1.5 مليون امرأة يمنية تفقد الرعاية النفسية المنقذة للحياة

شارك المقال

كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) أن البلاد لا تضم سوى 46 طبيباً نفسياً فقط لخدمة أكثر من 7 ملايين شخص يُقدر أنهم يعانون من صدمات وضغوط نفسية حادة ، ما ينذر عن اقتراب فجوة كارثية في الرعاية الصحية النفسية بانهيار وشيك في اليمن.

تقليص الدعم وإغلاق المراكز الحيوية

خلال السنوات الست الماضية، أنشأ صندوق الأمم المتحدة للسكان، بتمويل من الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وكل من كندا والنرويج، ستة مراكز للصحة النفسية في اليمن.

لكن الصندوق أعلن عن تقليص خدماته الصحية والإنسانية بنسبة 40% مع نهاية مارس 2025، مما أدى إلى فقدان ما يقرب من 1.5 مليون امرأة الوصول إلى خدمات منقذة للحياة وإغلاق مراكز حيوية مخصصة للعنف ضد النساء.

كما أُغلقت عشر مساحات آمنة للنساء والفتيات، وفقد أكثر من 400 عامل يعملون في هذه المراكز وظائفهم. وأُغلق كذلك أحد المراكز الستة للصحة النفسية.

أزمة نفسية عميقة للنساء والفتيات

لأكثر من عقد، تستمر معاناة النساء والفتيات في اليمن من صراع لا يهدأ، ونزوح متكرر، وصدمات مناخية، ما دفعهن إلى أزمة عميقة في الصحة النفسية تتفاقم باستمرار. الكثير منهن فقدن أحبّاءهن، ومنازلهن، وسبل عيشهن، وأصبحن -في كثير من الأحيان-المعيلات الوحيدات لأسرهن وسط فقر مدقع.

غذّى هذا الاضطراب المستمر مشكلات خطيرة في الصحة النفسية، من بينها اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب. وقد فاقم النزوح من معاناتهن، إذ قطع روابط اجتماعية حيوية وتركهن معزولات وضعيفات.

وأدى تصاعد النزاع وما تبعه من تداعيات إنسانية إلى إضعاف مكانة النساء والفتيات في المجتمع اليمني، مما أدى إلى تآكل شبه تام في آليات الحماية الخاصة بهن وزيادة تعرضهن للعنف وسوء المعاملة.

من بين 4.3 مليون نازح في السنوات الثلاث الماضية، حوالي نصف النازحين هم من النساء، 27 % منهن دون سن 18 عامًا. وآليات التكيُّف التي يعتمدن عليها استنفدت أقصى إمكاناتها، وهن أكثر الفئات تضررًا ومن يدفعن الثمن الباهظ كما هي الحال غالبًا في الأزمات الإنسانية..

ومع قلة خيارات الإيواء المتاحة، تعاني النساء والفتيات النازحات في العادة أشد المعاناة من جراء الافتقار إلى الخصوصية، والتهديدات لسلامتهن، وقلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، وهو ما يجعلهن أكثر ضعفًا وعرضةً للعنف والإساءة من أي وقت مضى. تزداد احتمالات فقد الفتيات النازحات لإمكانية الالتحاق بالمدارس، لأن الأسر التي تعاني قلة الموارد لا تعطي أولوية لحقهن في التعليم.

أعباء اقتصادية وأسر مستنزفة

ويزيد فقدان الرجل عائل الأسرة لأسباب تتصل بالصراع من الأعباء الاقتصادية التي تواجهها النساء، لا سيما في حالة الأسر التي تعولها نساء، وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21 % من هذه الأسر عن 18 عامًا.

تشتد الضغوطات أكثر حينما تجد النساء أو الفتيات أنفسهن مسؤولات عن إعالة أسرهن، لكن هن أنفسهن حُرِمن من التعليم الأساسي أو التدريب المهني الذي يُمكِن أن يؤهلهن لخوض سوق العمل. وفي غياب تمكين ودعم كافيين، تصبح النساء والفتيات معرَّضات للقبول بإستراتيجيات تكيُّف سلبية مثل زواج الصغيرات وعمالة الأطفال.

تم توليد الصورة بواسطة الذكاء الاصطناعي

مقالات اخرى