نسوان فويس – امل وحيش
الراديو الوسيلة الإعلامية الأكثر استماعاً وحميمية على مر السنين ، فالمكانة التي يحظى بها منذ تأسيسه حتى اليوم جعلت الأمم المتحدة تخصص له يوماً عالمياً ليُحتفى به كونه الأكثر قرباً من الناس فاختارت 13فبراير من كل عام لهذه المناسبة وكان الإعلان عن هذا اليوم في العام2011م.
تعد اليمن من أوائل الدول العربية التي أُدخلت إليها الإذاعة ،حيث بدأت بريطانيا إبان احتلالها لجنوب اليمن بثها الإذاعي في عدن في العام 1940م وتحولت بعد ذلك إلى إذاعة راديو عدن في العام 1954 كأول إذاعة رسمية في الجزيرة العربية ، ثم جاءت إذاعة صنعاء في العام 1946 م .
يوجد اليوم في اليمن عشرات الإذاعات الحكومية والخاصة والمجتمعية ولوحظ تزايد عدد الإذاعات بعد أحداث الحرب في اليمن مطلع العام 2015م .
مذيعة الراديو في اليمن
مذيعة الراديو في اليمن منذ انطلاقة العمل الإعلامي وتحديداً الإذاعي كانت مثالاً للمرأة القوية التي تحدت العنصرية ضدها كونها أنثى تعمل في مجال الإعلام فكونت لها اسماً يليق بها كامرأة يمنية لها رسالة استطاعت أن توصلها من خلال وسيلة إعلامية لها سحرها كالإذاعة فاستطاعت أن تثبت نفسها وتنافس الرجل في مجال كان محرماً عند معظم اليمنيين بسبب الجهل وضحالة التعليم، وفي الوقت الحالي استطاعت المذيعة وتحديداً مذيعة الراديو أن تؤكد أنها قادرة على العطاء من أي مكان رغم وجود الكثير من المعوقات والعراقيل إلا أنها مستمرة في تقديم المحتوى الجذاب الذي يهم المستمع الباحث في الراديو عن متنفس يهرب إليه من واقع الحرب التي أثقلت كاهله.
بمناسبة اليوم العالمي اخترنا نماذج تعمل في مجال الإعلام وخاصة الراديو منها أسماء مخضرمة عملت في مجال الإذاعة لعقود ،وأسماء ماتزال في بدايتها ولديها طموحات قد تتخللها عراقيل لكنها ماضية قدماً نحو الأمام دون الالتفات للوراء أو التوقف في المنتصف.
أصوات خالدة “سامية العنسي“
صوت لايُمل وأداء يأسرك ويجعلك تحلق في ملكوت الكلمة العظيمة بعظمة ما قدمت للإذاعة خلال عقود .
أ. سامية محمد ناصر العنسي من مواليد 1/6/ 1962 م بمدينة تعز ، إعلامية فرضت احترامها على الجميع سواء من الرعيل الأول أو الجيل الجديد من الإذاعيين، عشقت مهنتها وأدت بإحساس لتوصل ما بقلبها فيصل لكل القلوب ،عملت في المجال الإذاعي لأكثر من 40 عاماً في إذاعة تعز وفي إذاعة صنعاء .
بدأت سامية العنسي في عالم الإعلام مبكراً فالتحقت بالعمل الإذاعي عبر إذاعة تعز وهي في الخامسة عشر وفي العام 1977 م تقلدت الكثير من المهام خلال مشوارها الإذاعي فمن نائب لمدير عام البرامج لشئون المرأة والطفل إلى مسئولة عن إعداد تقارير تقييمية عن اداء عمل المذيعين والمذيعات في الاذاعات المحلية على مستوى الجمهورية اليمنية .. باعتبارها عضوا في لجنة اختبار المذيعين ( إذاعة صنعاء البرنامج العام ).
تعتبر سامية العنسي من أوائل مذيعات ومقدمات البرامج في التلفزيون من1979م حتى 1983م .. فقد عملت كمذيعة تلفزيون لأول محطة تلفزيونية تجريبية عام (1978م) بمدينة تعز …”صفحة أكرم الأسطى”
هي ليست صوت فقط بل كاتبة تكتب لتقرأ بإحساس الكلمة التي تريد أن توصلها للمتلقي فكان لها مرادها من خلال العديد من البرامج والأعمال الإذاعية التوعوية والحوارية وغيرها وكان الطفل والمرأة من أولويات اهتمامها خلال ما قدمته في مسيرتها الإعلامية.
