع وعودة المزارعين إلى الغراس كما تقول أسماء الشيباني  محررة في صفحة حراس البن على الفيسبوك وعضوة في لجنة احتفالات عيد موكا الرابع ، وتوضح لنا الشيباني كيف بدأت فكرة عيد موكا حيث قالت :” عيد موكا كانت مجرد فكرة وفعالية  في عامه الأول  وفي عامة الثاني أصبح أكثر تنظيما وأكثر زخما وحضوراً ليتم اعتماده كيوم وطني لزراعة البن  في عامه الثالث ، بعد ذلك تم إصدار مجوعة من القرارات الخاصة بقضايا التشتيل وتوزيع الشتلات على المزارعين ودعمهم في هذا المجال. أما في عيده الرابع للعام 2022 فإن هناك مستجدات إيجابية لصالح شجرة البن اعتمتدها الجهات المعنية وبإصرار ومتابعة الشباب والمهتمين في تجارة البن كما تقول الشيباني :” في  هذا العام وهو العام الرابع صدرت مجموعة كبيرة من القرارات التي وجهت الجامعات والمدارس وجهات كثيره للتفاعل مع اليوم الوطني لزراعة البن  وزراعة مجموعة شتلات داخل ساحات الجامعات الحكومية والأهلية وكذلك المدارس بنوعيها كذلك هناك سعي لإصدار قرار لاعتماد القهوة كمشروب رسمي في الدوائر الحكومية وهذا الامر يعكس فعلا مدى التأثير الذي أحدثه حراس البن في اطار نشاطهم لتعزيز عيد موكا.

لا شك أن الزراعة في اليمن قائمة بشكل كبير على مجهود المرأة التي تقوم بمهام عدة في آن واحد لذلك فهي لا شك تعد الجندي المجهول في حالات كثيرة إلا أن دورها واضح وجلي ولها بصمتها في الحقول التي تشهد على أثر مرور امرأة من بين أغضان كل شجرة بن مثمرة.

حول دور المرأة اليمنية في زراعة البن تصف لنا الشيباني جانباً من العمل الذي تقوم به المرأة اليمنية التي تعمل عائلتها أو أحد أفراد أسرتها في زراعة البن قائلة :” بالطبع للمرأة دور كبير وأساسي  في زراعة البن فهي المرافقة للمزارعين من بداية المراحل الأولى في غراس الشتلات والعناية بها وبعدها في مراحل القطاف، حيث تعمل النساء بشكل أساسي منذ بداية ظهور البن كمحصول زراعي سواء في قضايا القطاف في قضايا التجفيف في قضايا التنقية والفرز وفي قضايا التعبئة” واللافت في الأمر أن قطاف البن ليس بالأمر الهين الذي يعتقد الكثير فأسماء تشرح لنا كيف تساهم المرأة في قطاف البن على حبة حبة حيث يتم قطاف  كرزات أو حبات البن على كرزة كرزة يدوياً من الأشجار وتضيف الشيباني” يجب قطف فقط الكرزة الحمراء الناضجة والغصن أحيانا يحتوي على مزيج كرزات ناضجة وكرزات غير ناضجة فيجب التركيز بعناية تصل لدرجة اتجاه لوي الكرزة للقطف، وهذا عمل تقوم  به النساء بمساعدة الرجال في مواسم قطف كرزات البن ثم تجفف بنشرها على أسرّة خاصة مجهزة تحت الشمس. ويتم تجفيفه بطريقة طبيعية وبالتالي يكون بحاجة للتقليب المستمر وإبعاد الأحجار والحشرات والأشياء التي ممكن أن تتكون نتيجة التجفيف في أشعة الشمس وهذه الأعمال مسؤولية مشتركة على حدٍ سواء بين النساء والرجال رغم مشقتها.

تظل المرأة مرافقة لمراحل إنتاج البن فهي تسهم في الحفاظ على شجرات البن وتبقى مرافقة للرجل في كل تفاصيل الشجرة سواء في موضوع تقليمها أو الانتباه للحشرات وكذلك العناية بالشجرة و تسميدها ومراقبة سقياها وغيرها من الأعمال إلى جانب الرجل بل قد تفوقه.

