“نسوان فويس” تناقش تحديات جرائم قتل النساء في اليمن

شارك المقال

متابعات – نسوان فويس

أقامت منصة نسوان فويس اليوم الأربعاء، جلسة نقاش افتراضية، حول جرائم قتل النساء في اليمن.

ارتكزت الجلسة التي أدارتها الإعلامية بشرى العامري على ثلاث محاور رئيسية: المحور الأول يقدّم قراءة معمقة في الترابط بين التحريض وخطاب الكراهية من جهة، وتنامي العنف والقتل من جهة أخرى.

المحور الثاني يسلّط الضوء على التحديات القانونية والقبلية التي تعيق الوصول إلى العدالة، وكيف تتحول الثغرات إلى حماية غير مباشرة للجناة.

أما المحور الثالث فيتناول الآثار النفسية والاجتماعية لصمت المجتمع ووصم الضحية، وكيف يصبح هذا الصمت حاجزاً إضافياً أمام الإنصاف.

وتأتي الجلسة لتسليط الضوء على واحدة من أشد القضايا إلحاحاً في الواقع اليمني فجرائم القتل بحق النساء، وما يرافقها من تحريض اجتماعي، وصعوبات قانونية، وصمت مجتمعي يجعل الطريق إلى العدالة أكثر وعورة وتعقيداً.

من التحريض إلى العنف قراءة في حوادث القتل

كانت البداية مع الأستاذة داليا محمد – عضوة تكتل وهج النسوي والرئيس التنفيذي للمؤسسة لأجلك، التي استعرضت فيه كيف يمكن للخطاب الاجتماعي والإعلامي أن يهيئ بيئة تُسهّل ارتكاب الجريمة.

وأشارت إلى أن الصمت المجتمعي على جرائم القتل ضد النساء هي أكبر جريمة والتي تتسبب في عدم تطبيق العقوبات كما ينبغي، منوهة إلى أن دخول أمور الصلح والتحكيم يساهم في عدم تطبيق العدالة.

كما أوضحت محمد، بأن غياب حماية الشهود يجعل الشهود يتراجعوا عن الشهادة، لافتة إلى أن ضعف مؤسسات الدولة وتأخر القضايا في المحاكم يسهم بشكل كبير في انتشار الجريمة وخاصة بحق النساء، كونهن من الفئات الضعيفة في المجتمع.

وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعية أصبحت مساحة للتشهير ولنشر الشائعات ولوم الضحية بدلا من الانتصار لحقها وقضيتها.

التحديات القانونية والقبلية

وفي المحور الثاني استعرضت المحامية والمدافعة عن حقوق الانسان سماح سبيع جملة من الأسباب التي تؤدي الى فشل تطبيق القانون في قضايا العنف ضد المرأة.

وقالت يعود غياب أو ضعف تطبيق القانون في قضايا العنف ضد المرأة إلى عدة أسباب متداخلة، يمكن تقسيمها إلى ثلاثة محاور رئيسية: هي القصور المؤسسي والتنفيذي، والنفوذ الاجتماعي والحاجة إلى إصلاح تشريعي.

وأضافت سبيع أنه على رغم وجود بعض القوانين الجيدة المستقاة من التشريعات المصرية والفرنسية، إلا أن هناك حاجة ماسة لتعديلها وتحديثها.

صمت المجتمع ووصم الضحية

وفي المحور الثالث والأخير قدمت فيه المعالجة النفسية ريم العبسي، ورئيسة منظمة بذرة للسلام والرفاه النفسي، طرحها الذي أمدت فيه بأن جرائم قتل النساء لا تنتهي عند وقوعها، بل تستمر آثارها النفسية والاجتماعية لسنوات داخل أسر الضحايا، خصوصاً لدى الأطفال.

وأشارت إلى أن الجرائم لا تهدد المرأة بعينها بل أيضا تهدد الأسرة والمجتمع.  منوه إلى أن المجتمع لا يكتفي بالصمت عن الجرائم.. بل أنه أيضا يحملها سبب الجريمة. خاصة لو كان المجرم ذو سطوة.

اختتمت مديرة الجلسة بتقديم الشكر للمتحدثات ولـمنصة نسوان فويس، مؤكدة على أن التوصية الأهم التي أكدها الجميع هي: أن هذه الجرائم ليست قدراً محتوماً. إن كسر دائرة العنف يبدأ بالوعي.

وشددت مديرة الجلسة على أن: “أصواتنا حين تُقال معاً تصبح أقوى، والعدالة حين يُطالب بها النساء والرجال معاً تصبح أقرب.”

مقالات اخرى