استطاعت سامية العنسي صاحبة الصوت الشجي أن تنقش في جدار ذاكرة كل من استمع إليها اسماً وصوتاً سيخلده التاريخ. وماتزال ماما سامية أستاذة في العطاء ، من خلال ما قدمته وما تقدمه حتى اليوم.
صوت الفرحة “أنيسة محمد سعيد“
أنيسة محمد سعيد من أشهر الأصوات الإذاعية ومن الهامات الإعلامية كبيرة فهي أول مذيعة في إذاعة تعز وصاحبة الفرحة الطويلة التي أدخلتها إلى قلوب مستمعيها من خلال برنامجها الشهير “ما يطلبه المستمعون”.
ولدت المذيعة والإعلامية أنيسة محمد سعيد عام 1955 بمدينة تعز، وتلقت دراستها الأولية في المدينة، لتلتحق في وقت مبكر من عمرها بالعمل الإذاعي وهى ماتزال في الصف السادس.
بدأت بالعمل الإذاعي كقارئة لرسائل الكفاح التي كانت تقدمها للثائرات الجنوبيات خلال فترة الاحتلال البريطاني لليمن.بعدها عملت كقارئة نشرات ومذيعة ربط، فتركت لها بصمة في العديد من البرامج إعداداً وتقديماً، مثل برنامج ” الأسرة” و«نادي المستمعين»، «ركن المرأة»، «وجهة نظر»، «الجيل الصاعد»، «أنت والإذاعة»، «لقاء مع فنان»، وصولاً إلى البرنامج الشهير الذي وصل إلى كل بيت ونال شهرة واسعة، وهو «ما يطلبه المستمعون».
تلقت العديد من الدورات الخارجية والمحلية في مجال العمل الإذاعي واستطاعت أن تفرض وجودها كامرأة يمنية تعمل في حقل يحتكره الرجال فكانت على مدى 50 عاماً مثالاً للإعلامية الناجحة التي لن ينساها جمهورها ولا الساحة الإعلامية في اليمن لأنها تركت بصمتها الإيجابية في تاريخ الإذاعة وتحديداً إذاعة تعز.
مذيعات يواصلن الشغف رغم العراقيل
زمزم قاسم الخولاني خامة صوتية مميزة يستطيع المتابع لها عبر الأثير أن يميز صوتها من بين مئات الأصوات من مواليد 1988 محافظة صنعاء ،خريجة إعلام تخصص إذاعة وتلفزيون ، عملت في المجال الاعلامي منذ 2004 كاتبة في بعض الصحف اليمنية ثم انطلقت للعمل المسموع في منتصف 2011 كمعدة ومقدمة برامج في إذاعة يمن اف ام وهي أول إذاعة خاصة تبث على موجة الاف .قدمت زمزم العديد من البرامج الإذاعية المتنوعة منها السياحية ،الوثائقية ،الإخبارية ، الاجتماعية وغيرها.
في العام 2019 بدأت ممارسة العمل التلفزيوني كقارئة أخبار ومقدمة برامج في قناة اليمن.
صعوبات وإضافات
حول الصعوبات التي تواجهها الإعلامية وخاصة المذيعة في الراديو تقول زمزم قاسم:” أبرز الصعوبات أولها تقبل الأهل فكرة ان تعمل الفتاة في هذا المجال، أيضا الدخلاء على المهنة ،عدم اختيار المعايير المناسبة للمذيع وأيضا ما يناسب المجتمع المحافظ من خلال طرح المواضيع ، طريقة الطرح ، طريقة التعامل مع المستمع ،وكذلك تطرقت إلى موضوع الأجور فهي متدنية بالنسبة للإعلاميين خاصة في الحقل الإذاعي.
زمزم تعشق العمل الإعلامي لأنها وجدت من يرى أنها ستكون يوماً ما مذيعة أو صحفية وهو الوالد المشجع والداعم الأول للفتاة الأمر الذي جعلها شغوفة بمهنة الإعلام وخاضت غمار التجربة قبل أن تكمل التعليم الجامعي تقول زمزم أن العمل الإذاعي أضاف لها الكثير فقد نقلها من الإعلام المقروء إلى المسموع الذي ساعد في إيصال الرسالة بشكل أسهل من خلال تفاعل الناس في البرامج المباشرة والاجتماعية ، كما أن هذا المجال منحها الثقة في النفس والثقافة والاطلاع أكثر في كل برنامج تعده أو تقدمه.