المرأة ملهمة

أما في المرحلة الحالية تقول أسماء :” تقريبا منذ ست أو سبع سنوات بدأت النساء بالالتفات للبن كجانب حديث وجانب تجاري وجانب شغف فدخلت كثير من النساء في مجالات تسويق البن بحيث أنه يتم تعبئة البن وتسويقه وبيعه ، كما أن هناك مجموعة من النساء اللاتي بدأن باتخاذ البن كحاجة مرتبطة بإيجاد حرفة ومهنة للمهتمين بالبن فدخلن في الأشغال اليدوية في الرسم في التطريز في عمل التحف والهدايا أيضاً في مجال الأكل صنعن كعك بالبن ، كيك بالبن ، منتجات كثيرة مرتبطة بالبن .

للسنة الرابعة على التوالي تقام فعالية عيد موكا التي تشهد على وجود تاريخ للبن اليمني الذي وصل لأصقاع الأرض وداعمة لبقائه والسعي لعودته إلى الصدارة كما كان من قبل، المرأة إلى جانب الرجل تقف دائماً في كل أمر يتعلق باليمن والقهوة أو البن اليمني لا يقل قيمة عن قضايا أخرى فبقائه في الواجهة ودعم الجهود للعودة لزراعته مسؤولية الجميع ، فها هي المرأة تساهم بشكل كبير في تنظيم وتجهيز فعاليات عيد موكا وحول هذا الأمر تشيد الشيباني بدور المرأة في إقامة الفعاليات والأنشطة المرتبطة بالبن سواءً كان في الداخل أو الخارج وتقول:” تساهم المرأة بشكل قوي في  تنظيم وإقامة الفعاليات الدولية الخاصة بموكا منها فعالياتنا في باكستان ،في مصر ، أسكوتلندا، في بريطانيا وفي روسيا وفي أمريكا، حيث تساهم  مجموعة من الفتيات الطالبات المبتعثات أو اللاتي درسن في الخارج والمقيمات في بتنظيم فعاليات لتذوق البن اليمني والتعريف به.

وأرفقوا الفعاليات بمجموعة من المنتجات اليمنية كعرض للملابس والإكسسوار والفضيات والصور  ومنها للتذوق كالكعك  اليمني وبنت الصحن والأكلات اليمنية الخفيفة التي غالباً تصاحب القهوة فالمرأه بشكل أساسي هي ركن أساسي وكبير في قضية إنجاح عيد موكا هي موجودة في جميع اللجان التنظيمية من أعلى الهرم إلى أسفله، مساهمة بشكل كبير في النشر وابتكار الأفكار والتواصل والترتيبات وبالتالي لا أظن أنه كان يمكن للعيد أن يكون بهذا الزخم وبهذه القوه خلال السنوات الماضية لو لم تكن المرأة موجودة ، دائما حيث ما توجد المرأة يوجد الإبداع ، يوجد الإلهام ويوجد التنوع”.

تاجرات بُن رائدات

ماركة “سمراء كوفي” التي استوحي اسمها من سمار البن هي ماركة صنعتها سارة الحاج من العدم لتصبح رائدة في مجال الأعمال من خلال مشروعها الذي يُعنى بتجارة البُن ، الشابة سارة نجيب مقبل الحاج من محافظة تعز عاشت لسنوات في محافظة الحديدة ، وبعد أحداث الحرب الأخيرة والقصف المتواصل على الحديدة قررت هي وعائلتها النزوح إلى صنعاء منذ ما يقارب أربع سنوات بدأت رحلتها في عالم البن الذي ولدت ووجدت عائلتها تتوارث هذا العشق والشغف أباً عن جد ومن هنا قررت أن يكون لها مشروع يتفق على عشقه الجميع.

