نظّمت منصة نسوان فويس، اليوم الثلاثاء، جلسة نقاش افتراضية هامة بعنوان “مواجهة سرطان الثدي بالمعرفة والعلم”، أدارتها الصحفية سارة الجعماني.
عُقدت الجلسة عبر تطبيق الاتصال المرئي “زوم”، وشهدت مناقشات معمقة توزعت على ثلاثة محاور رئيسية.
الحقائق الأساسية حول سرطان الثدي
الدكتور لبيب الأغبري استشاري جراحة العامة وجراحة الأورام والمناظير، سرد في هذا المحورمجموعة من الحقائق المتعلقة بسرطان الثدي، أولها أن سرطان الثدي هو الأول عالميا إذ يصيب امرأة من كل ثمان نساء حول العالم.
وتطرق إلى العوامل التي تساهم في تفاقم سرطان الثدي، أولها: التقدم في العمر، والعامل الوراثي والجيني، والتداوي بالهرمونات، إلى جانب ظهور الدورة الشهرية في وقت مبكر وانقطاعها بوقت متأخر، إضافة التدخين.
وأشار الدكتور الأغبري إلى المراحل الثلاث للتشخيص، المتمثلة في التشخيص السريري، والتشخيص بالأشعة كمرحلة تالية، ثم التشخيص النسيجي كمرحلة أخيرة.
وذكر أبرز مظاهر وعلامات المرض، مثل ظهور كتلة، واحمرار الثدي، إضافة إلى انسحاب الحلمة للداخل، أو ظهور افرازات، وتغير في ملمس الثدي، وظهور ما يشبه شكل قشرة البرتقالة. مشيرا أن الأعراض أحيانا قد تبدأ في الإبط.
ونوه الدكتور الأغبري إلى الخطوات التي يقومون بها كأطباء عند اكتشاف العلامات، ابتداءً بإجراءات فحص العينة ثم الصبغات المناعية، والهرمونات، ثم التدخل الكيماوي والتدخل الجراحي فيما بعد. وشدد على أهمية الفحص المبكر لتلافي تفاقم الحالة.
أشكال التدخل الجراحي للتعامل مع الثدي المصاب: الإزالة الكاملة للثدي، أو المحافظة على الثدي وإزالة الورم، أو الإبقاء على الجلد الخارجي وإزالة الغدد الليمفاوية
في السياق أشار الأغبري لأشكال التدخل الجراحي، المتمثلة بالإزالة الكاملة للثدي، أو المحافظة على الثدي وإزالة الورم، أو الإبقاء على الجلد الخارجي إزالة الغدد الليمفاوية.
موضحا أن استئصال الغدد الليمفاوية من الابط، قد يتسبب بتورم في اليد ل 30 -35% من المصابات، لكن علاجه لا يكون إلا طبيعيا عبر رفع اليد والتدليك واستخدام الشرابات الضاغطة.
ونبه الأغبري لأهمية عدم التعرض لحرارة ولا إبر، ولا إجهاد للتقليل من الاحتباس في اليد.
وفي سؤال طرح على الأغبري، عن كيف ندعم أو نتعامل مع المريضة التي تشعر بالخوف؟ أجاب، الدعم النفسي نقطة مهمة، نحن في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ضمن مراكز الكشف المبك، يوجد وحدة للدعم النفسي، أيضا نحن في الجراحة لدينا مسئولية في كيفية إيصال المعلومة للمريض وفي نفس الوقت بث الأمل، السرطان لا يعني الموت، وهو مرض قابل للتعافي، والدعم الروحي والارتباط بالله عزوجل، وهنا أدعو الأسرة والمحيط بأهمية دعم المريضة كل هذه الأساليب تلعب دور في التخفيف عن المريضة، لكن لمن لديهم خوف مرضي نلجأ لإحالتهم لإخصائيين نفسيين.