طموحات ورسائل
تتمنى زمزم من خلال عملها الإعلامي أن تصل رسالتها للعالم ليس فقط للمجتمع اليمني ، أيضا تطمح بأن يكون لها مشروعها ومنبرها الخاص الذي تستطيع من خلاله أن تخاطب الجمهور.
رسالتها لزميلاتها المذيعات بأن يحاولن التركيز أكثر أثناء اختيار البرامج وأن يتحلين بالثقافة العالية والحضور الجيد والكاريزما، والأهم هو امتلاك الموهبة التي توصل من خلالها رسالة للمتلقي .
وبمناسبة اليوم العالمي للإذاعة تتمنى زمزم قاسم لإذاعتها” يمن إف إم” مزيدا من النجاح في ذكراها العاشرة ومزيداً من التطور لطاقمها وكادرها وجمهورها كما هي أمنية منها لكل الإذاعات المحلية بالنجاح والتطور أيضا.
نظرة قاصرة للمذيعة
آزال وضاح مذيعة حديثة العهد بالعمل الإذاعي لكنها متمكنة ومثقفة وملمة بأي موضوع تتناوله على الهواء
عملت في إذاعة لنا المجتمعية وحالياً تعمل في راديو بندر عدن بمحافظة عدن ولأن الشغف والموهبة هي بوابة الوصول لقلوب الناس بدأت آزال شغفها وهي ماتزال طالبة في المدرسة من خلال التقديم الإذاعي والتمثيل وبعد تخرجها من الجامعة تعمل الآن في المجال الذي تعشق رغم المعارضة التي لاقتها من الأهل ورغبتهم أن تلتحق بمجال آخر غير الإعلام فالتحقت بمجال الكيمياء لكنها صنعت كيمياء جميلة بينها وبين مستمعيها من خلال ما تقدمه من برامج خاصة البرامج التي تهتم بقضايا المرأة فكلما كانت المرأة أقوى كانت المذيعة أقوى وأفضل كما تقول.
تتطرق آزال إلى أبرز المعوقات التي تواجهها المذيعة في الراديو خاصة عند ابدائها رغبتها بالعمل في المجال الإعلامي حيث تؤكد أن النظرة المجتمعية للمرأة التي تعمل في مجال الإعلام ما تزال نظرة دونية تنتقص من دورها وأهمية تواجدها في حقل الإعلام إلى جانب الرجل ، كما تنوه إلى أن الوضع الحالي جعل المذيعات يكتفين بتقديم البرامج المجتمعية والابتعاد عن البرامج السياسية ومناقشة القضايا الحساسة خوفاً على أنفسهن من التعرض للأذى. مع ذلك تظل متفائلة بأن الإنسان الذي يريد أن ينجح لن يستسلم مهما كانت المعوقات وتدعو الإعلاميات خاص المذيعات إلى التطوير من ذواتهن والالتحاق ببرامج تأهيلية تمكنهن من الانطلاق بقوة.
محتوى جيد وأجور متدنية
الجانب المالي من أبرز الجوانب التي تدعو للاستمرارية في كافة الأصعدة وفي مجال الإعلام يشكي الكثير من تدني الأجور التي تقلل من شأن العاملين في الوسط وترى آزال بأنه ظلم للإعلامي .
ويحتل المحتوى الصدارة في كسب ود الجمهور لذا فإن آزال تركز على ضرورة أن تكون المادة المعروضة موثوقة وقوية وتحوي معلومات قيمة ومفيدة للمستمع فالمحتوى الجيد يعد أمانة ملقاة على عاتق المذيع بحسب رأي آزال .
تقدم آزال برامج إذاعية خلال الفترة الوجيزة التي التحقت بها في العمل الإذاعي تعنى بهموم وقضايا مناصرة المرأة مثل برنامج “مكانتي” وبرنامج “مناهضة العنف”
تتمنى آزال وضاح بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة لزميلاتها عاماً مليئاً بالأحلام المنطلقة والأفكار الواعدة.