تعرفت على الكثير من رواد الأعمال وتجار البن واستطاعت أن تأخذ الخبرة من بعضهم رغم الصعوبات التي واجهتها والرفض الذي كانت تواجهه من المجتمع كونها امرأة وتسعى للعمل في مجال يحتكره الرجال كالمعتاد لكنها لم تستسلم واستمرت في البحث والتطوير حتى أصبح لها ماركة خاصة فيها تكاد تكون أول امرأة يمنية تصنع لها براند أو علامة تجارية خاصة.

بدأت سارة بتحميص البن في البيت وتركت المجال للأصدقاء والمقربين بالتذوق ومرة تلو الأخرى حتى أصبحت متميزة في صناعة أصناف القهوة وأصبح لها منتج يحمل براند أو علامة تجارية خاصة فيها منذ سنتين تحمل اسم سمراء كوفي وبالفعل استطاعت أن تنافس كبار التجار في هذا المجال، كما أنها أضافت لمشروعها كل ما يتعلق بالقهوة من إكسسوار ومستلزمات صناعة القهوة وتبيعها للمهتمين عبر حساب الانستجرام .

تحرص سارة أن يكون منتجها طازج لا يٌخزن بالمراكز التجارية حتى لا تنتهي نكهته ويضيع مجهودها، لذا تعمل على البيع وقت الطلب سواء في صنعاء أو في بقية المحافظات وتعتمد سمراء كوفي أنواع بن مختلفة وفاخرة منها: 

 التحميصة التركية بالهيل وبدون الهيل، تحميصة ميديم(متوسطة) مع الهيل (وبدون هيل) إسبريس ، والقهوة العربي ،كذلك القهوة الحرازية. 

ماتزال سياسة عمل “سمراء كوفي” قائمة على العمل إلكترونياً عبر الطلب عن طريق حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك التوصيل إلى جميع محافظات الجمهورية عبر مكاتب الشحن الداخلي إضافة إلى التوصيل خارج البلاد عبر مكاتب الشحن الدولي

تطمح سارة الحاج أن تصل بسمراء كوفي إلى أن تكون علامة تجارية منافسة لأكبر شركات القهوة في اليمن وخارجها كي تضع بصمة امرأة استطاعت أن تدخل مجال التجارة من بوابة البُن.

التاج البني!

تكاد كل النساء اليمنيات يجمعن على عشق القهوة إن لم يكن إدمان ، فالحب كما يقال يصنع المعجزات ومن المعجزات أن تدخل الشابة اليمنية منافسة الرجل في تجارة البن متحدية كل الظروف والاعتقادات والأقاويل التي ستحاك حولها ضاربة كل الكلام السلبي عرض الحائط كما هو حال صاحبة مشروع  براون كراون ويعني التاج البني نسبة للون البن للشابة رهام هاشم خريجة علوم إنسانية تخصص لغة إنجليزية ، يقوم المشروع بإنتاج البن وتحميصه وتحضيره بطرق مختلفة وهو منتج يحتوي على حبوب البن اليمنية الخالصة وتقول رهام لنسوان أنها تصدر حبوب البن المختصة والتجارية إلى الخارج.

بدأت مشروعها للتو لكنه وضع بصمة رغم قصر عمره، الذي تجاوز العام، وكانت بدايتها بين الأهل والأصدقاء الذين ساندوا ودعموا هذه الخطوة، ولأنها تهوى البن لما يتميز به نكهات ومذاق خاص استطاعت أن تتغلب على العراقيل التي واجهتها خاصة فيما يتعلق بمعرفة الأصناف والشراء والبيع خاصة وأن معظم الناس لا يثقون أن يشتروا منتج كالبن من امرأة، لكنها تعدت كل هذه المعوقات وبدأت الثقة تكبر بينها وبين عملاءها. بمناسبة عيد موكا ، تتمنى رهام أن ترى البن اليمني يعود للصدارة كما كان.

وتظل القهوة مثل الحب، كلما صبرت عليها أكثر، ازداد طعمها حلاوة فما بالكم إن كانت القهوة يمنية متفردة ومتصدرة بمذاقها ونكهاتها المتعددة.

مقالات اخرى