لدينا من الكوادر المؤهلة والمقتدرة في اليمن ما يغني المريض من عناء السفر، وتبديد الوقت في إجراءات الأولى أن تسخر لصالح العلاج الآني العاجل
تجربة شخصية للكحلاني مع المرض
وتناول المحور الثاني تجربة الدكتورة آمال الكحلاني استشارة الأشعة التشخيصية، والتي تحدثت عن تجربتها وما تخللها من تبعات المرض، إذ تطرقت الكحلاني لقصة اكتشافها للسرطان، وللصدمة التي انتابتها جراء اكتشافها هذا، وعن الكيفية التي تخطت بها هذه المحنة رغم اكتشافها مجددا إصابتها في 2023، مشيرة إلى أهمية الثقة والإيمان واللجوء السريع للعلاج للانتصار على المرض.
الكحلاني قالت إن لدينا من الكوادر المؤهلة والمقتدرة في اليمن ما يغني المريض من عناء السفر، وتبديد الوقت في إجراءات الأولى أن تسخر لصالح العلاج الآني العاجل.
مؤكدة أنه في حال ارتاب المريض بتشخيص ما، فلا بأس أن يلجأ لأكثر من طبيب، خاصة أنه لا تنقصنا الإمكانيات للتعامل مع المرض.
وشددت الكحلاني أن العينة هي حجر الأساس في اكتشاف المرض، وتحديد نوع السرطان، ودرجة تسربه وانتشاره واستجابة الهرمونات.
التفاعل المجتمعي منذ انطلاق المؤسسة بتعز في 2008/2009 كان ضعيفا للغاية، واجهنا نوع من المقاومة الناعمة، لكن الوضع اختلف الآن بفعل صمود الكوادر والتفاف المجتمع وإدراكه لأهمية مواجهة سرطان الثدي، خاصة مع انتشاره المحافظة
دور المؤسسات والدور المجتمعي
في المحور الثالث الذي تناول دور المؤسسات والدور المجتمعي في التوعية بأمراض السرطان. قالت الأستاذة إمتياز الزبير مدير إدارة الإعلام في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز، إن الشراكة المجتمعية هي الرافعة الأولى لجميع مراكز السرطان في الجمهورية بما فيها مركز السرطان في تعز، مؤكدة أن الدور المجتمعي يشمل المؤسسات الحكومية والاهلية والمبادرات المجتمعية والشبابية المختلفة .
وأوضحت أن التفاعل المجتمعي منذ انطلاق المركز بتعز في 2008/2009 كان ضعيفا للغاية، واجه فريق العمل حينذاك نوع من المقاومة الناعمة ، لكن الوضع اختلف الآن بفعل صمود الكوادر والتفاف المجتمع وإدراكه لأهمية مواجهة سرطان الثدي، خاصة مع انتشاره في المحافظة.
وتطرقت الزبير لتطور نشاط العيادة الوردية التي شهدت إقبال بدأ ضعيفا لكنه تزايد حتى اضطروا لفتح عيادتين تقوم بالنزولات الميدانية للأرياف والمناطق النائية.
وقالت لم نغفل أيضا أهمية اللجوء للخطاب الديني في رفع التوعية، بأهمية الكشف المبكر، والتعامل مع المرض.
وأضافت الزبير أنه من خلال عملهم الميداني في المركز فإن النسبة الأكبر من المصابات تتراوح أعمارهن (40-45) وما فوق، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد حالات من 20 وما فوق.
وتحدثت أن أبرز التحديات التي تواجههم في المركز تتمثل في عدم استمرارية الدعم، وعدم استمرارية المريضة في العلاج.
وذكرت أن المركز لا يقدم الدعم النفسي بشكل مباشر، لكنهم عبر قطاع المرأة والطفل في المؤسسة ممكن أن يقدموا هذا الدعم بشكل غير مباشر من خلال أنشطة متفرقة.
وأشارت إلى أنه من مؤشرات ارتفاع الوعي الجمعي، هو التحاق بعض المتعافيات كمتطوعات مع المؤسسة للتوعية والتثقيف وأبرز نماذج تخطت هذا المرض بنجاح.

